المنتدى الرسمي لعبد الحليم حافظ..رابطة العندليب الأسمر - عش الأسطورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمي لعبد الحليم حافظ..رابطة العندليب الأسمر - عش الأسطورة

المنتدى الرسمي لعبد الحليم حافظ 2007/2015.........رابطة العندليب الأسمر - عش الأسطورة
 
الرئيسيةالرئيسية  كيف تعرفت على الرابطة؟كيف تعرفت على الرابطة؟  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
اعلانات المنتدى
------------------

لقد تم ا الانتقال الى موقع عبد الحليم حافظ عش الأسطورة الجديد لمن اراد الاشراف على الموقع المرجوا مراسلتي على الخاص
أخوكم رضا المحمدي
المواضيع الأخيرة
» الأخ الحبيب والصديق العزيز والصاحب الوفى أ. توفيق بك العقابى _ عيد ميلاد سعيد وعمر مديد
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف محمد شرع الإثنين 25 مارس 2024 - 19:44

» في ذكراه ال40: مع فاروق جويدة وحلقة خاصة عن حليم... عندما ننتظر القطار القصيدة التي لم يغنها حليم
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الخميس 7 يوليو 2022 - 12:32

» في ذكراه ال40: حليم... لقاء ف بيروت.... ديسمبر 1965... ورأيه في أغنية الست (أمل حياتي)....
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الخميس 7 يوليو 2022 - 12:31

» بمناسبة عيد شم النسيم.... أول حفل أشترك فيه حليم في شم النسيم أقيم يوم 21 أبريل 1955
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الخميس 7 يوليو 2022 - 12:26

» حبيب قلبي وأخوية الغالي الأستاذ محمد شرع... ميلاد سعيد وعمر مديد
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الأربعاء 30 مارس 2022 - 8:18

» الأخ الحبيب والصديق العزيز والصاحب الوفى أ. توفيق بك العقابى _ عيد ميلاد سعيد وعمر مديد
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الثلاثاء 29 مارس 2022 - 11:15

» الأخ الحبيب والصديق العزيز أ. إيهاب فوزى عيد ميلاد سعيد وعمر مديد
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الأحد 18 أبريل 2021 - 9:11

» الأخ الغالي والصديق الوفي الأستاذ محمد شرع.. ميلاد سعيد... وعمر مديد...
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف محمد شرع الجمعة 16 أبريل 2021 - 13:40

» في ذكراه ال39.. ليلة بكى فيها حليم... قصة العملية الثانية التي أجراها حليم ف لندن أبريل 1959...
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الثلاثاء 30 مارس 2021 - 12:40

» الأخ الحبيب والصديق العزيز والصاحب الوفى أ. توفيق بك العقابى _ عيد ميلاد سعيد وعمر مديد
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الأحد 28 مارس 2021 - 11:08

» حفل دار سينما قصر النيل بالقاهرة فى يوم 2 فبراير 1965
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف محمد شرع الجمعة 11 سبتمبر 2020 - 23:54

» فايده كامل ,,,, سكره بسمة حبيبى
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الخميس 13 أغسطس 2020 - 18:45

» محمد رشدى ,, الناس شافونى بضحك ,, تصوير سينمائى
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الأربعاء 12 أغسطس 2020 - 20:02

» محمد رشدى ,, الخيزرانه ,, تصوير تليفزيونى
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الثلاثاء 11 أغسطس 2020 - 18:43

» محمد رشدى ,, افراح ,, تصوير تليفزيونى
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الإثنين 10 أغسطس 2020 - 19:37

» محمد رشدى ,, الله الله يابدوى ,, تصوير سينمائى
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الأحد 9 أغسطس 2020 - 19:00

» سوزان عطيه ,, للصبر حدود ,, حفله مصوره
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف سميرمحمود السبت 8 أغسطس 2020 - 19:40

» محمد رشدى ,, الخيزرانه ,, حفله مصوره
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الخميس 6 أغسطس 2020 - 18:45

» محمد رشدى,, الواد من بورسعيد ,,تصوير سينمائى
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الأربعاء 5 أغسطس 2020 - 19:06

» حاول تفتكرني استفسار
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1من طرف Menna Atef الأربعاء 5 أغسطس 2020 - 3:04


 

 وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل

اذهب الى الأسفل 
+4
Andlibi lover
توفيق قاسم العقابي
نهى يوسف
sherif mohamed
8 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sherif mohamed
مدير منتدى بليغ حمدي
مدير منتدى بليغ حمدي
sherif mohamed


..

.
ذكر
المشاركات : 3784
العمر : 48
النقاط : 6167
تاريخ التسجيل : 21/10/2011

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1الجمعة 4 يناير 2013 - 9:29

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل

رحلت‏ ‏وردة‏.. ‏وبقي‏ ‏العطر ..مجله نصف الدنيا
الوداااااع... مباقتش أخاف في الدنيا دي غير م الوداع.. كلمات‏ ‏لخصت‏ ‏إحساسها‏ ‏بخوفها‏ ‏الدائم‏ ‏من‏ ‏الوداع‏ ‏الذي‏ ‏كانت‏ ‏تدرك‏ ‏أنه‏ ‏مصير‏ ‏حتمي‏, ‏فمنذ‏ ‏ولدت‏ ‏وردة‏ ‏محمد‏ ‏فتوحي‏ - ‏الاسم‏ ‏الذي‏ ‏تحول‏ ‏في‏ ‏باريس‏ ‏إلي‏ ‏فتوكي‏ '- ‏في‏ ‏باريس‏ ‏في‏ ‏يوم‏ 22 ‏يوليو‏ ‏من‏ ‏عام‏ 1939

‏وهي‏ ‏كانت‏ ‏مثقلة‏ ‏بالوداع‏ ‏والحنين‏ ‏إلي‏ ‏وطن‏ ‏ورثت‏ ‏عن‏ ‏أبيها‏ ‏حبه‏ ‏والولع‏ ‏به‏ ‏حتي‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تراه‏, ‏حيث‏ ‏نشأت‏ ‏الفتاة‏ ‏الجزائرية‏ ‏بفرنسا‏, ‏مع‏ ‏أسرتها‏ ‏المكونة‏ ‏من‏ ‏والدها‏ ‏الجزائري‏ ‏ووالدتها‏ ‏اللبنانية‏ ‏وإخوتها‏ ‏نادرة‏ ‏وحميدو‏ ‏ومسعود‏, ‏وكانت‏ ‏هي‏ ‏الثالثة‏ ‏بين‏ ‏أفراد‏ ‏الأسرة‏, ‏وكانت‏ ‏منذ‏ ‏صغرها‏ ‏تهوي‏ ‏الطرب‏, ‏وتعشق‏ ‏صوت‏ ‏أم‏ ‏كلثوم‏ ‏وليلي‏ ‏مراد‏ ‏وعبد‏ ‏الوهاب‏.‏

‏ ‏وبدأ‏ ‏الفن‏ ‏يتسلل‏ ‏لها‏ ‏عبر‏ ‏هذه‏ ‏الأصوات‏ ‏الرائعة‏, ‏وعبر‏ ‏فيض‏ ‏من‏ ‏الألحان‏ ‏التي‏ ‏جاد‏ ‏بها‏ ‏عباقرة‏ ‏التلحين‏ ‏من‏ ‏أبناء‏ ‏هذا‏ ‏الجيل‏, ‏ولكن‏ ‏لحنا‏ ‏واحدا‏ ‏هز‏ ‏أوتار‏ ‏قلبها‏.. ‏وتغلغل‏ ‏في‏ ‏روحها‏.. ‏ليسكنها‏ ‏للأبد‏.. ‏وليفجر‏ ‏بداخلها‏ ‏طاقة‏ ‏حب‏ ‏لم‏ ‏تنته‏ ‏حتي‏ ‏نهاية‏ ‏عمرها‏.. ‏فقد‏ ‏كانت‏ ‏الفتاة‏ ‏الصغيرة‏ ‏عاشقة‏ ‏الطرب‏.. ‏تغني‏ ‏في‏ ‏مطعم‏ ‏يملكه‏ ‏والدها‏ ‏في‏ ‏باريس‏'‏تم‏ ‏تم‏ ' ‏واعتادت‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏حاضرة‏ ‏في‏ ‏شرف‏ ‏استقبال‏ ‏كل‏ ‏عظماء‏ ‏الوطن‏ ‏العربي‏ ‏في‏ ‏أثناء‏ ‏زياراتهم‏ ‏لباريس‏ ‏وارتيادهم‏ ‏لمطعم‏ ‏والدها‏, ‏وهناك‏ ‏غنت‏ ‏وهي‏ ‏طفلة‏ ‏أمام‏ ‏الملك‏ ‏فاروق‏ ‏وأمام‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الجزائريين‏ ‏والفنانين‏ ‏والملحنين‏ ‏العرب‏, ‏واعتادت‏ ‏رغم‏ ‏إتقانها‏ ‏الفرنسية‏ ‏أن‏ ‏تغني‏ ‏بالعربية‏ ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏لا‏ ‏تعرف‏ ‏حروفها‏ ‏ولا‏ ‏تستطيع‏ ‏قراءتها‏.. ‏ولكن‏ ‏من‏ ‏قال‏ ‏إن‏ ‏الفن‏ ‏قد‏ ‏يتوقف‏ ‏عند‏ ‏حدود‏ ‏اللغة‏.‏

كانت‏ ‏الفتاة‏ ‏تذهب‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏إلي‏ ‏مدرستها‏ ‏في‏ ‏صحبها‏ ‏أخيها‏ ‏المقرب‏ ‏لها‏ '‏مسعود‏', ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏رفيقا‏ ‏لرحلة‏ ‏فنها‏ ‏وقريبا‏ ‏من‏ ‏حسها‏ ‏الفني‏ ‏باعتباره‏ ‏عاشقا‏ ‏للموسيقي‏ ‏ويجيد‏ ‏الإيقاعات‏ ‏الجزائرية‏, ‏وذات‏ ‏يوم‏ ‏وهما‏ ‏في‏ ‏طريقهما‏ ‏إلي‏ ‏المدرسة‏.. ‏وأثناء‏ ‏مرورهما‏ ‏أمام‏ ‏إحدي‏ ‏دور‏ ‏السينما‏ ‏الباريسية‏.. ‏توقفت‏ ‏وردة‏ ‏أمام‏ ‏إعلان‏ ‏عن‏ ‏فيلم‏ ‏لعبد‏ ‏الحليم‏ ‏حافظ‏ ‏هو‏ '‏الوسادة‏ ‏الخالية‏', ‏وقررت‏ ‏حضور‏ ‏الفيلم‏, ‏وما‏ ‏أن‏ ‏استمعت‏ ‏لأغنية‏ ‏بعينها‏ ‏داخل‏ ‏الفيلم‏.. ‏حتي‏ ‏تولدت‏ ‏بداخلها‏ ‏طاقة‏ ‏استشرافية‏ ‏عالية‏.. ‏دفعتها‏ ‏لتهمس‏ ‏لنفسها‏ ‏بقرار‏ ‏غير‏ ‏معلن‏.. ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏اهتزت‏ ‏أوتار‏ ‏قلبها‏ ‏مع‏ ‏ألحان‏ ‏أغنية‏ ‏عبد‏ ‏الحليم‏ '‏تخونوه‏' ‏التي‏ ‏غناها‏ ‏بالفيلم‏.‏

والغريب‏ ‏أن‏ ‏قلبها‏ ‏حين‏ ‏دق‏ ‏وهي‏ ‏تغادر‏ ‏مرحلة‏ ‏الطفولة‏.. ‏لم‏ ‏يدق‏ ‏لذلك‏ ‏المطرب‏ ‏الوسيم‏ ‏الذي‏ ‏غني‏ ‏الأغنية‏ ‏الرائعة‏.. ‏لكن‏ ‏قلبها‏ ‏اهتز‏ ‏بحب‏ ‏الملحن‏.. ‏بليغ‏ ‏حمدي‏.. ‏لتقرر‏ ‏منذ‏ ‏هذه‏ ‏اللحظة‏ ‏أنها‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏تقابله‏ ‏ذات‏ ‏يوم‏.. ‏وتحبه‏ ‏وتتزوجه‏.‏

