بين التجديد والتهديد

اهلا بكم مجددا بعد غياب دام اكثر من اسبوعين عن المنتدي
وليست الاعذار هي رجائي ولكني اود ان ترحبوا بي مجددا وكأني كنت مسافر فانا كل يوم فعلا مسافر
مسافر في عالمين عالم واقعي فاذا هي المركبات و(قش الارز) وعالم الخيال فلا منه انا عائد
وجئت اليوم افتح موضوعا حواره اشتعل منذ عهد الخمسينيات اي انه موضوع ليس بالجديد علينا رغم خلافنا فيه واوجه اتفاقنا
واوجه النقد الفني الذي ارتكز عماده علي قواعد معينة من اهمها مبدأ الاصالة وهو ما ادي لكل هذا الخلاف
ولا شك ان اصل المشكلة هي في فهم مصطلح الاصالة علي انه الحفاظ علي التراث وعدم اختلاطه باي عامل من عوامل التجديد وعليه كان سيد الموقف هو هذا الفهم وعدم السير به يوصف علي انه انحراف عن مسار الاصالة والفن الراقي
ولا شك ايضا ان مبدأ التجديد ليس بالفرعي وانما هو عامل اساسي بل انه يعمل كستار خفي للحفاظ علي التراث ففي التجديد همسات الاصالة وفي الاصالة نبض التجديد
لكن
لكن اذا تحدثنا عن عبد الحليم سنجد ان تجديده( ليس تحديثه) علي الاغنية العربية شكل نوعا من الخطورة عند اغلب النقاد
سنضع تجديد عيد الحليم موضع السلاح المتقدم في استطاعة اي قوة لديها سلطة دولية استخدام هذا السلاح فمنه دفاع عن اعماق الوطن ومنه الهجوم علي اطراف الغير بل التوغل داخل مساحة الغير فعلا سلاح التجديد اما ان تحافظ به عن تراثك واما ان تهاجم به عن فنك بلسان انك تدافع بالتجديد عن ارضك وعن تراثك
ولا شك ان نظرية سلاح المعركة الحقيقية هو السلاح الذي توصل له الطرفيين والا ستكون مذبحة وليست حربا
هنا نتحقق من شئ
ان سلاح التجديد غير مجري شعوب الارض ليس في مجال الفن وانما في سائر المجالات
وتجديد الفن علي خلاف شتي انواع المجالات هو اسمي ما اقترن التجديد به
ولا معني ولا علاقة بين مصطلح التجديد بمصطلح العولمة
اجل العولمة
اولا التاثر من الثقافات الغربية ثم التكامل بمصطلح العولمة
وشرط التجديد في نظري يخلو من عنصر الثقافات الاخري ليست الغربية فحسب وانما اي ثقافة خارجية اخري
فالفن العربي والادب العربي كافي جدا ان نجدد منه ما حيينا وحيثما اردنا فتراثنا لغته تجديد في حد ذاته
ويبدو ان محمد الوهاب تاثر بالثقافة الغربية وبالفن الغربي وليس مخطئا الرجل فانا ايضا تاثرت وانتم ايضا تاثرتهم وعبد الوهاب استخدم بذكاء هذا الاسلوب من التثر واثره في مبدأ التجديد باستخدام قوالب وان كانت غربية لكنها تتفق مع ايقاعنا الشرقي ومقامتنا النضرة ولا شك في هذا فالذي يسمع بتهوفن او تشايكوفسكي او دفوراك يدرك الهمسات الشرقية الخافتة والواضحة
اذن فموسيقاهم من موسيقانا وليس العكس وهذا الصحيح حسب التواريخ والاصول في الشعر الذي تطور والموسيقي التي استحدثت والايقاعات التي تم التلاعب فيها وعليه استخدم عبد الوهاب المقامات القريبة من الموسيقي الغربية واستعربها مقاميا ولحنيا وايقاعيا
لكن توزيعيا اختلف البعض
قدم المعلم درسا وشرح المسألة
