[b]
من مجلة الشباب
حديث مع عندليب الصحافة الكاتب الكبير محمود عوض قبل رحيله يرحمه الله
يقول
ان العلاقة بكبار رموز الفن بدات بام كلثوم وقد اراد احسان عبد القدوس رئيس تحرير اخبار اليوم عمل كتاب عنها ولكنها اشترطت ان اكتبه انا وبمجرد نشر الكتاب حق نجاحا كبيرا وبعدها طلب منى عبد الوهاب ان اكتب عنه كتابا واصبحت معروفا حتى بدات صداقتى بحليم وسعاد حسنى
حليم لم يتزوج سعاد فهذا الزواج كذبة فكيف يمكن لنجم كبير مثل حليم ونجمة كبيرة مثل سعاد ان يتزوجا لمدة خمس سنوات والناس لاتعرف شيئا ثم ما الذى ينقص حليم او سعاد حتى لايعلنا زواجهما وكنا نعلم ان هناك قصة حب كبيرة تربط بينهما الا انها لم تصل للزواج او انها كانت تصل له لولا احد الاطراف غير رايه ومما لاشك فيه ان نهية العلاقة سببت الما للاثنين
حكاية تسجيلات سعاد مع مفيد فوزى والتى يقول انها اعترفت فيها بنفسها بانها تزوجت حليم سرا اشك فيها خاصة ان الناس عندما استنكرت كلامه وطلبت منه اذاعة هذه التسجيلات رفض احتراما لسعاد طيب مادمت تحترم سعاد فكان من باب اولى الاتفشى سرا كانت قد ائتمنتك عليه فضلا عن ان علاقة سعاد بمفيد لم تكن قوية حتى تعترف له بهذا السر
اماواقعة خطفه للابنودى فهذا الموقف مستحيل ان يحدث من حليمبالاضافة الى ان حليم له اسلوب خاص فى اختيار اغانيه وهو ماكان غالبا مايعتمد فى ذلك على الملحن الذى يختار الكلمات التى يتفاعل معها موسيقيا ثم يعرض فكرتها على حليم واذا شعر بها يبدا فى عقد جلسات مع المؤلف
المخرج محمد علوان عمل محاولات مستميتة لاقناع حليم بتقديم مسلسل اذاعى ولكن حليم اشترط ان يكتبه محمود عوض وقد حبسنى حليم فى العجمى بالاسكندرية لانتهى من المسلسل وكان المسلسل بطولة حليم ونجلاء فتحى وعادل امام وقد تم بيعه الى اكثر من 12 محطة اذاعية وكانت تذيعه فى وقت واحد ولكنه لم يذع الاعشر حلقات فقط حيث كانذلك سنة 73 فقد تحولت كل الاذاعات الى التركيز على اخبار الحرب ولكن تم اذاعته بعد ذلك
كان هناك ادعاءات كاذبة مثل ان حليم كان عضوا بمجلس قيادة الثورة وانه كانت تربطه باعضائها علاقة خاصة وهذا كله غير حقيقى وحتى اغنياته الوطنية كانت تخرج من شعوره الوطنى ولم يكلفه بها احد فحليم استطاع ان يحول الاغانى الوطنية الى اغانى حب
موهبة حليم هى المؤسسة التى فرضت نفسها ونجاحها انه كان جزءا من ظاهرة حقيقية وجزءا من منظومة تضم اعضاء اخرين مثل الموجى والطويل وبليغ والجمهور نفسه فكل هؤلاء اسهموا فى هذه الحالة العظيمة التى مازلنا نتحدث عنها
وقد كان المترجم الوحيد لمفردات اعضاء هذه لمؤسسة وقد خاض حليم مشوار النجاح بمنتهى الصعوبة خاصة ان هذا المشوار انقسم الى جزءين الاول الوصول للقمة والثانى الحفاظ عليها وقد وجد فى كل مشوار من ساندوه ووقفوا بجانبه ولكن من حاربوه كانوا اكثر بكثير والجزء الاكبر فى نجاح حليم انه اختار لنفسه لونا جديدا ومختلفا
ومن الذكريات اللطيفة انى كنت احد المسئولين عن ادارة الاذاعة المدرسية وكانت الفسحة مدتها ساعة وكنا غالبا مانذيع فيها اغنية وكان الشباب كل واحد منهم يريد ان تذاع له اغنية معينة لحليم وحتى نحل هذه المشكلة نذيع لهم السد العالى فيردوا مع الكورس بمنتهى الحماس وينسون مشاكلهم العاطفية
واذكر مرة ان صحيفة كبرى قاطعت اخباره لانه رفض ان يغنى فى زفاف احد اقرباء رئيس التحرير لظروف مرضه وحاول الكثيرون ازاحته من قلوب الناس ووضع مطربين اخرين مكانه وقالوا انه يتاجر بمرضه لكسب عطف الناس والحقيقة ان معاناته والامه كانت اضعاف ماقيل
ومن الشائعات عنه التى لم تعمر طويلا شائعة ارتباطه بامال فريد بعد فيلم ليالى الحب وبنات اليوم وكذلك وجود علاقة حب بينه وبين لبنى عبد العزيز بعد الوسادة الخالية ولكنها تزوجت برمسيس نجيب وايضا زبيدة ثروت بعد طلاقها من زوجها الضابط ولكنها تزوجت من صبحى فرحات ونفس الشى تكرر مع صباح ونجلاء فتحى وميرفت امين ولكن كلها كانت مجرد شائعات
انا اتصور ان السيدة ديدى الالفى كانت الحب الكبير فى حياته والتى خطفها الموت سريعا وربما سعاد ايضا فهو بالتاكيد كان يحبها حبا صادقا وقد فكر فى الزواج اكثر من مرة ولكنها باءت بالفشل فهو عاش حلات حب وليست حكاية حب
وكانت سعادة حليم الحقيقية فى فنه وفى نجاحه وموهبته وفنه اكبر من الموت فدور حليم مع الاغنية لايحتاج الى تعليق وايضا دوره فى السينما وحليم مات صغيرا ليعيش طويلا وعاش حياته للغناء فقط اعطاه عمره واحساسه واغانيه كانت ومازالت مرسال العشاق فالحب يحيا ويزدهر على ضفاف صوت حليم
حليم لم يكن مجرد صوت حلو او موهبة بلاحدود انما هومشروع غنائى متكامل شكل وجدان الشعب العربى كله وعر ف كيف يطور نفسه بالشكل الذى يواكب ويسبق العصر الذى يعيش فيه نجاحه الى الان هو مادفع الكثيرون للتمسح باغانيه وهذا اضافة لهم وليس لحليم فما حققه حليم بصمة لايمكن تقليدها او تكرارها الابالتزوير