لقد‏ ‏كانت‏ ‏هذه‏ ‏الأغنية‏ ‏بالتحديد‏ ‏هي‏ ‏سبب‏ ‏انقطاع‏ ‏وردة‏ ‏عن‏ ‏المدرسة‏... ‏حسب‏ ‏ما‏ ‏رواه‏ ‏الإذاعي‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏الصديق‏ ‏المقرب‏ ‏لوردة‏ ‏علي‏ ‏مدي‏ ‏رحلتها‏ ‏الفنية‏ ‏الطويلة‏, ‏فقد‏ ‏اعتادت‏ ‏وردة‏ ‏وأخوها‏ ‏مسعود‏ ‏أن‏ ‏يتركا‏ ‏المدرسة‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏ليتوجها‏ ‏إلي‏ ‏السينما‏ ‏حيث‏ ‏تشاهد‏ ‏الفيلم‏ ‏وتستمع‏ ‏للأغنية‏ ‏التي‏ ‏ربطتها‏ ‏روحيا‏ ‏ببليغ‏ ‏حمدي‏ ‏حتي‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏لقائها‏ ‏به‏ ‏بسنوات‏. ‏وكانت‏ ‏النتيجة‏ ‏هي‏ '‏علقة‏ ‏كبيرة‏' ‏لكل‏ ‏منهما‏ ‏جزاء‏ ‏لتركهما‏ ‏الدراسة‏ ‏بسبب‏ ‏السينما‏.‏

ومع‏ ‏ذلك‏ ‏فقد‏ ‏غنت‏ ‏وردة‏ ‏وهي‏ ‏ابنة‏ 12 ‏عاما‏ ‏في‏ ‏ركن‏ ‏الأطفال‏ ‏بالقسم‏ ‏العربي‏ ‏في‏ ‏إذاعة‏ ‏باريس‏, ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏أحد‏ ‏أصدقاء‏ ‏والدها‏ ‏وهو‏ ‏أحمد‏ ‏التيجاني‏ ‏وكان‏ ‏وقتها‏ ‏مديرا‏ ‏لبرامج‏ ‏التربية‏ ‏في‏ ‏إذاعة‏ ‏باريس‏, ‏والذي‏ ‏تحمس‏ ‏لصوتها‏ ‏بشدة‏, ‏واستمرت‏ ‏لمدة‏ ‏عامين‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏غنت‏ ‏أول‏ ‏أغنية‏ ‏لها‏ ‏كمحترفة‏ ‏أغنية‏ ‏يقول‏ ‏مطلعها‏' ‏ظلموني‏ ‏حبايبي‏ ‏ظلموني‏, ‏وخانوا‏ ‏قلبي‏ ‏وهجروني‏, ‏يا‏ ‏ريتني‏ ‏ما‏ ‏كنت‏ ‏أنا‏ ‏عارفاهم‏.. ‏ولا‏ ‏هما‏ ‏كانوا‏ ‏عرفوني‏..!‏

عاشت‏ ‏وردة‏ ‏مع‏ ‏أسرتها‏ ‏في‏ ‏باريس‏ ‏التي‏ ‏ذهب‏ ‏إليها‏ ‏والدها‏ '‏محمد‏ ‏فتوحي‏' ‏قبل‏ ‏سنوات‏ ‏حين‏ ‏التحق‏ ‏بالجيش‏ ‏الفرنسي‏ ‏هربا‏ ‏من‏ ‏بيت‏ ‏عمه‏ ‏الذي‏ ‏ضاق‏ ‏به‏ ‏ذرعا‏ ‏بعد‏ ‏وفاة‏ ‏أبيه‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏الرابعة‏ ‏عشرة‏ ‏من‏ ‏عمره‏, ‏وفي‏ ‏إحدي‏ ‏رحلاته‏ ‏إلي‏ ‏لبنان‏ ‏التقي‏ ‏هناك‏ ‏بالأم‏ ' ‏نفيسة‏' ‏التي‏ ‏أحبها‏ ‏وتزوجها‏ ‏واختارت‏ ‏أن‏ ‏تعيش‏ ‏معه‏ ‏في‏ ‏باريس‏. ‏وهناك‏ ‏أنجبا‏ ‏أبناءهما‏ ‏الأربعة‏, ‏وعاشا‏ ‏في‏ ‏المنزل‏ ‏والذي‏ ‏يعلو‏ ‏المقهي‏ ‏الذي‏ ‏اشتراه‏ ‏والدها‏ ‏في‏ ‏باريس‏... ‏وما‏ ‏أن‏ ‏وضعت‏ ‏الحرب‏ ‏العالمية‏ ‏الثانية‏ ‏أوزارها‏ ‏وبدأت‏ ‏الشعوب‏ ‏العربية‏ ‏في‏ ‏مقاومة‏ ‏الاستعمار‏, ‏حتي‏ ‏تم‏ ‏تضييق‏ ‏الخناق‏ ‏علي‏ ‏والدها‏ ‏مع‏ ‏اشتعال‏ ‏الثورة‏ ‏في‏ ‏الجزائر‏ ‏واحتدام‏ ‏الحرب‏ ‏بين‏ ‏الجزائريين‏ ‏والاحتلال‏ ‏الفرنسي‏ ‏في‏ ‏منصف‏ ‏الخمسينيات‏..

‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏أمام‏ ‏كل‏ ‏جزائري‏ ‏شريف‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يدعم‏ ‏الثوار‏ ‏في‏ ‏الجزائر‏ ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏ضد‏ ‏البلد‏ ‏الذي‏ ‏يعيش‏ ‏فيه‏, ‏لهذا‏ ‏اتخذ‏ ‏والدها‏ ‏قراره‏ ‏بأن‏ ‏يخصص‏ ‏جزءا‏ ‏من‏ ‏دخل‏ ‏مطعمه‏ ‏لشراء‏ ‏السلاح‏ ‏وإرساله‏ ‏للثوار‏ ‏الجزائريين‏, ‏وما‏ ‏أن‏ ‏ذاع‏ ‏النبأ‏ ‏ورصدت‏ ‏القوات‏ ‏الفرنسية‏ ‏نشاط‏ ‏المقهي‏ ‏الذي‏ ‏تغني‏ ‏فيه‏ ‏وردة‏ ‏كل‏ ‏ليلة‏ ‏أغاني‏ ‏حماسية‏ ‏لمناصرة‏ ‏الثورة‏ ‏الجزائرية‏ ‏كانت‏ ‏تحاول‏ ‏التخفيف‏ ‏منها‏ ‏إذا‏ ‏ما‏ ‏رأت‏ ‏وجوها‏ ‏جديدة‏ ‏في‏ ‏المقهي‏ ‏كي‏ ‏لا‏ ‏يتعرض‏ ‏والدها‏ ‏ورواد‏ ‏المقهي‏ ‏للأذي‏, ‏ثم‏ ‏بدأ‏ ‏المقهي‏ ‏يتعرض‏ ‏لحملات‏ ‏تفتيش‏ ‏أسبوعية‏ ‏وبعدها‏ ‏تعرض‏ ‏والدها‏ ‏للحبس‏ ‏ومصادرة‏ ‏أملاكه‏ ‏كلها‏, ‏وعاشت‏ ‏وردة‏ ‏مع‏ ‏أسرتها‏ ‏أياما‏ ‏صعبة‏ ‏حتي‏ ‏خرج‏ ‏والدها‏ ‏من‏ ‏السجن‏ ‏مصحوبا‏ ‏بقرار‏ ‏نفي‏ ‏من‏ ‏فرنسا‏,

‏فكان‏ ‏لابد‏ ‏لهم‏ ‏من‏ ‏الخروج‏ ‏السريع‏ ‏من‏ ‏الأراضي‏ ‏الفرنسية‏, ‏وكانت‏ ‏المحطة‏ ‏الأولي‏ ‏لهم‏ ‏هي‏ ‏تونس‏.. ‏حيث‏ ‏قضوا‏ ‏وقتا‏ ‏قصيرا‏ ‏للحصول‏ ‏علي‏ ‏تأشيرة‏ ‏دخول‏ ‏لبنان‏.. ‏ليستقروا‏ ‏هناك‏ ‏سنوات‏ ‏في‏ ‏كنف‏ ‏عائلة‏ ‏الأم‏ ‏التي‏ ‏تنتمي‏ ‏لعائلة‏ '‏ياموت‏' ‏اللبنانية‏, ‏وهناك‏ ‏التقت‏ ‏وردة‏ ‏بالملحن‏ ‏محسن‏ ‏محمد‏ ‏والمنتج‏ ‏حلمي‏ ‏رفلة‏, ‏لتنطلق‏ ‏شرارة‏ ‏صوتها‏ ‏المدافع‏ ‏عن‏ ‏قضية‏ ‏بلدها‏ ‏من‏ ‏لبنان‏, ‏لتغني‏ ‏من‏ ‏هناك‏ ' ‏أنا‏ ‏من‏ ‏الجزائر‏.. ‏أنا‏ ‏عربية‏'. ‏وما‏ ‏إن‏ ‏غنت‏ ‏حتي‏ ‏أشعل‏ ‏صوتها‏ ‏لهيب‏ ‏الحرب‏ ‏في‏ ‏الجزائر‏, ‏ليتم‏ ‏القبض‏ ‏علي‏ ' ‏جميلة‏ ‏بوحريد‏' ‏وتعذب‏ ‏في‏ ‏السجن‏, ‏فلا‏ ‏تجد‏ ‏وردة‏ ‏وسيلة‏ ‏للمقاومة‏ ‏والقتال‏ ‏أفضل‏ ‏من‏ ‏صوتها‏.. ‏لتغني‏ ‏قصيدة‏ ‏لجميلة‏ ‏بوحريد‏, ‏وحولت‏ ‏وردة‏ ‏بصوتها‏ ‏ملاهي‏ ‏بيروت‏ ‏الليلية‏ ‏إلي‏ ‏ساحات‏ ‏للحماس‏ ‏والغناء‏ ‏الوطني‏...

‏وهناك‏ ‏سمعها‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏فريد‏ ‏الأطرش‏ ‏الذي‏ ‏رفض‏ ‏أن‏ ‏يمنحها‏ ‏لحنا‏.. ‏فقط‏ ‏لمجرد‏ ‏أن‏ ‏الشخص‏ ‏الذي‏ ‏قام‏ ‏بالتعارف‏ ‏بينهما‏ ‏أخطأ‏ ‏أسلوب‏ ‏التعامل‏ ‏مع‏ ‏فريد‏ ‏الأطرش‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يتعامل‏ ‏مع‏ ‏الجميع‏ ‏خاصة‏ ‏في‏ ‏بيروت‏ ‏ودمشق‏ ‏باعتباره‏ ‏أميرا‏ ‏من‏ ‏أسرة‏ ‏الأطرش‏ ‏في‏ ‏جبل‏ ‏الدروز‏, ‏واعتذر‏ ‏لصديقه‏ ‏بأن‏ ‏صوتها‏ ‏لم‏ ‏ينضج‏ ‏بعد‏, ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏فريد‏ ‏من‏ ‏داخله‏ ‏مقتنعا‏ ‏بأن‏ ‏صوتها‏ ‏جميل‏, ‏حتي‏ ‏أنه‏ ‏قال‏ ‏لبعض‏ ‏أصدقائه‏ ‏إنها‏ ‏لو‏ ‏جاءته‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏آخر‏ ‏لأعطاها‏ ‏لحنا‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تنصرف‏ .. ‏وفي‏ ‏بيروت‏ ‏أيضا‏ ‏سمعها‏ ‏عبد‏ ‏الوهاب‏.. ‏واشترط‏ ‏أن‏ ‏تحضر‏ ‏وردة‏ ‏للقاهرة‏ ‏ليعطيها‏ ‏لحنا‏.‏

