فى مجلة(أخبار النجوم) المصرية-كتب الصحفى عصام بصيلة مقالة بعنوان-شكرا لك أيها العندليب-(ياه00 عشرون عاما مرت على رحيل عبد الحليم حافظ 00فى مثل هذه الأيام استقبل الشعب المصرى العندليب من على سلم الطائرة 00والدموع تنهمر من الأعين 00لأول مرة لم يتلقفهم حليم بالأحضان كعادته فقد كان جسده ملفوفا ومستقرا فى صندوق خشبى00مات العندليب ولم يصدق الناس ورغم كل هذا شيعوه الى مثواه الأخير00 وبدأت رحلة عبد الحليم حافظ الجديدة 00رحلة مابعد الموت 00اما الرحلة المذكورة ليست فى القبر 00ولكن فى الدنيا نعم ظل عبد الحليم بيننا 00فى البيت فى المكتب00 فى السيارة 00فى كل مكان نذهب اليه 00لقد كان الغائب الحاضر 00لقد ضرب عبد الحليم الرقم القياسى فى سنوات حضوره بعد رحيله وهذا لم يحدث من قبل لأى فنان غيره حاولوا قتله بعد رحيله نعم00ولكن كيف؟ عن طريق تلك الشرائط المسمومة 00أو الأغانى الغريبة وهى مايمكن أن يطلق عليها (التيك اوى) تعمد بعض أصحاب شركات الكاسيت أن يصدروا مثل هذه الشرائط وهم يعلمون أن تأثيرها لايتعدى الاستماع اليها يوما ثم تلقى من الشباك لكى ينتجوا غيرها ويكسبوا الملايين ورغم كل هذا فان شرائط العندليب مازالت تتداول 00وتنافس بلا دعاية أو اعلان 00ولكن ما الفرق بين أغانى عبد الحليم وأغانى التيك اوى00أغانى التيك اوى نوع من الضجيج عملية نصب ودجل على بعض الشباب الذى تطلع الى الجديد فاكتشف أخيرا أنه مخدوع ولذلك عاد للاصالة يستمع الى عبد الحليم 00أغانى عبد الحليم عندما تستمع اليها تشعر أن العندليب عاش معك وعرف مشكلتك العاطفية فكلف المؤلف بكتابتها والملحن بوضع نغماتها ثم راح يغنيها وكأنه يفضح سرك على الملأ00فاذا لم تكن تعيش هذه القصة التى يرويها عبد الحليم عنك فأنت فى هذه الحالة 00تتمنى أن تصاب بالعدوى حتى لو كان فيها هجر ودموع وألم وحزن 00أى أنك تدعو الى نفسك بالعذاب لتتلذذ بالشجن الذى تصدره حنجرته الحساسة وهذا هو معنى الغناء الحقيقى يحرك الوجدان والشعور 00لا(الوسط)و(الاقدام) علم عبد الحليم مستمعيه الحب الصادق 00ليس حب امرأة ورجل فحسب00ولكن حب الوطن 00 كان يسهر الليالى لكى تخرج أغنية جديدة على الناس 00شكرا لك أيها العندليب الأسمر 00الذى جعلتنا نستمتع بصوتك حتى اليوم 00ولسنوات أخرى)