[b]
من مجلة السينما والناس
بقلم الكاتب الصحفى الكبير حلمى سالم
لم اعرف فنانا على كثرة ماعرفت اعطى الفن كما اعطى حليم فهو لم يكن يتعامل مع الغناء وانما كان يعيشه وكانت حياته كلها من اجل الغناء ولم يبحث عن المادة ولذلك مات فقيرا قياسا بمطربى هذه الايام مع الفارق الكبير بينه وبينهم فكلهم يغنون على هامش مدرسته فى الغناء ورغم مرضه الذى قضى عليه فى النهاية الاان الغناء كان دواؤه الوحيد حتى ان طبيبه قال اتركوه يغنى مع انه كان يعرف كم يبذل حليم من جهد فى الغناء وحكاية قديمة احكيها تؤكد ان الغناء كان هو الدواء الوحيد لحليم مرة اتفقنا على اجراء حوار وعندما ذهبت اليه فى البيت كان يمر بازمة صحية وكان راقدا على فراش المرض وعندما اخبروه بحضورى طلب ان ادخل عنده وعندما دخلت هالنى مارى كان حليم يرقد تحت ملاءة بيضاء فى جلبابه الازرق الفاتح ولم يكن يظهر سوى راسه حتى اننى ترددت ان افتح معه الحوار كان منظره مؤلما فجلست صامتا واستشعر هو جرحى من الحالة الاانه فتح الحديث وشجعنى على الحوار وعندما ارتفعت درجة حرارة الحوار اذ بحليم يتغير تماما وكان حديث الغناء عبارة عن حقنة فيتامين فقد جلس حليم وبدا انه يسترد عافيته فقط لان الغناء كان حياته كلها وكان علاجه ايضا لقد اعطى حليم حياته للغناء فاعطاه الغناء الخلود