[b]
من مجلة الاذاعة والتليفزيون مارس 2010
يقول الشيخ محمد درويش
اسمى الشيخ محمد درويش مقرى قراءن والمقرى الشخصى للمرحوم حليم منذ عام 56 وظللت طوال حياته اذهب الى بيته فى اوقات اتلو ماتيسر من ايات الله ولم تنقطع تلك العادة حتى الان وحتى بعد رحيله ودخلت حياة حليم بالصدفة فكنت اقرا عند دكتور بشارع المنتصر وكان هذا الدكتور صديقا لمحمد شبانة شقيق حليم وطلب حليم من شقيقه ان يرشح له مقرئا وكان الترشيح من نصيبى وذهبت اليه وكان يسكن فى عمارة السعوديين بالعجوزة واتفقنا ان اكون المقرى الخاص للاسرة مقابل مرتب شهرى واذهب اليهم يوما بعد يوم واقرافى شقة حليم وشقة اسماعيل بنفس العمارة وفى المناسبات الدينية وكان يطلب منى ان اجمع له عددا من المقرئين يصل الى سبعة ونحيى الليلة بقراءة القراءن ويجلس هو بيننا يسمع ايات الله فى خشوع
وذات مرة فى ليلة قدر ذهبنا لاحياء الليلة فى بيته وعلى الباب استقبلنا ابن خالته وسالنى جبت الرجالة بتوعك قلت له تمام بس المشايخ ناقصين واحد وسمعنى حليم وجاء يسالنى هو مين ده ياشيخ محمد اللى انت زعلان انه ماجاش وقلت له الشيخ غنيم الذين كانوا يشتكون انه يغفل احيانا وتاخذه سنة من النوم اثناء القراءة ولم اتى بهذه المرة فسالنى تعرف بته ايوة اعرفه فى عزبة الصفيح فقال طب خد عبد الفتاح السائق الخاص وروحوا هاتوه حالا وذهبنا الى بيته واحضرناه قبل موعد الافطار وكان حليم من اكرم من قابلت فى حياتى وقلبه كان مفتوحا للغلابة
ومرة كان حليم راجع من سفر فى لبنان ولمارانى فى بيته سالنى مداعبا ازاى الجبة ياشيخ محمد فقلت هو انت عبرتنى واشتريت لى واحدة فقال هو انت قلت لى انا قلت اهه فنادى على محمد وقال حط اسم الشيخ محمد فى كشف الهدايا علشان اشترى له احلى قماشة يعمل بها احلى جبة وفعلا جاب لى القماشة وقال ادعيلى ياشيخ محمد ومازلت احتفظ بتلك الجبة رغم انها اصبحت متهالكة ولكن يكفى انها كانت هدية غالية منه
وقد كان حليم يرحمه الله متيما بالقراءن كله لكنه يعشق هذه الايات بصفة خاصة
بسم الله الرحمن الرحيم ان المتقين فى جنات وعيون اخذين ماتاهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل مايهجعون وبالاسحار هم يستغفرون وفى اموالهم حق للسائل والمحروم وفى الارض ايات للموقنين وفى انفسكم افلاتبصرون وفى السماء رزقكم وماتوعدون فورب السماء والارض انه لحق مثل ماانكم تنطقون
ويضيف ان حليم جاءنى مرة فى المنام بعد رحيله بسنوات وكان يحمل مصحفا بيديه ثم ناولنى اياه فاذابه مفتوح على بداية سورة التوبة براءة من الله ورسوله فاستقر فى يقينى من حينها ان الله تقبله عنده وانه كان من اولياء اللله الصالحين ويقول انه كان يذهب اليه يوما بعد يوم فى شقة السعوديين فلما انتقل حليم الى شقة الزمالك اصبح يذهب اليه يومى الاثنين والخميس ولم تنقطع تلك العادة حتى بعد رحيله فكانت شقيقته علية تفتح له بيتها فى نفس الموعد وتكفلت بنفقات اداء الشيخ محمد لفريضة الحج ودفعت كل تكاليف السفر
وفى سنة 2006 فوجئنا بشخص عراقى يقول انا عايز اقابل احد من اسرة حليم ليحكى لهم هذه الحكاية انه نام بعد صلاة الفجر فراى فى المنام الشيخ مصطفى اسماعيل يجلس فوق سحابة بيضاء وبجانبه حليم على سحابة اخرى وكل منهما فى يده مصحف ويقرا فى سورة الرحمن وبصوت عذب جميل وخشوع كامل وهذه بشرى خير واحسب ان الله تقبلها عنده وقد كان الشيخ مصطفى اسماعيل هو الذى قرا فى عزاء حليم الذى كان معجبا بصوته ويقتنى القراءن بصوته مسجلا عى شرائط كاسيت
ويقول محمد شبانة ابن شقيق حليم ان فى عام 76 ادى عمى فريضة العمرة وقبل ان يسافر الى رحلته الاخيرة فى لندن وتصادف ان كانت عمرته مع غسل الكعبة فسمحوا له بدخولها وصلى فى اركانها الاربعو ودعا لكل افراد اسرته وقد كان لديه مصحف كبير لايفارق سريره ولاينام الابجواره ويقرا فيه باستمرار
ورغم غضب السلطة على المفكر الاسلامى سيد قطب فان عمى كان معجبا بتفسيره للقراءن وكان يقتنى التفسير بكل اجزائه
وبعد رحيله اكتشفت اسرته انه بنى مسجدا فى الزقازيق على نفقته الخاصة ورفض ان يطلق عليه اسمه وهو يسمى بمسجد الفتح وبنى وحدة صحية فى الحلوات وبعد رحيله بنت علية معهدازهريا فى الحلوات صدقة جارية على روحه
ويقول محمد شبانة ان الذى كان يعلقه عمى فى رقبته عبارة عن مصحف صغير بالاضافة الى حجاب عمله له الشيخ محمد مقرئه الخاص حتى يحميه من الاحلام المزعجة والكوابيس
وفى عام 84 قام اشقاء عمى اسماعيل ووالدى وعمتى علية باداء فريضة الحج نيابة عن حليم واهدائها الى روحه عبر رجل صالح موثوق به وادى الحج عن نفسه من قبل وطلبوا منه ان يؤدى حجة خاصة لعمى حليم
وحكت الاعلامية نجوى ابراهيم فقد سافرا الى لبنان على نفس الطائرة التى تعرضت فجاة لعطل واصيب كل ركابه بالذعر الاحليم الذى اخرج مصحفا من جيبه وراح يقرا فلما سالته نجوى بعد ان مر الحادث بسلام ايه ياحليم انت مش خايف من الموت رد بهدوء ابدا انا عارف انى هموت فى اى لحظة ومستعد اقابل وجه الكريم
ونعود الى الشيخ محمد فيقول حليم كان كريما فةق العادة وكانت هناك بيوت عديدة لفقراء مفتوحة من خيره وتكفل بنفقات حج وعمرة فقراء لايعرفهم باختصار كان وليا من اولياء الله الصالحين ولكلام على مسئوليتى ويحاسبنى عليه الله