لكن للمسألة اكثر من حل كما يروق للبعض الحل السهل وحل وسط وحل جزري وحل معتاد
فهذا هو حال الملحنين مع عبد الوهاب ولكل ملحن لونه واداءه واختياره في التوزيع الذي سهل دربه عبد الوهاب وساروا من نهجه في التاثر لكن المشكلة الافراط في التثر لحد التوهم بانها موسيقانا فاستخدما الايقاعات واساليب التوزيع وعليه سار عبد الحليم
مشكلتنا اليوم هي ايضا التوهم بل الاقتناع واليقين بانها الالحان والمقامات وهذا خطأ فادح
فهل عبد الحليم كما استخدم الكلمات والالحان بطريقة صحيحة وفقا للشعراء والملحنين وكما نقول بالمصري (لعبها صح ) الا انه وقف امام سلاح التجديد وفضل اختيار الالات الغربية كتجديد مباشر وعليها الايقاعات ايضا
فهل معني استخدام الالات الغربية اننا بنزرع تجديد في موسيقانا
بالطبع خطأ وهو ما صرح به عبد الحليم ذاته
الا ان منطلق الاستخدام بالالات الغربية كنوع من التاثر في الموسيقي الغربية ادي بمرور السنوات لحد العولمة وعليه اصبح بيتنا دارهم ودارهم دارهم
اما نحن فالقينا علي الطرقات تصتدم بنا سيارات ومركبات تجرها دوافع مادية باسم التجديد علي الموضة
لا تقولي لي عبد الحليم سبق عصره في تلك النقطة فانا كنت افضل تاخره افضل
ولا تقولي لي بانها كانت الوسيلة الوحيدة لشهرتها علي عاتق التجديد
نحن ندرك ان عبد الحليم نجح بسبب التجديد في اللحن والكلمات ليس بسبب التوزيع وان استمر علي ايقاع التوزيع الغربي
اذن فالتوزيع في حد ذاته ملتزم ايضا بمبدأ الاصالة والتجديد من روح الاصالة
فالموضوع صريح اما ايقاع شرقي واما غربي اما توزيع عربي او غربي
وقد وقع عبد الحليم في خطأ مباشر بالتلاعب مع تلك الالات كبديل للالات الشرقية وان كانت الشرقية كافية جدا لكن سمع الانسان دائما يتشوق لما لم يسمعه من قبل وكنت اود ان كانت مرة كتجربة وانتهت انما عبد الحليم تعمد هو وملحنيه علي ايتخدام تلك الالات بالتوزيع بالمقامات العربية المتفقة مع الغربية في جملة التجديد والاكثر من هذا رأت ام كلثوم هذا التجاذب لديه فتاثرت هي الاخري
خلافي ليس علي اللحن او الكلمات ولا الاداء طبعا وانما التوزيع
وعليه انفتحت الموسيقي العربية العذراء لتحتضن بكل غريب وعليه اهملت الموسيقي العربية والمقامات العربية منذ عهد السبعينات وان كنت مخطأ تشهد الاعوام علي الانحدار والركود لحد الانعدام في عامنا الحالي
لقد تلاعبت بنا العولمة لعبة حقيرة جعلت الموسيقي العربية ملقاه قطعة متهلهله متراكمة التراب تتلاعب بها الاقدام ويكرمون من رماها لنهر عميق اسمه العولمة ويتجاهلون من اعاد لها احترامها ونظاقتها
اذا ما انتشلتها ايد كريمة لتحافظ عليها مرة اخري فهل ستعاد لها عذريتها مرة اخري
لقد شاهدت بالامس عينها القريحة ودموعها التي لن تجف تشاهد من اطاح بالموسيقي الغربية التي اثرت في عقول من حمل الموسيقي الشرقية علي عاتقه فضاعت الغربية وراحت العربية
واصبح اليوم عالم تسوده لغة عصرية تدعي بالموسيقي العالمية
للاسف اقول
عالمية