لم‏ ‏تأت‏ ‏خطوة‏ ‏حضور‏ ‏وردة‏ ‏إلي‏ ‏القاهرة‏ ‏إلا‏ ‏في‏ ..1958 ‏حيث‏ ‏أوصي‏ ‏الفنان‏ ‏محمد‏ ‏عبد‏ ‏الوهاب‏ ‏القائمين‏ ‏علي‏ ‏صوت‏ ‏العرب‏ ‏بدعوة‏ ‏وردة‏ ‏لتسجيل‏ ‏بعض‏ ‏الأغنيات‏ ‏التي‏ ‏تنتجها‏ ‏الإذاعة‏ ‏لدعم‏ ‏قضية‏ ‏الجزائر‏, ‏وما‏ ‏إن‏ ‏وصلتها‏ ‏الدعوة‏ ‏التي‏ ‏أرسلها‏ ‏عبد‏ ‏الحميد‏ ‏الحديدي‏ ‏من‏ ‏إذاعة‏ ‏صوت‏ ‏العرب‏ ‏حتي‏ ‏طارت‏ ‏من‏ ‏الفرحة‏.. ‏فها‏ ‏هو‏ ‏حلمها‏ ‏القديم‏ ‏بزيارة‏ ‏مصر‏ ‏اقترب‏ ‏من‏ ‏التحقق‏, ‏فما‏ ‏كان‏ ‏يخفف‏ ‏عزاءها‏ ‏في‏ ‏إقامتها‏ ‏في‏ ‏بيروت‏ ‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏قريبة‏ ‏من‏ ‏نسائم‏ ‏القاهرة‏.‏

وفي‏ ‏القاهرة‏ ‏وعلي‏ ‏باب‏ ‏الطائرة‏.. ‏كان‏ ‏في‏ ‏انتظارها‏ ‏الإذاعي‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏منهمكا‏ ‏في‏ ‏الحديث‏ ‏مع‏ ‏شخص‏ ‏آخر‏ ‏في‏ ‏صحبته‏, ‏وما‏ ‏أن‏ ‏سمعت‏ ‏وردة‏ ‏صوته‏ ‏حتي‏ ‏اقتربت‏ ‏منه‏ ‏وعرفته‏ ‏بنفسها‏ ‏ونادت‏ ‏باسمه‏.. ‏ولم‏ ‏يطل‏ ‏تعجبه‏ ‏من‏ ‏فراستها‏.. ‏فقد‏ ‏أخبرته‏ ‏أنها‏ ‏عرفته‏ ‏من‏ ‏صوته‏ ‏الذي‏ ‏اعتادت‏ ‏سماعه‏ ‏عبر‏ ‏أثير‏ ‏إذاعة‏ ‏صوت‏ ‏العرب‏, ‏ومنذ‏ ‏هذه‏ ‏اللحظة‏.. ‏بدأت‏ ‏بين‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏ووردة‏ ‏علاقة‏ ‏أخوة‏ ‏وصداقة‏ ‏لم‏ ‏تنته‏ ‏حتي‏ ‏بعد‏ ‏رحيلها‏.. ‏فلا‏ ‏يزال‏ ‏هو‏ ‏صديقا‏ ‏يجري‏ ‏علي‏ ‏إتمام‏ ‏أمور‏ ‏تخصها‏, ‏حتي‏ ‏أنه‏ ‏أشرف‏ ‏علي‏ ‏إعداد‏ ‏مراسم‏ ‏العزاء‏ ‏الذي‏ ‏أقيم‏ ‏لها‏ ‏بالقاهرة‏.. ‏الأمر‏ ‏الذي‏ ‏جعل‏ ‏منه‏ ‏مصدرا‏ ‏رئيسيا‏ ‏لكل‏ ‏من‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يعرف‏ ‏أمرا‏ ‏ما‏ ‏عن‏ ‏وردة‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏من‏ ‏مراحل‏ ‏حياتها‏.‏


جاءت‏ ‏وردة‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏في‏ ‏زيارة‏ ‏كان‏ ‏مقررا‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ 14 ‏يوما‏ ‏لتسجيل‏ ‏بعض‏ ‏الأغنيات‏.. ‏ولكن‏ ‏الزيارة‏ ‏علي‏ ‏حد‏ ‏قول‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏امتدت‏ ‏لمدة‏ 52 ‏سنة‏.. ‏حتي‏ ‏رحلت‏ ‏وردة‏ ‏وهي‏ ‏علي‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏.‏

في‏ ‏مصر‏.. ‏كان‏ ‏لها‏ ‏شأن‏ ‏آخر‏.. ‏وحياة‏ ‏امتلأت‏ ‏بالحب‏ ‏والعذاب‏ ‏والفراق‏ ‏والدموع‏ ‏والغناء‏ ‏والنجاح‏ ‏والشجن‏ ‏والشائعات‏.. ‏كانت‏ ‏وردة‏ ‏بنت‏ ‏الثمانية‏ ‏عشر‏ ‏ربيعا‏ ‏وقتها‏ ‏لا‏ ‏تصدق‏ ‏بعد‏ ‏أنها‏ ‏أخيرا‏ ‏حلت‏ ‏بمصر‏ ‏زائرة‏.. ‏حتي‏ ‏أنها‏ ‏كادت‏ ‏توقف‏ ‏السيارة‏ ‏التي‏ ‏أقلتها‏ ‏من‏ ‏المطار‏ ‏إلي‏ ‏الفندق‏ ‏عدة‏ ‏مرات‏ ‏لتتأكد‏ ‏أنها‏ ‏علي‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏, ‏وما‏ ‏أن‏ ‏وصلت‏ ‏إلي‏ ‏الفندق‏ ‏حتي‏ ‏وجدت‏ ‏في‏ ‏استقبالها‏ ‏باقة‏ ‏زهور‏.. ‏جرت‏ ‏عليها‏ ‏كالطفلة‏.. ‏لتقرأ‏ ‏بيانات‏ ‏المرسل‏ ‏التي‏ ‏دونت‏ ‏علي‏ ‏الكارت‏.. ‏وكانت‏ ‏تتمني‏ ‏أن‏ ‏يحمل‏ ‏اسما‏ ‏بعينه‏.. ‏لدرجة‏ ‏أنها‏ ‏حزنت‏ ‏لما‏ ‏لم‏ ‏تجد‏ ‏الاسم‏ ‏الذي‏ ‏تمنته‏ ‏وحلمت‏ ‏به‏ ‏منذ‏ ‏طفولتها‏.. ‏وهو‏ ‏اسم‏ ' ‏بليغ‏ ‏حمدي‏'.‏

في‏ ‏إذاعة‏ ‏صوت‏ ‏العرب‏ ‏غنت‏ ‏للجزائر‏ ‏قصيدة‏ ‏وطنية‏ ‏من‏ ‏كلمات‏ ‏شاعر‏ ‏جزائري‏ ‏يدعي‏ ‏سامح‏ ‏الخرفي‏, ‏ولحنها‏ ‏محمد‏ ‏الموجي‏, ‏يقول‏ ‏مطلعها‏ ' ‏أدعوك‏ ‏يا‏ ‏أملي‏ ‏وأهتف‏ ‏من‏ ‏بعيد‏, ‏أنا‏ ‏لم‏ ‏أزل‏ ‏للحب‏.. ‏للحب‏ ‏الوليد‏, ‏للذكريات‏ ‏الخالدة‏, ‏للزفرات‏ ‏الصاعدة‏, ‏يوم‏ ‏المسير‏ ‏للفدا‏ ‏وغدا‏ ‏تلبية‏ ‏الندا‏, ‏صوت‏ ‏أعز‏ ‏من‏ ‏الحبيب‏, ‏صوت‏ ‏الجزائر‏ ‏يا‏ ‏حبيبي‏..'.. ‏وغنت‏ ‏بعدها‏ ‏قصيدة‏ ‏أخري‏ ‏للجزائر‏ ‏من‏ ‏ألحان‏ ‏رياض‏ ‏السنباطي‏ ‏وهي‏ ' ‏يا‏ ‏من‏ ‏تنادون‏ ‏الجزائر‏.. ‏ها‏ ‏أنا‏ ‏عانقت‏ ‏حريتي‏'.. ‏لتتحول‏ ‏وردة‏ ‏من‏ ‏مجرد‏ ‏مطربة‏ ‏إلي‏ ‏محاربة‏ ‏تقاتل‏ ‏الاستعمار‏ ‏بصوتها‏.. ‏وتشعل‏ ‏حماس‏ ‏الثوار‏ ‏في‏ ‏الجزائر‏.. ‏وتزيد‏ ‏من‏ ‏إصرارهم‏ ‏علي‏ ‏الكفاح‏.‏

لقاؤها‏ ‏مع‏ ‏بليغ

كان‏ ‏أمنية‏ ‏عاشت‏ ‏تحلم‏ ‏بها‏.. ‏وما‏ ‏أن‏ ‏تم‏ ‏اللقاء‏ ‏في‏ ‏حضرة‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏الذي‏ ‏قدم‏ ‏وردة‏ ‏إلي‏ ‏بليغ‏.. ‏حتي‏ ‏بدا‏ ‏علي‏ ‏كليهما‏ ‏التأثر‏ ‏بالآخر‏ ‏كما‏ ‏أنه‏ ‏وجه‏ ‏بعد‏ ‏غياب‏... ‏ليولد‏ ‏بينهما‏ ‏الحب‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏وليلة‏ ‏ليستمر‏ ‏رغم‏ ‏انفصالهما‏ ‏وبعدهما‏ ‏ليموت‏ ‏كل‏ ‏منهما‏ ‏وهو‏ ‏مغلق‏ ‏قلبه‏ ‏علي‏ ‏الآخر‏.‏

عاشت‏ ‏وردة‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏سنوات‏ ‏حظيت‏ ‏خلالها‏ ‏بحب‏ ‏لم‏ ‏تشهده‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏بلد‏, ‏فقد‏ ‏استطاع‏ ‏صوتها‏ ‏أن‏ ‏يجعلها‏ ‏تحتل‏ ‏مكانة‏ ‏لا‏ ‏يستهان‏ ‏بها‏ ‏في‏ ‏قلوب‏ ‏المستمعين‏, ‏حتي‏ ‏أصبحت‏ ‏القاسم‏ ‏المشترك‏ ‏الأكبر‏ ‏في‏ ‏حفلات‏ ‏أضواء‏ ‏المدينة‏, ‏وخلال‏ ‏هذه‏ ‏السنوات‏ ‏سجلت‏ ‏وردة‏ ‏ما‏ ‏يقرب‏ ‏من‏ 46 ‏أغنية‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏بينها‏ 30 ‏أغنية‏ ‏وطنية‏, ‏وقدمت‏ ‏أول‏ ‏أفلامها‏ ‏مع‏ ‏عادل‏ ‏مأمون‏ ' ‏ألمظ‏ ‏وعبده‏ ‏الحمولي‏' ‏الذي‏ ‏أنتجه‏ ‏حلمي‏ ‏رفلة‏, ‏وبدأ‏ ‏عبدالوهاب‏ ‏في‏ ‏التلحين‏ ‏لها‏ ‏ثم‏ ‏فيلم‏ '‏أميرة‏ ‏العرب‏'. ‏ثم‏ ‏فارس‏ ‏بني‏ ‏حمدان‏'‏

في‏ ‏هذا‏ ‏التوقيت‏ ‏كانت‏ ‏قصة‏ ‏حبها‏ ‏مع‏ ‏بليغ‏ ‏قد‏ ‏بدأت‏ ‏وقطعت‏ ‏شوطا‏ ‏كبيرا‏.. ‏حتي‏ ‏كادا‏ ‏يتفقان‏ ‏علي‏ ‏الزواج‏, ‏وفي‏ ‏هذا‏ ‏الصدد‏ ‏يؤكد‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏أن‏ ‏بليغ‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏تقدم‏ ‏بالفعل‏ ‏لخطبة‏ ‏وردة‏ ‏من‏ ‏والدها‏, ‏وفي‏ ‏اليوم‏ ‏الذي‏ ‏تحدد‏ ‏فيه‏ ‏الموعد‏ ‏ذهب‏ ‏بليغ‏ ‏بصحبة‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏.. ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏والد‏ ‏وردة‏ ‏وإخوتها‏ ‏كانوا‏ ‏رافضين‏ ‏تماما‏ ‏لزواجها‏ ‏من‏ ‏بليغ‏ ‏حمدي‏ ‏بالتحديد‏ ‏لما‏ ‏اشتهر‏ ‏عنه‏ ‏من‏ ‏تعدد‏ ‏العلاقات‏.. ‏بالإضافة‏ ‏لقناعتهم‏ ‏بضرورة‏ ‏أن‏ ‏تتزوج‏ ‏وردة‏ ‏من‏ ‏جزائري‏.‏
وفي‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏ ‏استقبل‏ ‏والدها‏ ‏بليغ‏ ‏علي‏ ‏باب‏ ‏المنزل‏ ‏ولم‏ ‏يسمح‏ ‏بدخوله‏, ‏معلنا‏ ‏له‏ ‏رفضه‏ ‏للخطبة‏.‏

