تعترف الفنانة هند رستم انها لم تر عبد الحليم حافظ في حياتها سوى مرة واحدة فقط، حيث انها لم تكن مندمجة كثيرا في الوسط الفني حتى انها ايضا لم تتقابل معه فنيا في اي عمل فني، والمشروع الوحيد الذي كان سوف يجمعهما معا هو فيلم «أبي فوق الشجرة» عام 1969 إذ كانت مرشحة لأداء شخصية الراقصة فردوس التي جسدتها الفنانة الكبيرة نادية لطفي، إلا أنها عندما قرأت الدور لم يعجبها، لذلك اعتذرت عن العمل في الفيلم، ولهذا لم تلتق بالعندليب الاسمر عبد الحليم حافظ فنيا.
وان كانت قد التقت به كما قالت مرة واحدة، وكان ذلك من أجل عمل الخير، والغريب ان الموسيقار الكبير الراحل فريد الاطرش كان سببا في لقائها الاول والاخير مع عبد الحليم حافظ.
بدأت الحكاية عندما مرض الفنان عبد الفتاح القصري عام 1964، وتولت هند رستم مهمة جمع التبرعات من زملائه الفنانين لعلاجه، وكان فريد الاطرش من اوائل الذين ساهموا في حب الخير، ولم يكتف بذلك بل سألها: هل اتصلت بعبد الحليم حافظ؟ فقالت له لا لأنها لا تعرفه عن قرب.
فقال لها فريد الاطرش: تعالي معي لنذهب الى منزله ونعرض عليه الأمر.
وبالفعل ذهبت هند رستم الى منزل عبد الحليم حافظ، ورحب جدا بهما وسأل فريد الأطرش: كم دفعت؟!
فرد عليه قائلا: 250 جنيها.
فقال: سأدفع مثلها. وهذا الموقف الانساني جعل هند رستم تشك في كل ما كان يتردد من وجود خلافات بين عبد الحليم حافظ، وفريد الاطرش، فعلى العكس وجدت حبا عميقا في قلب كل منهما تجاه الآخر، ومنذ ذلك اليوم لم تر هند رستم عبد الحليم حافظ مرة أخرى.
جريدة القبس الكويتية
10 أغسطس 2011