لست بالمخطأ اذا قلت الجيتار والاورغ هم اسياد الالات اليوم في وطننا العربي لكن للاسف لم نري القانون في لندن او في معالم لوس انجلوس
المسألة ليست مسألة الات وتوزيع فحسب المسألة في عدم فهم اغلبنا بمصلح التجديد ذاته
ويبقي السؤال
هل عبد الحليم استخدم التجديد لتطويع الموسيقي الغربية بصورة عربية واستخدم ذكاءه باختيار الكلمات والالحان المناسبة
ام ان عبد الحليم كان يدرك ان منطلق التجديد هو انتفاضة الاصالة ومنبع التراث فعمل علي ذلك لكن لم يلتفت لاثر التجديد السلبي الذي انفجر في عهده ولم يحارب هذا النوع وتركه والتفت لفنه فقط فمات عبد الحليم وبقي فنه في قلوب المثقفين وساد التجديد السلبي فالتاثر الحاد فالعولمة هو سيد الفنون العربية اليوم؟؟؟؟

شكرا على هذا الموضوع الرائع وانا رايى ان حليم ومحمد عبد الوهاب بالذات مزجا بين الاصالة والمعاصرة ولم يبتعدوا عن اصالتهم وشرقيتهم فى الموسيقى والغناء بدليل ان حليم لم يغنى اغانى ايقاعها سريع وقصيرة فقط بل غنى ايضا قصائد التى لحنها له محمد الموجى مثل قار ئة الفنجان ورسالة من تحت الماء وايضا كامل الاوصاف وايضا موشح يا مالكا قلبى ولابد للفنان ان يكون مع التجديد والتطوير ليسايرالعصر الذى فيه بشرط الايبتعد عن الاصالة والشرقية مثلما فعلا حليم ومحمد عبد الوهاب يرحمهما الله

التجديد من الداخل للداخل ليس من الخارج للداخل
عبد الحليم بقدر ما قدم اغاني ممتازة بقدر ما اخطأ في استعمال الالات الغربية لانها ليست من نسيج موسيقانا الشرقية واظن ان نقاد فنيين هم اقدر مني بالطبع في التحدث عن تلك الجزئية
عندما نسمع الجيتار ونسمع العود نري الفرق واضحا وننكر مقولة موسيقي عالمية فالشرق الاوسط له موسيقاه التي تميزه عن غيره والا لسرنا منذ الموصلي علي اوتار الغرب الذي لم تكن الموسيقي قد نشأت في اوطانهم
باختصار هناك فرق بين التجديد بزي الاصالة والتهديد بمزج الثقافات علي ثقافتنا
وانا اري ان عبد الحليم كما قلت تعمد استخدام هذا التوزيع وتلك الالات كتجديد وانا اري التجديد بالتوزيع مرة اخري علي الالات العربية افضل بمراحل
والموسيقي العربية ادق بكثيير من الموسيقي الغربية واعم منها واجمل رونقا
فاللعود الاله التي اتعلمها بين الدستان الاول والدستان الثالث مثلا اتذوق اوتارا ليس للجيتار القدرة علي الاتيان بجمالها
عبد الوهاب وعبد الحليم كان عليهم النظر للالات العربية والتوزيع بزوايا متنوعة بالالات العربية
اما نظرية الاستبدال هي ما وصلتنا لما فيه اليوم من التوزيع للالحان حتي اضطر الشاعر للانحطاط وتتبع المسار بالكلمات الهابطة وهو حالنا اليوم
بمعني الجو الفني العام سقط فلم يجد الشاعر المثقف الجو المهيئ للانفعال والاندماج فصمت عن ابداعه ولعب اخرين ليس لهم علاقة بالفن لعبة المال باسم الفن

» التجديد الموسيقي
» التونسي د. محمدالعلاني: أم كلثوم عطلت محاولات التجديد ....
» سميرة سعيد: راضية عن نفسي .. وأحب التجديد -15-3-2010