حب‏ ‏تحت‏ ‏الحصار

لم‏ ‏ييأس‏ ‏بليغ‏ ‏بعد‏ ‏هذا‏ ‏الرفض‏, ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏بدأ‏ ‏مرحلة‏ ‏جديدة‏ ‏من‏ ‏حياته‏ ‏بمجرد‏ ‏تعرفه‏ ‏علي‏ ‏وردة‏ ‏ودخولها‏ ‏حياته‏ ‏كما‏ ‏يقول‏ ‏صديقهما‏ ‏المشترك‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏, ‏وقد‏ ‏استقر‏ ‏قلب‏ ‏وعقل‏ ‏ووجدان‏ ‏بليغ‏ ‏منذ‏ ‏لحظة‏ ‏لقائه‏ ‏بوردة‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏له‏ ‏ويتزوجها‏... ‏وبدأ‏ ‏يقدح‏ ‏زناد‏ ‏فكره‏ ‏مع‏ ‏أصدقائه‏ ‏ليساعدوه‏ ‏في‏ ‏الزواج‏ ‏من‏ ‏وردة‏ ‏رغما‏ ‏عن‏ ‏إرادة‏ ‏أهلها‏.. ‏وفكرا‏ ‏في‏ ‏الهرب‏ ‏معا‏ ‏لكن‏ ‏بقي‏ ‏الأمر‏ ‏مجرد‏ ‏فكرة‏, ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏استقرا‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏يقوما‏ ‏بإحضار‏ ‏موظف‏ ‏الشهر‏ ‏العقاري‏ ‏تحت‏ ‏شباك‏ ‏غرفة‏ ‏وردة‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تسكن‏ ‏وقتها‏ ‏بشقة‏ ‏في‏ ‏الدور‏ ‏الأول‏.. ‏ليقوم‏ ‏الموظف‏ ‏بإتمام‏ ‏إجراءات‏ ‏الزواج‏ ‏ثم‏ ‏تفتح‏ ‏وردة‏ ‏الشباك‏ ‏لتوقع‏ ‏علي‏ ‏وثيقة‏ ‏الزواج‏, ‏وبعدها‏ ‏تكون‏ ‏الأسرة‏ ‏أمام‏ ‏أمر‏ ‏واقع‏ ‏لا‏ ‏تستطيع‏ ‏معه‏ ‏رفض‏ ‏الزواج‏.. ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏المحاولة‏ ‏أيضا‏ ‏باءت‏ ‏بالفشل‏ ‏نظرا‏ ‏لحالة‏ ‏الحصار‏ ‏المشدد‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏مفروضة‏ ‏علي‏ ‏وردة‏ ‏من‏ ‏أسرتها‏ ‏بالكامل‏, ‏والتي‏ ‏كان‏ ‏كل‏ ‏أفرادها‏ ‏يرفضون‏ ‏فكرة‏ ‏زواجها‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏جزائري‏.. ‏ومن‏ ‏بليغ‏ ‏تحديدا‏.‏

وبناء‏ ‏عليه‏ ‏فقد‏ ‏ظلت‏ ‏قصة‏ ‏حب‏ ‏بليغ‏ ‏ووردة‏ ‏أسيرة‏ ‏لتقاليد‏ ‏الأسرة‏ ‏الجزائرية‏ ‏والأب‏ ‏الصارم‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏عقد‏ ‏العزم‏ ‏علي‏ ‏زواجها‏ ‏من‏ ‏أحد‏ ‏أقاربها‏ ‏في‏ ‏الجزائر‏, ‏وما‏ ‏أن‏ ‏تحررت‏ ‏الجزائر‏ ‏وتم‏ ‏إعلان‏ ‏وقف‏ ‏إطلاق‏ ‏النار‏ ‏في‏ ‏شهر‏ ‏مارس‏ ‏من‏ ‏عام‏ 1962, ‏حتي‏ ‏غنت‏ ‏وردة‏ ‏من‏ ‏كلمات‏ ‏عبد‏ ‏الوهاب‏ ‏محمد‏ ‏نشيد‏ ‏انتصار‏ ‏الجزائر‏ ‏الذي‏ ‏يقول‏ ‏في‏ ‏مطلعه‏:‏
فتح‏ ‏يا‏ ‏شعب‏ ‏عيون‏, ‏شافت‏ ‏عذاب‏ ‏وسجون‏, ‏ماتلينش‏ ‏مهما‏ ‏يكون‏, ‏لو‏ ‏شوفت‏ ‏غصن‏ ‏زتون‏, ‏خليك‏ ‏علي‏ ‏استعداد‏, ‏عقبال‏ ‏ما‏ ‏تبقي‏ ‏الدار‏, ‏خالصة‏ ‏لأهل‏ ‏الدار‏, ‏ونشوف‏ ‏مع‏ ‏الثوار‏, ‏ليلة‏ ‏فرح‏ ‏كبري‏'.‏

وفي‏ ‏الخامس‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏يوليو‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏العام‏ ‏أعلن‏ ‏استقلال‏ ‏الجزائر‏ ‏التام‏, ‏وطارت‏ ‏وردة‏ ‏من‏ ‏الفرحة‏ ‏وهي‏ ‏تري‏ ‏نتيجة‏ ‏الحرب‏ ‏التي‏ ‏خاضتها‏ ‏بصوتها‏ ‏في‏ ‏وجه‏ ‏العدو‏ ‏تحرز‏ ‏نتائجها‏ ‏وتأتي‏ ‏بالاستقلال‏ ‏لوطن‏ ‏ضحي‏ ‏بمليون‏ ‏شهيد‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الحرية‏, ‏ورغم‏ ‏ذلك‏ ‏لم‏ ‏تستطع‏ ‏السفر‏ ‏إلي‏ ‏الجزائر‏ ‏علي‏ ‏الفور‏, ‏لارتباطها‏ ‏بإحياء‏ ‏الاحتفال‏ ‏بثورة‏ ‏يوليو‏ ‏في‏ ‏عدة‏ ‏محافظات‏ ‏مصرية‏, ‏وارتباطها‏ ‏أيضا‏ ‏بتصوير‏ ‏ثالث‏ ‏أفلامها‏ '‏فارس‏ ‏بني‏ ‏حمدان‏', ‏ولم‏ ‏تستطع‏ ‏وردة‏ ‏السفر‏ ‏إلي‏ ‏الجزائر‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏عدة‏ ‏أشهر‏, ‏وكانت‏ ‏علي‏ ‏وعد‏ ‏بأن‏ ‏تذهب‏ ‏لتشارك‏ ‏الجزائريين‏ ‏فرحتهم‏ ‏وتساهم‏ ‏في‏ ‏نهضة‏ ‏الفن‏ ‏الجزائري‏ ‏ثم‏ ‏تعود‏ ‏للقاهرة‏ ‏لتوفي‏ ‏تعاقداتها‏ ‏الفنية‏ ‏التي‏ ‏وقعتها‏ ‏من‏ ‏قبل‏... ‏ولكن‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏أمر‏ ‏آخر‏ ‏في‏ ‏انتظارها‏.‏


شائعة‏ ‏ارتباطها‏ ‏بالمشير

سافرت‏ ‏وردة‏ ‏إلي‏ ‏الجزائر‏ ‏لتشارك‏ ‏أهل‏ ‏بلدها‏ ‏فرحة‏ ‏الاستقلال‏.. ‏وبعد‏ ‏عودتها‏ ‏وجدت‏ ‏شائعة‏ ‏تملأ‏ ‏البلد‏.. ‏وهي‏ ‏شائعة‏ ‏ارتباطها‏ ‏بالمشير‏ ‏عبد‏ ‏الحكيم‏ ‏عامر‏, ‏وهو‏ ‏الأمر‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏مستغربا‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏يعرفونها‏ ‏جيدا‏.. ‏ويعرفون‏ ‏قصة‏ ‏حبها‏ ‏مع‏ ‏بليغ‏ ‏وكيف‏ ‏كان‏ ‏أهلها‏ ‏يقيمون‏ ‏عليها‏ ‏حصارا‏ ‏لم‏ ‏تستطع‏ ‏معه‏ ‏حتي‏ ‏مجرد‏ ‏أن‏ ‏تفتح‏ ‏الشباك‏ ‏لتوقع‏ ‏عقد‏ ‏الزواج‏, ‏ورغم‏ ‏أن‏ ‏وردة‏ ‏أقسمت‏ ‏كثيرا‏ ‏بأنها‏ ‏لم‏ ‏تر‏ ‏المشير‏ ‏طوال‏ ‏حياتها‏ ‏إلا‏ ‏مرة‏ ‏واحدة‏ ‏في‏ ‏أثناء‏ ‏حضوره‏ ‏مع‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏عرض‏ ‏أوبريت‏ ‏وطني‏ ‏الأكبر‏, ‏وقد‏ ‏صافحته‏ ‏مع‏ ‏مجموعة‏ ‏المطربين‏ ‏بعد‏ ‏الحفل‏, ‏وحياها‏ ‏المشير‏ ‏قائلا‏ :' ‏يا‏ ‏أهلا‏ ‏بالجزائر‏'.‏

ويروي‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏حقائق‏ ‏هذه‏ ‏الواقعة‏ ‏قائلا‏: ‏كان‏ ‏من‏ ‏رابع‏ ‏المستحيلات‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏هناك‏ ‏أية‏ ‏علاقة‏ ‏بين‏ ‏وردة‏ ‏والمشير‏, ‏فقد‏ ‏قمنا‏ ‏بالكثير‏ ‏من‏ ‏الحيل‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏أن‏ ‏يراها‏ ‏بليغ‏ ‏مجرد‏ ‏رؤية‏ ‏من‏ ‏بعيد‏, ‏بسبب‏ ‏حصار‏ ‏أهلها‏ ‏لهما‏, ‏حتي‏ ‏أن‏ ‏الشائعات‏ ‏التي‏ ‏ترددت‏ ‏وقتها‏ ‏كانت‏ ‏تقول‏ ‏إن‏ ‏المشير‏ ‏يذهب‏ ‏إليها‏ ‏في‏ ‏منزلها‏ ‏كل‏ ‏ليلة‏, ‏ولا‏ ‏يعلم‏ ‏أحد‏ ‏أنها‏ ‏كانت‏ ‏تعيش‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المنزل‏ ‏مع‏ ‏أسرتها‏ ‏التي‏ ‏تضم‏ ‏والدها‏ ‏ووالدتها‏ ‏وإخوتها‏ ‏الثلاثة‏ ‏وبعض‏ ‏أقاربها‏, ‏فكيف‏ ‏ومتي‏ ‏كان‏ ‏المشير‏ ‏يذهب‏ ‏إليها؟
ويضيف‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏: ‏بعد‏ ‏سنوات‏ ‏عرفنا‏ ‏الحقيقة‏, ‏عرفنا‏ ‏أن‏ ‏السبب‏ ‏وراء‏ ‏هذه‏ ‏الشائعة‏ ‏هو‏ ‏رغبة‏ ‏مكتب‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏في‏ ‏التمويه‏ ‏والتغطية‏ ‏علي‏ ‏واقعة‏ ‏زواج‏ ‏المشير‏ ‏من‏ ‏برلنتي‏ ‏عبد‏ ‏الحميد‏, ‏كما‏ ‏علمنا‏ ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏وحدة‏ ‏خاصة‏ ‏بالشائعات‏ ‏ضمن‏ ‏هذا‏ ‏المكتب‏.. ‏تقوم‏ ‏بإطلاق‏ ‏الشائعات‏ ‏وفقا‏ ‏لمصالح‏ ‏سياسية‏ ‏أو‏ ‏خاصة‏.‏

