جريداليمامة- السعودية
في حديثه عن بداياته الفنية يكشف الفنان هاني شاكر ما دار بينه وبين عبدالحليم حافظ وحكايته مع كاظم الساهر.
هاني الشاعر المطرب الذي حافظ على أصالته الفنية بعد أن اجتاز الفوضى والخلافات وتجنب الأعمال الهابطة.
فن اليمامة التقى مع الفنان هاني واستعاد معه بعض ذكرياته الفنية وناقش معه بعض المسائل الفنية فكان هذا الحوار..
غضب عبدالحليم
في بدايتك تردد أن عبدالحليم كان غاضباً منك لأنك كنت تعتبر نفسك منافساً قوياً له؟
- أصبت بسوء الحظ بعد النجاح الذى حققته بسبب استغلال البعض لنجاحي وخاصة كان هناك خلاف قد بدأ بين الموسيقار محمد الموجي وعبدالحليم حافظ وقتها وقالوا: إن الموجي يحارب عبدالحليم حافظ بتقديم هانى شاكر، هذه الشائعة انتشرت جداً لدرجة أن عبدالحليم حافظ صدقها، ولكن في أواخر أيام حليم كان لي عدد من الحفلات الغنائية الصيفية وحضر عبدالحليم إحدى هذه الحفلات فجأة ورحبت به جداً وشرحت له مدى حبي له ولفنه وأنني أعتبره الرمز الذي تعلمت الغناء حباً فيه، و ارتاح حليم من هذا الكلام وصعد على خشبة المسرح وغنى معي أغنية «كدة برضه يا قمر».
ومقلب آخر أغضب حليم مني ، ولم يكن لي يد فيه وهو ما يسمى «قتلت زمارة عبدالحليم» ففي أول أبريل عام 1974 كتب الصحفي الكبير نبيل عصمت فى مقالة 2/1 كلمة بجريدة الأخبار «أن هناك مؤتمراً صحفياً يعقده عبدالحليم حافظ في معهد الموسيقى العربية بشارع رمسيس من أجل أن يخرج الزمارة التي وضعها هاني شاكر في حنجرته والتي يقلد بها عبدالحليم حافظ».
ورغم أن الكاتب نبيل عصمت كتب في نهاية المقال «لا تصدق عزيزي القارئ فاليوم أول أبريل» إلا أن الجماهير زحفت للقاء عبدالحليم حافظ في معهد الموسيقى وتوقف المرور بشارع رمسيس من شدة الزحام ولم يحضر عبدالحليم طبعاً وفى اليوم التالي كتبت الجريدة اعتذاراً بأن هذه الكلمة هي كذبة إبريل، ورغم ذلك غضب مني حليم لأن الحكاية عملت لي دعاية بأكثر من مليون جنيه لكنها سببت أيضاً سوء تفاهم بين عبدالحليم ونبيل عصمت الذي قال له حليم آنذاك: إذا كنت تفضل عمل خدمة لهاني فلا تخدمه على حسابي.
وهل صحيح أنك قلت إن عبدالحليم حافظ تبنى المطرب الراحل عماد عبدالحليم ليحاربك به؟
- سمعت هذا الكلام لكني لم ولن أقول مثل هذا الحديث وعبدالحليم حافظ عليه - رحمة الله - لم يكن بحاجة للاستعانة بأحد حتى يحارب أحداً.
وعبدالحليم حافظ مدرسة فنية وهرم غنائي كبير لا يمكن الحديث عنه بأي شيء، وهو فنان قدم لوناً جديداً، وأنا أعتبر نفسي امتداداً لهذه المدرسة الفنية، وقد تأثرت بهذه المدرسة.
بعد وفاة عبدالحليم في عام 1977 كنت أتخيل أن الكبار عندما يرحلون تصبح المسألة سهلة، ولكن بعد رحيل حليم وأم كلثوم حدثت هناك فجوة كبيرة في آذان المستمعين؛ فقد تأثروا برحيل العملاقين، وبعد فترة هبوب موضة مطربي الكاسيت وشريط الكاسيت، مما أدى إلى تغيير مفهوم العمل الفني في مصر والعالم العربي؛ فمثلاً كان في الماضي عبدالحليم أو أم كلثوم يعملان أغنية واحدة في السنة كلها وهذا ما فعلته في أغنية «سيبوني أحب» و«كده برضة يا قمر» وكثرت موجة الأغاني الهابطة بسبب شركات الكاسيت التجارية التي تنتج لهم فأمسكت العصا من المنتصف وبدأت أجدد نفسي حتى اليوم.