قرار‏ ‏الرحيل‏ ‏إلي‏ ‏الجزائر‏.. ‏

وردة‏ ‏آخر‏ ‏من‏ ‏يعلم

كانت‏ ‏وردة‏ ‏علي‏ ‏موعد‏ ‏للسفر‏ ‏إلي‏ ‏الجزائر‏ ‏لحضور‏ ‏حفل‏ ‏عيد‏ ‏الاستقلال‏ ‏الجزائري‏ ‏والإعداد‏ ‏له‏, ‏وكان‏ ‏عليها‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏تعود‏ ‏إلي‏ ‏القاهرة‏ ‏لتكمل‏ ‏عقودها‏ ‏الفنية‏ ‏ولكن‏ ‏كان‏ ‏الأمر‏ ‏مبيتا‏ ‏من‏ ‏الأسرة‏ ‏علي‏ ‏خلاف‏ ‏ذلك‏, ‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏وردة‏ ‏تعلم‏ ‏بشيء‏ ‏مما‏ ‏نوي‏ ‏عليه‏ ‏الجميع‏ ‏من‏ ‏وراء‏ ‏ظهرها‏, ‏فما‏ ‏أن‏ ‏وطئت‏ ‏قدماها‏ ‏أرض‏ ‏الجزائر‏ ‏حتي‏ ‏أعلن‏ ‏والدها‏ ‏عن‏ ‏نيته‏ ‏المبيتة‏ ‏تزويجها‏ ‏من‏ ‏أحد‏ ‏أقاربهم‏ ‏وهو‏ ‏جمال‏ ‏قصري‏ ‏والذي‏ ‏كان‏ ‏يشغل‏ ‏منصب‏ ‏مدير‏ ‏المخابرات‏ ‏الجزائرية‏, ‏

ولكن‏ ‏تحت‏ ‏غطاء‏ ‏وكيل‏ ‏لوزارة‏ ‏أخري‏, ‏وهنا‏ ‏أسقط‏ ‏في‏ ‏يد‏ ‏وردة‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تستطع‏ ‏الفكاك‏ ‏من‏ ‏الشرك‏, ‏ورضخت‏ ‏الفتاة‏ ‏لرغبة‏ ‏الأسرة‏ ‏وتزوجت‏ ‏من‏ ‏قريبها‏ ‏الجزائري‏, ‏لتنجب‏ ‏ابنها‏ ‏الأول‏ ‏رياض‏ ‏مع‏ ‏بداية‏ ‏عام‏ 1964, ‏ومن‏ ‏بعده‏ ‏تنجب‏ ‏ابنتها‏ ‏وداد‏, ‏لتعيش‏ ‏علي‏ ‏مدي‏ ‏عشر‏ ‏سنوات‏ ‏كاملة‏ ‏أما‏ ‏وزوجة‏ ‏لم‏ ‏تستطع‏ ‏يوما‏ ‏أن‏ ‏تنسي‏ ‏الفن‏, ‏فكانت‏ ‏تغني‏ ‏في‏ ‏منزلها‏ ‏وتدرب‏ ‏صوتها‏, ‏وكانت‏ ‏تتذكر‏ ‏وجوه‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏عملت‏ ‏معهم‏ ‏في‏ ‏القاهرة‏ ‏لتسجل‏ ‏ملامحهم‏ ‏بالورقة‏ ‏والقلم‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏لوحات‏ ‏كانت‏ ‏ترسمها‏ ‏بيديها‏, ‏وهي‏ ‏التي‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏هواياتها‏ ‏الفنية‏.. ‏كان‏ ‏فن‏ ‏الرسم‏, ‏وكما‏ ‏ذكرت‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏ ‏لوجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏بأنها‏ ‏كانت‏ ‏تعزي‏ ‏نفسها‏ ‏برسم‏ ‏وجوههم‏ ‏في‏ ‏الجزائر‏, ‏لتغني‏ ‏وهي‏ ‏تقف‏ ‏في‏ ‏المطبخ‏, ‏وهي‏ ‏ترعي‏ ‏شئون‏ ‏أبنائها‏.. ‏وانقطعت‏ ‏خلال‏ ‏هذه‏ ‏السنوات‏ ‏العشر‏ ‏كل‏ ‏صلة‏ ‏لها‏ ‏بالقاهرة‏.. ‏إلا‏ ‏صلاتها‏ ‏الروحية‏ ‏بكل‏ ‏من‏ ‏عملت‏ ‏معهم‏.. ‏رغم‏ ‏أنها‏ ‏كانت‏ ‏دائمة‏ ‏المتابعة‏ ‏لأخبارهم‏ ‏وإبداعاتهم‏ ‏عبر‏ ‏أثير‏ ‏الإذاعات‏.‏

سنوات‏ ‏عجاف‏ ‏قضاها‏ ‏بليغ‏ ‏هنا‏ ‏وحيدا‏.. ‏لا‏ ‏يملك‏ ‏من‏ ‏حبها‏ ‏النسيان‏, ‏ولا‏ ‏يملك‏ ‏حتي‏ ‏رؤيتها‏ ‏والاطمئنان‏ ‏عليها‏.. ‏فلم‏ ‏يجد‏ ‏أمامه‏ ‏وفقا‏ ‏لما‏ ‏قاله‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يعمل‏ ‏ويعمل‏ ‏ويعمل‏, ‏ويبدع‏ ‏ويبدع‏ ‏ويبدع‏, ‏حتي‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏أغنية‏ ‏لحنها‏ ‏وشارك‏ ‏في‏ ‏صياغة‏ ‏كلماتها‏. ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏إلا‏ ‏رسالة‏ ‏منه‏ ‏لوردة‏ ‏علي‏ ‏ألسنة‏ ‏وعبر‏ ‏أصوات‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏المطربين‏, ‏وكان‏ ‏أول‏ ‏وأروع‏ ‏صوت‏ ‏حامل‏ ‏لهذه‏ ‏الرسائل‏ ‏هو‏ ‏صوت‏ ‏أم‏ ‏كلثوم‏.. ‏والتي‏ ‏غنت‏ ‏له‏ ' ‏أنساك‏ ‏ده‏ ‏كلام‏.. ‏أنساك‏.. ‏يا‏ ‏سلام‏'.. ‏وأغنية‏ '‏بعيد‏ ‏عنك‏.. ‏حياتي‏ ‏عذاب‏.. ‏ماتبعدنيش‏ ‏بعيد‏ ‏عنك‏', ‏وأغنية‏' ‏أنا‏ ‏وانت‏ ‏ظلمنا‏ ‏الحب‏ ‏بالغيرة‏ ‏وجبنا‏ ‏للظنون‏ ‏سيرة‏' ‏وسيرة‏ ‏الحب‏', '‏وكل‏ ‏ليلة‏ ‏وكل‏ ‏يوم‏ ' ‏و‏'‏فات‏ ‏المعاد‏', ‏وليحمل‏ ‏عبد‏ ‏الحليم‏ ‏رسائل‏ ‏أخري‏ ‏لوردة‏ ‏من‏ ‏بليغ‏ ‏مثل‏' ‏سواح‏ ‏وماشي‏ ‏في‏ ‏البلد‏ ‏سواح‏.. ‏والخطوة‏ ‏بيني‏ ‏وبين‏ ‏حبيبي‏ ‏براح‏.... ‏وإن‏ ‏لاقاكم‏ ‏حبيبي‏ ‏سلمولي‏ ‏عليه‏..! ‏

عاشت‏ ‏وردة‏ ‏لعشر‏ ‏سنوات‏ ‏بدأت‏ ‏بالاحتفال‏ ‏بلاستقلال‏ ‏الجزائر‏, ‏وانتهت‏ ‏بالاحتفال‏ ‏العاشر‏ ‏بثورة‏ ‏الجزائر‏, ‏عاشتها‏ ‏كزوجة‏ ‏وأم‏ ‏لا‏ ‏علاقة‏ ‏لها‏ ‏بالفن‏ ‏سوي‏ ‏أنها‏ ‏تدندنه‏ ‏في‏ ‏بيتها‏, ‏وفي‏ ‏الاحتفال‏ ‏بالذكري‏ ‏العاشرة‏ ‏لثورة‏ ‏الجزائر‏ ‏استدعي‏ ‏الرئيس‏ ‏هواري‏ ‏بومدين‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الفنانين‏ ‏المصريين‏ ‏للمشاركة‏ ‏في‏ ‏إحياء‏ ‏احتفالات‏ ‏الجزائر‏ ‏بعيدها‏ ‏القومي‏, ‏وكان‏ ‏علي‏ ‏رأسهم‏ ‏بليغ‏ ‏حمدي‏ ‏ووجدي‏ ‏الحكيم‏, ‏وخلال‏ ‏اللقاء‏ ‏عمل‏ ‏الجميع‏ ‏علي‏ ‏إقناع‏ ‏الرئيس‏ ‏هواري‏ ‏بأن‏ ‏تقوم‏ ‏وردة‏ ‏بإحياء‏ ‏الاحتفال‏ ‏بصوتها‏, ‏ووجدها‏ ‏الرئيس‏ ‏هواري‏ ‏بومدين‏ ‏فكرة‏ ‏صائبة‏, ‏فطلب‏ ‏من‏ ‏زوجها‏ ‏أن‏ ‏يسمح‏ ‏لهابالغناء‏, ‏فلم‏ ‏يكن‏ ‏من‏ ‏زوجها‏ ‏رجل‏ ‏الدولة‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏خيرها‏ ‏بين‏ ‏الطلاق‏ ‏والغناء‏, ‏فاختارت‏ ‏وهي‏ ‏مرغمة‏ ‏الغناء‏,

‏وشجعها‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏الرئيس‏ ‏هواري‏ ‏بومدين‏, ‏وبالفعل‏ ‏أحيت‏ ‏وردة‏ ‏احتفالات‏ ‏الجزائر‏ ‏وأخفت‏ ‏خبر‏ ‏الطلاق‏ ‏لفترة‏ ‏عن‏ ‏أبنائها‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏تصيبهم‏ ‏بالصدمة‏, ‏وبعدها‏ ‏استأذنا‏ ‏الرئيس‏ ‏هواري‏ ‏بومدين‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏تشارك‏ ‏وردة‏ ‏في‏ ‏احتفالات‏ ‏صوت‏ ‏العرب‏ ‏بعيدها‏, ‏فوافق‏ ‏علي‏ ‏الفور‏, ‏وجاءت‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏لتعود‏ ‏للفن‏ ‏من‏ ‏جديد‏.. ‏وقبل‏ ‏سفرها‏ ‏من‏ ‏مصر‏ ‏لتعود‏ ‏إلي‏ ‏الجزائر‏ ‏لترتب‏ ‏بعض‏ ‏أمورها‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏ترجع‏ ‏للحياة‏ ‏بشكل‏ ‏نهائي‏ ‏في‏ ‏مصر‏, ‏كتب‏ ‏ولحن‏ ‏لها‏ ‏بليغ‏ ‏أغنية‏ '‏خليك‏ ‏هنا‏' ‏و‏'‏وحشتوني‏'. ‏وبالفعل‏ ‏عادت‏ ‏وردة‏ ‏من‏ ‏الجزائر‏ ‏ليتلقاها‏ ‏بليغ‏ ‏ومحمد‏ ‏حمزة‏ ‏بكلمات‏ ‏أغنيتين‏ ‏من‏ ‏أروع‏ ‏ما‏ ‏قدمت‏ ‏وردة‏ ‏لحنا‏ ‏وإحساسا‏ ‏وطربا‏ ‏ومعني‏, ‏كانت‏ ‏الأغنية‏ ‏الأولي‏ ‏هي‏ '‏العيون‏ ‏السود‏' ‏التي‏ ‏صاغ‏ ‏فيها‏ ‏بليغ‏ ‏حمدي‏ ‏كل‏ ‏مشاعر‏ ‏السنين‏ ‏الماضية‏ ‏ونظمها‏ ‏في‏ ‏جمل‏ ‏لفظية‏ ‏ولحنية‏ ‏بديعة‏ ‏ليقول‏ ‏مطلعها‏' ‏وعملت‏ ‏إيه‏ ‏فينا‏ ‏السنين‏.. ‏غيرتنا‏ ‏لا‏.. ‏فرقتنا؟‏ ‏لأ‏.. ‏ولا‏ ‏دوبت‏ ‏فينا‏ ‏الحنين‏.. ‏وبحبك‏ ‏والله‏ ‏بحبك‏.. ‏قد‏ ‏اللي‏ ‏فات‏ ‏من‏ ‏عمري‏ ‏بحبك‏.. ‏قد‏ ‏اللي‏ ‏جاي‏ ‏من‏ ‏عمري‏ ‏بحبك‏.. ‏وشوف‏.. ‏شوف‏ ‏قد‏ ‏إيه‏ ‏بحبك‏'.‏

وما‏ ‏أن‏ ‏تزوجت‏ ‏وردة‏ ‏من‏ ‏بليغ‏ ‏عام‏ 1972 ‏حتي‏ ‏اشتعلت‏ ‏الساحة‏ ‏الغنائية‏ ‏بالكامل‏.. ‏جزء‏ ‏منها‏ ‏اشتعل‏ ‏بالنشاط‏ ‏والتنافس‏ ‏القوي‏ ‏والمباراة‏ ‏في‏ ‏تقديم‏ ‏أفضل‏ ‏الألحان‏ ‏والكلمات‏ ‏والأغنيات‏ ‏بين‏ ‏جميع‏ ‏المطربين‏.. ‏ومن‏ ‏ناحية‏ ‏ظهر‏ ‏تنافس‏ ‏من‏ ‏نوع‏ ‏آخر‏ ‏بسبب‏ ‏الغيرة‏ ‏الفنية‏, ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏المطربين‏ ‏والمطربات‏ ‏ممن‏ ‏يعرفون‏ ‏قدر‏ ‏وقيمة‏ ‏بليغ‏ ‏كملحن‏ ‏يعانون‏ ‏من‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏الغيرة‏ ‏الشديدة‏ ‏علي‏ ‏بليغ‏ ‏لمجرد‏ ‏علمهم‏ ‏بأنه‏ ‏يلحن‏ ‏لمطرب‏ ‏أو‏ ‏مطربة‏ ‏أخري‏.. ‏حتي‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏يتعرض‏ ‏بعض‏ ‏الأحيان‏ ‏لحالات‏ ‏اختطاف‏ ‏ومقالب‏ ‏كان‏ ‏المطربون‏ ‏يجرونها‏ ‏مع‏ ‏بعضهم‏ ‏البعض‏ ‏للاستحواذ‏ ‏علي‏ ‏بليغ‏ ‏لبعض‏ ‏الوقت‏ ‏بمعزل‏ ‏عن‏ ‏الآخرين‏ ‏والاستئثار‏ ‏به‏ ‏لحين‏ ‏الانتهاء‏ ‏من‏ ‏وضع‏ ‏ألحان‏ ‏لهم‏.‏

عاشت‏ ‏وردة‏ ‏مع‏ ‏بليغ‏ ‏أفضل‏ ‏حالة‏ ‏غنائية‏ ‏وإنسانية‏ ‏حتي‏ ‏بدأ‏ ' ‏أولاد‏ ‏الحلال‏' ‏في‏ ‏محاولات‏ ‏النيل‏ ‏منهما‏ ‏لتفرقة‏ ‏الزوجين‏ ‏لما‏ ‏حققاه‏ ‏من‏ ‏نجاح‏ ‏فني‏ ‏منقطع‏ ‏النظير‏, ‏وخلال‏ ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏كانت‏ ‏وردة‏ ‏تعاني‏ ‏كثيرا‏ ‏من‏ ‏عدم‏ ‏قدرتها‏ ‏علي‏ ‏الابتعاد‏ ‏عن‏ ‏أبنائها‏, ‏حيث‏ ‏حرمها‏ ‏طليقها‏ ‏من‏ ‏مجرد‏ ‏رؤيتهم‏ ‏والاطمئنان‏ ‏عليهم‏, ‏وقد‏ ‏عايش‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏مع‏ ‏وردة‏ ‏وبليغ‏ ‏الأمر‏ ‏الذي‏ ‏دفعه‏ ‏إلي‏ ‏تقديم‏ ‏مسلسل‏ ‏إذاعي‏ ‏لتلعب‏ ‏بطولته‏ ‏وردة‏ ‏وكان‏ ‏باسم‏ '‏دائما‏ ‏نحب‏' ‏وتدور‏ ‏أحداثه‏ ‏حول‏ ‏أم‏ ‏يحرمها‏ ‏طليقها‏ ‏من‏ ‏رؤية‏ ‏ابنها‏, ‏وغنت‏ ‏فيه‏ ‏وردة‏ 11 ‏أغنية‏ ‏كتبها‏ ‏عبد‏ ‏الوهاب‏ ‏محمد‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏قريبا‏ ‏من‏ ‏وردة‏ ‏وبليغ‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الوقت‏, ‏وكان‏ ‏يشعر‏ ‏بلهفتها‏ ‏علي‏ ‏أبنائها‏, ‏ويروي‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏كيف‏ ‏قام‏ ‏عبد‏ ‏الوهاب‏ ‏محمد‏ ‏بكتابة‏ ‏أغنيات‏ ‏المسلسل‏ ‏كلها‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏وردة‏ ‏خلال‏ ‏ساعات‏ ‏قليلة‏, ‏وقام‏ ‏بليغ‏ ‏بتلحينها‏ ‏علي‏ ‏الفور‏, ‏وفي‏ ‏اليوم‏ ‏التالي‏ ‏كانت‏ ‏الأغنيات‏ ‏مسجلة‏ ‏بالاستديو‏...!!‏

وهو‏ ‏نفس‏ ‏المسلسل‏ ‏الذي‏ ‏تحولت‏ ‏قصته‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏إلي‏ ‏مسلسل‏ ‏تليفزيوني‏ ‏يحمل‏ ‏اسم‏ '‏أوراق‏ ‏الورد‏'.. ‏وقد‏ ‏كانت‏ ‏وردة‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏كما‏ ‏يؤكد‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏تعاني‏ ‏كثيرا‏ ‏من‏ ‏ابتعاد‏ ‏أبنائها‏ ‏عنها‏, ‏لدرجة‏ ‏أنها‏ ‏كانت‏ ‏تعتبر‏ ‏الأطفال‏ ‏الذين‏ ‏شاركوها‏ ‏المسلسل‏ ‏أبناءها‏ ‏بالفعل‏.‏

وبعد‏ ‏فترة‏ .. ‏وبعد‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏المحاولات‏ ‏المضنية‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تقوم‏ ‏بها‏ ‏وردة‏ ‏للاطمئنان‏ ‏علي‏ ‏ابنيها‏ .. ‏سمح‏ ‏لها‏ ‏طليقها‏ ‏برؤيتهما‏, ‏بل‏ ‏سمح‏ ‏لهما‏ ‏بالحضور‏ ‏إلي‏ ‏القاهرة‏ ‏ليعيشا‏ ‏معها‏, ‏وكانت‏ ‏أسعد‏ ‏أيام‏ ‏وردة‏ ‏حين‏ ‏التقت‏ ‏بهما‏ ‏وعاشا‏ ‏معها‏ ‏في‏ ‏منزل‏ ‏بليغ‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏بميدان‏ ‏سفنكس‏, ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏مسكن‏ ‏الزوجية‏, ‏وعاشت‏ ‏وردة‏ ‏وأبناؤها‏ ‏معا‏ ‏وانطلقت‏ ‏وردة‏ ‏مع‏ ‏بليغ‏ ‏ليقدما‏ ‏معا‏ ‏أروع‏ ‏اغنياتهما‏, ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏زواجهما‏ ‏ليمنع‏ ‏أيا‏ ‏منهما‏ ‏من‏ ‏التعامل‏ ‏مع‏ ‏فنانين‏ ‏آخرين‏, ‏فلم‏ ‏تكن‏ ‏وردة‏ ‏بقادرة‏ ‏علي‏ ‏التخلي‏ ‏عن‏ ‏ألحان‏ ‏عبد‏ ‏الوهاب‏ ‏والموجي‏ ‏والطويل‏, ‏كما‏ ‏كانت‏ ‏ألحان‏ ‏بليغ‏ ‏أغزر‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏تقتصر‏ ‏علي‏ ‏صوت‏ ‏وردة‏, ‏وقدم‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الأغنيات‏ ‏وقتها‏ ‏لمطربات‏ ‏أخريات‏ ‏غير‏ ‏وردة‏, ‏كما‏ ‏قدمت‏ ‏وردة‏ ‏أغنيات‏ ‏من‏ ‏ألحان‏ ‏ملحنين‏ ‏آخرين‏, ‏وانطلقت‏ ‏وردة‏ ‏تحيي‏ ‏الحفلات‏ ‏هنا‏ ‏وهناك‏, ‏وتتبرع‏ ‏بأجرها‏ ‏عن‏ ‏بعض‏ ‏الحفلات‏ ‏لصالح‏ ‏أعمال‏ ‏خيرية‏ ‏أو‏ ‏نقابات‏ ‏وأندية‏ ‏وجامعات‏, ‏ولعل‏ ‏كثيرين‏ ‏لا‏ ‏يعرفون‏ ‏أن‏ ‏وردة‏ ‏كانت‏ '‏أهلاوية‏ ‏الهوي‏' ‏حتي‏ ‏أنها‏ ‏كانت‏ ‏تدعو‏ ‏كل‏ ‏أعضاء‏ ‏فريق‏ ‏الأهلي‏ ‏بعد‏ ‏فوزهم‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏البطولات‏, ‏كما‏ ‏أحيت‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏حفلات‏ ‏النادي‏ ‏الأهلي‏ ‏في‏ ‏عدة‏ ‏مناسبات‏.‏

كما‏ ‏قدمت‏ ‏وردة‏ ‏في‏ ‏أثناء‏ ‏زواجها‏ ‏من‏ ‏بليغ‏ ‏عدة‏ ‏أفلام‏ ‏منها‏ '‏النغم‏ ‏السعيد‏' ‏مع‏ ‏حسن‏ ‏يوسف‏ ‏وعماد‏ ‏حمدي‏ ‏وإخراج‏ ‏حلمي‏ ‏رفلة‏ ‏وغنت‏ ‏فيه‏ ‏من‏ ‏ألحان‏ ‏منير‏ ‏مراد‏ ‏وبليغ‏ ‏والموجي‏, ‏ثم‏ ‏فيلم‏ '‏حكايتي‏ ‏مع‏ ‏الزمان‏'.‏
كما‏ ‏قدمت‏ ‏وردة‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الأوبريتات‏ ‏الغنائية‏ ‏والأعمال‏ ‏المسرحية‏ ‏طوال‏ ‏مشوارها‏ ‏الفني‏ ‏مثل‏ ‏دندش‏ ‏وتمر‏ ‏حنة‏ ‏وصاحبة‏ ‏الجلالة‏.‏

حرب‏ ‏أكتوبر‏... ‏حالة‏ ‏إبداع‏ ‏لا‏ ‏مثيل‏ ‏لها‏:‏

كانت‏ ‏وردة‏ ‏لاتزال‏ ‏حديثة‏ ‏العهد‏ ‏بالقاهرة‏ ‏التي‏ ‏اشتاقت‏ ‏لها‏ ‏كثيرا‏ ‏ولهوائها‏ ‏ولأخبارها‏ ‏وما‏ ‏أن‏ ‏استقر‏ ‏لها‏ ‏المقام‏ ‏في‏ ‏القاهرة‏ ‏وبدأت‏ ‏في‏ ‏الانخراط‏ ‏في‏ ‏الفن‏ ‏والحياة‏ ‏بجانب‏ ‏بليغ‏, ‏حتي‏ ‏قامت‏ ‏حرب‏ ‏أكتوبر‏ ‏عام‏ 1973, ‏بعد‏ ‏سنوات‏ ‏من‏ ‏الاستنزاف‏, ‏ويروي‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏كيف‏ ‏كانت‏ ‏حالة‏ ‏الطوارئ‏ ‏في‏ ‏مبني‏ ‏الإذاعة‏ ‏والتليفزيون‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏, ‏وكيف‏ ‏استقر‏ ‏رأي‏ ‏المسئولين‏ ‏علي‏ ‏توفير‏ ‏كل‏ ‏قرش‏ ‏لصالح‏ ‏المجهود‏ ‏الحربي‏ ‏وعدم‏ ‏إنتاج‏ ‏أي‏ ‏أعمال‏ ‏فنية‏ ‏عن‏ ‏الحرب‏, ‏واكتفوا‏ ‏بإذاعة‏ ‏أغنيات‏ ‏وطنية‏ ‏هادئة‏ ‏للابتعاد‏ ‏عن‏ ‏ذكري‏ ‏حالة‏ ‏الشحن‏ ‏المعنوي‏ ‏التي‏ ‏تمت‏ ‏أثناء‏ ‏هزيمة‏ 1967, ‏وبعد‏ ‏أول‏ ‏بيان‏ ‏للجيش‏ ‏المصري‏ ‏في‏ ‏يوم‏ 6 ‏أكتوبر‏ ‏أذيعت‏ ‏أغنية‏ ‏محمد‏ ‏فوزي‏' ‏بلدي‏ ‏أحببتك‏ ‏يا‏ ‏بلدي‏.. ‏حبا‏ ‏في‏ ‏الله‏ ‏وللأبد‏'.. ‏وبعدها‏ ‏أذيعت‏ ‏أغنية‏ ‏أم‏ ‏كلثوم‏ '‏مصر‏ ‏التي‏ ‏في‏ ‏خاطري‏ ‏وفي‏ ‏دمي‏'.‏