حكاية كاظم الساهر
ظهر لك كاظم الساهر.. فبدأت المنافسة من جديد.. فما قولك؟
- أنا أحب كاظم واحترمه، وما حدث أنه في عام 1997 جاء الملحن الموجي الصغير ابن الراحل محمد الموجي بشريط كاسيت وقال لي: اسمع الغنوة دي أنا قمت بتلحينها وعندما سمعتها أعجبت بها وقلت له جميلة ولكن هناك بعض الأشياء أحب تعديلها ولم يمر على هذا الكلام شهر حتى فوجئت بالموجي الصغير يقول لي: إن كاظم الساهر بدأ في تلحين هذه القصيدة وكانت بعنوان «يوميات رجل مهزوم» وسوف يغنيها كاظم في ألبومه القادم، وبالفعل تحدثت مع كاظم الساهر فأكد لي الساهر أنه اشتراها مع مجموعة أغان لنزار قباني، وقال لي لو تريد يا هاني أن تغنيها فهي لك فقلت له: لو غنيتها أنت كأنني غنيتها أنا بالضبط وتحدثت مع الشاعر الكبير نزار قباني وكان وقتها في لندن وقال لي: أنا علمت بموضوع القصيدة وعندي لك قصيدة أخرى ويمكن أن أكتب لك تنازلاً عنها.. وكلمت بعدها الموجي الصغير بهذه المكالمة مع نزار وتوقف المشروع لا أنا غنيتها ولا كاظم الساهر أيضاً غناها.
حدثنا عن ذكرى فنية لا تنساها؟
- في عام 1976 كنت أغني في سوريا وتحديداً بمدينة حلب في حفل غنائي كبير وعندما انتهيت من الحفلة فوجئت بالجمهور السوري الكبير ينتظرنى إلى أن ركبت سيارتي وقاموا برفع السيارة وأنا موجود بها؛ وذلك تعبيراً عن حبهم للفن المصري، وعندما سألت وقتها متعهد الحفل قال لي: إنك والزعيم الراحل جمال عبدالناصر الوحيدان اللذان تم رفع سيارتيهما من على الأرض في مدينة حلب؛ ولذلك شعرت بمدى الحب والمساندة من الجمهور السوري الذواق للفن الجيد.
أمير الغناء العربي
لماذا أطلقت على نفسك لقب أمير الغناء؟
-هذه التسمية ليس لي فيها أي يد فقد فوجئت في أحد الأيام بإحدى القنوات الفضائية تطلع علىّ هذا اللقب؛ وبصراحة لا يهمني في المقام الأول إلا استقبال الجمهور لي بغض النظر عن هذه المسميات أو الألقاب الكثيرة التى يطلقها البعض على المطربين والمطربات وآخرهم الموسيقار حلمي بكر الذي يطلق عليّ لقب آخر المطربين المحترمين.
فى تصريح لك قلت إننا فى زمن مطرب لكل مواطن.. ماذا تقصد؟
- كثرة المطربين والمطربات هذه الأيام وخاصة أن المسألة زادت عن الحد وأصبح العدد كبيراً.. الخوف من أن كل طفل تتم ولادته ربما يصبح مطرباً وخاصة لا توجد قيود أو ضوابط، وأصبحت المسألة سهلة وعادية.. وبكل صراحة هذا الكم الكبير لا يخدم الفن ولكن يحدث فوضى فنية.
وهناك دخلاء على ساحة الفن أفسدوا ذوق المتلقي عمداً إضافة إلى القنوات التي أسهمت معهم في مسخرة الأغنية.
الجوائز والمهرجانات التي تعتز بها؟
- حققت بفضل الله نجاحات كثيرة كما أنني فزت بجوائز عديدة منها «لقب أفضل مطرب» لسنوات طويلة وتم تكريمي من عدد من الشخصيات المهمة منها الرئيس زين العابدين بن علي وفي المغرب ومعظم الدول العربية تقريباً.
نجدك من المطربين القلائل البعيدين عن الشائعات ما السر؟
- بفض الله لم تظهر عني شائعة واحدة طوال حياتي؛ فأنا لا أحب السهر خارج منزلي وأعود مسرعاً للبيت إلا فى الحفلات الغنائية أو لتسجيل عدد من الأغاني فأذهب إلى الأستوديو. وبالنسبة لزواجي فقد توج منذ بداية الثمانينيات من السيدة «نهلة» وأنجبت منها ولداً وفتاة.. وقد توفاها الله.
ثمة اتهام موجه إليك بالتحفظ الشديد سواء بتصريحاتك وآرائك تجاه القضايا الفنية؟
- هذا التحفظ نابع من أنني لا أحب التسرع في اختيار الكلمة أو اللحن أو حتى في تنفيذ الفيديو كليب أو طرح البوم؛ لأنني احترم اسمي ووضعي الفني وبنفس هذا المنطق أكون حريصاً في حواراتي وتصريحاتي.
لماذا أنت مقل من الأغاني الوطنية؟
- ما زلت أبحث عن أعمال وطنية تخاطب العالم العربي والمواطن العربي وتلتحم بالشارع لكني لم أجد بعد النصوص التي ترضي طموحي خصوصاً بعد تقديم.
كيف ترى الأغنية الخليجية؟
- الأغنية الخليجية تستقطب اهتمام الفنانين العرب لما تحظى به من شعبية جماهيرية.
ولماذا أنت مقل من الحفلات في الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية؟
- علاقتي بجميع الفنانين في المملكة والخليج جيدة ومرحباً بحضور أي مهرجان فني يقام في المملكة، وأنا على استعداد لتلبية أي دعوة تسهم في لقائي مع جمهوري في المملكة..
وأرحب بالتعاون مع شعراء الأغنية وكتابها في المملكة العربية السعودية؛ فهذا ليس بمستغرب فقد تطرقت لذلك من خلال أعمال قدمها للساحة الفنية.