ويضيف‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏: ‏كنت‏ ‏وقتها‏ ‏ساهرا‏ ‏ضمن‏ ‏فريق‏ ‏الطوارئ‏ ‏بالإذاعة‏, ‏وفي‏ ‏المساء‏ ‏وبالتحديد‏ ‏قرب‏ ‏منتصف‏ ‏الليل‏ ‏وجدنا‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏الهرج‏ ‏في‏ ‏التليفزيون‏, ‏وإذا‏ ‏بالأمن‏ ‏يبلغنا‏ ‏بوجود‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏بليغ‏ ‏حمدي‏ ‏وعبد‏ ‏الرحيم‏ ‏منصور‏ ‏ووردة‏, ‏وهم‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏عصبية‏ ‏شديدة‏ ‏وكادوا‏ ‏يتشاجرون‏ ‏مع‏ ‏أمن‏ ‏مبني‏ ‏التليفزيون‏, ‏ولما‏ ‏رفضوا‏ ‏الانصراف‏ ‏طلب‏ ‏مني‏ ‏بابا‏ ‏شارو‏ ‏أن‏ ‏أنزل‏ ‏لاقناعهم‏ ‏بالعودة‏ ‏لمنازلهم‏, ‏وبالفعل‏ ‏نزلت‏ ‏لهم‏ ‏ولكنهم‏ ‏لم‏ ‏يستمعوا‏ ‏لما‏ ‏أقوله‏, ‏حتي‏ ‏كاد‏ ‏بليغ‏ ‏يتعدي‏ ‏علي‏ ‏بالضرب‏ ‏حين‏ ‏قلت‏ ‏له‏ ‏إن‏ ‏الإذاعة‏ ‏لن‏ ‏تقوم‏ ‏بتسجيل‏ ‏أغان‏, ‏وفوجئت‏ ‏بوردة‏ ‏أيضا‏ ‏تحاول‏ ‏الاعتداء‏ ‏علي‏ ‏من‏ ‏فرط‏ ‏حماسها‏ ‏ومساندتها‏ ‏لبليغ‏ ‏ورغبتهما‏ ‏في‏ ‏الدخول‏ ‏لتسجيل‏ ‏أعمال‏ ‏غنائية‏ ‏مواكبة‏ ‏للحرب‏, ‏ولم‏ ‏أجد‏ ‏مفرا‏ ‏سوي‏ ‏أن‏ ‏أستنجد‏ ‏ببابا‏ ‏شارو‏ ‏لينقذني‏ ‏منهم‏ ‏فاخبرهم‏ ‏بصراحة‏ ‏بأن‏ ‏الإذاعة‏ ‏لا‏ ‏تملك‏ ‏أي‏ ‏أموال‏ ‏لإنتاج‏ ‏أعمال‏ ‏غنائية‏,

‏وفوجئنا‏ ‏بكل‏ ‏من‏ ‏بليغ‏ ‏ووردة‏ ‏وعبدالرحيم‏ ‏يوقعون‏ ‏علي‏ ‏ورقة‏ ‏تنازل‏ ‏عن‏ ‏جميع‏ ‏أجورهم‏ ‏ومستحقاتهم‏ ‏واستعدادهم‏ ‏لتسجيل‏ ‏الاغنيات‏ ‏علي‏ ‏حسابهم‏ ‏الخاص‏ ‏ودفع‏ ‏أجور‏ ‏الموسيقيين‏, ‏فلم‏ ‏يكن‏ ‏أمام‏ ‏بابا‏ ‏شارو‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏أمر‏ ‏بفتح‏ ‏الاستديوهات‏, ‏وبعد‏ ‏ساعات‏ ‏قليلة‏ ‏فوجئنا‏ ‏بأحمد‏ ‏فؤاد‏ ‏حسن‏ ‏يدخل‏ ‏عليناالاستديو‏ ‏وهو‏ ‏يصرخ‏ ‏قائلا‏: ‏مين‏ ‏قال‏ ‏إن‏ ‏موسيقيين‏ ‏مصر‏ ‏أقل‏ ‏وطنية‏ ‏من‏ ‏فنانينها؟‏.. ‏وبدأ‏ ‏أعضاء‏ ‏الفرقة‏ ‏في‏ ‏التوافد‏ ‏بعده‏ ‏متبرعين‏ ‏جميعا‏ ‏بأجورهم‏... ‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏وفي‏ ‏السادسة‏ ‏إلا‏ ‏الربع‏ ‏صباحا‏ ‏دخلت‏ ‏وردة‏ ‏الاستديو‏ ‏لتغني‏ ‏اغنية‏ '‏علي‏ ‏الربابة‏ ‏باغني‏'.‏

ويتذكر‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏قائلا‏: ‏أذكر‏ ‏أننا‏ ‏بدأنا‏ ‏بتسجيل‏ ‏أغنية‏ '‏بسم‏ ‏الله‏ ‏الله‏ ‏أكبر‏' ‏في‏ ‏الساعة‏ ‏الرابعة‏ ‏فجرا‏, ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏هناك‏ ‏كورال‏ ‏فاضطررنا‏ ‏للمشاركة‏ ‏وغنائها‏ ‏بأنفسنا‏, ‏وقد‏ ‏كان‏ ‏الكورال‏ ‏وقتها‏ ‏مكونا‏ ‏مني‏ ‏ومن‏ ‏بليغ‏ ‏حمدي‏ ‏وعبد‏ ‏الرحيم‏ ‏منصور‏ ‏ومهندس‏ ‏الاستديو‏ ‏واثنين‏ ‏من‏ ‏عمال‏ ‏الاستديو‏, ‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏عامل‏ ‏البوفيه‏, ‏وقد‏ ‏أذيعت‏ ‏الأغنية‏ ‏علي‏ ‏مدي‏ ‏يومين‏ ‏بهذه‏ ‏الأصوات‏ ‏البشعة‏.. ‏حتي‏ ‏أعيد‏ ‏تسجيلها‏ ‏بكورال‏ ‏فعلي‏ ‏وأذيعت‏ ‏مرةأخري‏.‏

وكان‏ ‏وقتها‏ ‏بابا‏ ‏شارو‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏يقوم‏ ‏بمهام‏ ‏لجنة‏ ‏النصوص‏ ‏والاستماع‏, ‏وحين‏ ‏انتهت‏ ‏وردة‏ ‏من‏ ‏تسجيل‏ ‏الأغنية‏ ‏ذهبت‏ ‏بها‏ ‏إلي‏ ‏بابا‏ ‏شارو‏ ‏ليجيز‏ ‏إذاعتها‏, ‏وأذكر‏ ‏أنه‏ ‏استمع‏ ‏للأغنية‏ ‏حوالي‏ 6 ‏مرات‏ ‏متتالية‏ ‏وهو‏ ‏صامت‏, ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏مرة‏ ‏يطلب‏ ‏مني‏ ‏إعادتها‏ ‏من‏ ‏البداية‏, ‏حتي‏ ‏قال‏ ‏لي‏ ‏في‏ ‏النهاية‏ '‏أنا‏ ‏هاتجنن‏.. ‏أنا‏ ‏عاوز‏ ‏أعرف‏ ‏بليغ‏ ‏عمل‏ ‏الغنوة‏ ‏دي‏ ‏لوردة‏ ‏فين‏ ‏وامتي‏ ‏وإزاي؟‏!‏
وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏توافد‏ ‏علينا‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الفنانين‏ ‏مثل‏ ‏عبدالحليم‏ ‏حافظ‏ ‏والأبنودي‏ ‏وغيرهما‏ ‏ممن‏ ‏شاركوا‏ ‏في‏ ‏تسجيل‏ ‏تراث‏ ‏رائع‏ ‏من‏ ‏الأغاني‏ ‏المصاحبة‏ ‏لنصر‏ ‏أكتوبر‏.‏

ويقول‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏: ‏تحولت‏ ‏وردة‏ ‏خلال‏ ‏هذه‏ ‏الفترة‏ ‏إلي‏ ‏شخصية‏ ‏أخري‏, ‏حيث‏ ‏كانت‏ ‏تذهب‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏للمنزل‏ ‏لتطبخ‏ ‏الطعام‏ ‏للمجموعة‏ ‏بالكامل‏, ‏وتذهب‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏إلي‏ ‏منزل‏ ‏عبد‏ ‏الحليم‏ ‏لتحضر‏ ‏له‏ ‏الدواء‏ ‏وأكياس‏ ‏الدم‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تعلق‏ ‏له‏, ‏وتأتي‏ ‏إلي‏ ‏التليفزيون‏ ‏لتشرف‏ ‏علي‏ ‏الطعام‏, ‏وكانت‏ ‏تقوم‏ ‏بنفسها‏ ‏بخدمة‏ ‏الجميع‏ ‏ولا‏ ‏تهدأ‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تطمئن‏ ‏علي‏ ‏الجميع‏.‏

ولم‏ ‏تسلم‏ ‏حياة‏ ‏وردة‏ ‏وبليغ‏ ‏كزوجين‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏الشخصية‏ ‏والفنية‏ ‏من‏ ‏الضغائن‏ ‏والدسائس‏ ‏التي‏ ‏حاولت‏ ‏كثيرا‏ ‏الإيقاع‏ ‏بينهما‏ ‏لفك‏ ‏أواصر‏ ‏هذا‏ ‏التزاوج‏ ‏الفني‏ ‏المتوهج‏ ‏العطاء‏, ‏ليحدوا‏ ‏من‏ ‏أسهم‏ ‏وردة‏ ‏الآخذة‏ ‏في‏ ‏الارتفاع‏ ‏بسبب‏ ‏ألحان‏ ‏بليغ‏ ‏وصوتها‏ ‏المتميز‏ ‏الذي‏ ‏وجد‏ ‏فيه‏ ‏بليغ‏ ‏أرضا‏ ‏خصبة‏ ‏تعطيه‏ ‏ما‏ ‏يشاء‏ ‏من‏ ‏مساحات‏ ‏لحنية‏ ‏يحلم‏ ‏بها‏ ‏أي‏ ‏ملحن‏.‏

وعلي‏ ‏نفس‏ ‏القدر‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏عليه‏ ‏بليغ‏ ‏كملحن‏ ‏ظل‏ ‏كثيرون‏ ‏يتساءلون‏ ‏حتي‏ ‏اليوم‏ ‏عن‏ ‏سر‏ ‏عبقريته‏ ‏وبساطته‏.. ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏زوجا‏ ‏سيئا‏ ‏علي‏ ‏حد‏ ‏قول‏ ‏وردة‏ ‏الذي‏ ‏صرحت‏ ‏به‏ ‏كثيرا‏, ‏وبعد‏ ‏مرور‏ 6 ‏سنوات‏ ‏من‏ ‏الزواج‏. ‏اضطرت‏ ‏وردة‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏تطلب‏ ‏الطلاق‏ ‏حفاظا‏ ‏علي‏ ‏كرامتها‏ ‏وإنسانيتها‏ ‏وفنها‏, ‏وذلك‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏شعرت‏ ‏بإهمال‏ ‏بليغ‏ ‏لها‏ ‏علي‏ ‏مدي‏ 3 ‏شهور‏ ‏قضاها‏ ‏في‏ ‏أبو‏ ‏ظبي‏, ‏ولما‏ ‏سافرت‏ ‏إليه‏.. ‏لم‏ ‏يلاقها‏ ‏بالترحاب‏ ‏المناسب‏ ‏لها‏, ‏بل‏ ‏تركها‏ ‏تقيم‏ ‏في‏ ‏فندق‏ ‏وهو‏ ‏يقيم‏ ‏في‏ ‏فندق‏ ‏آخر‏, ‏الأمر‏ ‏الذي‏ ‏اعتبرته‏ ‏إهانة‏ ‏وجرحا‏ ‏لا‏ ‏يغتفر‏, ‏فنزلت‏ ‏علي‏ ‏مصر‏ ‏ونقلت‏ ‏بعد‏ ‏وصولها‏ ‏للمستشفي‏ ‏وهي‏ ‏تعاني‏ ‏من‏ ‏حالة‏ ‏التهاب‏ ‏شديد‏ ‏في‏ ‏الزائدة‏ ‏الدودية‏.‏

وفي‏ ‏هذا‏ ‏يقول‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏: ‏قال‏ ‏البعض‏ ‏إن‏ ‏مرضها‏ ‏كان‏ ‏بسبب‏ ‏تعرضها‏ ‏لحالة‏ ‏إجهاض‏ ‏متعمدة‏ ‏منها‏ ‏بسبب‏ ‏إهمال‏ ‏بليغ‏ ‏لها‏ ‏ولكن‏ ‏الأمر‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏كذلك‏.. ‏فقد‏ ‏عانت‏ ‏وردة‏ ‏من‏ ‏انفجار‏ ‏في‏ ‏الزائدة‏ ‏الدودية‏, ‏وقام‏ ‏الدكتور‏ ‏بدران‏ ‏بإجراء‏ ‏عملية‏ ‏استئصال‏ ‏لها‏ ‏بنفسه‏, ‏ويمكن‏ ‏سؤاله‏ ‏في‏ ‏الأمر‏, ‏وبعد‏ ‏شفائها‏ ‏أصرت‏ ‏علي‏ ‏الطلاق‏ ‏لأنها‏ ‏اعتبرت‏ ‏ما‏ ‏قام‏ ‏به‏ ‏بليغ‏ ‏إهانة‏ ‏لها‏, ‏وأمام‏ ‏إصرارها‏ ‏علي‏ ‏الطلاق‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏منا‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏نقنع‏ ‏بليغ‏ ‏بإرضائها‏ ‏وطلاقها‏ ‏حتي‏ ‏تهدأ‏ ‏حالتها‏ ‏النفسية‏ ‏ثم‏ ‏تعود‏ ‏المياة‏ ‏لمجاريها‏.. ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏بليغ‏ ‏رفض‏ ‏تماما‏ ‏أن‏ ‏يطلقها‏, ‏وأمام‏ ‏إصرار‏ ‏وردة‏ ‏لم‏ ‏يستطع‏ ‏بليغ‏ ‏أن‏ ‏يلقي‏ ‏عليها‏ ‏لفظ‏ ‏الطلاق‏, ‏وقال‏ ‏إنه‏ ‏لن‏ ‏يقوله‏ ‏لها‏ ‏أبدا‏, ‏واضطر‏ ‏لتفويض‏ ‏المحامي‏ ‏محمود‏ ‏لطفي‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏أن‏ ‏يتمم‏ ‏نيابة‏ ‏عنه‏ ‏إجراءات‏ ‏الطلاق‏.‏

ويروي‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏: ‏رغم‏ ‏إصرار‏ ‏وردة‏ ‏علي‏ ‏الطلاق‏ ‏من‏ ‏بليغ‏ ‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏كانت‏ ‏يوم‏ ‏الطلاق‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏انهيار‏ ‏وحزن‏ ‏شديدين‏, ‏لدرجة‏ ‏أننا‏ ‏تعجبنا‏ .. ‏ولكن‏ ‏احترامها‏ ‏لنفسها‏ ‏ورفضها‏ ‏لتصرفات‏ ‏بليغ‏ ‏التي‏ ‏اعتبرتها‏ ‏إهانة‏ ‏لها‏ ‏ولفنها‏ ‏كان‏ ‏وراء‏ ‏إصرارها‏ ‏علي‏ ‏الطلاق‏ ‏رغم‏ ‏عشقها‏ ‏لبليغ‏, ‏ولقد‏ ‏عاش‏ ‏بليغ‏ ‏بعدها‏ ‏وحيدا‏ ‏لم‏ ‏يتزوج‏, ‏كما‏ ‏رفضت‏ ‏هي‏ ‏كل‏ ‏عروض‏ ‏الزواج‏ ‏التي‏ ‏تلقتها‏ ‏من‏ ‏أثرياء‏ ‏وأمراء‏ ‏وفنانين‏ ‏وغيرهم‏ ‏طوال‏ ‏سنوات‏, ‏وكأنها‏ ‏بطلاقها‏ ‏من‏ ‏بليغ‏ ‏قد‏ ‏أقفلت‏ ‏صفحة‏ ‏الزواج‏ ‏والحب‏ ‏للأبد‏.. ‏ولكنها‏ ‏أقفلت‏ ‏قلبها‏ ‏علي‏ ‏حبها‏ ‏لبليغ‏, ‏وقد‏ ‏فعل‏ ‏هو‏ ‏نفس‏ ‏الشيء‏.‏

ويذكر‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏أن‏ ‏بليغ‏ ‏بعد‏ ‏طلاقه‏ ‏لوردة‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏تركها‏ ‏تعيش‏ ‏في‏ ‏منزله‏ ‏في‏ ‏سفنكس‏ ‏مع‏ ‏أولادها‏, ‏وقد‏ ‏ظلت‏ ‏به‏ ‏لفترة‏ ‏حتي‏ ‏علمت‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏يعيش‏ ‏في‏ ‏مكتبه‏ ‏ولم‏ ‏يأخذ‏ ‏شقة‏ ‏أخري‏, ‏فأصرت‏ ‏هي‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏تترك‏ ‏له‏ ‏منزله‏ ‏واشترت‏ ‏شقة‏ ‏لها‏ ‏في‏ ‏المنيل‏ ‏هي‏ ‏التي‏ ‏قضت‏ ‏بها‏ ‏بقية‏ ‏حياتها‏ ‏حتي‏ ‏توفيت‏ ‏فيها‏.‏

ولقد‏ ‏ظلت‏ ‏وردة‏ ‏وبليغ‏ ‏حمدي‏ ‏علي‏ ‏ودهما‏ ‏وصداقتهما‏ ‏طوال‏ ‏عمر‏ ‏كل‏ ‏منهما‏, ‏حتي‏ ‏أن‏ ‏أيا‏ ‏منهما‏ ‏لم‏ ‏يتزوج‏ ‏بعد‏ ‏انفصاله‏ ‏عن‏ ‏الآخر‏ ‏فقد‏ ‏أشيع‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏خبر‏ ‏زواج‏ ‏وردة‏ ‏من‏ ‏الكاتب‏ ‏عصام‏ ‏بصيلة‏, ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏صديق‏ ‏دربها‏ ‏الإذاعي‏ ‏وجدي‏ ‏الحكيم‏ ‏ينفي‏ ‏ذلك‏ ‏تماما‏, ‏شارحا‏ ‏الأمر‏ ‏بأنه‏ ‏لا‏ ‏يتعدي‏ ‏علاقة‏ ‏صداقة‏ ‏عادية‏ ‏نشأت‏ ‏بين‏ ‏عصام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهى يوسف
زهرة المنتدى
زهرة المنتدى
نهى يوسف


..

انثى
المشاركات : 16234
العمر : 39
النقاط : 26925
تاريخ التسجيل : 26/07/2009

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1الجمعة 4 يناير 2013 - 10:32

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sherif mohamed
مدير منتدى بليغ حمدي
مدير منتدى بليغ حمدي
sherif mohamed


..

.
ذكر
المشاركات : 3784
العمر : 48
النقاط : 6167
تاريخ التسجيل : 21/10/2011

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1الجمعة 4 يناير 2013 - 11:53

اسعدنى مرورك اختى العزيزه ...وتحياتى لكى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
توفيق قاسم العقابي
عميد الرابطة
عميد الرابطة
توفيق قاسم العقابي


..

.
ذكر
المشاركات : 6157
العمر : 65
النقاط : 9130
تاريخ التسجيل : 02/03/2011

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1الجمعة 4 يناير 2013 - 12:01

تسلم أيدك ياميسترو.... ذكريات رائعه جداً... من أبو الذكريات أ.وجدي الحكيم ربنا يديله الصحة وطولة العمر...يارب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Andlibi lover
ادارة الرابطة
ادارة الرابطة
Andlibi lover


..

.
ذكر
المشاركات : 2070
العمر : 53
النقاط : 2691
تاريخ التسجيل : 20/05/2010

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1الجمعة 4 يناير 2013 - 12:04

تالق ملحوظ اخى شريف لك واتمنى لك المزيد
ذكريات جميلة ... من الرائع وجدى الحكيم ...امتعتنا جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://andlib for ever@hotmail.com
Andlibi lover
ادارة الرابطة
ادارة الرابطة
Andlibi lover


..

.
ذكر
المشاركات : 2070
العمر : 53
النقاط : 2691
تاريخ التسجيل : 20/05/2010

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1الجمعة 4 يناير 2013 - 12:27

واسمحي اخى شريف ان ادعم موضوعك من مكتبة الاستاذ مصطفى مشرفنا العام الذي ابدع بهذه التجميعة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://andlib for ever@hotmail.com
sherif mohamed
مدير منتدى بليغ حمدي
مدير منتدى بليغ حمدي
sherif mohamed


..

.
ذكر
المشاركات : 3784
العمر : 48
النقاط : 6167
تاريخ التسجيل : 21/10/2011

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1الجمعة 4 يناير 2013 - 15:15

اسعدنى مرورك اخى توفيق كذلك اخى طارق ودايما اضافاتك مميزه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد شرع
ادارة الرابطة
ادارة الرابطة
محمد شرع


ذكر
المشاركات : 4162
العمر : 65
النقاط : 4819
تاريخ التسجيل : 29/03/2011

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1الجمعة 4 يناير 2013 - 15:45

أشكرك أ / شريف على تقديم هذه الذكريات الجميلة ، مع تحياتى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
satota_272
عضو جديد
satota_272


انثى
المشاركات : 3
العمر : 33
النقاط : 3
تاريخ التسجيل : 27/02/2013

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1الجمعة 1 مارس 2013 - 1:30

مقال رائع عن قصة حب رائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نهال الشربينى
صديق المنتدى
صديق المنتدى



انثى
المشاركات : 52
العمر : 34
النقاط : 52
تاريخ التسجيل : 30/05/2012

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1الجمعة 1 مارس 2013 - 8:58

يا جماااااااااااااااااااااااااااعة
فى اى تسجيلات اذاعية نادرة غير الشائعة على اليوتيوب للسندريلا سعاد حسنى !!!!!!!!!!!!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
توفيق قاسم العقابي
عميد الرابطة
عميد الرابطة
توفيق قاسم العقابي


..

.
ذكر
المشاركات : 6157
العمر : 65
النقاط : 9130
تاريخ التسجيل : 02/03/2011

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1الجمعة 1 مارس 2013 - 17:29

نهال الشربينى كتب:
يا جماااااااااااااااااااااااااااعة
فى اى تسجيلات اذاعية نادرة غير الشائعة على اليوتيوب للسندريلا سعاد حسنى !!!!!!!!!!!!!!

يست نهاااااااااااااااااااااااال..... تابعي برنامج منتهى الطرب في أذاعة الأغاني، قريب جداً أ.أبراهيم حفني هيذيع لقاء نادر مع السندريلا....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
moustafa065
مشرف عام
مشرف عام
moustafa065


.
ذكر
المشاركات : 1561
العمر : 48
النقاط : 2009
تاريخ التسجيل : 16/03/2011

وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Empty
مُساهمةموضوع: رد: وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل   وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل Icon_minitime1السبت 2 مارس 2013 - 16:45


ألف شكر ليك أخي شريف والله يرحمك ويحسن إليك ياوردتي الحبيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/moustafa065
 
وجدى الحكيم يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمد حمزه يحكى ذكرياته عن ورده وبليغ فى حديث طويل
» وجدى الحكيم - يتحدث عن وردة وبليغ حمدي 2006
» قصه تعاون بليغ حمدى مع النقشبندى كما يرويها وجدى الحكيم
» وجدى الحكيم يتحدث عن حليم
» حوار مع وجدى الحكيم فى ذكرى العندليب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الرسمي لعبد الحليم حافظ..رابطة العندليب الأسمر - عش الأسطورة :: عش الموسيقار بليغ حمدي :: بليغ حمدي في في الكتب والمقالات :: الصور والمقالات الصحفية الخاصة ببليغ حمدي-
انتقل الى: