المنتدى الرسمي لعبد الحليم حافظ..رابطة العندليب الأسمر - عش الأسطورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمي لعبد الحليم حافظ..رابطة العندليب الأسمر - عش الأسطورة

المنتدى الرسمي لعبد الحليم حافظ 2007/2015.........رابطة العندليب الأسمر - عش الأسطورة
 
الرئيسيةالرئيسية  كيف تعرفت على الرابطة؟كيف تعرفت على الرابطة؟  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
اعلانات المنتدى
------------------

لقد تم ا الانتقال الى موقع عبد الحليم حافظ عش الأسطورة الجديد لمن اراد الاشراف على الموقع المرجوا مراسلتي على الخاص
أخوكم رضا المحمدي
المواضيع الأخيرة
» الأخ الحبيب والصديق العزيز والصاحب الوفى أ. توفيق بك العقابى _ عيد ميلاد سعيد وعمر مديد
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف محمد شرع الإثنين 25 مارس 2024 - 19:44

» في ذكراه ال40: مع فاروق جويدة وحلقة خاصة عن حليم... عندما ننتظر القطار القصيدة التي لم يغنها حليم
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الخميس 7 يوليو 2022 - 12:32

» في ذكراه ال40: حليم... لقاء ف بيروت.... ديسمبر 1965... ورأيه في أغنية الست (أمل حياتي)....
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الخميس 7 يوليو 2022 - 12:31

» بمناسبة عيد شم النسيم.... أول حفل أشترك فيه حليم في شم النسيم أقيم يوم 21 أبريل 1955
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الخميس 7 يوليو 2022 - 12:26

» حبيب قلبي وأخوية الغالي الأستاذ محمد شرع... ميلاد سعيد وعمر مديد
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الأربعاء 30 مارس 2022 - 8:18

» الأخ الحبيب والصديق العزيز والصاحب الوفى أ. توفيق بك العقابى _ عيد ميلاد سعيد وعمر مديد
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الثلاثاء 29 مارس 2022 - 11:15

» الأخ الحبيب والصديق العزيز أ. إيهاب فوزى عيد ميلاد سعيد وعمر مديد
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الأحد 18 أبريل 2021 - 9:11

» الأخ الغالي والصديق الوفي الأستاذ محمد شرع.. ميلاد سعيد... وعمر مديد...
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف محمد شرع الجمعة 16 أبريل 2021 - 13:40

» في ذكراه ال39.. ليلة بكى فيها حليم... قصة العملية الثانية التي أجراها حليم ف لندن أبريل 1959...
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الثلاثاء 30 مارس 2021 - 12:40

» الأخ الحبيب والصديق العزيز والصاحب الوفى أ. توفيق بك العقابى _ عيد ميلاد سعيد وعمر مديد
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف توفيق قاسم العقابي الأحد 28 مارس 2021 - 11:08

» حفل دار سينما قصر النيل بالقاهرة فى يوم 2 فبراير 1965
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف محمد شرع الجمعة 11 سبتمبر 2020 - 23:54

» فايده كامل ,,,, سكره بسمة حبيبى
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الخميس 13 أغسطس 2020 - 18:45

» محمد رشدى ,, الناس شافونى بضحك ,, تصوير سينمائى
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الأربعاء 12 أغسطس 2020 - 20:02

» محمد رشدى ,, الخيزرانه ,, تصوير تليفزيونى
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الثلاثاء 11 أغسطس 2020 - 18:43

» محمد رشدى ,, افراح ,, تصوير تليفزيونى
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الإثنين 10 أغسطس 2020 - 19:37

» محمد رشدى ,, الله الله يابدوى ,, تصوير سينمائى
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الأحد 9 أغسطس 2020 - 19:00

» سوزان عطيه ,, للصبر حدود ,, حفله مصوره
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف سميرمحمود السبت 8 أغسطس 2020 - 19:40

» محمد رشدى ,, الخيزرانه ,, حفله مصوره
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الخميس 6 أغسطس 2020 - 18:45

» محمد رشدى,, الواد من بورسعيد ,,تصوير سينمائى
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف سميرمحمود الأربعاء 5 أغسطس 2020 - 19:06

» حاول تفتكرني استفسار
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1من طرف Menna Atef الأربعاء 5 أغسطس 2020 - 3:04


 

 من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
HALIMLOVER
ادارة الرابطة
ادارة الرابطة
HALIMLOVER


ذكر
المشاركات : 2769
العمر : 45
النقاط : 3484
تاريخ التسجيل : 11/10/2008

من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Empty
مُساهمةموضوع: من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا   من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1السبت 23 يناير 2010 - 6:38

من أهم الموسيقيين العرب ؟
http://www.syriapath.com
منتديات طريق سوريا


زرياب
هو أبو الحسن علي بن نافع مولى المهدي الخليفة العباسي. واسم زرياب طير أسود اللون عذب التغريد، عذب الصوت وأسود اللون، لقب بزرياب.
نشأ زرياب في بغداد وكان تلميذا لإسحق الموصلي بصورة سرية إلى أن أتقن في الغناء عليه، ففي ذات يوم طلب الخليفة هارون الرشيد من أسحق الموصلي بأن يأتي معه بمغني جديد يجيد الغناء، فأحضر إسحق زرياب فاستأذن من الخليفة بأن يغني فأذن له:
يا أيها الملك الميمون طائره هارون راح إليك الناس وابتكروا
إلى أن أكمل نوبته فطار الرشيد فرحا وتعجب منه كثيرا وطلب من أستاذه إسحق أن يعتز به، إلا أن إسحاقا داخله الحسد والحقد فهدد زريابا وخيره بالخروج من بغداد أو يغتاله، فرجح زرياب الخروج من بغداد فخرج وتوجه إلى الأندلس وكان الخليفة هناك آنذاك عبد الرحمن الثاني، فكتب زرياب إلى الخليفة يستأذنه بالدخول إلى بلاطه فرد عليه حسنا ورحب به، وبعد أن دخل بلاط الخليفة وأصبح من حاشيته غنى بحضرته وما أن سمعه الخليفة حتى شغف به وقربه إليه وأصبح نديمه ومن أقرب الناس إليه. وعندما اشتهر زرياب في الأندلس وتمركز بها، أسس مدرسة للغناء وللموسيقى وتعتبر هذه أول مدرسة أسست لتعليم علم الموسيقى والغناء وأساليبها وقواعدها.
وإن زريابا يعتبر هو السبب في اختراع الموشح لأنه عمم طريقة الغناء على أصول النوبة، وكانت هذه الطريقة هي السبب في اختراع الموشح. وقد أدخل زرياب على فن الغناء والموسيقى في الأندلس تحسينات كثيرة وأهم هذه التحسينات:
أولا: جعل أوتار العود خمسة مع العلم أنها كانت أربعة أوتار.
ثانيا: أدخل على الموسيقى مقامات كثيرة لم تكن معروفة من قبله.
ثالثا: جعل مضراب العود من قوادم النسر بدلا من الخشب.
رابعا: افتتاح الغناء بالنشيد قبل البدء بالنقر، كما أنه أول من وضع قواعد لتعليم الغناء للمبتدئين وأهمها هي:
• يتعلم المبتدئ ميزان الشعر ويقرأ الأشعار على نقر الدف ليتعلم الميزان الغنائي
• يعطى اللحن للمبتدئ ساذجا خاليا من كل زخرفة
• يتعلم المبتدئ الزخرفة والتغني في الألحان مع الضروب بعد تعلمه الميزان والضرب واللحن. وقد وضع أسسا وقواعد لفحص المبتدئين قبل قبولهم وهي أن يجلس المبتدئ في مكان عال ثم يوعز إليه بأن يصبح بجواب صوته ثم ينزل تدريجيا إلى قراره، وبهذه الطريقة كان يعرف مدى صوته وحلاوته.

وقد نقل زرياب من بغداد إلى الأندلس طريقتين في الغناء والموسيقى هما:
• طريقة الغناء على أصول النوبة
• طريقة تطبيق الإيقاع الغنائي مع الإيقاع الشعري
توفي في قرطبة سنة 230 هـ، 845 م.






محمد القصبجي

ما إن يحاول المؤرخ دراسة سيرة محمد علي إبراهيم القصبجي، حتى يقترن في المرتبة والتاريخ بسيد درويش. فقد *** في 15 نيسان 1892 بعد تسعة وعشرين يوما فقط من م*** السيد درويش.
عاش القصبجي أربعا وسبعون عاما، فتتلمذ من مدرسته جيل كامل من أساتذة الموسيقى العربية في القرن العشرين ومنهم عبد الوهاب نفسه، أم كلثوم ورياض السنباطي، وتولى رعاية عدد آخر من الفنانين منهم ليلى مراد ونور الهدى وسعاد محمد. وبرغم ذلك فإن شهرة القصبجي ظلت، لأسباب غير واضحة أقل مما يستحسن بكثير. فهو تولى عبد الوهاب سـيد مطربي القرن العشرين وملحنيهم نحو خمس سنوات، قبل ان يتولاه أميـر الشعراء أحمد شوقي سنة 1924، وهو الأب الفني الذي تلقف أم كلثوم منذ انتقالها إلى القاهرة من الريف سنة 1923 وأعطاها أجمل الألحان حتى سنة 1948، وظل يتصدر فرقتها الموسيقية بعوده الخطير حتى وفاته في 25 آذار 1966.
عمل القصبجي في تجديد الموسيقى العربية في السنوات ذاتها التي عمل بها سيد درويش. فبدآ لدى موت سلامة حجازي معا سنة 1917، وجددا معا في نكهة الغناء العربي، وتأثرا معا بالتراث الأوروبي الكلاسيكي في الموسيقى، وأدخلا التعبير في الغناء، وطور اللوازم الموسيقية وجعلاها جزءا مهما لا غنى عنه في البناء الموسيقي. كما أدخل القصبجي الهارمونيا والبوليفونيا على الموسيقى العربية دون أن يشوه مزاج هذه الموسيقى أو يفقدها روحها وشخصيتها ونكهتها القومية. وأرسى على نحو نهائي سنة 1928 ملامح شكل المونولوج في الغناء العربي.
تخرج القصبجي من مدرسة عثمان باشا على الشيخ أحمد الحملاوي، بعدما حفظ القرآن وتعلم أصول تجويده. والتجويد هو المدرسة الوحيدة التي أنجبت عباقرة في الموسيقى العربية. والقصبجي ابن الشيخ على إبراهيم القصبجي، المنشد والمقرئ المعروف في حي عابدين، وكان يكتب النوتة الموسيقية لمؤلفي عصره ومغنيه. وتعاطى ابنه لضروب التأليف الموسيقى الغربية، لم يكن يحتمل خطر تشويه موسيقاه أو تهجينها أو إفقادها روحها العربية، فمحمد القصبجي أتقن الموسيقى العربية واتخذ علمها من منبعه الأول (التجويد والموشحات)، ونشأ في بيئة عندها سلالات أصيلة من سلالات الفن العربي. فكان أبوه عوادا فذا وملحنا غنى له زعيم الغناء والطرب في القرن الماضي عبده الحامولي، والشيخ يوسف المنيلاوي، وسيد الصفطي، صالح عبد الحي، زكي مراد ومحمد السنباطي. ولذا كان القصبجي قادرا على استخدام الفنون التقنية الغربية في الموسيقى دون أن يفقده روحه العربية الأصيلة، ما دامت جذوره ضاربة في عمق التراث العربي الموسيقي، وما دامت شخصيته العربية الموسيقية مكتملة التكوين.
تحول هذا المؤلف الكبير إلى أستاذ يزدحم حوله التلاميذ، فكانت تلميذته الكبرى أم كلثوم. وتأثر به رياض السنباطي تأثرا واضحا للغاية بخاصة في الأفلام التي لحنا أغنياتهما معا: نشيد الأمل، يا مجد، ياللي صنعت الجميل، قضيت حياتي، افرح يا قلبي.
وممن تتلمذ على القصبجي في مرحلة من مراحلهم: فتحية أحمد، نجاة علي، منيرة المهدية، ثم ليلى مراد ونور الهدى وسعاد محمد، وبخاصة أسمهان. وامتد أثر القصبجي إلى محمد الموجي الذي لحن سنة 1954 نشيد الجلاء لأم كلثوم.
وتوحي موسيقى القصبجي على الدوام أنها مكتوبة لفرقة كبيرة، ولا يقدر التخت الصغير على أعبائها التعبيرية والهارمونية جميعا، حتى قالت أم كلثوم فيه قبل وفاتها: إنه موسيقي عالم سبق عصره". ولم يكن هذا القول بغريب من سيدة الغناء العربي التي قطفت أمجاد لحن القصبجي لمونولوج "إن كنت أسامح وانسى الأسية".
لقد أحصى محمود كامل ثلاثمئة وستين أغنية للقصبجي، وهذا العدد من الأغنيات يعد كبيرا جدا إذا قورن بعدد سنوات خصبه الأربع والعشرين، وإذا أخذت في الحسبان جودتها.
ولعل قلة تؤثر عن القصبجي عمله المسرحي الغنائي إذ لحن:
• * المظلومة
• * حرم المفتش
• * كيد النسا
• * نجمة الصباح
وقد شاركه عبد الوهاب بثلاثة ألحان في المسرحية الأولى، لكن القصبجي أقلع عن هذا الفن الذي لم يكثر فيه، وانصرف إلى الأشكال الأخرى من التلحين:
• 13 دوراً غنى منها على الخصوص الشيخ أمين حسنين وزكي مراد
• موشح وحيد مُرّ عيش هان {على مقام الجهاركاه}
• 30قصيدة: غنى منها على الخصوص أم كلثوم وأسمهان وفتحية أحمد وكارم محمود وسعاد محمد وعبد الغني السيد ووردة الجزائرية ونجاة علي ونازك.
• 43 مونولوجا: غناها على الخصوص صالح عبد الحي وأم كلثوم وأسمهان ومنيرة المهدية وفتحية أحمد ونجاة علي.
• 182 طقطوقة: غنى منها من ذكرنا من المطربات والمطربين ومعهم ليلى مراد ورجاء عبده وغيرهم.
وكانت له إحدى وتسعون أغنية أحصيت في 38 فيلما سينمائيا.
لكن أهم التجديد الذي أحدثه القصبجي في الموسيقى العربية المعاصرة، أحدثه في إنشائه المونولوج، ثم في تطوير شكل الطقطوقة بخاصة في الأغاني السينمائية التي غنتها أسمهان وليلى مراد.
والمونولوج ليس هو الأغنية الإنتقادية التي اشتهر بها كل من ثريا حلمي وإسماعيل يس ومحمود شكوكو، بل هو نوع موسيقي ظهر في الغناء العربي سنة 1815 وثبت القصبجي أحد أشكاله سنة 1928 في أغنية: إن كنت اسامح على ما سلف. والمونولوج مستوحى من الآريا في الأوبرا الإيطالية، حيث يقف البطل بين حدثين من أحداث الأوبرا، فيطلق العنان لعواطفه ويشكو لواعج قلبه في وقفة وجدانية مسرحية تأملية، يروي فيها واقعات ويعرب عن مشاعره. وهي تتميز بأن الكلام سردي وصفي وجداني في العموم، وبأن اللحن لا تتكرر فيه المقاطع أو المذاهب، وقد لا تتكرر أي من الجمل الموسيقية إطلاقا. ولا يتضمن المونولوج مذهبا ولا أغصانا متشابهة، وقد يتضمن مشاهد موسيقية متلاحقة مختلفة تفصلها لوازم.
لقد كان الشيخ زكريا أحمد أول من بدل ألحان الأغصان في الطقطوقة، غير أن محمد عبد الوهاب ومحمد القصبجي ورياض السنباطي أضافوا كلّ تطويرا من عنده على الطقطوقة دمج فيه المذهب أو جزءا منه بآخر الغصن، فم يعد المذهب مستقلا، ثم بدل لازمه لتناسب كل لازمة مقام الغصن الذي يليها. وقد كانت إغنيات القصبجي وبخاصة في الأفلام السينمائية من أجمل ما لحن، ومن أهم النماذج التي نسج على منوالها تلاميذ القصبجي بل أقرانه. وكانت للمطربات اللبنانيات اللواتي توافدن على عاصمة الفن العربي القاهرة، حصة وافرة، فغنت له سعاد محمد إحدى عشر أغنية، وكذلك غنت له نور الهدى التي قال فيها إنها أكثر المطربات إحساسا باللحن وأمانة في أدائه، إحدى عشر أغنية أيضا.
بالإضافة إلى ذلك كله، يعد القصبجي في رأي المتخصصين سيد عازفي العود في القرن العشرين، برغم أن ثمة أسماء متداولة على مقربة من هذه المكانة. وإذا كانت تسجيلات عزف القصبجي على العود المنفرد شبه نادرة عند عامة المستمعين، فإن في إمكان المستمع أن يطمئن، إلى أن العود الذي يستمع إليه في جميع أغنيات أم كلثوم حتى الأطلال هو عود القصبجي. فلما مات سنة 1966 امتنعت كوكب الشرق عن إعطاء مكانته لأحد خلفها على المسرح، فظلت فرقتها بلا عود حتى اضطرت إلى ضم عبد الفتاح صبري العواد المجيد إلى فرقتها.
كان للقصبجي مجموعة كبيرة من الأعواد في بيته، لا لحبه التحف فقط، بل لأنه كان باحثا نظريا وعمليا في الموسيقى أيضا. وأخذ هذا العلم عن والده وصديق والده الملحن والعالم الموسيقي كامل الخلعي، الذي علمه كذلك الموشحات. فلم يكن غريبا أن تكون للقصبجي آراء في صناعة العود، إذ ينصح ألا يزيد طول وتره على ستين سنتمترا. واستدعاه معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية في القاهرة مرارا للاستماع إلى آرائه في المقامات العربية وعلاقة بعضها بالبعض، وأقرت هذه الآراء واستبعد ما يخالفها.
إن هذا الفنان الكبير المتواضع الذي كان يقول، وهو سيد العود، إنه يخشى أن ينشز العود وهو في حضنه، أستاذ في تعليم الفنانين أن يرهبوا الفن ويحترموا المستمع أيضا.


الأسباب التي يصفها الكاتب بغير الواضحة هي حقيقة أن الموسيقار الرائع محمد القصبجي ينحدر من أصل سوري ومن مدينة حلب تحديداً وكعادتهم المصريون يقدسون ويمجدون ويبجلون كل ما هو مصري بينما يتجاهلون ويهمشون ويستصغرون كل ما هو خلاف ذلك ..
والأمثلة كثيرة في الفن حيث كما نعلم أن المطربة أسمهان وأخاها فريد الأطرش هما سوريان وقد ظهرا في نفس فترة ظهور وتألق أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ومع أن أسمهان وفريد يمتلكان من الموهبة والإبداع ما لدى أم كلثوم وعبد الوهاب وأكثر إلا أن كونهما غير مصريين جعلهما محاربين ومهمشين لدى الإعلام المصري والذي كان يعتبر آنذاك الإعلام العربي الأول بل الوحيد فنياً ..
محمد القصبجي موهبة موسيقية فذة وأستاذ كبير خدم الفن الأصيل بكل امتياز وإن بخسه ولاة الفن آنذاك حقه ولكنه يبقى بنظر المحايدين من النقاد علم من أعلام التلحين يضاهي عمالقة عصره كالصنباطي وزكريا احمد وغيرهم .. ولكم ان تتوصلوا إلى هذه الحقيقة فور سماعكم لألحانه الخالدة وخاصة في أغنيتي (يا طيور غني حبي وانشدي وجدي وهيامي) لأسمهان و(رق الحبيب وواعدني وكانلو مده غايب عني) للسيدة أم كلثوم
يسلمو دياتك يا رنا موضوع جيد جداً وأتمنى أن تكملي وتعرفينا على بقية رواد الفن الشرقي الأصيل.

الشيخ زكريا أحمد
كان الشيخ زكريا أحمد أشد كبار الموسيقيين العرب تعصبا لعروبة موسيقاه، وأوضحهم في انتمائه المصري الأصيل. والده أحمد صقر وكان من أنصار الحامولي. تزوج من فتاة من أسرة تركية، أنجبت له بنات فيما الذكور منها كانوا يموتون في أسبوعهم الأول، إلى أن رزقوا بزكريا بعد واحد وعشرين طفلا ماتوا.

أرسل زكريا إلى كتاب الشيخ نكلة قرب منزله، كان والده شديد الوله به يوخشى فقدانه، وكان نبيهاً سريع الحفظ، لكنه كان شقيا أيضا. وقد طرد من الكتاب حين عض الشيخ منصور الذي كان ينفض له فروته أي يضربه. فانتقل إلى الأزهر حيث أمضى سبع سنوات لم يبدل في أثنائها شيئا من طباعه. فكان يقلب دبابيس عمامته حتى إذا ضربه الشيخ على العمامة دميت كفه. وفي سن الثالثة عشرة طرد من الأزهر لأنه ضرب الشيخ، فأخذ يميل إلى حضور الموالد والأذكار في السرادقات لسماع كبار الشيوخ والمقرئين والمطربين. وكان يشتري كتب الغناء ويلغفها بغلافات الكتب الجادة.

أدخله والده بعد الأزهر مدرسة ماهر باشا في حي القلعة، فطرد في أول يوم لأنه لم يكف عن الغناء، لا في الفصل ولا في الفسحة، فأخذت حياة الشيخ زكريا في مراهقته تتحول إلى التشرد، فخلع الجبة والقفطان، واختصم خصاما شديدا مع والده إلى أن طلب من الشيخ درويش الحريري في تعليمه وتخفيظه القرآن الكريم، وظل في صحبة الشيخ درويش عشر سنوات، فحثه على الغناء في بطانة الشيخ سيد محمود خادم السيرة النبوية، لكنه لم يلزمها غير أشهر وعاد إلى فرقته الحريري الذي أجازه في حضور الحفلات وإحياء المآتم والأذكار والاعتماد على النفس. فيما بعد التحق بفرقة الشيخ إسماعيل سكر للقراءة والإنشاد، فعظم صيته في القاهرة والأقاليم حتى استدعاه السلطان محمد رشاد إلى الأستانة لإحياء إحدى الحفلات العظيمة.

وبدأ زكريا يطفو في الأرياف يسمع الناس ويستمع إليهم، وأخذ يكتنز تراث الفلاحين، ويضم حصاده إلى حصيلة عشر المنتديات في القاهرة، وقد أخذ مع الوقت يعرض عن الغناء الديني ويقبل على الطرب والموسيقى، حتى يئس الشيخ درويش الحريري في تحفيظه القرآن، فحفظه آيات معلومة تناسب احتفالات بعينها.

لم يخض زكريا غمار المسرح الغنائي قبل موت سيد درويش إلى مرة فقط، كان ذاك سنة 1916، حين اجتمع طلاب يهوون التمثيل منهم حسين رياض وحسن فايق، فشكلوا فرقة ودعوا زكريا إلى تلحين روايتهم: فقراء نيويورك، فلحنها مجانا ثم انقطع عن هذا الصنف من التلحين حتى عاد إليه سنة 1924.

وقد تم إحصاء ثلاث وخمسين مسرحية غنائية لحنها زكريا، وتراوح عدد ألحانه في كل منها، من ثمانية ألحان إلى اثني عشر لحان، إلا "دولة الحظ" فكان له فيها سبعة ألحان. وبلغ عدد أغنياته المسرحية خمسمائة وثمانين لحنا حتى حظي كثير منها بشهرة واسعة.

إن مسرحيات الشيخ زكريا كانت امتدادا لتراث سيد درويش، فتضمنت مسرحياته نقدا عنيفا وحكما، تصوير للأوضاع الإجتماعية ونقد هادئ وعنيف في أحيان، واستخدم أسلوب تمثيل الممالك الخيالية لنقد السلطة. وإلى جانب الصور الإجتماعية التي حفلت بها المسرحيات، احتشدت أيضا بالتصوير الوجداني للشخصيات والمشاعر. وزكريا كان متفوقا على أقرانه في هذا الفن المسرحي، حيث كان غزير الألحان سريعها إذا شاء أو اضطر.

أما ظهور السينما في المسرح الغنائي، فكان له أثر حاسم، ولم يكن زكريا استثناء في انتقاله من العمل المسرحي الغنائي إلى العمل للسينما الغنائية. وقد اشترك في تلحين أغنيات سبعة وثلاثين فيلما، تضمنت إحدى وتسعين أغنية من ألحانه، اشتهر معظمها اشتهارا عظيما. ولا بد في مجال تلحين الشيخ زكريا للأفلام من ذكر وراثته في تصوير المشاهد الجماعية عن الشيخ سيد درويش وهو فن ورثه عنه سيد مكاوي في "اللية الكبيرة" وغيرها. وتبدو قدرة الشيخ زكريا على هذا التصوير في أوجها في أحد مشاهد فيلم "ليلى بنت الفقراء"، مشهد السيدة زينب، حيث ينشد زكريا وهو معمم، وحوله بطانته توشيحا جميلا.

طور زكريا أحمد في الغناء العربي الطقطوقة والدور. ولعل في هذا دلالة أخرى على أصالته الفطرية. فأعطي أربعة أزجال وطلب أن يلحنها طقاطيق لشركة بطرس بيضا واشترط على الشركة ألا يلحنها غيره. إلا أنه انصرف منذ موت سيد درويش إلى المسرح الغنائي، فيما كانت أم كلثوم تتدرج في مدارج الشهرة مع الشيخ أبو العلا والدكتور صبري النجريي ومحمد القصبجي، فبدأ على الفور تطوير الدور والطقطوقة في أغنيات خالدة لحنها. وثمة قول شائع أن أو طقطوقة طورها زكريا هي "جمالك ربنا يزيده" غير أن ثمة إجماعا على أن طقطوقة "إللي حبك يا هناه" هي أول ما غنت أم كلثوم من ألحان زكريا.

وأهم الطقاطيق التي لحنا زكريا لأم كلثوم:
اللي حبك يا هناه
جمالك ربنا يزيده
قالوا لي إيمتي قلبك
الليل يطول ويكيدني
ليه عزيز دمعي تذله
أكون سعيد
العزول فايق ورايق
مالك يا قلبي حزين
ناسية ودادي وجافياني

ولا شك في ان تطوير زكريا لشكل الطقطوقة أرشد محمد عبد الوهاب والقصبجي والسنباطي إلى التوسع في ابتكار أشكال للطقطوقة، حررتهم في معالجة هذا النوع في أغنيات الأفلام التمثيلية، ثم في الأغنيات المسرحية، والأغنيات الطويلة.

أما موشحاته وتواشيحه التي لم تغنها أم كلثوم تكاد لا تحصى منها:
يا جريح الغرام
يا هلال السما
يا رشيق القوام
يا من يرجى
يا وردة وسط الرياض
يا أيها الحادي اسقني
زارني والليل حالك
يا نسيم الصبا
وغيرها من الموشحات.

ويصطلح إجمالا على أن الشيخ زكريا كان أغزر الموسيقيين العرب تلحينا في العصر الحديث، إذ قدر عدد الأغنيات التي لحنها بنحو 1070 أغنية، وقد بدأ يلحن سنة 1916 على ما سلف. وأول من غنى له صالح عبد الحي وعبد اللطيف البنا ومنيرة المهدية وفتحية أحمد وغيرهم من كبار عالم الغناء في ذلك الزمن.

وفي أواخر سنة 1953 أصيب الشيخ زكريا بالذبحة الصدرية الأولى. وكانت قضيته مع الإذاعة وأم كلثوم قد وصلت إلى مرتبة خطيرة من العنف والشدة. وكان مرضه بالتمام في اليوم الثالث من كانون الأول/ ديسمبر 1953. كان الشيخ حساسا للغاية، لكن قليلا من الإطراء الصادق يغنيه عن ثروة.

إن زكريا أحمد يمتاز دون غيره من الموسيقيين العرب الكبار بمزاجه الخاص ذي المقومات المركبة. وأول ما يخطر ببال مصنفيه، أنه محافظ يعاند التطوير والتبديل. وهذا في الواقع تصنف غير دقيق. فالشيخ زكريا طور شكلين من أهم أشكال الغناء العربي، وأسهم في تطوير أشكال أخرى، لكن تطويره لم يمس آلات الموسيقى العربية أو المقامات العربية أو الإيقاعات. فأسس تطويره على ملامح عربية أصيلة، فحفظ المضمون وبدل في الأشكال، منطلقا من الأشكال الأصلية، ولذا قد يهم الناس في جعله رجعيا في الفن، وهو خلاف ذلك.

وقد قيل عنه أنه جاهل لأنه لم يكن عالما بالأساليب الغربية في الموسيقى. لكن الشيخ زكريا كان مثقفا كبيرا في ثقافته العربية. وكان لا يفوت لحنا إلا حفظه، حتى سماه كامل الخلعي: "الملقاط"، وفي الآداب كان يؤثر كتابي أبي حيان التوحيدي "الإمتاع والمؤانسة"، والجاحظ "البخلاء". بل كان شاعرا مفطورا، طغى حسه الموسيقي على فطرته الشعرية، فطمسها.

وظل زكريا في الواقع يؤلف حتى أخر عمره، وإن لم ينشر. وكان يعدل الأزجال التي لحنها، ومنها أنه اقترح إبدال "أنا في انتظارك" من "أنا في استنظارك" فوافقه بيرم. ولم يكن حسه الشعري ضمانا لانخراطه في مجموعة بيرم التونسي وبديع خيري قلبا وقالبا فقط في هواهم السياسي والإجتماعي، بل كان هذا الحس الشعري يثرى كذلك حسه لإيقاع الكلمة والنغمة حين يغني.

وغناء الشيخ زكريا أحمد غناء مهم، على رغم جشة صوته، بل كان غناؤه مدرسة لكثير من المطربين، إذ كان يمتاز بعناصر منها:
النبر المؤخر، وهذا هو أوضح سمة في تقطيعه الغناء كما في ترداده لكلمة "جميل"، في جملة: "الورد جميل جميل جميل جميل الورد"، وينم نبره المؤخر الإيقاعي عن إحساس كامل وسيطرة مطلقة على إيقاع الكلم وتفعيلات الموازين. وكانت هذا السيطرة تبيح له التصرف بتقطيع الجمل كيفما يشاء.
العرب القديمة في الغناء والخنفة الموروثة عن أسلوب الإنشاد في القرن الماضي. وإذا تسنى سماع درويش الحريري في غنائه موشحاته، او داود حسني في أدوراه، فلن تظل ثمة غوامض في جذور زكريا وأصوله.
عرض صوته، وكان يستخدم الطبقات المنخفضة في تلوين غنائه على الدرجات المختلفة. من ذلك غناؤه: "ليلي ليلي يا ليل" في اللازمة الموسيقية التي تسبق مقطع: ويقصروك يا ليل، من أغنية: "أهل الهوى يا ليل".
الدقة في التلوين المقامي، إذ كان إحساسه للسكك المقامية في غنائه واضحا وضوحا مطلقا، فلا يترك ندحة للالتباس، ويؤدي بذلك تغييره المقام أثرا انفعاليا مضاعفا.
التصرف العبقري باللحن، وذلك الفضل فيه لخياله الموسيقي الخصب، ذي المؤونة الثرية بالموشحات وألوان التدويد والإنشاد.


كان زكريا غزير الألحان، لم يكن متفوقا بالكثرة بل بالجودة أيضا، لأنه كان يؤثر إنضاج العمل الوسيقي، إنضاجا صحيحا، ولو اقتضى طويلا، ولم يكن الشيخ زكريا ممن أدركتهم لوثة عقدة الغرب. ولم يكن من أولئك الذين يؤمنون اليوم في مصر وغير مصر، أن العلوم الموسيقية هي العلوم الموسيقية الغربية وحسب. كان يعرف أن جهل الموسيقى موسيقاه العربية وأصولها وجذورها، هو جهل ولو امتلك علوم الغرب الموسيقية كلها.

إن العنصر الإنفعالي في موسيقى الشيخ زكريا هو أعظم ما تتصف به ألحانه من حيث المضمون. وهو يتبع في المعتاد لتصعيد الانفعال في ألحانه أسلوب التتالي، وهو أسلوب ترداد فقرة موسيقية على درجة أعلى أو أخفض، مثنى وثلاث، حتى بلوغ ذروة الانفعال.

رياض السنباطي
رياض السنباطي سنة 1906 في بلدة فارسكور، من أعمال دمياط لشيخ مقرئ تعود الغناء في الموالد والأفراح والأعياد الدينية في القرى والبلدات الريفية المجاورة. وتفتح أذنا الفتى الصغير على أبيه يعزف على العود ويغني الغناء الأصيل والتواشيح الدينية. فلما بلغ التاسعة من عمره، ضبطه والده عند جارهم النجار، هاربا من المدرسة يضرب على العود، سمعه يغني أغنية الصهبجية: " ناح الحمام والقمري على الغصون "، فطرب لصوته، وقرر أن يصطحبه إلى الأفراح. وفي ذلك العهد خاتمة عصر سلامة حجازي وفاتحة عصر سيد درويش، كانت لمصر دنياها، وللأرياف دنياها. لكن بداية ظهور الأسطوانة والفونوغراف سنة 1904 مكنت الصلة بينهما. فاستمع الفتى الصغير إلى عبد الحي حلمي ويوسف المنيلاوي وسيد الصفطي وأبي العلاء محمد وغيرهم. بيد أن أستاذه الأول كان والده الشيخ محمد، في أغنيات لمحمد عثمان وعبدة الحمولي.

أخذ السنباطي يجول مع والده في الأرياف بعدما استقروا في المنصورة، وبدأ الفتى يشتد عودا في الغناء، ويطول باعا في العزف، حتى لقب بـ" بلبل المنصورة " وهو لم يزل في الثانية عشرة من عمره.

كان السنباطي في السابعة عشرة من عمره حين مضى إلى القاهرة واستقر فيها، ولم يلبث أن دخل معهد الموسيقى العربية تلميذا، فارتأى معلموه أن هذا الفتى الناحل يعلم من فنون والده أكثر مما يعلمون، وأنه يضرب على العود أحسن مما يضربون، فعينوه أستاذا لتعليم الموشحات والعزف على العود في المعهد، واعتد بشبه إجماع في طليعة عازفي العود العرب، إن لم يكن أعظمهم. هناك كان رياض يلتقي أمير الشعراء أحمد شوقي والمطرب الشهير الذي كان يرعاه: محمد عبد الوهاب. ويروي السنباطي أن أول لحن وضعه ليغنيه هو قصيدة شاعر المنصورة على محمود طه: " يا مشرق البسمات أضئ سماء حياتي".


في صحبة هؤلاء القوم أخذت مشاعر بلبل المنصورة ترتقي، ومداركه تسمو، فاستساغ الشعر الذي أوحى إليه فيما بعد أعظم ألحانه. وكان من شأن هذه العشرة أنها شدت عريكته في الفن وألهمته الصرامة والجد وابتغاء المستوى والتميز واجتناب السهولة وإغراء الرواج الرخيص. وتعرف على حسين المنسترلي فعرفه بشركة {أوديون} الشهيرة للأسطوانات وأخذ يسجل لديها ألحانه لقاء أجر زهيد جدا، فغنى بصوته لكنه آثر التلحين. فغنى له عبد القادر "أنا أحبك وانت تحبني"، وغنت له منيرة المهدية أوبريت {عروس الشرق}، فاشتهرت شهرة طيبة وغنى له عبد الغني السيد {يا ناري من جفاك}.

قبل عام 1948 ظهرت ملامح التلحين بالأسلوب السنباطي المعتمد على الإيقاعات العربية الوقورة، والبحور الشعرية التقليدية الفسيحة، والكلمة الفصحى التي تقتضي في الإجمال لحنا مركزا، والسكك المقامية الراسخة البعيدة عن المغامرة، لكن كثيرا من ألحان السنباطي قبل 1948 كانت تنم منها أعراض التأثر المباشر الصريح بمن عملوا معه من عباقرة اللحن، فانصرف إلى أسلوبه الخاص يعلي صرحه لبنة لبنة، حتى اختلط الأسلوب الكلثومي في الغناء بالأسلوب السنباطي في التلحين، و***ن لرياض أن يقول: {قصة حياتي هي أم كلثوم}.

أما مرحلة الكلثومي، فهي الخطيرة من عمر السنباطي، بدأت بلحن من أكبر ألحانه: "رباعيات الخيام"، التي يعدها ثالث الإثنين تحفة عمره، مثلما يحق لكل من السنباطي وأم كلثوم أن يعدها تحفة عمره. وكان أول ما لحنه من الرباعيات، الرباعية البادئة بقوله: "أطفئ لظى القلب بكأس الشراب"، فأبدل من الكلمتين الأخيرتين عبارة: "بشهد الرضاب"، عملا بمسالك الوقار الذي وسمه في كل مناحي نشاطه. وفي السنة نفسها غنت له أم كلثوم قصيدة "النيل" التي قالت فيها إنها معجزة شوقي، وقال فيها عبد الوهاب إنها من أجمل ما وضع السنباطي من ألحان. وغنت أيضا: "ياللي كان يشجيك أنيني"، ولحن في السنة التالية أغنية: "سهران لوحدي" التي أخذت أم كلثوم شعرها من محمد عبد الوهاب سنة 1944.
وكرت سبحة الكلثوميات الكبيرة: يا ظالمني- وجددت حبك ليه- ذكريات، وفي سنة 1958 ظهرت مجموعة من الكلثوميات المشهودة التي أرست طابع الأغنية السنباطية المسرحية: أروح لمين- أنا لن أعود إليك- شمس الأصيل وعودت عيني وغيرها من الأغاني.

لم تكن القصيدة العربية وحدها هي التي وسمت ملامح نتاج السنباطي الكلثومي، وهي ملامح أثرت حتى في أغنياته الزجلية الكلثومية أيضا، بل اتخذت الأغنية الدينية والقصائد الوطنية مكانتها في تشكيل هذا الصرح. وكانت لأمير الشعراء الحصة الكبرى في اغنيات أم كلثوم الدينية: من سلوا قلبي إلى نهج البردة الخالدة المعارضة لبردة البوصيري.

ولحن السنباطي الكثير من أغنيات أم كلثوم السياسية والوطنية، فبلغت ثلاثا وثلاثين، أشهرها نشيد الجامعة ونشيد بغداد ، وقصيدة "النيل" وغيرها.
ويجمل جبرائيل سعادة مجموع ما غنت أم كلثوم من أنغام السنباطي، بست وتسعين أغنية: إحدى وعشرين قصيدة وأربعة عشر مونولوجا، وثلاث عشرة طقطوقة، وثلاث وثلاثين وطنية، وخمس عشرة أغنية سينمائية. أما المصري وكامل فيحصيان إحدى وتسعين أغينة من ألحانه.

أشكال الأغنية السنباطية:

• حيرت قلبي معاك: مطلعها مطول يضم خمسة أبيات تغنى بعد المقدمة الموسيقية. والأغنية بعدئذ تحتوي على ثلاثة مقاطع: "يا قاسي"، و"يا ما ليالي"، و"خاصمتك"، وهي مختلفة الألحان. لكن ختام كل مقطع يعاود بالكلام نفسه واللحن نفسه ختام المطلع: "بدي أشكيلك". ولذ يتعذر القول إنها من شكل المونولوج المقيد، لأن ختام المقاطع هو مذهب غير مستقل يعاود اللحن على الكلام نفسه. وكذا يصعب القول إنها طقطوقة لأن كل مقطع أشبه بمونولوج مستقل اللحن والمزاج. والمقطع الأخير جزء كبير منه مرسل. وإنما هذا شكل أساسي من الأشكال التي نسج عليها السنباطي كثيرا من أغنيات أم كلثوم المسرحية.

• أروح لمين: تبدأ بالمقدمة الموسيقية ثم المطلع: أروح لمين وأقول يا مين. ثم ثلاثة مقاطع أيضا: "كلمة ونظرة عين"، و"يطول بعدك"، و"أروح لمين". وهي جميعا مختلفة الألحان، لكنها تنتهي إلى لحن موحد على كلام خفيف: "لوعني حبك"، و"لحد إمتى"، و"شوف دمعي جاري"، والأخير مختلف قليلا في البدء، لكنه ينتهي إلى الختام ذاته: "أروح لمين وأقول يا مين ينصفني منك"، وهذا على شكل الأغنية السابقة، لولا تبدل كلام الختام في المقاطع الثلاثة.

• لسه فاكر: مقدمة موسيقية ثم ثلاثة مقاطع.

• يا ظالمني: إحدى أعظم الأغنيات الكلثومية السنباطية المسرحية، وهي تتضمن مقدمة موسيقية ومطلعا وثلاثة مقاطع.

• دليلي احتار: مقدمة موسيقية، ثم مطلع قصير متصل بالمقطع الأول.

• غلبت أصالح بروحي: مونولوج مقيد نموذجي، علاوة على أنها من أجمل الغناء العربي على الإطلاق.

المقدمة الموسيقية فيها طويلة ومركبة وجميلة، المقطع الغنائي في المقابل قصير، من بيتين.

القصيدة السنباطية:

• مصر تتحدث عن نفسها: قصيدة مطلعها وختامها على مقام واحد على ما يقتضيه شكل قصيدة الشيخ أبي العلاء. وهذه القصيدة مقامها الراست، وهي مقسمة إلى خمسة مقاطع، وملحنة على مبدأ القصيدة التقليدية، إذ تتفق الجملة الموسيقية مع طول البيت أو مع عدد من الأبيات. وفي هذه القصيدة خمسة مقاطع: أولها أربعة أبيات تبدأ بقولها: "وقف الخلق ينظرون جميعا"، وهي ملحنة على مقام الراست. تلي المقطع الأول لازمة شبيهة بالمقدمة الموسيقية، وتبدأ من الدرجة الموسيقية ذاتها، لكنها على مقام الحجاز لأنها تمهد للمقطع الثاني وهو على مقام الحجاز: "أنا إن قدر الإله مماتي". ومن الدرجة الموسيقية ذاتها لازمة على مقام البياتي تمهيدا للمقطع الثالث: "كم بغت دولة علي"، ثم لازمة أخرى مشابهة، على مقام الكورد للمقطع الرابع: "أمن العدل أنهم"، ويتكرر الكورد في المقطع الخامس: "قد وعدت العلا"، الذي تعود فيه عند قولها: "وارفعوا دولتي على العلم والأخلاق" إلى مقام الراست، من أجل أن يعود باللحن إلى ختام المقطع الأول: "أنا تاج العلاء في مفرق الشرق". إنها أغنية من أقوى ما وضع السنباطي سبكا وفكرا موسيقيا، ولحنها من أجمل ما لحن.

• سلو قلبي: قصيدة أخرى من القصائد الكلثومية التي وسمت طابع الأغنيات السنباطية المسرحية، وهي مسبوكة سبكا ينم عن تفكير موسيقي خطير بلغ ذروة قلما تدرك. والعمود الفقري في شكل هذه القصيدة هو اللوازم الموسيقية التي تتردد بانتظام محسوب وبتبديل مقامي مرتب. واللوازم تمهد مرة لإعادة ما سبقها من أبيات، ومرة تمهد لأبيات جديدة، على مقام جديد. ولذا فإن لحن خواتيم الأبيات كثيرا ما يناسب لازمتين على مقامين مختلفين في آن، وبيان ذلك: أن القصيدة على مقام الراست، وهي تبدأ وتنتهي إذن على هذا المقام.

لقد تأثر السنباطي بعبد الوهاب وبالقصبجي. وكان أثر زكريا أحمد فيه أقل بيانا، لكن السنباطي ككل فنان عظيم حين ينضج ويشتد عوده، اختط لنفسه سبيلا خاصة به، بدت واضحة على الخصوص في كلثومياته. فإيقاع لحنه اتخذ إيقاع البحور الشعرية العريضة التي استساغتها أم كلثوم، وإيقاع الكلمة العربية الفصحي ذات البيان والوقار. وكذا اتسمت بالوقار سككه المقامية التي تجنبت مغامرات التلوين غير المألوفة، وصاغت القفلات المسرحية صياغة متأنية تتصاعد تصاعدا مدروسا ينتزع الآه من القلوب، وأحيانا الطرابيش من الرؤوس. ولعل تمرس السنباطي في أغنيات أم كلثوم المسرحية طوال عقود، جعله سيدا لا يجارى في هذا اللون. والخبراء يعلمون ما للغناء المسرحي من متطلبات دقيقة، هي الحد الفاصل بين الفشل والنجاح.

أما المضمون النغمي، فيرى نقاد كثر أن السنباطي اتخذ اللون الصوفي، فنسج منه قماشة ألحانه السنباطية الخالصة، وفصل منه عشرات الأغنيات التي تسمعها، فلا تخطئ فيمن لحنها. ولا شك في أن أجواء القصائد التي اختار السنباطي أن يلحنها، أوحت إليه بمستواها الراقي، ألحانا من المستوى والأجواء نفسها.

ولألحان السنباطي سمة أخرى هي أنه ينسج الأغنية من أولها إلى آخرها على مزاج واحد لا يفارقها. ولم يكن ذلك مسلك عبد الوهاب والقصبجي، في معظم ألحانهما، إذ انصرفا إلى التجديد. وثمة من يحب أن يضيف إلى ملامح الأسلوب السنباطي الخاص، المكوث على الطابع العربي الخالص، لا تخالطه بدعة ولا هرطقة.

وكذلك فإن السنباطي لم يكن صارما مع الآخرين فقط، بل مع نفسه أولا، فرفض لألحانه الإنحدار بعدما أدركت الذرى. ولعل من يقارن السنباطي بعبد الوهاب كمن يريد استعادة قول الفرزدق في مقارنة نفسه بجرير، إذ قال: جيده أجود من جيدي، ورديئه أردأ من رديئي.

وكذالك لحّن رياض السنباطي "شمس الأصيل"، و"مصر التي في خاطري"، فكان بعضا من أهرامها، وفرعا من نيلها، ووجهة نظر عبقرة في الموسيقى العربية المعاصرة.. وجهة نظر استطاعت بحجمه أن تدخل التاريخ، حتى قبل رحيله.


عدل سابقا من قبل HALIMLOVER في السبت 23 يناير 2010 - 7:50 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
HALIMLOVER
ادارة الرابطة
ادارة الرابطة
HALIMLOVER


ذكر
المشاركات : 2769
العمر : 45
النقاط : 3484
تاريخ التسجيل : 11/10/2008

من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا   من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1السبت 23 يناير 2010 - 6:46



بليغ حمدي
هو بليغ عبد الحميد حمدي سعد الدين ولد الفنان (بليغ حمدي) في اليوم السابع من اكتوبر عام 1934 بمدينة القاهرة بمنزل والده استاذ مادة الترجمة والمترجم المعروف.
وبعد انتهاء بليغ من دراسته الثانوية، التحق طالبا بكلية الحقوق جامعة القاهرة، ثم عاش هاويا للموسيقى والغناء، اذ كان صاحب صوت جميل، وله حاليا في مكتبه الاذاعة المصرية تسجيلات بصوته تشهد بذلك وكلها من الحان غيره من الملحنين.

استمع الجمهور الى بليغ حمدي مطربا لأول مرة فيما كان يسمى بركن الهواة، ثم لحن للمطربة عواطف محمود كامل الخطيب (فايدة كامل) لحنا اجازته لجنة الاستماع بالاذاعة، وبذلك اصبح ملحنا بالاذاعة وغيرها. وقد تدرج بجهده حتى اصبح يعد الآن من بين الصفوة من الملحنين الكبارن وإن كان من ناحية السن يعد ابنا لمحمد القصبجي ورياض السنباطي.

واذا كان بليغ حمدي يعتبر من الملحنين المتحررين من اي قيد يحول بينه وبين التحليق في سماء الفن الذي عشقه منذ ان فتح عينه على الدنيا، ومنذ ان التقطت اذناه النغم مردودا في ابسط صوره، على فم بائع عنب او نازح من الصعيد يبعث في ظلام الليل على نجاح (موال نعماني) اشواقه لمن راعاه في البعاد بالعين وبالتيه، فان بليغ لم يترك بابا يأنس من ورائه شعاعا من فائدة فنية الا ولجه.

على إن بليغ حمدي قد اتخذ من إلغاء القديم ركيزة لفنه، وبعد سنوات من السير على الشوك مع عبد الحليم حافظ، اعترفت الإذاعة بقدرتهما الفنية، وراح بليغ يجاهد نفسه التي كانت رغبتها تنصرف إلى الغناء، حتى سيطر عليها، وتم له تحويلها نحو التلحين، الذي كانت عناصره الكاملة كافية فيه، ومستوفاة عنده، حتى إذا ما استقام القطار على قضبانه الحديدية، انطلق في سبيله نحو غايته، متنقلا من محطة نجاح إلى محطة نجاح، والتوفيق في ركابه وصفارات الإعجاب تزغرد له على طول الطريق.
وعندما استمعت إلى ألحانه كوكب الشرق الراحلة أم كلثوم، غنت له (حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه) وتلته عدة الحان ناجحة، منها (انساك ده كلام، الحب كده، الف ليلة )... وبوصول بليغ حمدي إلى التلحين لام كلثوم يكون قد بلغ مرتبة شعراء المعلقات الخالدة على أيام الجاهلية، الذين كانوا يعلقون قصائدهم على أستار الكعبة تعظيما لها وإكبارا لقدرها الممتاز.
مع حق بليغ حمدي علينا أن نذكر بعض غنائياته التي نجحت مع المطربات المجيدات مثل (الطير المسافر لنجاة الصغيرة، وحشتوني لوردة، ردوا السلام لتلميذته النجيبة عفاف راضي).

وفي مجال هام هو مجال المسرح الغنائي، علينا ان نذكر انه ساهم في مسرح الدولة بتلحين اوبريت عرضت على مسرح دار الاوبرا المصرية القديمة .
كما ساهم بتلحين اوبريتات واستعرضات غنائية في المسارح الخاصة والسينما والتلفزيون.

محمد الموجي

الموسيقار محمد الموجي، موهبة فذة في تاريخ الغناء العربي، حتى أن ألحانه الفطرية يتم تدريسها الآن في معهد الموسيقى العربية. صعد الموجي سلم التلحين بسرعة، وأصبح القاسم المشترك في نجاح أم كلثوم، والعندليب عبد الحليم حافظ، وغيرهما من قمم الغناء، في زمن الفن الأصيل. في السطور التالية يتحدث ابنه الملحن الموجي الصغير عن مشوار حياته.

يقول الموجي الصغير : ولد محمد الموجي عام 1923 في مدينة كفر الشيخ المتاخمة للإسكندرية. كان يهوى الغناء، وقد لا يعرف الكثيرون انه بدأ حياته الفنية مطربا قبل أن يتجه إلى التلحين، الذي برع فيه وبرزت من خلاله موهبته الحقيقية. أما ميلاده كملحن فقد كان مع عبد الحليم حافظ، الذي غنى له "صافيني مرة"، التي كانت أيضا سببا في بزوغ نجم العندليب، الذي كان قد اكتشفه الموسيقار الراحل كمال الطويل. وهكذا فقد ارتبط الموجي والعندليب في رحلة غناء ناجحة جدا، غنى خلالها المطرب الأسمر 88 أغنية من ألحان الموجي، اشهرها (ياحلو يا اسمر)، (يا مواعدني بكر) ،(ظالم)، (تقوللي بكرة)، و(قارئة الفنجان).
أول لقاء بينه وبين فايزة أحمد كان من خلال أغنية (أنا قلبي إليك ميال)، وبعدها غنت من ألحانه (يمه القمر ع الباب) ، وقد لاقت نجاحا كبيرا. وربما كان هذا النجاح هو الذي قدمه إلى كوكب الشرق، التي سعت إليه بنفسها لتغني من ألحانه.
كان الموجي يحلم بأن تغنى كوكب الشرق من ألحانه، ولم يصدق نفسه عندما اتصلت به ودعته إلى زيارتها في بيتها.
هناك في منزل الست التقى الموجي بالعملاقين، الشاعر أحمد رامى، والموسيقار محمد القصبجي.
كان الموجي يخشى هذا اللقاء ويتمناه في الوقت نفسه، وقد خرج منه أكثر ثقة في نفسه، وموهبته بعد أن أشاد به القصبجى وقال له: (أنت القصبجي الجديد)

إنتهى اللقاء بأن عهدت إليه أم كلثوم تلحين نشيد "الجهاد"، الذي غنته في نادي الجلاء للقوات المسلحة بالقاهرة. بعد انتهاء الحفل أخذت سومة الموجي من يده، وقدمته للجمهور، الذي كان يضم في هذا الحفل قيادات ثورة يوليو 1952، بينهم جمال عبد الناصر.

بعد ذلك لحن لها أغنيتي (رابعة العدوية)، و (الرضا والنور)، اللتين استغرقتا منه وقتا طويلا كي ينتهي من وضع اللحن. ووصل الأمر بكوكب الشرق أن قدمت شكوى للرئيس جمال عبد الناصر، الذي قال لها مداعبا: (احبسهولك حتى ينتهي من التلحين)

وإستمرت مسيرة الأغنيات بين الموجي وسومه التي غنت من ألحانه (محلاك يا مصري)، (بالسلام إحنا بدينا)، (يا سلام على الأمة)، و(صوت بلدنا( ، وهى كلها أغنيات وطنية حماسية.

أما أغنية (للصبر حدود)، فأدخلت الموجي المحكمة، فقد كانت أم كلثوم قد اتفقت معه على أن ينتهي من اللحن خلال شهر، ومضت الفترة ولم ينته من اللحن، فأقامت ضده دعوى في المحكمة. وما حدث بعد ذلك يثير الضحك، فقد وقف الموجي أمام القاضي الذي سأله: "لماذا لم تنهي اللحن في الميعاد المحدد؟" ورد الموجي: احكم علي بالتلحين فقال له القاضي: حكمنا عليك بالتلحين، ثم رد الموجي قائلا: نفذ الحكم. قال له القاضي: كيف؟ قال له الموجي: افتح رأسي واخرج اللحن.

وترافع الموجي عن نفسة قائلا: أنا لا اعمل كالآلة تضع فيها شيئا فتخرج لحنا" على التو واللحظة، إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت كاف حتى يخرج اللحن إلى النور. وسومه ليست مطربة عادية. بعدها قال القاضي: عندك حق يا موجى، سأحفظ القضية، وأنت حر مع أم كلثوم.

ذهب الموجي إلى أم كلثوم يعاتبها لأنه دخل المحكمة بسببها، فقالت أم كلثوم: مهو للصبر حدود يا محمد، وكلما بحثت عنك لم أجدك فأخبرني ماذا أفعل غير ذلك. والوقت ليس في صالحي. يوم تذهب إلى عبد الحليم، ويوم تكون لدى صباح، أو شادية، أو فايزة، فاحترت معاك". وضحك الإثنان، وتم الصلح.

لكنهما اختلفا مرة أخرى على لحن الكوبليه الأخير (متصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيا ومليت( لكن هذه المرة لم يتراجع الموجي ولم يغير اللحن، وترك العود في صالون أم كلثوم، ومضى غاضبا، واعتكف في منزله، ورفض أن يتحدث مع أحد، إلى أن طلبت أم كلثوم من الحفناوي وعبده صالح أن يذهبا إليه، ويقنعاه بالعودة إليها لتناقشه، وهناك اتفقوا على أن تغني اللحن كما هو. ونجحت الأغنية نجاحا منقطع النظير. ولحن بعدها أغنية (اسأل روحك)، وأهدته بعد نجاحها خاتما من البلاتين الأبيض.

أغنية (صافيني مرة)، رفضها كثير من المطربين والمطربات الذين عرضها الموجي عليهم، بينهم عبد الغنى السيد، وعبد المطلب، وشهرزاد، وغيرهم. جميعهم أجمعوا أن اللحن والكلمات ليست من اللون الذي يقدمونه. في نهاية المطاف قدمها الموجي إلى العندليب الذي كان في بداية مشواره الفني، قال عبد الحليم بأسلوبه الضاحك: "سأغنيها ورزقي ورزقك على الله يا موجي"، ونجحت الأغنية نجاحاً باهراً، وبدأ الاثنان الاستعداد لفيلم لحن الوفاء، في الفيلم كانت أغنية (أحن إليك)، ستغنيها شادية، لكنها رفضت، وقالت إن اللحن لا يناسبها لكنه يتناسب مع عبد الحليم حافظ، واضطروا إلى تغيير جزء من السيناريو بسبب الأغنية.. التي غناها العندليب، ونجحت. بعدها غنى من ألحان الموجي (نار ياحبيبي نار)
.
كان الموجي وعبد الحليم كثيرا ما يختلفان حول كوبليه يا مدوبنى في أحلى عذاب هبعتلك بعنيه جواب، وبعد نجاح الأغنية أخذ عبد الحليم يداعب الموجي: شفت يا محمد الكوبلية اللى انت كنت عايز تغيره عجب الناس.
لكن يبدو كما يقال مفيش حلاوة من غير نار، لأنهما اختلفا مرة أخرى، وغضب الموجي، وقاطع عبد الحليم.

ولم يكن العندليب ليقبل أن يخسر موهبة مثل الموجي. فلجأ إلى أم أمين زوجة الموجي، يوسطها في الصلح بينهما، وهى بدورها لجأت إلى حيلة ذكية لإقناع زوجها، قالت له سوف يحضر اليوم إلينا من البلد أقاربي، فجلس الموجي ينتظرهم، وإذا بالضيف القادم هو العندليب، ودار بينهما عتاب حاد انتهى بالصلح.

لكن كان هناك من يتربص لعبد الحليم والموجي، وأرادوا أن تكون هناك فجوة بينهما، وأشاعوا أن "أم أمين"، تقوم بأعمال السحر لعبد الحليم حتى يظل مريضا طوال عمره، وبدأت الصحف تكتب عن "أم أمين"، وسحرها المزعوم، لكن العندليب خرج عن صمته ليكذب هذه الأخبار.

كلما وقع خصام بين عبد الحليم والموجي، فإن الموجي يتجه للتلحين لمطرب جديد، وقتها، مثل محرم فؤاد، وماهر العطار، وعبد اللطيف التلبانى، وهاني شاكر، وكمال حسنى، إلى أن يعودا معا مرة أخرى.
وكان الموجي قد بدأ ألحانه مع عبد الحليم بالأغنيات العاطفية، ثم كانت الأغنية العاطفية الشهيرة (قارئة الفنجان(.

حصل الموجي على الميدالية البرونزية من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1965 ، وعلى وسام العلم، ووسام الاستحقاق من الرئيس السادات عام 1976 وفي عام 1985 حصل على شهادات تقدير من الرئيس مبارك.
وحصل على أوسمة ونياشين من أغلب ملوك ورؤساء الدول العربية.
كان الموجي قد رفض عرضا مغريا قدمته له إحدى شركات الغناء الإسرائيلية التي طلبت أن يلحن لها أغنيات مطربيها مقابل 3 ملايين دولار.
وقد وافته المنية في أول شهر تموز عام 1995 بعد رحلة طويلة مع الألحان والإبداع.



علي الدرويش
1872-1952


ولد الشيخ علي الدرويش في مدينة حلب و بدأ بدراسة الموسيقى على يد أستاذه الأول عثمان بيك لكن الموسيقى ودروسها لم تبعده عن دراسته الدينية فلقد كان في عداد طلاب المدرسة العثمانية تخرج من المدرسة العثمانية والتحق بالتكية عازفاً ثم رئيساً للفرقة الموسيقية لكنه أحس أن هناك شيئاً مهماً ينقصه الكتابة والقراءة الموسيقية فباشر تعلمها على يد المدرس اليوناني مهران السلانيكي ثم اتجه إلى الأئمة ينهل من ينابيعهم حفظاً ثم تدويناً لما يأخذه عنهم من ألحان يعرف أنها ستحور أو تندثر إذا بقيت تتناقل شفهياً بعد أن اكتمل الشيخ علي فنياً راح يدرس الموسيقى العربية والشرقية ويجمع ويصنف كل ما يقع تحت يديه من أثار موسيقية عربية وتركية.

أعماله وألحانه
لحن العديد من الأعمال الموسيقية الغنائية والآلية في كافة القوالب والأنماط منها
ألحان دينية على غرار الألحان المغناة في التكية المولوية
سماعيات في كثير من المقامات عجم بستة نكار راست كبير نهاوند نكريز زنكلاه
وهو مقل في الموشحات ففي كتاب من كنوزنا له أربعة موشحات من مقام سيكاه موشح مطلعه يا ساكناً بفؤادي والثاني من مقام راست مطلعه يا قاتلي بالتهديد والثالث من مقام تكريز مطلعه هل لمفتون العيون السود والرابع من مقام نو أثر مطلعه آه من نار جفاهم
تسجيلات كثيرة في الإذاعة السورية لبعض أعمال الكبار أمثال أحمد أبي خليل القباني يا من رمى القلب وسار موشح وبرزت شمس الكمال
تسجيلات كثيرة لإذاعة القدس وإذاعة لندن تعد من الوثائق السمعية الهامة
اسطوانات سجلها أو سجلت تحت إشرافه في مصر أيام انعقاد مؤتمر الموسيقى العربية الأول عام 1932 بصوت المطرب الحلبي صالح المحبك

وبعد فإن سيرة العلامة الكبير الشيخ علي الدرويش حافلة بكل مظاهر العظمة مليئة بشواهد كثيرة على ما لعلماء حلب من فضل على سائر الوطن العربي


سيد درويش


ولد سيد درويش في مدينة الإسكندرية في حي كوم الدلة في 17 آذار مارس عام 1892، وكان أبوه المعلم درويش البحر يمتلك دكانا صغيرة لصناعة النجارة البلدية في حيه، وعندما تهيأ الطفل سيد لبداية حياته المدرسية أراد له والده أن يسلك مسلك العلم والفضل وخط له طريقا يجعله في مستقبله شيخا وموجهاً دينيا أو إماماً أو مدرسا، وابتدأ الطفل يداوم على الكتاب. وبعد تعلمه القراءة والكتابة وحفظه بعض أجزاء القرآن الكريم ترك سيد الكتاب وانتسب إلى المعهد الديني في الإسكندرية تنفيذا لرغبة والده، وداوم في هذا المعهد سنته الأولى.

ويوم دخوله المعهد اشترى له أبوه جبة وقفطانا وعمامة تليق بطلبة العلم الشريف، وحينما ارتدى الطفل سيد هذه الملابس أمام والديه أطلقت الوالدة زغرودة من أعماق قلبها فرحا وابتهاجا واغرورقت عينا الوالد بدموع الغبطة والفرح الأمل والبشرى و في العام الثاني من حياة الشيخ سيد الدراسية في المعهد الديني.
توفي والده المعلم درويش البحر النجار الفقير ولم يخلف له إلا بعض الديون والتزام إعالة أمه وأخته.

اضطر سيد إلى قطع مرحلة دراسته وخلع المسكين عمامتهُ وجبته وراح يبحث عن عمل يعيش من وارده، وأول عمل قام به هو بيع الأثاث القديم مع قريب له ثم عمل مساعدا لبائع دقيق ثم مناولا المونة لأحد مبيضي النحاس. كان الشيخ سيد خلال عمله يترنم بجمال صوته بألحان قديمة معروفة وكان زملاؤه العمال أثناء سماعهم هذه الألحان يقبلون على عملهم بحماسة ورغبة لا مثيل لهما، فسر به معلمه وأمره أن يكف عن العمل ويكتفي بالغناء فقط، ففرح الشيخ سيد وجلس يغني طول نهاره للعمال ويشجعهم على عملهم، وكان الغناء السائد آنذاك أغاني عبده الحامولي ومحمد عثمان، وكانت هذه الانطلاقة الأولى سببا في شعور الشيخ سيد درويش بموهبته الفنية. ويقال أيضا انه في العام الثاني من دراسته في المعهد الديني في الإسكندرية وجد على الرصيف عند بائع الكتب القديمة كتابا يبحث في مبادئ الموسيقى ثمنه نصف قرش فأيقظ هذا الكتاب في نفسه مواطن الموهبة الموسيقية، وهناك عامل ثالث نبه فيه الشعور بالموهبة هو إعجابه بصوت حسن الأزهري الذي كان يدعى لإحياء الحفلات الغنائية عند الأغنياء في السرادق وكان سيد درويش لا تفوته حفلة من حفلات الشيخ حسن حتى تأثر به وصار يقلده تقليدا بارعا في طريقة غنائه وأدائه. إن هذه العوامل الثلاثة بمجموعها تعتبر اللبنة الأولى في بناء حياة الشيخ سيد الفنية ومنطلقه الأول نحو المجد الموسيقي الفني الذي توصل إليه.


فيما بعد لم يرض الشيخ سيد أن يقتصر غناؤه على عمال المبيض دون سواهم بل رغب أن يسمع فنه في سائر مجتمعه الذي يعيش فيه، فترك مهنة المبيض وعاد إلى عمامته وقفطانه وامتهن الغناء بصورة نهائية وصار يقلد في غنائه الشيخ حسن الأزهري معلمه الأول وكان يؤدي ألحان عبده الحامولي ومحمد عثمان بطريقة جديدة غير معهودة ولا مألوفة على أسماع مواطنيه فلمع اسمه وذاعت شهرته بسرعة فائقة ولكن هذه الشهرة كانت ضمن نطاق ضيق محدود لم تشبع نفسه الطموحة من جهة ومن جهة أخرى إن وارد الحفلات المتقطعة لم يكفه في سد حاجات معيشته وحياته، أراد الشيخ سيد لنفسه واردا ثابتا يعتمد عليه فكان له ذلك ولكن على حساب كرامته وصحته ووضعه.....


في الفترة التي عمل فيها الشيخ سيد درويش على المسارح الرخيصة عرف أمرين لم يكن بهما سابق معرفة، النساء وصياغة الألحان، فالتعارف الأول طبيعي وأما التعارف الثاني فكان بحكم الموهبة المتأصلة في نفسه وروحه وكلاهما فطري بالنسبة لهذا الفنان الكبير كما أن ألمه الكمين في نفسه كان السبب في أن يخرج إلى الوجود بلغته الفلسفية النغمية فيسحر بجمالها الألباب ويرقص النفوس، إنه ما كان يلحن أغنية حتى يرددها أفراد الشعب والعوالم اللواتي يقمن الأفراح والمسارح الغنائية وموسيقات الجيش والموسيقات الأهلية السر في انتشار الشيخ سيد بين أفراد الشعب هو ان لكل لحن قصة ومناسبة ولكل مناسبة أثرها العميق في نفس الشيخ سيد درويش المرهفة الحساسة. فأول أغنية لحنها كانت زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة وكانت مناسبة تأليفها أن امرأة يحبها قالت له هذه العبارة أبقى زورنا يا شيخ سيد ولو كل سنة مرة ولحن آخر كان وحيه امرأة غليظة الجسم اسمها جليلة أحبها حبا عظيما وغدت إلهامه في النظم والتلحين والغناء، هجرته هذه الإمرأة وأخذت تتردد على صائغ في الإسكندرية وعمل لها الصائغ خلخالا فغضب الشيخ سيد وفكر بالانتقام من حبيبته وعزوله وكان أول انتقام من نوعه على الطريقة الموسيقية الغنائية.

ولحن الشيخ سيد أجمل أغانيه في مناسبة غرامية حرجة وكانت الأغنية من مقام حجاز كار وقصة هذه الأغنية انه بينما كان يعمل مغنيا على مسارح الإسكندرية يعلق قلبه بحب غانيتين الأولى اسمها فردوس والثانية اسمها رضوان فكان إذا تخاصم مع الأولى ذهب إلى الثانية والع** بالع** وصدف مرة أن هجرته الاثنتان معا وبقي مدة من الزمن يتلوى من ألم الهجران، وفي إحدى لياليه بينما كان رأسه مليئا بما تعود عليه في بيئته ومحيطه من ألوان الخمور والمخدرات خطرت على باله فردوس وهاج شوقه فقصد بيتها طالبا الصفح والسماح بالدخول عليها ولكنها أبت استقباله لعلاقته مع عشيقته الثانية رضوان فأقسم الشيخ سيد أيمانا مغلظة بأنها صاحبة المقام الأول في قلبه وجوارحه ولكن فردوس أرادت البرهان بأن يغنيها أغنية لم يسبق أن قالها أحد قبله في غانية فأنشدها في الحال: (يا ناس أنا مت في حبي وجم الملايكة يحاسبوني حدش كده)

وانتهت الأغنية بالبيت الأخير الذي كان له شفيعا في دخول بيت فردوس فقال :
قالوا لي اهو جنة رضوان واخترت أنا جنة فردوس

شعر الشيخ سيد بتدهوره الاجتماعي اثر غرامه المتواصل من غانية إلى غانية، فقرر أن يترك الإسكندرية وان يقيم في القاهرة وبخاصة حتى يبعد عن جليلة. وفعلا ترك الإسكندرية عام 1917 وقرر الإقامة في القاهرة وفيها تعرف على المطربين والمطربات والفرق التمثيلية وهنا تغيرت أحواله ودخل في دور الحياة الجدية وشعر بهذا التحسن الذي وصل إليه وأنشد آنذاك دوره المعروف:

يوم تركت الحب كان لي في مجال الأنس جانب، ورجع لي المجد تاني بعد ماكان عني غايب

وأول حفلة أقامها الشيخ سيد في القاهرة كانت في مقهى الكونكورديا وحضر هذه الحفلة أكثر فناني القاهرة منهم الممثلون والمطربون وكان على رأسهم الياس نشاطي وإبراهيم سهالون الكمانجي وجميل عويس حتى وصل عدد الفنانين المستمعين أكثر من عدد الجمهور المستمع وفي هذه الحفلة قدم سيد دوره الخالد الذي أعده خصيصا لهذه الحفلة الحبيب للهجر مايل من مقام السازكار وفيه خرج عن الطريقة القديمة المألوفة في تلحين الأدوار من ناحية الآهات التي ترددها الجوقة وكانت غريبة على السمع المألوف ولذا انسحب أكثر الحاضرين لأنهم اعتقدوا أن هذه الموسيقى كافرة وأجنبية وان خطر الفن الجديد أخذ يهدد الفن العربي الأصيل وبالطبع إن فئة الفنانين المستمعين لم ينسحبوا لأنهم أدركوا عظمة الفن الجديد الذي أعده الشيخ سيد لمستقبل الغناء العربي.

إشترك الشيخ سيد مع الفرق التمثيلية ممثلا ومغنيا فعمل مع فرقة سليم عطا الله وسافر معها إلى سوريا ولبنان وفلسطين وكان لهذه الرحلة أثر كبير في اكتسابه أصول الموسيقى العربية إذ تتلمذ في حلب على الشيخ عثمان الموصلي العراقي. ويقول الشيخ محمود مرسي إن الشيخ سيد عاد بعد هذه الرحلة أستاذا كبيرا في ميدان الموسيقى العربية.

وسافر مرة ثانية مع فرقة جورج أبيض إلى البلاد السورية فأعاد الصلات الفنية بينه وبين موسيقييها واكتسب من أساتذتها ما افتقر إليه من ألوان المعرفة، ولما عاد إلى القاهرة في هذه المرة رسم لنفسه خطة جديدة في ميدانه الغنائي والمسرحي فلحن معظم أدواره وموشحاته الخالدة التي عرفت الناس بمدرسته الإبداعية الجديدة. ظهر للشيخ سيد أول دور بعد هذه الرحلة وكان مقام العجم يا فؤادي ليه بتعشق وكان مقتبسا من موشح حلبي قديم مقام العجم أيضا أخذه الشيخ سيد عن الشيخ عثمان الموصلي ولكنه لم يستطع في بادئ الأمر أن ينسبه إلى نفسه وإنما نسبه إلى إبراهيم القباني. وأما ما اشتهر الشيخ سيد في تلحين الأدوار بين الناس عاد ونسبه إلى نفسه، وينسب إلى الشيخ سيد عشرة أدوار واثنا عشر موشحا وأوبريت وطقاطيق وأهازيج وأناشيد حاسبة وغيرها.

أما الأدوار فهي :

• يا فؤادي ليه بتعشق من مقام العجم
• يللي قوامك يعجبني من مقام التكريز
• في شرع مين من مقام الزنجران
• الحبيب للهجر مايل سازكار
• ضيعت مستقبل حياتي من الشورى أنا عشقت من مقام الحجاز كار
• أنا هويت من مقام الكرد
• عشقت حسنك من مقام البستة نكار
• يوم تركت الحب من مقام الهزام
• عواطفك من مقام نوأثر

أما ألحانه من الموشحات فكانت:

• يا ترى بعد البعاد من مقام الراست
• يا صاحب السحر الحلال من مقام الحجاز كار
• يا عذيب المرشف من مقام الراست
• يا شادي الألحان من مقام النهاوند
• العذارى المائسات من مقام الراست
• يا غصين البان حرت في أمري من مقام الحجاز
• حبي دعاني للوصال من مقام الشورى
• طف يادري من مقام الحجاز كار كردي


هذه الموشحات والأدوار اشتهرت شهرة كبيرة في سائر البلاد العربية وأصبحت المادة الثقافية الفنية لكل فنان ومتفنن، وأصبح قياس المعرفة الموسيقية هو حفظ الحان الشيخ سيد وأدواره وموشحاته وأهازيجه. ويقال أن الشيخ سيد أوجد نغمة الزنجران هذا إذا لم تكن هذه التسمية مأخوذة من النغمة العربية القديمة التي وردت في كتاب الأدوار لصفي الدين عبد المؤمن الأرموي والمعروفة باسم زنكلاه، هذه النغمة من النغمات المركبة وتتألف من ثلاث نغمات هي العجم والجهار كار والحجاز كار بشكل مترابط.
إقتبس سيد درويش من أقوال الزعيم مصطفى كمال بعض عباراته وجعل منها مطلعا لنشيد وطني: بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي ، ولحن أيضا نشيدا وطنيا من نظم مصطفى صادق الرافعي ومطلعه: بني مصر مكانكم تهيأ فهيا مهدوا للملك هيا خذوا شمس النهار حليا، كما لحن في مناسبة أخرى أناشيد وطنية أخرى.
كما عالج الشيخ سيد في أغانيه الموضوع الاجتماعي في غلاء المعيشة والسوق السوداء. وهكذا نجد أن الشيخ سيد استطاع أن يدرك ويلمس سائر الأمراض الاجتماعية وأن يسهم في الميدان الوطني إسهاما كبيرا.



فكانت أغانيه الوطنية يغنيها الشعب بكل حواسه وقلبه ومشاعره ولم يكن أثر الشيخ سيد في ميدان التمثيل والأوبرا العربية بأقل من أثره في ميدان الموسيقى والموشح والدور والطقطوقة والمونولوج الشعبي والأناشيد الوطنية وغيره من ألوان الغناء العربي في شتى مواضيعه، فقد أضاف إلى هذه المآثر مأثرة جديدة وهي تلحين الأوبرا.
وأول لحن كانت أوبرا شهرزاد، ظهرت هذه الأوبرا للمرة الأولى أواخر عام 1920 وأوائل العام 1921 وكان انقلابها بدء انقلاب جديد في عالم الموسيقى العربية والألحان المسرحية، كما لحن أوبرا العشرة الطيبة ألف هذه الأوبرا محمد تيمور ونظم أغانيها بديع خيري وألف نجيب الريحاني فرقة تمثيلية خاصة برآسة عزيز عيد لإخراجها وكلف الشيخ سيد بتلحين محاورتها وأغانيها، ولحن أوبرا البروكة وهذه التسمية هي اصطلاح فني يقصد به الشعر المستعار الذي يضعه الممثلون على رؤوسهم والرواية معربة عن أوبرا لاما سكوت لأروان ولحن أوبرا كليوباترة وانطونيو، اقتبس هذه الأوبرا للمسرح العربي الأستاذان سليم نخلة ويونس القاضي وقدماها للسيدة منيرة المهدية التي قدمتها بدورها لسيد درويش لوضع موسيقاها ولكنه لم يلحن منها إلا الفصل الأول وقد حاول إتمام تلحينها في فصليها الثاني والثالث الأستاذ محمد عبد الوهاب.
والخلاصة إن ألحان الشيخ سيد للأوبرات بلغ عددها العشرون، منها التي لحنها لفرقة نجيب الريحاني وهي واو وآش ورن وقولوا له وفشر ولحن لفرقة علي ال**ار راحت عليك ولسه وأم أربعة وأربعين والبربري في الجيش والهلال وجزءا من أوبريت الإنتخابات، ولحن لفرقة منيرة المهدية كلها يومين والفصل الأول من أوبرا كليوباترا ولحن لأولاد عكاشة الدورة اليتيمة وهدى وعبد الرحمن الناصر.
وإذا اعتبرنا أن كل أوبرا عشرة ألحان فتكون مجموع ألحان الشيخ سيد في أوبراته العشرين مائتا لحن هذا بالإضافة إلى الأدوار والموشحات والأناشيد الوطنية والمونولوجات وغيرها من الألحان والأهازيج التي قدمها الشيخ سيد للموسيقى العربية.
لقد كان هدف الموسيقى المصرية قبل الشيخ سيد الطرب فقط ولكن الشيخ سيد جعل منها مهنة أكبر وهي استخدام هذا الفن العظيم في الجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي هذا بالإضافة إلى ناحية التطريب في الموسيقى والغناء العربي على أن الطريقة التي سار عليها الشيخ سيد في ألحانه للأوبرا كانت منهجية صحيحة وكأنه متخرج من أرفع المعاهد الموسيقية، فكان يتلوا النص الشعري أولا ليتفهم معانيه فهما دقيقا ثم يعيش في بيئته ويعاشر أبطاله ثم يأخذ في إلقاء النص الشعري إلقاء تمثيليا يناسب عباراته ومعانيه كأنه ممثلا على خشبة المسرح، وبعد ذلك يأخذ في إلباسه ثوبه الموسيقي الذي يناسبه، ويقول الشيخ سيد أن الموسيقى لغة عالمية ونحن نخطئ عندما نحاول أن نصبغها بصبغة محلية يجب أن يستمع الرجل اليوناني والرجل الفرنسي والرجل الذي يعيش في غابات أواسط إفريقيا إلى أي موسيقى عالمية فيفهم الموضوع الموسيقي ويتصور معانيه ويدرك ألغازه لذلك فقد قررت أن لحن البروكة على هذا الأساس وسأعطيها الجو الذي يناسب وضعها والذي رسمه لها المؤلف سأضع لها موسيقى يفهمها العالم كله.

عمر البطش
1885-1950
حياته
ولد هذا الفنان العالم الشيخ عمر البطش في مدينة حلب عام 1885 في بيئة عاملة إذ كان والده معماريا وكان عمر يتعلم بعض الألحان من خاله بكري القصير وكان يصحبه خاله معه إلى الحلقات الصوفية والمجالس الدينية لينشد الموشحات التي يعلمه إياها وكانت تلك الحلقات تجمع أكثر رجال الفن وأقطاب الغناء في ذلك العصر أخذت موهبة عمر تتفتح وتنمو بسرعة فائقة في سائر النواحي الموسيقية والغنائية فتعلم غناء الموشحات ونغماتها وقواعدها وموازينها كما تعلم أصول سير السماح الصوفي وأصبح فيما بعد الأستاذ المتفنن في العالم العربي لهذا اللون من الفن الغنائي الراقص وفي عام 1914 في بداية الحرب العالمية الأولى دعي عمر للخدمة الإجبارية في الجندية العثمانية ولكن معرفته الفنية شفعت له وأدخلته في الفرقة الموسيقية النظامية في دمشق وكانت آلته التي اختص بها هي الترومبيت وأعجب به حاكم سورية آنذاك جمال باشا الصغير فعينه في عداد فرقته الموسيقية الخاصة

أعماله
أنهى عمر جنديته وعاد إلى حلب ليحترف صناعة الغناء وضرب الإيقاع وتلحين الموشحات وأصبح المطربون يفدون عليه زرافات ووحدانا لينهلوا من معينه روائع ألحانه ومحفوظاته كما عمل على المسارح الغنائية ضارب إيقاع ومن طريف مناسباته أنه اجتمع يوما بالأستاذ محمد عبد الوهاب عند زيارته لمدينة حلب عام 1932 ولما عرفه عبد الوهاب الوشاح الأكبر في البلاد العربية أراد أن يمتحنه في ميدان اختصاصه فطلب إليه أن يسمعه موشحا من مقام السيكاه الأصلي وهذه النغمة تكاد تكون مفقودة في ألحان الموشحات فأجابه الشيخ عمر البطش أن طلبه موجود لديه وسيأتيه به في اليوم التالي وفي الحقيقة لم يكن هذا الموشح موجودا كما قال لعبد الوهاب ولكنه ذهب في تلك الليلة إلى بيته وقام بتلحين هذا الموشح من مقام السيكاه الأصلي كما طلب منه وفي اليوم التالي اجتمع بالأستاذ محمد عبد الوهاب واسمعه ذلك الموشح باسم لحن قديم فدهش عبد الوهاب وأكبر فيه حافظته القوية لتراثنا الموسيقي العربي ولو عرف عبد الوهاب الحقيقة لزاد إعجابه بتلك العبقرية والذكاء وسرعة البديهة وقوة صياغة الألحان بهذه الطريقة الجذابة والمقبولة لدى سائر أرباب السماع
وفي عام 1936 دعته إدارة مدرسة دوحة الآداب في دمشق ليعلم طالباتها أصول رقص السماح الإيقاعي بمناسبة الحفلة المدرسية السنوية التي جرت إدارة المدرسة على إقامتها في نهاية كل عام دراسي فحضر الشيخ عمر ودرب فتيات المعهد على لوحات فنية من هذا السماح وأقيمت الحفلة وحضرها وجهاء المدينة ورجال الدولة وكان إعجابهم بها رائعا وتقديرهم لمدربها عظيما وفعلا كانت تلك الحفلة أولى الحفلات الناجحة في دمشق وبخاصة في دوحة الآداب وفي عام 1947 عندما أحدثت الدولة دارا للإذاعة اللاسلكية واتبعته بمعهد موسيقي تابع للإذاعة استقدمت الدولة عمر البطش من حلب ليدرس في المعهد المذكور فنون السماح والموشحات العربية الأصيلة التي أصبحت من اختصاصه التام الذي لا يجاريه فيه أحد
في الحقيقة إن الفترة التي قضاها عمر مدرسا بالمعهد الموسيقي بدمشق كانت أخصب فترات حياته وقمة نتاجه الفني لقد كان ملحنا مكثرا ومبدعا في ذات الوقت ومن معجزات هذا الفنان أنه يحفظ ما ينوف على ألف موشح كما كان يحفظ سائر النغمات العربية والموازيين الإيقاعية مع سيرها السماح وذلك على الرغم من ضعف ثقافته العامة كان عالما بفنون الموسيقى وبفنون تدوينها النوطة فهو نسيج فني رائع لا يجارى في ميدانه الموسيقي الذي اتسم بطابعه
وعندما تأسست إذاعة حلب اللاسلكية في 14 كانون الأول 1949 انتقل إليها مدربا لفرقتها الغنائية الكورس وفي هذه المرحلة أوجد طلابا له وعاد بجهده لهذا اللون الغنائي من الموشح إلى الظهور من جديد على المسرح الفني

وفي 11 كانون الأول ديسمبر 1950 نعت الإذاعة السورية إلى العالم العربي خبر وفاة هذا الفنان الكبير الذي استطاع أن يحمل تراثنا الموسيقي الأندلسي العربي بأمانة وإخلاص وإذا وجدنا اليوم انتشارا لهذا اللون الغنائي في عالمنا العربي فذلك بجهد هذا الفنان الذي كان طيلة حياته يجاهد في ميدانه للوصول إلى هذه النتيجة الطيبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
HALIMLOVER
ادارة الرابطة
ادارة الرابطة
HALIMLOVER


ذكر
المشاركات : 2769
العمر : 45
النقاط : 3484
تاريخ التسجيل : 11/10/2008

من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا   من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1السبت 23 يناير 2010 - 7:15


محمد عبد الوهاب
ولد الفنان الكبير محمد عبد الوهاب في القاهرة عام 1896 تقريباً وكان والده يتعاطى مهنة تعليم الأولاد في مسجد الشعراني بحي الشعرية في القاهرة.


نشأ عبد الوهاب منشأ بسيطا لم يعرف للحياة قدرها ولا لنفسه مقدارها فكان يجوب الأزقة مرتديا جلبابه البسيط مع أبناء حيه يسرحون ويمرحون ويغنون وينشدون، وكانت فطرة عبد الوهاب وحبه للغناء طبيعية وموهبته الفنية فطرية ولذا كان يقتل اكثر أوقاته في الغناء مقلقا راحة الجيران بصوته الذي كان معجبا به هو ذاته.


على أن الحظ إذ قدر للإنسان أن يناله فقد يناله عن طرق غريبة عجيبة قد لا تخطر على بال. إن محمد عبد الوهاب قد تسلق سلم المجد عن طريق تجواله في الشوارع وارتياده المسارح العامة إذ ساقت الأقدار لهذا الفنان ورفاقه في الحي الذهاب إلى تياترو دار السلام بحي سيدنا الحسين لمشاهدة تمثيلية لفرقة فوزي الجزائرلي فدخلوا الصالة بعد أن دفع كل منهم عشرة مليمات ثمنا للتذكرة ولما انتهى الفصل الأول من الرواية وأسدل الستار على الممثلين قام هؤلاء الأولاد رافعين أصواتهم بالغناء ولكن هذا الغناء كان على سبيل التسلية والمرح فصفق لهم الجمهور سخرية واستهزاء، غير أن رئيس الفرقة التمثيلية فوزي الجزائرلي لم يسخر من هؤلاء الفتيان بل تقدم إليهم ودعاهم للغناء على المسرح مما أثار دهشة المتفرجين والمستمعين ولكن الطفل محمد عبد الوهاب اهتزت جوانبه أمام هذه المفاجأة والأمر الواقع وتعذر عليه الانسحاب فصعد عبد الوهاب على المسرح وراح يغني مع رفاقه فطرب الجمهور من فرقة الأطفال وصفق لها طويلا واستعاد أغانيها مرات ومرات فما كان من فوزي الجزائرلي إلا أن اكرم فرقة الأطفال بشلن كامل لكل واحد منهم وتكررت الزيارة في أيام أخرى إلى هذا المسرح وتكررت الشلنات حتى أصبحت هذه الفرقة من مستلزمات مسرح الجزائرلي ومن ضرورات العرض الساهر وجزءا من الأساس في كيان فرقة الجزائرلي.



وفي عام 1917 بعد وفاة الشيخ سلامة حجازي أتلف نجله عبد القادر حجازي فرقة تمثيلية لتقديم الروايات الأدبية وكان عبد القادر حجازي يقوم بالدور الأول في التمثيل والغناء، ولما كان صوته لا يؤدي المطلوب فكان يحرك شفتيه ومحمد عبد الوهاب يغني اللحن من وراء ستار ثم عمل محمد عبد الوهاب في فرقة عبد الرحمن رشدي مغنيا بين فصول الروايات إلى جانب المطربة فاطمة قدري قتلا للوقت ولم يكن له آنذاك معجبون يقدرون فنه، وظل على هذا الحال يتنقل من فرقة إلى أخرى طلبا للرزق حتى عاد أخيرا إلى فرقة عبد الرحمن رشدي مرة ثانية وكان بين أفراد فرقته عبد الخالق صابر الذي شغل فيما بعد منصب وكيل وزارة الدفاع. وكان صابر يجيد إلقاء الأغاني البلدية والمواويل فشجع عبد الوهاب على الغناء والإستزادة من معرفة هذا الفن وكشف أسراره .

كان المعهد الموسيقي الملكي في ذاك الحين قد افتتح حديثا فانتسب إليه عبد الوهاب ولكنه لم يمكث فيه طويلا بل انتقل إلى معهد موسيقي خاص وكان يزامله فيه المرحوم مصطفى رضا وصفر علي اللذان احتلا فيما بعد إدارة المعهد الموسيقي الإدارية والفنية فاستفاد عبد الوهاب بعض ثقافته الموسيقية من هذه الدراسات ثم أكمل دراساته الموسيقية على يد المرحوم الشيخ علي الدرويش الحلبي الذي تعاقدت معه حكومة القاهرة على التدريس في المعهد الموسيقي العالي.



أما ألحان محمد عبد الوهاب فكان لها أربعة أدوار ومدارس واعتبره الرأي العام المجدد الأول للغناء العربي،
فالدور الأول ظهرت فيه أغاني يا جارة الوادي وكلنا نحب القمر وبالله يا ليل تجينا وغيرها فكانت هذه الأغاني من نوع خاص يسميه الأدباء بالسهل الممتنع، فشعرت الكافة والخاصة بأن دماً جديداً قد داخل الأغنية العربية وأصبحت أغانيه على كل لسان تتردد وفي كل سمع تتصدر وداخل كل قلب تنبض، فتزعمت هذه المدرسة مركز الطليعة في الميدان الموسيقي الغنائي وأصبح لها أنصار ومريدون وتهافت التجار من أصحاب شركات الاسطوانات على تسجيل أغانيه فانتشرت تتغنى على كل مسرح وأصبحت أغاني محمد عبد الوهاب هي المادة الرئيسية في الثقافة الفنية لكل مطرب ومنشد وهاو للطرب .

لم تقتصر مدرسة محمد عبد الوهاب على إبداع أغاني الطرب الكلاسيكية بل تعدتها إلى المرحلة الثانية من مدرسته الإبداعية وكان دور الأغاني الوصفية، فظهرت أفلامه السينمائية وكان لها دوي هائل في ميدان الغناء العربي.
وفي اللون الوصفي الجديد الذي أتى به هذا الفنان الموهوب والوصف هو إدراك سر الكلمة وتلبيسها اللحن المناسب لها، واعتمد محمد عبد الوهاب في هذا العمل على ذكائه أكثر من اعتماده ومعرفته ولذا كان وصفه مجازياً أكثر من كونه حقيقياً. فمثلاً من ألحانه المجازية أغنية يرثي بها حبيبته وهو بين قبور الموتى بقوله في فلمه يحيا الحب قوله يا من سعيت إليها يقودني نار قلبي يا من جنيت عليها هذه جناية حبي أن لحن هذا المقطع ليس بالحزين كما هو مفروض من النص الشعري بل انه لحن مفرح راقص، وهكذا كانت بعض ألحانه في بقية أفلامه ممنوع الحب رصاصة في القلب ثم في ألحانه التي كانت لغير أفلامه.

وفي الدور الثالث لهذه المدرسة الموسيقية أخذ عبد الوهاب يلحن القصائد الطويلة بأسلوب جديد يختلف عن الدورين الأولين فظهرت أغاني الجندول والكرنك وكانت حدثا جديدا هائلا في ميدان الغناء العربي ولكن هذه الأغاني على روعتها وعظمتها لم تنس الناس أغاني الدور الأول، تلك الأغاني التي رفعت عبد الوهاب إلى زعامة الميدان الموسيقي والغنائي في العالم العربي، إنها أغان كانت تخرج من القلب وتدخل كل قلب لم يداخلها التصنيع في تركيبها ولا التقليد في هيكلها.

لقد كانت استمرارا لمدرسة الشيخ سيد درويش ولذا كانت قريبة من كل مزاج ومتغلغلة في كل نفس.

إن إنتاج الدور الرابع قد هبط عن مستوى الألحان المألوفة في هذه الحقبة الزمنية لا فإنتاج محمد عبد الوهاب هو دوما فوق المستوى المألوف ولكن الحديث عن ميدان وصاحب مدرسة وصل في الماضي بإنتاجه إلى ذروة الجادة والجمال إذا قورن بإنتاجه بين الدور الأول والدور الرابع فلا شك أن الفارق كبير بينهما فها هي قصيدة يا جارة الوادي يعاد تسجيلها على اسطوانات تجارية للمطربة فيروز بعد ست وثلاثين عاما وتجد هذه الأغنية إقبالا لا مثيل له ولا أظن أن أغنية أراعيك قيراط تراعيني قيراطين تجد مثل هذا الإقبال إذا أعيد طبعها بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة بل أن هذه الأغنية قد ماتت وهي لا تزال في المهد الأمر الذي يوضح الحقيقة الواقعة وليس معنى ذلك أن الأستاذ محمد عبد الوهاب قد تناقصت مقدرته التلحينية فألحانه للسيدة أم كلثوم في أنت عمري وأمل حياتي تثبت أن عبد الوهاب لا يزال في ذروة الميدان الموسيقي، ولكن عبد الوهاب كما يبدو أبى أن يعترف بواقع سنه فصاغ ألحانه في دورها الرابع بما يتناسب مع ما وصل إليه صوته فكانت كما سمعها الناس في وضعها الراهن.



لحن عبد الوهاب الكثير من الأغاني الخفيفة في بدء حياته الفنية ولكنه عندما تعرف على المرحوم أحمد شوقي أمير الشعراء فتحت له الدنيا أبوابا جديدة كانت موصدة أمامه فيما قبل فظهر لعبد الوهاب أحلى القصائد وأطرب الأغاني وأمتع الألحان. والخلاصة أن محمد عبد الوهاب هو رائد الموسيقى في هذا الجيل وكانت ألحانه في أدوارها الأربعة ممتعة مطربة لسائر الأفراد على اختلاف أمزجتهم وطبائعهم وثقافاتهم ويعتبر من أساتذة الدور الرابع للمدرسة الموسيقية الحديثة بحق وجدارة

فريد الأطرش

(1915 - 1974)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
المراجعة الحالية (غير مراجعة)اذهب إلى: تصفح, البحث
فريد الأطرش


معلومات عامة
الاسم عند الولادة فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش
تاريخ الولادة 19 أكتوبر 1915 - القريا - السويداء - سوريا
تاريخ الوفاة 26 ديسمبر 1974 - بيروت - لبنان عن 59 عام
النوع طرب
المهنة مغني، ممثل، موسيقي، ملحن
آلات موسيقية العود
نوع الصوت طرب
سنوات النشاط 1941- 1974
الموقع الرسمي الموقع الرسمي لفريد الأطرش
آلات مميزة
العود
فريد الأطرش (19 أكتوبر 1915 - 26 ديسمبر 1974) [1] موسيقار و مطرب سوري[2]-مصري[3][4] ، ترك بصمات واضحة في الموسيقى والغناء العربي ويعد من أعلام الفن العربي.

محتويات [أخفِ]
1 نسبه
1.1 والده
1.2 والدته
2 حياته
3 قصة غرامه
4 أفلام فريد الأطرش
5 من أقواله
6 الكتب المؤلفة عنه
7 الشعراء الذين غنّى من أشعارهم
8 الفنانون والفنانات الذين لحنّ لهم
9 مراجع
10 اقرأ أيضا
11 وصلات خارجية

[عدل] نسبه
"فريد الاطرش" ينتمي إلى آل الأطرش إحدى العائلات العريقة في جبل الدروز جنوب سوريا هذه المنطقة المسماه جبل العرب أو جبل الدروز ، كان لها دور مهم في التصدي للاستعمار الفرنسي لسوريا سنة 1923وقد قام سلطان باشا الأطرش بإطلاق شراره الثورة السورية الكبرى عام 1925 ضد الفرنسيين في سوريا .

[عدل] والده
فهد فرحان إسماعيل الأطرش من جبل الدروز في سوريا، تزوج ثلاث مرات: الأولى سنة 1899 وكانت زوجته طرفة الأطرش وأنجب منها ابنه طلال، والثانية سنة 1909 وكانت زوجته علياء المنذر، وأنجب منها خمسة أولاد: ثلاثة ذكور وهم: أنور وفريد وفؤاد وبنتان وهما: وداد وآمال التي غدت فيما بعد المطربة الشهيرة أسمهان. وفي السنة 1921 تزوج ميسرة الأطرش وأنجب منها أربعة أولاد: منير ومنيرة وكرجية واعتدال. توفي عام 1925 ودفن في مدينة السويداء في سوريا.

[عدل] والدته
الأميرة علياء حسين المنذر وهي مطربة تمتعت بصوت جميل قادر على تأدية العتابا والميجانا، وهو لون غنائي معروف في سوريا ولبنان. تأثرت بمطرب العتابا اللبناني يوسف تاج الذي اتبّعت أسلوبه فيما بعد المطربه صباح ، توفيت سنة 1968 ودفنت في بلدة الشويت في جبل لبنان حيث كان للعائلة منزلا هناك إضافة إلى منزلهم الكبير في بلدة القريا في ( السويداء ) جبل الدروز بسوريا .

[عدل] حياته

فريد الأطرش عازفا بالعود في إحدى حفلاتهولد فريد الأطرش سنة 1915 و في رواية 1910في بلدة القريا في جبل العرب. و قد عانى حرمان رؤية والده ومن اضطراره إلى التنقل والسفر منذ طفولته، من سوريا إلى القاهرة مع والدته هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم فهد الاطرش وعائلة الأطرش في الجبل الذي قاتل ضد ظلم الفرنسيين في جبل الدروز بسوريا. عاش فريد في القاهرة في حجرتين صغيرتين مع والدته عالية بنت المنذر وشقيقه فؤاد وأسمهان. التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية ((الخرنفش)) حيث اضطر إلى تغيير اسم عائلته فأصبحت كوسا بدلاً من الأطرش وهذا ما كان يضايقه كثيرا. ذات يوم زار المدرسة هنري هوواين فأعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطرد فريد من المدرسة. التحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك.

نفد المال الذي كان بحوزة والدته وانقطعت أخبار الوالد، وهذا ما دفعها للغناء في روض الفرح لأن العمل في الأديرة لم يعد يكفي. وافق فريد وفؤاد على هذا الأمر بشرط مرافقتها حيثما تذهب.

حرصت والدته على بقاء فريد في المدرسة غير أن زكي باشا أوصى مصطفى رضا بأن يدخله معهد الموسيقى. عزف فريد في المعهد وتم قبوله فأحس وكأنه ولد في تلك اللحظة. إلى جانب المعهد بدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة. وبعد عام بدأ بالتفتيش عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود. أقام زكي باشا حفلة يعود ريعها إلى الثوار، أطل فريد تلك الليلة على المسرح وغنى أغنية وطنية ونجح في طلته الأولى. بعد جملة من النصائح اهتدى إلى بديعة مصابني التي ألحقته مع مجموعة المغنين ونجح أخيرا في إقناعها بأن يغني بمفرده. ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء. بدأ العمل في محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله ولم يكن غريبا أن تكون النتيجة فصله من المعهد. ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة في الإسبوع فإستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة فوافق مدحت بشرط الإمتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين إمتحنوه سابقا إضافة إلى مدحت. غنى أغنية الليالي والموال لينتصر أخيرا ويبدأ في تسجيل أغنياته المستقلة. سجل أغنيته الأولى (يا ريتني طير لأطير حواليك) كلمات وألحان يحيى اللبابيدى فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الإسبوع لكن ما كان يقبضه كان زهيدا جدا.

استعان بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين كأحمد الحفناوي ويعقوب طاطيوس وغيرهم وزود الفرقة بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية وسجل الأغنية الأولى وألحقها بثانية (يا بحب من غير أمل) وبعد التسجيل خرج خاسرا لكن تشجيع الجمهور عوض خسارته وعلم أن الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين الجمهور. عرف فريد عادات جميلة وعادات غير مستحبة، فكان إتصاله بالقمار شيئا من تلك العادات السيئة، أدمن على لعب الورق حتى عود نفسه على الإقلاع، وعرف أيضا حبه للخيل. ذات يوم وفيما كان في ميدان السباق راهن على حصان وكسب الجائزة وعلم في الوقت عينه بوفاة أخته أسمهان في حادث سيارة فترك موت أخته أثرا عميقا في قلبه وخيل إليه أن المقامرة بعنف ستنقذه. تعرض إلى ذبحة صدرية وبقي سجين غرفته، تسليته الوحيدة كانت التحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلات، اعتبر أن علاجه الوحيد هو العمل. وبينما كان يكد في عمله سقط من جديد وأعتبر الأطباء سقطته هذه النهائية، ولكن في الليلة نفسها أراد الدخول إلى الحمام فكانت السقطة الثالثة وكأنها كانت لتحرك قلبه من جديد وتسترد له الحياة، فطلب منه الأطباء الراحة والرحمة لنفسه لأن قلبه يتربص به، وهكذا بعد كل ما ذاقه من تجارب وما صادف من عقبات عرف حقيقة لايتطرق إليها شك وهي أن البقاء للأصح. توفي في مستشفى الحايك في بيروت إثر أزمة قلبية وذلك عام 1975 عن عمر 65 سنة

[عدل] قصة غرامه
(عمري ما حاقدر أنساكِ)، (رجعت لك يا حبيبي بعد الفراق والعذاب)، (أفوت عليك بعد نص الليل). هذه الأغنيات نظمها يوسف بدروس ولحنها فريد وقدمها لحبه الأول: سامية جمال عرّفه صديقه إلى حسناء في ميدان السباق وكانت تلك الفتاة تبثه الإعجاب وتطورت اللقاءات إلى حب فأصبحت حياته رائعة. ولكن ما أتى به الحب أخذته الغيرة العمياء، تعرف أيضا أثناء تصوير فيلم (إنتصار الشباب) إلى فتاة تفتش عن دور لها في الفيلم وتطورت العلاقة بينهما وما أن علمت أنه لا أمل من زواجها به حتى تزوجت من الأميركي شرد كنغ. وتعرف خلال عودته من باريس على الراقصة الجزائرية ناريمان التي كان ينوي الزواج بها. في فترة مرضه كان يتسلى بالمجلات حيث شاهد في إحدى المجلات فتاة أعجبته فطلب من أخيه وزوجته أن يذهبا ليخطباها له. تعجب أخيه لطلبه لكنه ذهب وزوجته بعد إصرار فريد فرجعوا خائبين إذا أن الفتاة مخطوبة وزواجها قريب. حبه الأخير كان لشادية لكنه لم يدم طويلا إذا إنتهى بزواجها.

[عدل] أفلام فريد الأطرش
طالع أيضا :قائمة أفلام فريد الأطرش
إشترك فريد الأطرش في 31 فيلما سينمائيا كان بطلها جميعا وقد أنتجت هذه الأفلام في الفترة الممتدة من السنة 1941 حتى السنة 1975. أشهر الأفلام على الإطلاق و الذي جنى أرباحا طائلة هو فيلم حبيب العمر، لأنه مثل قصة حب حقيقية. أما فيلم عهد الهوى المقتبس عن الكسندر توماس الصغير عن روايته غادة الكاميليا.. و هذه الرواية لها قصة، ففي العشرينات من القرن الماضي، قام يوسف بيك وهبي بعرض مسرحية حول مادة الرواية، و شاركته البطولة الفنانة روز اليوسف و اسمها مرجريت أما اسمه أرمان، و كان هذا العرض قد أثار ضجة كبيرة و أرباح طائلة و هو من أوائل العروض المسرحية الكبيرة ليوسف وهبي. و بعد سنوات طويلة، قام يوسف وهبي بإقناع فريد بدور أرمان و مريم فخر الدين بدور مرجريت أما يوسف وهبه نفسه فأكتفى بدور الأب. و كان فريد الأطرش يختار القصص بعناية، و بالذات القصص التي تتقاطع و لو قليلا مع قصة حياته. ففيلم عهد الهوى هذا، يمثل فقدان الحبيب بعد أن غفر له كل زلاته أو حتى كبائره، و خداع الآخرين له.. و فيلم حكاية العمر كله، و هو من الأفلام المهمة لفريد، فيمثل ضياع العمر بالنسبه له، و عدم جدوى فائدة البحث عن الحبيب بعد ذلك. أما فيلم ودعت حبك و الذي أثار ضجة كبيرة حين عرضه، بسبب وفاة البطل في النهاية، فلم يقنع المتفرجين سوى خروج فريد فاتحا الستار ليقول للمتفرجين ها أنا ذا لم أمت. و لا ننسى فيلم رسالة من امرأة مجهولة و كم تقاطعت الأحداث مع قصة حياة الموسيقار الكبير فريد الأطرش. وكان الفيلم هذا تحولا في حياة الفنانة التي شاركته بطولة الفيلم، لبنى عبد العزيز، و غرس حب الموسيقار و طيبته. والتي طالما أنصفته و تكلمت بجرأة عنه غير مهتمة بآراء الآخرين التي تريد تذويب قيمة فن و مشوار هذا الموسيقار الكبير. و بالنسبة للخدمات الفنية الكبيرة التي قدمها الموسيقار الأطرش للفنانين الآخرين و الفنانات، يطفو على السطح ما صرحت به الفنانة اللبنانية صباح مؤخرا: لا عيب في أن أقول أن من رفعني و من قدمني للجمهور هو الموسيقار فريد الأطرش. حدث هذا عندما تنكرت الفنانة رولا لدور صباح في شهرتها ووقوفها معها. و لكن، سيدتي صباح، لم تنصفي الموسيقار في حياته، و لم تقولي هذا الشيء إلا الآن، بعد فوات الأوان. مع أن الموسيقار الأطرش لم يصرح إلا تصريحا واحدا يخص صباح عندما قال قبل وفاته: لم تقدرني صباح كما يجب، لقد قدمت لها خدمات تستحق التقدير.




طالع أيضا :قائمة أغاني فريد الأطرش
[عدل] من أقواله
في لحظة خيل لي أن الدنيا إنتهت، في لحظة ثانية بدت وكأنها تشرق من جديد، هل هي إبتسامة الأم وما تفعله في نفس وليدها؟
إنني منذ إستمعت إلى غناء وعزف أمي وأنا أسبح في هذا البحر الكبير كقطرة.
فالحب هو السلك الذي يضيء الحياة ويجدد النفس ويبسط الأمل جنات.
إذا غنيت فإن الكلمة حزينة، وإذا لحنت فإن النغم أكثر حزنا، وكأن الأغنية كلمة وموسيقى الجسر الوحيد للتعبير عن هذا الحب.
وعلمتني الحياة أن اليوم الذي يمر لايعود أبدا، وأنه ليس بالإمكان أن يعود مهما كانت المحاولة والبذل، الوقت هو أثمن ما في الحياة وأغلى من كنوز الأرض.
إن الحقيقة الأولى التي حدتني بالفعل هو هذا الواقع الذي صرنا إليه دفعة واحدة، كما أن الصدمة التي هزتني هو مشهد والدتي وهي تكد على شغل الإبرة إكراما لبعض العيش.
يخرج الإنسان من مشكلة ليواجه مشكلة ثانية، هل هو اختبار الحياة؟
كنت سعيدا رغم كل التعب الذي كنت أبذله في النهار فإحساسي أنني أعيل أسرة كان يمنحني قسطا من الرضى، وشعوري أنني أتعلم الموسيقى كان يمدني بالموسيقى.
إن النجاح إذا ما تم في ليلة بدا كأنه نسيج حلم...إن الحقيقة تكمن فيما هو مستمر وفيما هو دائم.
رحت أبتهل إلى الله لكي يمدني بالقوة ويبعد عني المرض أو أي زكام في الطريق، أما إذا لم يكن هناك من مفر، فليكن المرض بعد الإمتحان وليس قبله يا رب.
وحده الفنان يسعى إلى الحب ولا يشبع منه على ما أظن، فالحب هو السلك الذي يضيء الحياة ويجدد النفس ويبسط الأمل جنات.
دارت الكاميرا فدار قلبي معها، وتوقفت فلم يتوقف دوران القلب، كان خليطا من فضول وقلق وترقب يشبه مشاعر الأم لحظة الولادة.
أنا أعتقد أن الفنان لم يخلق للزواج، الفنان يتزوج فنه وهو ينجب ألحانا وأغنيات وأفلام.
علمتني الحياة أنها تيار مستمر متغير يتطلب العناد والحركة والمقاومة، أما من يتوقف فإن التيار يجرفه ويغرقه.
[عدل] الكتب المؤلفة عنه
كتب الباحثون عشرات الكتب تناولت فريد الأطرش. وقد تناول الباحثون فريد من جميع النواحي الإجتماعية والفنية والحياتية والعاطفية وغيرها. ومن هذه الكتب:

فريد الأطرش قصة حياته ومختارات من أغانيه - لسعيد الهيري.
فريد الأطرش بين الفن والحياة - لسعيد الجزائري.
فريد الأطرش لعبد الكريم عبد العزيز الجوادي - الشركة العالمية للكتاب، بيروت.
أول همسه (آلام وأنغام فريدالأطرش ) تأليف سعود بن عبد العزيز القويعي
أسمهان (ملهاة الحقيقة و مأساة اللغز) تأليف سعود بن عبد العزيزالقويعي ـ الرياض
فريد الأطرش- دار الآفاق، بيروت.
لحن الخلود فريد الأطرش- دار الآفاق الجديدة.
مذكرات فريد الأطرش. دار العودة, بيروت.
فريد الأطرش. دار مكتبة الهلال, بيروت.
النصوص الكاملة لأغاني فريد الأطرش. أبو العلا أحمد عبد الفتاح. دار التفكير, القاهرة.
فريد الأطرش بين الفن والحياة. لجنة من أصدقاء الفنان الراحل. دار المعارف, القاهرة.
فريد الأطرش نحو الخلود. مركز الحضارة العربية, القاهرة.
ديوان فريد الأطرش, القسم الأول والثاني. دار الشرق العربي, حلب.
ديوان فريد الأطرش, القسم الأول والثاني. دار الشرق العربي, القاهرة.
الموسيقار الكبير فريد الأطرش. نبذة عن حياته. مجموعة أغانيه. منشورات مكتبة التعاون, بيروت.
[عدل] الشعراء الذين غنّى من أشعارهم
غنى فريد الأطرش كلمات كثير من شعراء عصره ومن أشهرهم:

أحمد بدرخان
أحمد خميس
أحمد رامي
أحمد شفيق كامل
أحمد منصور
الأخطل الصغير (بشارة الخوري)
إسماعيل الحبروك
أمين صدقي
أنور عبد الله
أيمن الهيري
بديع خيري
بيرم التونسي
توفيق بركات
حسين السيد
حسين شفيق المصري
خالد الفيصل
أبو السعود الإبياري
شريفة فتحي
صالح جودت
عبد الجليل وهبة
عبد العزيز سلام
فتحي قورة
كامل الشناوي
مأمون الشناوي
محمد حلمي حكيم
محمود فتحي إبراهيم
مدحت عاصم
مرسي جميل عزيز
ميشال طعمه
يحيى اللبابيدي
يوسف بدروس
[عدل] الفنانون والفنانات الذين لحنّ لهم
لحن فريد الأطرش لعدد من الفنانين والفنانات العرب، ومن أشهرهم:

أسمهان
إسماعيل ياسين
تحية كاريوكا
ثريا حلمي
سامية جمال
سيد سليمان
شادية
فايزة أحمد
صباح
عصمت عبد العليم
فتحية أحمد
ليلى الجزائرية
مها صبري
نادية جمال
دلال الشمالي
وديع الصافي
عصام رجي
نادية فهمي
نور الهدى
وردة الجزائرية
فهد بلان
محرم فؤاد





كمال الطويل

1922 - 2003 ( 81 عاما )
كمال الطويل أحد أعلام الموسيقى العربية وأحد الملحنين المجددين ، والمستمع لأعماله يجد فيها بجانب الروح الشرقية انطلاقا نحو التجديد وبعدا عن التقليدية فى معظم ألحانه ، وهو من الملحنين القلائل الذين استطاعوا تقديم أفكار جديدة من المقامات المعتادة ، ومعظم ألحان كمال الطويل جاءت فى حقبة الخمسينات والستينات ، ورغم وجوده على الساحة حتى عام 2003 إلا أنه كان مقلا كثيرا في نشاطه الفني

رحلـــة الفـــن
تعلق الشاب كمال الطويل بالموسيقى منذ صغره ، وكان يهوى الغناء والتلحين ، وبدأ بارتجال بعض الألحان التى ذهب بها إلى الشيخ زكريا أحمد ليسمع رأيه فيها ، كان كمال يود أن يسمع بعض الثناء والتشجيع من الشيخ الكبير ، لكن الشيخ زكريا باغته بنصيحة قال له ..... اذهب لتتعلم العود أولاً

فكر الشاب المتحمس فى نصيحة الشيخ وقرر أن يعمل بها ، وخيرا فعل ، فالتحق بمعهد الموسيقى العربية بالإسكندرية عام 1946 وكان أستاذه بالمعهد الفنان السكندرى [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط - للتسجيل اضغط هنا] حيث درس العود والمقامات والنوتة الموسيقية لمدة سنتين ثم انتقل إلى القاهرة وأكمل دراسته بمعهد الموسيقى العربية ليتخرج منه عام 1949
التقى كمال الطويل أثناء دراسته بعبد الحليم حافظ وانعقدت بينهما صداقة فنية امتدت لعقود وكان أول من لحن له

احترف الطويل التلحين طوال حياته ولم يقدم على الغناء بل إنه كان يمتنع عن تسجيل أى شيء بصوته! وعمل بالإذاعة المصرية إلى 1956 ثم بوزارة التعليم إلى 1965

خلال الخمسينات

قدم كمال الطويل نفسه للجمهور من خلال صوت عبد الحليم حافظ ، واشترك الاثنان فى أعمال كثيرة حققت انتشارا كبيرا وجماهيرية واسعة , وبصفة عامة فهى أغان عاطفية أو وطنية
من أشهر ألحان الطويل العاطفية لعبد الحليم حافظ فى يوم فى شهر فى سنة التى يقول مطلعها
فى يوم .. فى شهر .. فى سنة
تهــــدا الجــــراح وتنـــــــــام
وعمــــــر جــــــــــــرحى أنا
أطـــــــــول من الأيـــــــــــام
وهى إحدى قمم عبد الحليم حافظ ومن أشهر ما غنى


عام 1955 لحن كمال الطويل لأم كلثوم قصيدة لغيرك ما مددت يدا من كلمات طاهر ابو فاشا ، ، وفى عام 1956 قدمت له أم كلثوم قصيدة أخرى هى غريب على باب الرجاء من كلمات طاهر ابو فاشا أيضا ، ولم تكن تغنى إلا للثلاثة الكبار محمد القصبجى ، زكريا أحمد ورياض السنباطى ، وقد سبقه بعام واحد فى التلحين لها من الملحنين الجدد محمد الموجى فى نشيد يا مصر إن الحق جاء من تأليف أحمد رامى



عرف فن الخمسينات فى مصر بالاتجاه الوطنى ، وكانت الأغانى الوطنية ، بحكم المناخ السياسى ، هى الأعلى صوتا رغم وجود الكثير من الألوان الأخرى ، وقد نجح كمال الطويل فى ركوب هذه الموجة الوطنية التى سبقه إليها الملحنون الكبار مثل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطى ، واستعان بصوت عبد الحليم الشاب لينضم إلى قافلة الملحنين ذوى الأسماء اللامعة ، لكنه فى قفزة كبرى وأثناء حرب السويس عام 1956 قدم أقوى وأشهر ألحانه على الإطلاق بصوت أم كلثوم وهو نشيد والله زمان يا سلاحى من كلمات صلاح جاهين ، والذى أصبح النشيد القومى لمصر حتى عام 1971

وقد اشترك بهذا اللحن فى تقديم أحد أكبر ثلاثة أعمال وطنية فى تلك الفترة ، أما العمل الثانى فكان نشيد الله أكبر الجماعى من ألحان محمود الشريف ، والثالث نشيد دع سمائى لعلى إسماعيل غناء فايدة كامل ، وكلها فى قالب النشيد وساهمت كثيرا فى رفع الروح المعنوية وتعبئة الجماهير ضد العدوان الثلاثى
خلال الستينات

كون كمال الطويل مع صلاح جاهين وعبد الحليم حافظ ثلاثيا كان آلة الثورة الإعلامية الأولى
وكون صداقات وطيدة مع عديد من الشعراء أقربهم صلاح جاهين ، وكانت الأغانى الوطنية التى قدمها الثلاثى تعبر عن طموحات الثورة فى وقت السلم وأهمها الحرية والتنمية الشاملة والوحدة العربية وهى ألحان نالت قدرا هائلا من الشهرة والانتشار وحفظها الشباب عن ظهر قلب ، وقد استخدم فيها التيمات والإيقاعات الشعبية الأقرب إلى أسماع الجمهور ، منها حكاية شعب
(السد العالى) من كلمات أحمد شفيق كامل ، ومن كلمات صلاح جاهين أغنيات المسئولية ، بستان الاشتراكية ، صورة صورة ، يا أهلا بالمعارك ، بلدى يا بلدى ، وجميعها من غناء عبد الحليم الذى حالفه الحظ بغناء تلك الأغنيات التى أسهمت كثيرا فى صعود نجمه كمطرب الجماهير ، وكانت تلك الأغانى تقدم فى كل عام أغنية ، عادة فى شهر يوليو موعد احتفالات الثورة المصرية ، وكما استفاد منها عبد الحليم استفادت الثورة أيضا لأن تلك الأغنيات كانت تتمتع بشيئين هامين أولهما بساطة اللحن وشعبيته ، وثانيهما الكلمة الجديدة التى حملت من الأحلام الوطنية والاجتماعية ما لف الناس حولها بالملايين ، ومن الناحية اللحنية لم يكن أى منها فى قالب النشيد بل ألحان تحمل طابع الطرب الشعبى فى كثير من مقاطعها كما تحمل سمات الهتاف الجماعى فى بعض الفقرات ، وهو مزيج لم يقدم من قبل ونجح كمال الطويل فى هذا الابتكار كثيرا
فى الستينات أيضا قدم الطويل بصوت عبد الحليم عدة أغان عاطفية أبدعها بلاش عتاب ، وفى هذا اللحن أفكار موسيقية مستوحاة من الشرق والغرب عرضها الطويل فى قالب عصرى وخلفية هارمونية غاية فى الدقة والبراعة

فى أواخر الستينات

فاجأ كمال الطويل الجمهور بلحن لفاتنة السينما سعاد حسنى غنته أمام حسين فهمى رمز الوسامة فى السينما العربية ، وكانت أغنية يا واد يا تقيل الخفيفة فى فيلم خللى بالك من زوزو عام 1969 رغم خفتها وبساطتها شيئا جديدا تماما على الساحة الفنية ، فهى نقلة نوعية فى ألحان الطويل ، وإن لم تكن بالضرورة نقلة للأمام ، وغنتها ممثلة لم تحترف الغناء ، لكنها ذاعت وانتشرت بطريقة لم يسبق لها مثيل ، ولم تكن نقلة للملحن فقط فقد كانت للمؤلف أيضا وهو نفسه صلاح جاهين الذى كتب أغانى الثورة الوطنية ، وقد فاجأ هو الآخر الجمهور بكلمات خفيفة تجئ على لسان فتاة تتغزل فى ملامح الشاب الوسيم بعيد المنال الذى تتمنى حبه وتعلن له إصرارها على التعلق به ، ترى ما سر هذا التحول للملحن والمؤلف؟!
اشتركت أغنية أخرى فى فيلم لاحق هو أميرة حبى أنا فى خلق جو جديد بعيد عن أغنيات الحرب والقتال رغم ظهورهما بعد حرب يونيو وأثناء حرب الاستنزاف الشهيرة ، فغنت سعاد حسنى الدنيا ربيع والجو بديع ، وكأن شيئا لم يكن!
فى تلك الفترة انتكست ثورة يوليو بحرب يونيو 1967 ، ولم يعد من المناسب أو المقبول التغنى بأحلام أفاق الشعب على خلوها من أى قاعدة حقيقية ولا التغنى ببطولات جيش منهزم ، وتأثر الفنانون كما تأثر الشعب بآثار النكسة التى أصابت الجميع بإحباط شديد ، وانفض سوق الأغانى الوطنية ليحل محلها ذلك النوع من الأغانى البعيدة كل البعد عن التعبئة السياسية وإلإعلام الثورى

وكان نزول المؤلف الكبير والملحن الكبير إلى تلك الساحة إيذانا ببدء مرحلة من التراجع عن الإبداع المستقبلى وإبداله بفن التسلية

خلال السبعينات

فى عام 1973 وبعد ست سنوات من القلق واليأس والاكتئاب فوجئت الشعوب العربية بحرب أكتوبر كما فوجئ العالم كله ، وكانت المفاجأة ذات وجهين ، الأول مفاجأة شن الحرب ، والثانى مفاجأة الانتصار فيها ، استمرت موجات التقدم العسكرى شرق قناة السويس وفى الجولان وسط أفراح غامرة ، ثم أجهضت تلك الانتصارات بقرارات دولية لوقف إطلاق النار بعد أسبوعين فقط من القتال المصحوب بروح عالية وشعور متميز باسترداد الكرامة التى فقدت عام 1967 ، وتمنى الناس الاستمرار فى الحرب وإكمال تحرير الأرض لكن كل شيء توقف فجأة ، وقررت القيادات إكمال المسيرة بالسياسة بدلا من القتال ، عندها خشى الناس انقضاض العدو مرة أخرى وساد القلق من عواقب الاسترخاء العسكرى ، وقدم عبد الحليم حافظ أغنية خلى السلاح صاحي من ألحان الطويل فى عودة هادئة للأغانى الوطنية فى تلك الأيام التى أعقبت توقف القتال ، معبرة عن حرص الشعب على استمرار اليقظة تجاه العدو وحمل السلاح رغم قرارات وقف إطلاق النار بعد الانتصار السريع والمفاجئ ، لم تكن الأغنية نشيدا ولا هتافا ، وإنا نغمات حزينة على إيقاع هادئ لكنه يتصاعد تدريجيا ليصل إلى قمة تحذيرية فى كلمة صاحى

لم يصحب حرب أكتوبر اى عمل فنى ذى قيمة ، وقد قدم بليغ حمدى مجموعة من الأغنيات الوطنية أثتاء تلك الحرب لكنه لم ينجح فى اى منها ولم يكن لها أى نصيب من الجماهيرية ، وكذلك بعد الملحنين الآخرين عن الساحة رغم ظروف النصر ، وربما كان السبب سرية قرار الحرب الذى استلزم انعدام التعبئة الشعبية بعكس ما حدث فى الحروب السابقة ، ومن المفارقات الغريبة ارتباط الأناشيد الحماسية بالهزائم وارتباط النصر بالأغانى الهزيلة! وعند تلك النقطة تقريبا توقف السيل الفنى الوطنى القوى بشقيه الحماسى والشعبى ودخلت الأغنية الوطنية فى حلقة مفرغة من الأغانى مدفوعة الأجر تقدم فى ذكرى أكتوبر من كل عام ثم تذهب أدراج الرياح ، لكن نشيدا واحدا استطاع أن يبرز تلقائيا ويفرض نفسه على الساحة الشعبية والرسمية منذ عام 1967 وإلى يومنا هذا ، فقد تذكر الشعب نشيده القديم العظيم بلادى بلادى لملحنه الغائب الحاضر سيد درويش ، وأصبح الناس يرددونه فى كل مكان ومناسبة إلى أن أعلن نشيدا قوميا لمصر عام 1971 وإلى الآن
غنى من ألحان الطويل أفضل الأصوات مثل نجاة الصغيرة ، صباح ، وردة ، وعبد الحليم حافظ ، كما ألف موسيقى السلام الوطنى للكويت وموريتانيا ، ولعدة سنوات عمل كمستشار لوزارة الإعلام الكويتية

بعد رحيل عبد الحليم عام 1977 لم يقدم كمال الطويل ألحانا كثيرة لكنه قدم بعض الأعمال المتواضعة نسبة إلى إمكانيات الطويل وموهبته الفنية منها لحن على صوتك بالغنا لسه الأغانى ممكنة غناء محمد منير من كلمات عبد الرحمن الأبنودى ، وهى كلمات وإن كانت تدعو إلى التفاؤل تشير إلى مدى الاكتئاب الحاصل بعد كل هذه السنين من الاجترار السياسى والاجتماعى والفنى
قام الطويل أيضا بتلحين أغنية فيلم المصير ليوسف شاهين كما ألف الموسيقى التصويرية لأفلام ومسلسلات تليفزيونية منها مسلسل هو وهى بطولة أحمد زكى وسعاد حسنى ، وفيلم تسجيلى عن نجيب محفوظ

تلقى كمال الطويل جائزة الدولة التقديرية قبل وفاته بأيام وتوفى فى 9 يوليو 2003 بعد رحلة حافلة دامت 81 عاما اجتهد فيها ليقدم إبداعات أثرت الموسيقى العربية بكثير من التجديد واحتفظ فى نفس الوقت بأصالة الفن الشرقى

من ألحان كمال الطويل
بلاش عتاب - غناء عبد الحليم حافظ
فى لحن هذه الأغنية من مقام دو ماجير والتى قدمت فى أحد أفلام الستينات قدر هائل من الخيال


الموسيقى العذب ، وقد تفوق فيه الطويل الموسيقار على الطويل الملحن بمراحل فقد استخدم جملا موسيقية حديثة غاية فى الإبداع فى المقدمة والفواصل الموسيقية غلفها بتوزيعات موسيقية غنية وأداء أوركسترالى ممتاز

كما استخدم الآلات الغربية كالجيتار والبيانو فى تناغم تام مع الأوركسترا ، ومزج الطويل بين روح الموسيقى الكلاسيكية الغربية الفاخرة والموسيقى الغربية العصرية مع الاحتفاظ بطابع شرقى فى موسيقاه

استخدم الطويل أيضا التوزيع الهارمونى والكونترابونتى فى المقدمة وفى معظم المقاطع الموسيقية إلى جانب ، وهذا هو الجديد ، بعض المقاطع الغنائية أيضا ، وهو شيء نادر فى الموسيقى العربية
لكن مع هذا لم تتمتع المقاطع الغنائية بقدر كاف من الطرب الشرقى ، ومن المفارقات النادرة أن تتمتع الموسيقى بقدر أكبر من الطرب فى نفس الأغنية ، كما يلاحظ أن اللحن رغم طوله النسبى لم يشهد تحولا كبيرا فى المقامات ، والانتقال المقامى فيه كان محدودا جدا فهناك فقط ثلاثة انتقالات مقامية جاء أولها من دو ماجير إلى فا ماجير فى المقطع الثانى من الأغنية ثم موسيقيا إلى دو مينير فى المقطع الثالث وغنائيا إلى فا مينير فى نفس المقطع ومن ثم العودة إلى المقام الأساسى دو ماجير
وجملة نستطيع تمييز لحن بلاش عتاب كأحد الأعمال المتقدمة والتى كان يرجى للموسيقى العربية أن تقدم مثلها الكثير

الأخوان رحبانى

من أعلام الموسيقى العربية المعاصرة ، لعبا دورا هاما فى تحديث الأداء الغنائى العربى وارتبط اسمهما باسم المطربة فيروز منذ اللقاء بها فى أوائل الخمسينات ولأكثر من ثلاثة عقود
ويرجع نجاحهما إلى:
تقديم صوت فيروز فى أبهى صورة
لا شك أن صوت فيروز الباهر قد ساهم كثيرا فى إنجاح أعمال الأخوين رحبانى ، وقد تظهر أهميته إذا تصورنا أداء غير فيروز لتلك الأعمال ، وقد فهم الاثنان شخصية فيروز وأسلوب أدائها تماما ، وكان لهما الفضل فى تطوير ذلك الأداء حسب متطلبات العمل الفنى
استخدام أصول الفنون الشعبية
من أهم أسباب نجاح الأخوين ثباتهما على الجذور الشعبية للفن العربى ، وقد تنوعت صور الفن الشعبى فى أعمالهما بين الإيقاعات الشرقية والجمل المستوحاة من فنون الشام القديمة ورقصة الدبكة
جودة المحتوى النصى
سئل الأخوان عن الأهمية النسبية لعناصر الأغنية الرئيسية الثلاث الكلمة واللحن والأداء فأعطيا دور الكلمة 70% من مكونات اللحن ، وهذا يعنى الاعتماد أولا وأساسا على المضمون النصى مما يوحى باهتمامهم بالتعبير كهدف رئيسى للعمل الفنى الموسيقى ، كما يظهر حرصهما على ارتفاع مستواه
الدقة فى صياغة الألحان
بينما يلجأ كثير من الملحنين إلى صياغة ألحانهم بطريقة المونو فون ، وترك مهمة التوزيع الآلى لقائد الفرقة قام الأخوان بتوزيع ألحانهما ، وتمتعا بحس فنى عال مكنهما من اختيار الآلات التى تعبر عن كل فقرة أفضل تعبير ، وقد أكثرا من استخدام آلتى البيانو والأبوا الغربيتين فى مقامهما المناسب تماما ، ونجحا فى التعبير بهاتين الآلتين عن جمل موسيقية غاية فى الشرقية ، كما اتسم استخدامهما لآلات الإيقاع بالضبط الدقيق وانعدام الفوضوية
استخدام الأوركسترا الحديث
عمل الأخوان رحبانى بجد فى مجال ضبط المواصفات الفنية ، ولا شك أن دراستهما للموسيقى الغربية قد أفادتهما كثيرا ومكنتهما من الإشراف على دقائق العمل الفنى مما أدخله فى سيطرتهما الكاملة ، واهتما بتوفير نوعيات عالية من الآلات والعازفين واستديوهات التسجيل أيضا ، وقد تمتع الاثنان بطموح كبير لتطوير الأداء الموسيقى والاتجاه به نحو تحقيق علمية مفقودة وعالمية منشودة
البدايـــات
ولد عاصى ومنصور رحبانى فى قرية صغيرة بالقرب من بيروت لأب من هواة الموسيقى كان يعزف على آلة البزق التركية الأصل موسيقى سيد درويش ومحمد القصبجى ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من فنانى الشرق الذين ذاعت ألحانهم فى عشرينات وثلاثينات القرن العشرين
التحق عاصى ومنصور وهم فى سن المدرسة بفرقة موسيقية كنائسية ، وفى مقتبل العمر حاول الأخوان السير فى طريق الفن لكنهما اضطرا للعمل فى شرطة العاصمة كشرطيين ثم بعد سنوات وفقا للالتحاق بأكاديمية الفنون اللبنانية فدرسا الموسيقى الغربية ، وفى نفس الوقت قاما بالتدرب على فنون الموسيقى الشرقية
بعد تخرجهما قام الأخوان بالاشتراك فى إعداد برنامج إذاعى قدما من خلاله حلقات من الاسكتشات المغناة لفتت الانتباه إليهما ، وهو البرنامج الذى شهد لقاءهما بفيروز للمرة الأولى عندما قدمها إليهما الفنان حليم الرومى مدير الإذاعة اللبنانية كصوت واعد
أعمال الرحبانية
للرحبانية أعمال كثيرة تعد بالمئات والغالبية العظمى منها من غناء فيروز ، وقد اهتم الأخوان بتقديم تلك الأعمال مباشرة على المسرح فى قالب من نوع المسرحيات الغنائية ، ولهما أيضا بعض الأعمال التى أعادت تقديم التراث الموسيقى العربى مثل الموشحات الأندلسية والقصائد القديمة وبعض أعمال سيد درويش ومحمد عبد الوهاب
الاتجاهات الموسيقية
للرحبانية عدة اتجاهات واضحة فى الموسيقى نذكر منها
الاهتمام بجذور الموسيقى الشرقية
ليس فقط بإعادة تقديم التراث ولكن المتأمل للألحان الرحبانية يجد فيها روح الفن الشرقى الأصيل كما يجد آثارا من أساليب الموشحات والقدود الحلبية والقصيدة والموال والطقطوقة والمونولوج مع تحديث الأداء الموسيقى لهذه الألوان لتبدو فى ثوب عصري
التأثر بالأساليب الموسيقية الغربية
استمع الرحبانية إلى الكثير من موسيقى الغرب قديمها وحديثها ، وظهر فى أعمالهما إيقاعات غربية وجمل لحنية مستمدة من الموسيقى الكلاسيكية والأوربية الشعبية ، ومن إيجابيات ذلك التأثر الاحتفاظ بمستوى عال من الأداء للفرق الموسيقية المصاحبة لأعمالهما والاهتمام بإدخال التوزيع الموسيقى كلما أمكن ، ورغم التأثر بالغرب لم تفقد الموسيقى الرحبانية روح الميلودية الشرقية فحافظت بالتالى على جمهورها العربى
الاهتمام بالعرض المسرحى
لاقت تجربة الرحبانية فى المسرح رواجا كبيرا لاهتمامها بتحريك الصورة الموسيقية وإضافة البعد الدرامى للأعمال الموسيقية مما زاد من اتساع جمهورها ، وقد ذاعت ألحان العروض المسرحية فى العالم العربى كألبومات موسيقية بصوت فيروز بكل منها مجموعة ألحان تحت اسم المسرحية التى قدمتها ، وبينما لم تسنح الفرصة للمشاهد العربى فى مختلف البلاد العربية مشاهدة تلك المسرحيات فقد استمع بإقبال شديد إلى ألحان الثنائى الرحبانى التى قدمتها فيروز ووجد فيها مادة فنية عالية المستوى وشديدة الجاذبية
ونجح الأخوان فى تقديم لون من الغناء الأوبرالى فى المسرحيات الأخيرة مثل لولو وبترا خاصة فى الألحان الجماعية بمصاحبة صوت فيروز ، وربما كان هذا النموذج من أقوى ما قدم الرحبانية على الإطلاق حيث اكتملت لهما فيها الخبرة الموسيقية المسرحية ولا يمكن إغفال جهدهما فى هذا المجال ، وهى بلا شك خطوة ممتازة على طريق تطوير المسرح الغنائى العربى الذى شهد انتكاسات مطردة بعد وفاة سيد درويش
نقــد الأخوين رحبانى
رغم الجهد الكبير الذى قام به الأخوان فى ميدان الموسيقى العربية فقد وجهت إليهما بعض الانتقادات أهمها:
الاقتصار على صوت فيروز
رغم قيام الرحبانية بالتلحين لغير فيروز إلا أن صوت فيروز ظل هو الواجهة الرئيسية لأعمالهما ، كما أن معظم ألحانهما لغير فيروز جاءت فى سياق العرض المسرحى أو الاسكتشات المغناة والتى تتطلب بالضرورة وضع ألحان للشخصيات الأخرى المشتركة فى العرض ، وفى كل مسرحيات فيروز كانت لها البطولة المطلقة وبالتالى ذروة الألحان ، ويمكن استنتاج أن الرحبانية اكتفيا بصوت فيروز طالما قد حقق لهما النجاح المضمون
عدم اكتمال التجانس المسرحى
جاءت مسرحيات فيروز ، وهى ما يمثل النسبة الكبرى من أعمال الرحبانية كألبومات غنائية أكثر منها أوبريتات ، ورغم ارتباط الأغانى بالعرض المسرحى قل الارتباط الدرامى بين المواد المغناة مما أدى إلى تفكيك الفقرات الغنائية ، زاد من ذلك التباعد بين الخطوط اللحنية الأساسية لتلك المواد ، فقد يأتى لحن غربى الهوية والمذاق يتبعه موال ثم لحن شعبى ثم فاصل موسيقى مرح ثم موشح قديم او قصيدة ، وهذا النقد يوجه أساسا إلى العمل باعتباره عملا مسرحيا ، ولهذه الأسباب يصعب نقد تلك المسرحيات فنيا على أساس مسرحى ، وتكون المهمة أسهل بكثير لو نظر إلى الألحان منفردة
معالجة التراث
ردد الأخوان فى معرض الحديث عن إنجازاتهما أنهما قد أعادا تقديم التراث الموسيقى العربى بمصاحبة الأوركسترا الحديث مع إضافة عنصر التوزيع الموسيقى إلى تلك الأعمال ، وإذا نظرنا إلى أعمالهما فى هذا الميدان نجدها احتوت على بعض العناصر الجديدة
أولا : إضافة لزم موسيقية كمقدمات أو نهايات
ثانيا :إضافة التوزيع الموسيقى لبعض الأعمال
ثالثا : تغيير الكلمات
غير أن تقييم نتائج هذه التجارب شيء آخر
أولا : إضافة اللزم الموسيقية
إضافة اللزم الموسيقية إلى اللحن الأصلى ليس فى الحقيقة شيئا إيجابيا حيث أن الإضافة تبعد العمل عن الأصل ، وهذه النقطة بالذات محل جدل كبير فى الموسيقى العربية ، وهى غير واردة فى الموسيقى الغربية ، وعندما تقدم الفرق الأوربية التراث الغربى لا تضيف إليه جملا جديدة من عندها وغاية ما تفعله هو تطوير أسلوب الأداء ، ونقد مسألة الإضافة يتركز فى كون الإضافة عملية قد يصادفها أو يجانبها التوفيق ، كما أنها يمكن أن تؤدى بمرور الوقت إلى ضياع معالم الألحان الأصلية وهذه نتيجة غير مطلوبة فى التعامل مع التراث ، وهناك بعض الأسئلة التي أثيرت حول هذا الموضوع منها:
هل يقبل الرحبانية إعادة تقديم أعمالهم مع إضافة مقاطع جديدة إلى تلك الأعمال التى بذل جهد كبير من أجل ضبطها وبدقة عالية
هل كان من الممكن أن يصل إلينا التراث الأصلى بعد تعرضه للإضافات كلما أراد أحد ذلك؟
هل يمكن تصور على سبيل المقارنة إعادة تقديم كتب التراث العربى بعد إضافة مقاطع جديدة إليها؟
ثانيا: إضافة التوزيع الموسيقى لبعض الأعمال
إن التوزيع الموسيقى للألحان الشرقية ليس بالمهمة السهلة ، إذ أنه لم توضع بعد أية مواصفات علمية للهارمونى الشرقى سواء فى تكوين التآلفات النغمية أو فى التوزيع الكونترابونتى ، ولذلك لم يستطع الأخوان كتابة توزيع يذكر للموشحات التى أعيد تقديمها وقدمت كما هى بأسلوب المونو فون
ثالثا: تغيير الكلمات
تعرضت مسالة تغيير الكلمات فى تجارب الأخوين مع التراث الشرقى لأكثر النقد حيث أنها أوضح ما يمكن ملاحظته ، والسؤال المثار هنا هو هل يجوز مثلا إعادة تقديم الشعر الجاهلى أو الأموى أو العباسى بعد تغيير كلماته؟ من الواضح خطأ مثل ذلك المدخل للتعامل مع أية مادة تراثية ولا يعرف لماذا أصر الرحبانية على ذلك
رابعا: الاقتباس وتعريب الأعمال الغربية
لهذه التجربة الرحبانية عدة أوجه سبق الإشارة إليها فى معرض الحديث عن فن فيروز ، وهى تجربة لها إيجابياتها وسلبياتها
ورغم هذه الانتقادات يعد الأخوين رحبانى من أفضل الموسيقيين العرب وتظل لهما بصمة مميزة على طريق التميز والفن الجاد والذوق الراقى


نجيب السرّاج

1925- 2003


فتى العاصي، عبد الوهاب سورية، أو شيخ الملحنين السوريين، كلها ألقاب يراد منها مبدع واحد، إنه المطرب والموسيقار الكبير الراحل نجيب السراج الذي غنى الكثير من الفنانين المشهورين من ألحانه الرائعة.

ولد الفنان (نجيب السراج) في مدينة حماه في أحد الأحياء القديمة من منطقة سوق الشجرة عام (1925)م، وعمل في أحد المحال التجارية، كان في الثالثة عشرة من عمره عندما بدأ بدراسة الألحان والموسيقى بشكل شخصي وبدون معلم، قبل أن يتعرف على الفنانة السورية أحلام التي زارته في دكانه ونصحته بالسفر إلى مصر، تقدم السراج لامتحان القبول في إذاعة دمشق، وخصصت له الإذاعة حفلتين على الهواء أسبوعياً، كان يقدم واحده باسمه المستعار (فتى العاصي) –نسبة إلى نهر العاصي في مدينة حماه مسقط رأسه- والحفلة الثانية كان يقدمها باسمه الصريح، حيث برع في تقديم الأغاني الفلكلورية وتلحينها، وكان أول من قدم : فوق النخل، يا سليمى، عالالا... وغيرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
HALIMLOVER
ادارة الرابطة
ادارة الرابطة
HALIMLOVER


ذكر
المشاركات : 2769
العمر : 45
النقاط : 3484
تاريخ التسجيل : 11/10/2008

من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا   من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1السبت 23 يناير 2010 - 7:46

محمد قدري دلال
1946

من مواليد حلب عام 1946 , بدأ العزف على آلة الماندولين و الكمان , ثم درسّه المرحوم بكري الكردي الصولفيج الغنائي و العزف على العود و منه حفظ موشحات أبي خليل القباني و سيد درويش كما تعلّم قواعد الموسيقى العربية و الشرقية و بحث في السلم الموسيقي العربي و هو مجاز في الآداب قسم اللغة العربية من جامعة الأزهر
من أهم أعماله معالجة ايقاع الآيات القرآنية , و له مخطوط عالج فيه ما ينوف عن ألف آية بطريقة النبر اللغوي , و الإيقاع الموسيقي إضافة إلى موسيقى الحرف و صفاته و مخارجه
شكّل فرقة موسيقية غنائية لصالح نقابة الفنانين في حلب و ساهم باسماع الجمهور الحلبي الكثير من الموشحات غير المسموعة و المؤلفات الموسيقية , من مؤلفات الشيخ علي الدرويش و ابنه المرحوم نديم الدرويش
درّس في المعهد العالي للموسيقى بالدار البيضاء بالمغرب مواد قواعد الموسيقى العربية و العود و أعد فرقة غنائية سجلت العديد من الأعمال للتلفزة المغربية
عمل ملحناً في اذاعة حلب ، فلحن أكثر من خمسين أغنية للأطفال , و قدم للمسرح أعمالاً كتب أشعارها و لحنها في العديد من المسرحيات
طبعت له اسطوانة "ارتجالات" التي نالت جائزة شارل كرو , و كرمته الحكومتان الفرنسية و السورية معاً عام 1987
لحن لشادي جميل مطرب حلب قصائد و موشحات كما لحن عشرات الأغاني ذات الصفة التراثية
عزف على أهم المسارح في أغلب المدن الأوربية و العربية و الأمريكية و حظي بتكريم مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة
ألف مع العازف الفرنسي جوليان فايس فرقة "الكندي" و دار بها أهم المدن الأوربية
اخترع آلة العود باص و التي تعطي موسيقا مابين الغيتار باص و الكونترباص و لكن بطريقة شرقية و شاركه بصناعة هذه الآلة الفنان نوري اسكندر من حلب
يعتبر محمد قدري دلال باحثاً موسيقياً تطبيقياً وقد قطع الفنان ثلاثة أرباع مرحلة بحوثه الخاصة في المدرسة الشامية الموسيقية


سيد مكاوي

1926 - 1997


برحيله عن عمر ناهز ال71 عاما فقدت الساحة الغنائية الشرقية آخر عمالقتها،الذي ظل متمسكا بالأصيل من النغم الشرقي على رغم الثورة الإلكترونية التي تكاد تكتسح كل الساحات الفنية. ذلك هو الفنان الكبير سيد مكاوي، أشهرفنان مسحراتي كان يوقظ الصائمين على مدى نصف قرن بصوته الجميل عبر الاذاعة ومن ثم التلفزيون المصريين. ولد عام 1926 في حي سوق الاثنين بالسيدة زينب بالقاهرة، ونشأ وترعرع في هذه المنطقة الشعبية وتعلم بالمدارس الأزهرية. في الثانية من عمره فقد بصره بسبب وصفة شعبية خاطئة، لكنه لم يستسلم لقدره، فعاش حياته الطفولية كما بقية الأطفال.. لعب وضحك وشقاوة، ثم التحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم ترتيلا وتجويدا. وعندما توفي والده وهو في العاشرة تحول الى 'رجل' في سن الطفولة، فراح يقرأ القرآن في البيوت والمآتم ليكسب ما يعيل به عائلته. وكان الحي الذي يسكنه يتميز بمساجده الكبرى، لذا فقد تعلم الكثير من قرائها المجودين والمؤدين للتواشيح الدينية، مما ساعده على سبر أغوار المقامات العربية. وتعرف لاحقا على شيخ المقرئين محمد رفعت الذي رعاه لما وجد فيه من ذكاء وفطنة.كما تعرف على الشيخ محمد سلامة والشيخ عكاشة، وتتلمذ على يد علي محمود وابراهيم الفران، أشهر شخصيتين في اداء التواشيح.
ومن الأحياء والمقاهي الشعبية التي تقام فيها الموالد السنوية بمشاركة مشاهير فن الموال، تعلم الشيخ سيد مكاوي أداء الموال وتفنن فيه، وتشبعت روحه بالألحان الشعبية. ويرى النقاد أن رائعته الشهيرة -الليلة الكبيرة - كانت حصيلة ما اختزنه من الألحان الشعبية. وبعد أن تعلم الكثير من هذه البيئة، انتقل الى الغناء العاطفي، ودرس العزف على العود، ودخل معهد االموسيقى واستوعب تراث الرواد - عبده الحامولي، محمد عثمان، داوود حسني، وسيد درويش. وفيما كان يحيي حفلاته في المناسبات والتجمعات، تقدم عام 1940 الى الإذاعة ليصيح مطربا وهو في الرابعة عشرة من العمر، ثم ما لبث ان مارس التلحين بعد أن كان يستعين بألحان الآخرين. وعندما كان على أبواب العشرين غنى له كبار مطربي ذلك الزمان مثل ليلى مراد 'حكايتنا أحنه الإثنين' ومحمد عبدالمطلب 'اسأل مرة علي' ونجاة 'لو بتحبني' وشهرزاد 'غيرك انت ماليش'.
الليلة الكبيرة
لعل من اشهر الحانه شعبية التي عكست شخصيته الطريفة المرحة، الودودة، هي 'الليلة الكبيرة' التي وضع كلماتها الشاعر والفنان المبدع صلاح جاهين، كما اشتركا معا في مسرحية 'الحرافيش' وبعض أغنيات فيلم 'خللي بالك من زوزو'. وتعاون مع الشاعرالكبير فؤاد حداد، وأشهر ما غنى له حلقات 'المسحراتي' التي سجل منها 150 حلقة للاذاعة و 60 حلقة للتلفزيون ، كما غنى له اغنيته الشهيرة 'الأرض بتتكلم عربي'.
ظل سيد مكاوي، طوال حياته الفنية، متمسكا بالالات العربية الشرقية، وكان يؤكد أن التجديد في الموسيقى لا يعني التخلي عن الأصالة. وكانت الحانه متنوعة، فقد لحن اضافة الى الأغاني، الأوبريتات والمسرحيات الغنائية مثل 'الصفقة' و'دائرة الطباشير القوقازية' و 'الانسان الطيب' و'السحاب'. ومن أبرز الحانه في هذا المجال اغاني مسرحية 'مدرسة المشاغبين'. وقد لا يتصور البعض ان الشيخ سيد مكاوي بدأ حياته ممثلا الى جانب الغناء، اذ شارك في فيلم 'العروسة الصغيرة' للمخرج أحمد بدرخان، وكان عمره 17 عاما، وغنى في عدد من الأفلام الأخرى.
قمة الإبداع
وتبقى أغنية 'يا مسهرني' التي لحنها لسيدة الغناء العربي أم كلثوم (1962) قمة ابداعاته، وقد اختارته ليلحن لها هذه الأغنية في ذروة تألق كبار الملحنين من أمثال محمد عبدالوهاب، رياض السنباطي، محمد القصبجي، والملحنين الشابين محمد الموجي وكمال الطويل.كما توزعت الحانه التي بلغت 2500 لحن على صوته وأصوات محرم فؤاد، لطيفة، سميرة سعيد، نجاة وغيرهم.
سيد مكاوي.. مواقف!
- أحلم كما أعيش حتى إن كنت لا أعيش كما احلم.
-المرأة كل شيء، أحبها حب الدنيا، وأعتبر أن الحياة خلقت لها ومن أجلها.
-الشيء الوحيد الذي أكرهه في حياتي هو الندم على ما فات.
- لقد كان الراحل صلاح جاهين،الشاعر وفنان الكاريكاتير صديقي الحميم الذي قدمت معه أجمل أعمالي 'الليلة الكبيرة' ويصف علاقتهما قائلا..أنا وصلاح كنا زي ما تقول كده سميط ودقة، جبنة وزيتون، عسل وطحينة.

شهادات
الأصالة في ألحان سيد مكاوي هي التي ميزته عن باقي أبناء جيله مثل محمد الموجي، كمال الطويل، بليغ حمدي ومنير مراد وغيرهم، حيث وضع نفسه وألحانه في طريق مغاير تماما لهم.. وربما كان الاختلاف بينه وبينهم يشبه كثيرا الاختلاف بين محمد عبدالوهاب والشيخ زكريا أحمد الذي تأثر به كثيرا سيد مكاوي في مشوار حياته مع التلحين.
الناقد زين العابدين خيري

الشيخ سيد مكاوي - رحمه الله- كان ذا موهبة فذة عظيمة، وكانت نشأته الدينية - التي حفظ خلالها القرآن الكريم منذ صغره، وتعلم مبادئ الفقه واالشريعة على أيدي علماء كبار أجلاء آنئذ- ذات تأثيركبير في شخصيته، وفي تشكيل صوته الجميل ونبراته، حيث تدرب منذ صغره على النطق السليم لحروف اللغة العربية، وعلى تجويد القرآن االكريم، وعلى الإنشاد الديني، ومصاحبة أهل الفقه والمذاهب الصوفية وإطلاق الأذان للصلاة، حيث كان يؤذن في بعض المساجد وهو صغير السن، لأن صوته كان أهم ما يميزه ـ القوة والاحساس والدفء والشجن.
... وباختصار نقول انه كان ذا شخصية فريدة في عالم التلحين الموسيقي، وفي عالم الغناء الشرقي الأصيل، حيث أن ألحانه كانت تتميز بالمصرية الشديدة، وكانت لصيقة بالتراب والطين، وبالحواري والأزقة. وكانت ألحانه في معظمها، معبرة عن الطبقات الشعبية، وأحلامها وآمالها، وعن فئات العمال والصنايعية والفلاحين، بالاضافة الى ألحانه المميزة للأطفال أيضا التي جاءت في غاية الروعة والجمال والإبداع، وكم سعدنا بها أطفالا وكبارا.

بقلم الناقد محسن بيومي محمد

زكي ناصيف

1916 - 2004


ولد زكي ناصيف في 4 تموز سنة 1916 في مشغرة (البقاع الغربي)، في عائلة تضمّ خمسة صبيان وابنتين. نشأ على صوت أمه الجميل وغنائها، وسماع الفولكلور اللبناني والغناء البلدي، بالإضافة إلى ما كان والده يجلبه معه من أسطوانات رواد الغناء العربي في ذلك الوقت من سلامة حجازي وسيد درويش ويوسف المنلاوي، إلى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهم، فيسمعها على الفونوغراف ويحفظها. ولكن التراتيل الدينية، السريانية والبيزنطية، هي التي طبعته والتي غرف منها في تآليفه الموسيقية فيما بعد.

وانتقلت العائلة لتسكن في بيروت حوالي سنة 1924. وبدأ زكي يسمع أغاني عمر الزعني، كأغنية "شوف تفرج يا سلام" ويردّدها. وكان كاهن كنيسة عين الرمانة (سيدة لورد اليوم) يعلم النشء الموجود في المنطقة، فتعلّم زكي منه الأبجدية والتهجئة والقراءة الإبتدائية، إلى جانب الترنيم الكنسي الذي أخذ بمجامع إحساسه وصار يتابع الترنيم بشغف وجدّ وحبّ. وتابع دراسته في مدرسة المخلّص في الناصرة (بيروت)، التي وضع لها نشيدًا وهو لا يزال فيها تلميذًا، متأثّرًا بألحان متري المرّ الكنسية. وكان يفرح بالتمارين التي كان يقوم بها مع جوقة المدرسة الدينيّة. وأهداه جاره جورج مزهر عودًا، سنة 1930، لما تلمّس فيه من موهبة موسيقية واعدة. وكانت شقيقتاه تدرسان في مدرسة راهبات القديس يوسف الترانيم الميلادية باللغة الافرنسية، فتردّداها أمامه، فيتحمّس لها ويحفظها ويردّدها.
ونظرًا لأوضاعه الصحية التي تأثّرت بكسر رجله في مدرسة المخلّص، والذي عانى من نتائجه طوال حياته، ترك لفترة من الوقت مقاعد الدراسة، ليعود لدراسة المرحلة الثانوية، من دون أن ينهيها بسبب ضعف صحته، في الميسيون لاييك (mission laïque) لغاية سنة 1934. وراح يساعد والده في صناعة الجلد وتجارته (كان يملك دباغة)، إلى أن بدأ بدراسة الموسيقى.

وشجّعه شقيقه الأكبر على دراسة الموسيقى، فالتحق بالمعهد الموسيقي في الجامعة الأميركية سنة 1936، حيث كان معظم الأساتذة من روسيا، فدرس العزف على البيانو والعود والفيولونسيل وفن التأليف الموسيقي والغناء مدّة ثلاث سنوات. وتوقفت الدراسة في بسبب الحرب العالمية الثانية (1939-1943). بعد الحرب، تابع دراسته مع الأستاذ الفرنسي برتران روبيار (Bertrand Robillard) الذي كان يدرّس الرياضيات في جامعة القديس يوسف، والتأليف الموسيقي في الأكاديمية اللبنانية للفنون، والذي كان أستاذ معظم الملحّنين في تلك الأيام.

ومن 1941 حتى 1943 عمل زكي في التجارة، فكان يبيع الجلود وبذور الزرع. وظلّ متأرجحًا بين التجارة مع إخوته والموسيقى لغاية 1953، حين قرّر التفرّغ للموسيقى.

في العام 1953، تعاقدت معه إذاعة الشرق الأدنى كملحّن، ومعها بدأت مسيرته الإحترافية. وفي تلك الفترة تعرّف إلى حركة موسيقية نهضوية مع شباب من بيروت، بينهم خليل مكنيّة، خال الموسيقي توفيق الباشا، فأنشأوا معًا فرقة جوالة تقدم عروضها الموسيقية في مناطق الإصطياف، وضمّت، بين صفوفها، محيي الدين سلام وسامي الصيداوي وخليل خديج. وكانت سعاد الهاشم أوّل من غنّى له.

وقبل موجة الأغاني والألحان الفولكلورية، كان الغناء باللهجتين المصرية والبدوية مسيطراً في البلدان العربية. ويعود الفضل في فتح آفاق جديدة متنوعة لفنون الغناء الفولكلوري المحلي إلى إذاعة الشرق الأدنى وصبري شريف الذي جمع حوله عددًا من هواة الفن الغنائي المستوحى من التراث الشعبي المحلي أمثال الأخوين رحباني وفيلمون وهبه، والذي انضم إليهم زكي ناصيف، بعدما قدّمه الأخوان رحباني إلى صبري الشريف، وتوفيق الباشا وألّفوا ما سمّي آنذاك "عصبة الخمسة" وكان هدفها الخروج على الغناء الشائع.

شكّلت مهرجانات بعلبك عام 1955 الإنطلاقة الحقيقية لزكي في مجال صناعة أغنيات الدبكة المستمدّة من روح الفولكلور، كما بدأ العهد الجديد للموسيقى الفولكلورية على المسارح في لبنان وانتشارها في الخارج. ولم يُرد أن يسير في خط الرحابنة الذين جمعوا الفولكلور وقدّموه في أعمالهم، لذلك بحث عن شيء جديد فوجد أهازيج غير ملحّنة ونظّم أغنيات على وزنها (مثلاً "قام الدب ت يرقص"، التي أخذ من وزنها الشعري "طلّوا حبابنا"). وأكمل زكي الطريق نفسه سنة 1959 في الإذاعة اللبنانية، وإن الكثيرين من الملحّنين اتّبعوا هذا الخط.

وفي العام 1956 على إثر العدوان الثلاثي على مصر، توقفت إذاعة الشرق الأدنى، بسبب إستقالة جماعية لكل العاملين فيها على إثر الهجوم الثلاثي على قناة السويس، فانتقل نشاطه الى الإذاعة اللبنانية، كعازف فيولونسيل وكملحّن. أدخل زكي ناصيف، وبتشجيع من صبري الشريف، نوعًا جديدًا على الغناء في الإذاعات وهو غناء الكورس، بعدما كان الغناء مقتصرًا على الإنشاد المنفرد. ولم يكن أحد قبله يجازف في وضع أغنيات للكورس.
وفي العام 1957 دشنت "عصبة الخمسة" انطلاق الليالي اللبنانية الاولى في مهرجانات بعلبك الدولية بعمل فولكلوري عنوانه (عرس في الضيعة). وفي تلك الليالي البعلبكية الاولى إنطلقت الأغنية التي لحّنها وغنّاها الكورس "طلوا حبابنا طلوا" وكذلك أغنية "يا لالا عيني يا لالا" اللتان غناهما لاحقاً وديع الصافي. وتبنّى بديع بولس مؤسّس "ستوديو بعلبك" البرنامج البلدي الذي قدمته "العصبة" في بعلبك عام 1957.

وانضم زكي إلى فرقة الأنوار ، فلحّن لها أجمل أغاني وموسيقى رقص الدبكة اللبنانية، مثل "ليلتنا من ليالي العمر" سنة 1960 وغيرها. واستمرّ في عطائه الفنّي من تلحين وغناء وتعليم في المعهد الموسيقي الوطني وغيره، ومن مشاركته في عدد من البرامج التلفزيونية.

درّس في المعهد الموسيقي الوطني، كما درّس في المدرسة الموسيقية التابعة لمعهد الرسل (جونية). شارك في لجنة تحكيم برنامج ستوديو الفن سنوات طويلة: 1974، 1980، 1988 و 1992.

تعاون مع عدد كبير من المطربين فغنّوا من ألحانه. قدّم للمطربة صباح عددًا من الأغاني، منها: "أهلا بها الطلة أهلا" و"ع لبنان لاقونا" و "تسلم يا عسكر لبنان". ومن الأغاني التي لحّنها لوديع الصافي "رمشة عين" و "طلوا حبابنا" التي سبق وغناها الكورس سنة 1957 في بعلبك. وتعاون مع فيروز في إذاعة الشرق الأدنى فغنّى معها من ألحانه "هو وهي" للشاعرة فدوى طوقان، ومن ثمّ في أغنية "يا بني أمّي" لجبران خليل جبران. كما لحّن لنصري شمس الدين ولسميرة توفيق وسعاد هاشم وغسان صليبا وغيرهم.

وإلى ذلك، لحّن زكي أغاني عدد من المسلسلات التلفزيونية، أشهرها: "بربر آغا"، و "بو بليق"
توفي زكي ناصيف سنة 2004 عن 88 عامًا، قدّم فيها أكثر من 500 أغنية ولحن غنّاها بصوته أو بأصوات باقي المطربين.

ظلّت الضيعة اللبنانية مصدراً أساسيًا في ألحان وأغاني زكي ناصيف. ولقيت أغنياته وألحانه رواجاً كبيراً وفي مقدمها أغنية "راجع يتعمر لبنان" التي باتت نشيداً وطنياً جديداً يؤديه اللبنانيون في لبنان ودول الانتشار. وتميّز زكي باللون البلدي الذي يبرز معاني الشهامة والإباء و"العونة". حملت أغانيه قيم الريف وخيراته وجماله وطيبة أهله. منه استمد الروح الوطنية التي تدعو إلى تمجيد الأرض وخدمة الوطن. في تلك الأغاني رائحة المواسم والحقول والفلاحين وأعياد الفرح التي تجلّت حتّى في عناوين أغانيه. بقي زكي ناصيف حتى آخر لحظة من عطائه متعلّقًا بالقرية وبخصوصياتها، وكأنّه يحنّ أبدًا إلى التي هجرها صبيًّا.

بقلم الأب يوسف طنوس


محمد القبانجي
1904
عندما يذكر المقام العراقي و براعة إنشاده في حقبتنا الراهنة التي نعيشها فاسم محمد القبانجي يأتي في طليعة الأسماء و على كل لسان و يتصوره كل ذهن و يذكره كل ذواق لفن السماع إن محمد القبانجي هو المجدد الأول لغناء المقام العراقي و رائد الموسيقى العراقية في دورها الرابع للمدرسة الموسيقية الحديثة فإذا غنى في مجلس غناء فلا يرتفع أمامه صوت مغن و إذا تحدث عن فنون الغناء فجميع حاضريه يصغون إليه و يستفيدون من سعة اطلاعه و غزارة معرفته الموسيقية ، و بالإضافة إلى جمال صوته و عذوبته محدث لبق و نديم المجالس و شاعر رقيق معبر عن سائر الأحاسيس الإنسانية التي يصادفها الإنسان في حياته العامة و الخاصة

ولد هذا الفنان الكبير عام 1904 في بغداد في محلة سوق الغزل و كان والده عبد الرزاق بن عبد الفتاح القبنجي من محبي الموسيقى و الغناء و من العارفين في فنون المقام العراقي و من خلال سماع محمد لغناء والده و شعوره بجمال صوته تيقظت في نفسه مواطن الموهبة الموسيقية و بدأ يحاول الاستزادة من هذه المعرفة الفنية
تلقى علم المقام على يد أبرع أساتذة المقام في العراق أمثال قدوري العيشة المتوفى عام 1348 هجري و محمود الخياط المتوفى عام 1344 هجري و السيد ولي بن حسين و تتبع طرق قدماء المغنين و أساليبهم و استطاع أن يتقن لهجاتهم الغنائية حتى أصبح القبانجي بالإضافة إلى مقدرته الصوتية عالما علما في فنون المقام العراقي و في فترة من الزمن المعاصر حين كاد المقام العراقي أن ينسى في ميدانه الفني تفرد محمد القبانجي في حمل رسالة دعمه و النهوض به إلى مستواه اللائق كتراث موسيقي عربي أصيل فأخذ في أسباب الاختراع و الابتداع و التحسين و تهذيب بعض المقامات ، وأنشأ لها طريقة جديدة انفرد بها و حلق في أجوائها و أخذ يعمل باجتهاد و دقة سالكاً شتى الطرق ليوصل المقام العراقي إلى الدرجة التي تتلاءم معها أذواق الجماهير العراقية على اختلاف مدنهم و أقاليمهم و اثبت لهم روعة المقام و أصالة مصدره


و حينما دعيت العراق للاشتراك في المؤتمر الموسيقي المنعقد في القاهرة عام 1932 كان اختيارها للقبانجي رئيسا للوفد دلالة على ثقة الدولة بهذا الفنان الكبير
لقد مثل القبانجي بلاده في المؤتمر الموسيقي المذكور ونال الدرجة الأولى على سائر الوفود العربية إن هذه البادرة قد زادته تقديرا واحتراماً من الحكومية والشعبية في العراق والبلاد العربية وأذكر للقبنجي مواقفه النبيلة المشرفة في المؤتمر الموسيقي كما حدثني عنها بذاته يم زيارتي لبغداد حيث كان اجتماعنا في منزل تلميذه ناظم الغزالي وزوجته سليمة مراد وفي ذلك الجو الموسيقي كان القبنجي تارة يغني وآنا يتحدث كانت جملة أحاديثه ذكريات المؤتمر الموسيقي لعام 1932 فقال عن إحدى الاحتفالات حينما حضر ملك مصر فؤاد الأول وكانت الأوامر إلى الجماهير المستمعة بعدم التصفيق والاستحسان لأي وفد من الوفود العربية أو الشرقية أو الغربية ولكن القبنجي عندما عنى وحلق في سماء الإبداع خرج الناس عن سكونهم وصمتهم وعما تلقوه من أوامر بالصمت وانهالت الأكف بالتصفيق إعجابا وتقديرا وعلى أثر هذا الإعجاب استدعي القبانجي إلى القصر الملكي بواسطة المرافق الخاص للملك وهناك قدم له مبلغا كبيرا من المال باسم الملك ولكن عفة القبانجي رفضت قبوله رغم كونه كان مغريا ولكن الحاشية الملكية أفهموه أن هبة الملوك لا ترد فقبلها عندئذ معلقا أنا لست بحاجة إلى هذا المال وأن الله عز وج ل قد أغناني عما سواه ولكني سأقبل هذه الهبة من أجل البركة لا غير وفي ذات يوم من أيام المؤتمر في القاهرة بينما كان القبانجي يتمرن مع فرقته الموسيقية لتأدية بعض المقامات في حفلات المؤتمر وإذ بمحمد القبانجي يأخذه الحال وكأنه يخرج عن النغمات المألوفة والمعروفة فوقف عازف القانون عن العزف مشدوها وقال لمحمد بماذا تغنيت يا أستاذ فأعادها القبانجي وتمعن بها القانونجي ودونها في الحال وإذ هي ولادة نغمة جديدة يخيل إلى السامع وكأنها مألوفة على الأسماع أضيفت هذه النغمة إلى نغمات المقامات العراقية ليزداد بها المقام جمالا وتجديدا


وفي المؤتمر الموسيقي الثاني الذي عقد في بغداد عام 1964 كان القبانجي بهمته العالية وعلمه واطلاعه الواسعين قي الميدان الموسيقي فقد حاضر في موضوع المقام العراقي والموسيقى العربية وفي الحفل الساهر الذي أقامته الحكومة العراقية تكريما لضيوفها أعضاء المؤتمر كان القبنجي يغني بصنعته الفائقة وعزمه المتين مقاماته الجميلة الحلوة وعلى الرغم من مقدرة القبانجي الموسيقية والصوتية فإنه لم يتخذ من غنائه صنعة لتطريب الناس لأنه اتخذ لنفسه صنعة واحدة هي التجارة ويعتبر القبانجي من أثرياء التجار العراقيين إن محمد القبانجي من أساتذة الدور الرابع والمدرسة الموسيقية الحديثة في المقام العراقي


محمد فوزي
1918 - 1966

الملحن السهل الممتنع …
يعد محمد فوزي بحق أحد عمالقة التلحين في القرن العشرين بل حتى أن البعض يعتبره المجدد الثاني في الأغنية العربية بعد أستاذ الأساتذة محمد القصبجي . لا يوجد أحد يلحن برشاقة محمد فوزي . . .
فهو ملحن متجدد وعصري وسابق لزمانه ، تمتلئ ألحانه بالتعبير الموسيقي فهو غني الجملة الموسيقية و بسيطها بنفس الوقت .
ويملك من التنوع مالا يملكه غيره من الملحنين في ذلك الزمان فله القدرة على إيصال ما يريد من معنى وبكل سلاسة إلى المستمع حتى أن الكثيرين قلدوه في طريقته هذه . . . ومنهم محمد عبد الوهاب
ولأن جمل محمد فوزي كانت مرحة جداً وخفيفة الظل ( وهذا نتيجة شخصيته المرحة جداً ) فقد استطاع ببساطة أن ينتزع مكانة هامة في قلوب مستمعي أغانيه . ولهذا السبب أيضا فشل الكثير من الملحنين في تقليده بطريقته هذه لأن هذه الطريقة تأتي عند محمد فوزي بعفوية وصدق أما غيره فكان يصطنعها .

محمد فوزي مطرب وملحن مصري اسمه محمد فوزي عبد العال ،‎ ‎ولد في قرية كفر الجندي مركز طنطا محافظة الغربية.
حاصل على شهادة معهد الموسيقى العربية،‎ ‎تزوج ثلاث مرات وهو شقيق الفنانة هدى سلطان.
بدايته الفنية كانت مع الغناء،‎ ‎حيث بدأ الغناء وهو صغير بالمدرسة الابتدائية في طنطا ثم بالمدرسة الثانوية،وبعد أن تخرج في معهد الموسيقى انضم إلى فرقة بديعة مصابني كمطرب، وعمل أيضًا في الفرقة القومية، وعمل في الإذاعة كملحن وكان أول عمله في السينما عام 1944 في فيلم “سيف الجلاد”،‎ ‎وانهالت عليه بعد ذلك الأفلام حيث قدم حوالي 36 فيلمًا،‎ وكان آخر فيلم “ليلى بنت الشاطئ” عام 1959، وقدم حوالي 400 أغنية منها حوالي 300 أغنية في الأفلام، وقام أيضًا بالغناء للأطفال، بل هو من أشهر من غنوا للأطفال، ومن هذه الأغاني ”ماما زمانها جايه”.

إن عمل محمد فوزي عند بديعة مصابني جعل ألحانه أقرب للسهولة واختيار المقامات الغربية منها إلى الشرقية وذلك أتى نتيجة أن معظم مرتادي صالة بديعة تلك الأيام كانوا من الأجانب المقيمين في مصر من إنكليز وغيرهم مما علمه الكثير عن قوالب الأغنية الغربية التانغو وغيرها من الرقصات فتلونت أغانيه بهذه الألوان كلها وكذلك كان فريد الأطرش . . ولكن محمد فوزي تعلمها و أحبها أما فريد فكان يحاول تقليدها . وهناك الكثير من الأشياء المشتركة بين محمد فوزي وفريد الأطرش في طريقة التطريب وإن اختلف الاسلوبان تماما .

لحن محمد فوزي للكثيرين ومنهم أخته هدى سلطان وللعملاقة ليلى مراد ولصباح ولنور الهدى وغيرهم .
وكمعظم المبدعين الكبار توفي محمد فوزي في عز عطائه الفني وشبابه فحرمت الأغنية العربية من أحد أهم مجددي تلك المرحلة .

عن موقع خالد ترمانيني

منير مراد
1922ــ 1981


من عالم مسحور … اتى الارض جني جميل … طفل بجناحين لايكفان عن الرفرفة فيتحرك الهواء حول الجناحين ناشرا عبقا جميلا يملأ الدنيا ريحا طيبة .
مثله كمثل عصفور لايملك قدمين ليحط بهما على ارض الحياة … فيظل محلقا مرفرفا دائم الطيران حتى تنتهي الحياة … هكذا كان منير مراد .
منير ..ملحن مختلف .. نوع آخر من المبدعين … لون آخر … طعم آخر ….. ولا مثيل .
عجينة لشخص مختلف مميز ثري بالجمال .
انسان قل نظراؤه .. دائم الحركة والنشاط … رشيق وكأنه يرقص طائرا على الأرض ولا يلمسها …

وكأنه أحد تلك المحركات الدائمة الحركة التي شغلت علماء الحركة وظلوا يبحثون عنها حتى ادركوا ان من المستحيل وجود محرك دائم الحركة ذاتي الطاقة ولكنهم نسوا ان اشخاصا يولدون في هذه الدنيا … قد يكونوا محركات دائمة الحركة حتى بعد ان يموتوا .


منير مراد كان أحد تلك المحركات … لم يهدا في حياته … ولا حتى بعد مماته … فما لحنه لازال وبعد ان صعدت روحه الرائعة الى السماء لازال منير يحرك المشاعر والاجساد .. وينشر الجمال …


منير كان شاملا متعدد المواهب ذكاء حاد وموهبة لاتنضب …
شخصية محببة وخلق جميل وتواصل مع جميع البشر وتواضع وخفر
رجل متوهج … كل ذرة فيه تنضح بالحركة ….
باختصار … كان منير ضحك ولعب وجد وحب وعيش مستمر .. وانفتاح على الحياة …


لم يحس يوما بالسوداوية … بل شعر بالحزن … ولكن الحزن لم يوقفه ,,….
ولد موريس زكي مراد وهو الاسم الحقيقي لمنير مراد في 13 – 1 – 1922 بمدينة القاهرة لعائلة فنية من اعرق العائلات الفنية التي اسست للفن في الربع الأول من القرن العشرين فأبوه الملحن المبدع زكي مراد وأخته ليلى مراد التي كانت أحد ألمع نجوم الغناء في ثلاثينات واربعينات القرن العشرين …. وملكة الأغنية السينمائية والاذاعية بدون منازع أنذاك …. فنشأ في جو موسيقي فني هذا الجو الفني ( الموسيقي السينمائي ) كان ارضا خصبة لنمو موهبة موريس فعشق الفن وشربه بل وتنفسه تنفسا ….


في هذا المنزل الذي لم يكن يخلو يوما من عمالقة اللحن جلس الطفل منير يراقب أولئك الكباربانتباه وانبهار وهم يلقنون أخته ليلى الالحان الجميلة ويغنون ويتسامرون ويطربون ويطربون… فجلس وشاهد الكبير زكريا أحمد وهو يلقن ليلى الأدوار الصعبة والتطريب وراقب عبدالوهاب وهو يغني ويعلم ليلى اغاني الافلام والسنباطي وغيرهم …. فتعلم وكان منزله هو مدرسته الأولى في عالم الفن …..
الطفل الذكي كان يتلقن الموسيقا والفن منهم ويراقبهم بانتباه فكأنه تلقى الموسيقا على أكبر الأساتذة.


درس منير مراد في المدرسة الفرنسية … كحال معظم اليهود المصريين من ابناء العائلات اليهودية الميسورة وتدرج فيها حتى حصل على الشهادة الثانوية … ومن ثم انتسب الى الكلية الفرنسية .. ولكن عالم السينما والأضواء التي انخرطت فيه شقيقته ليلى وزوجها الفنان الكبيرأنور وجدي سحره وجعله يترك الكلية عام 1939 ليعمل في المجال السينمائي كعامل كلاكيت بسيط و أشركه أنور وجدي في عدة أدوار منها تقليد الفنانين فلفت الانظار اليه بحيوته وقبوله الأمر الذي دفعه للتدرج في الأعمال فعمل كمساعد للمخرج توجو مزراحي و الكبير كمالسليم وأنور وجدي واحمد بدرخان ونيازي مصطفى وعز الدين ذو الفقار …. حتى لعب دور البطولة نهارك سعيد الذي نجح نجاحا ملحوظا جعله محط الأنظار ….هذه التجربة الكبيرة الغنية مع مخرجين كبار من مدارس فنية مختلفة ساعدته في بناء خبرته التي ازدادت نتيجة احتكاكه بالفنانين من ممثلين وموسيقين ومطربين وطبعا أصحاب المهن السينمائية الأخرى.
تخلى منير عن التمثيل و قرر منير العمل كملحن وبدأ يدرس ماذا يريد ان يفعل و كان لحبه واطلاعه الاعمال السينمائية العالمية وخاصة موسيقى هوليود دور كبير في تكوين شخصيته المختلفة المميزة وانا اعتقد شخصيا انه قرر ان يكون متميزا ومختلفا وخاصة انه كان يرىأمامه نموذجا مرعبا للتميز والاختلاف وهو الموسيقار محمد فوزي … فقرر ان يكون مختلفا وصاحب مدرسة مختلفة هي بالاصل جزء من شخصيته المتمردة الواثبة المتحركة ابدا .


ولعل صداقته بالموسيقار الكبير أحمد صدقي وايمان هذا الأخير بقدرات وموهبة منير التلحينية وتكلمه عنه وحض المطربين والمطربات على التعامل مع منير وأخذ الالحان منه … كانت أحد أسباب تهافت المطربين عليه بالاضافة الى نجاحاته وانتشار مرددي أغانيه السهلةالبسيطة الجميلة …. هي التي أرست أقدامه ورسخته كملحن متميز .
عمل على البلوز والجاز وكانت تلك الموسيقى الاهم في امريكا ولكنه لاقى صعوبة في اقناع المطربين ومنتجي السينما بها … الى ان وجد الدجاجة التي ستكون السبب المباشر لتسويقه كملحن مميز له وزنه في عالم الأنغام . وجد شادية الفتاة الصغيرة كثيرة الحركة والقبول وخفة الدم … فكان ان ركز منير عليها وخاصة ان مكتشفها محمد فوزي كان مقتنعا بها وبالطبع فان نظرة الاستاذ فوزي كان لها قيمتها الكبيرة على الاقل عنده وهو الذي يعرف تمام المعرفة من هو فوزي وماذا تمثل نظرته الفنية .
لحن لشادية أغنية واحد اتنين هذه الأغنية فاجئت الناس واالمشتغلين بالفن فقد انتشرت كالنار في الهشيم حتى اصبح الجميع يرددها … وحتى الملحنين بدأو في تقليدها ومحاولة تلحين ما يشابهها … فتوافد منتجي الافلام عليه طالبين منه تلحين أغاني أفلامهم ….


وهكذا استمرت تجربته الغنية مع شادية فساهم في شهرتها ولحن لها معظم أغانيها الشهيرة التي اضحت فيما بعد من كلاسيكيات الغناء العربي في تلك الفترة . وقد بلغت أغانيه لشادية أكثر من 70 اغنية ودويتو أكثرها مع عبد الحليم حافظ وكارم محمود واسماعيل ياسين وشكوكو .
وهذه بعض الأغاني التي لحنها لشادية : ان راح منك يا عين - الو الو - سوق على مهلك - شبك حبيبي - ما اقدرش احب إتنين- يا سارق من عيني النوم- يا دبلة الخطوبة - لمـَّا راح الصبر منـُّه
لفت هذا الملحن أنظار الصاروخ الصاعد آنذاك الفنان عبد الحليم حافظ فطلب منه ألحانا وكان ان لحن لعبد الحليم اجمل اغانيه … ومنها أشهر أغنية للناجحين لحنت حتى الآن وهي أغنية وحياة قلبي وافراحه …. و أول مره تحب يا قلبي التي لاقت نجاحا منقطع النظير ونظرةبسيطة للأغاني التالية تعطيك فكرة عما قدم هذا الرائع وماذا أضاف لتجربة عبد الحليم ورصيده : أغنية بكره وبعده – أغنية بحلم بيك – حاجة غريبة – دقوا الشماسي – ضحك ولعب – مشغول وحياتك وغيرها …
ولعل رشاقة وخفة دم وحركة منير مراد حتى في التلحين ساعدته ليكتسح مجال الأغنية السينمائية الرومانسية
استمعوا جيدا الى دويتو تعالي لقلك التي اداها عبد الحليم وشادية في احد افلامهما معا لتعرفوا مدى عبقرية وجمال ورشاقة ألحان منير مراد .
او استمعوا جيدا الى دويتو حاجة غريبة لنفس المطربين السابقين لتعرفوا كيف كيف مزج منير بين الرشاقة والرومانسية والرهافة والجملة الطربية الخفيفة .
غرق منير في بحر موسيقا الفيلم فكان لابد من ان يتجه نحو الاستعراض فوضع اشهر الاستعراضات مثل استعراض الطلبة ووضع اشهر موسيقات الرقص تلك الايام فتعامل مع راقصات من الدرجة الأولى مثل تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف …. وبذلك كرس نفسه كرائد من رواد هذا المجال .
تعامل منير مع كثير من المطربات والمطربين ولعل أهمهم بالاضافة الى شادية وعبد الحليم كانت أخته ليلى والمطرب الرائع محمد قنديل الذي كانت مفاجأة لي أن اعرف بالصدفة أنه لحن له عدة أغان منها زنوبة واغنية زعلوا الاحباب .
ومن الطرائف الجميلة في حياة منير أن المطرب الكبيرمحمد عبد المطلب وبعد ان لفت انتباهه جمال وشهرة الحان منير طلب من هذا الاخير تلحين أغان له قائلا : ألا تريد ان تدخل التاريخ يا منيرفرد عليه منير تحت أمرك يا بو نور ( وهو الاسم الذي كان الفنانين يحبون ان ينادوا به محمد عبد المطلب ) .
فقال له عبد المطلب لكي تدخل التاريخ عليك بالتلحين لعبد المطلب فضحك منير قائلا انا سألحن لك لحنا غير تقليدي ويضيف لعبد المطلب شيئا جديدا … فأعطاه عبد المطلب كلمات أغنية شعبية اسمها الليل مطلعها :
الليل موال العشاق … وجناح الشوق والأشواق
فلحنها منير على ايقاع الجيرك وبعد أن أسمعه اللحن رفض عبد المطلب غناءها قائلا : منير مراد عايزني أغني خواجاتي .وكان ان اعطاها منير لمطربة جديدة أنذاك شريفة فاضل بطلب من المطرب محمد قنديل الذي كان يتبنى هذه المطربة فنجحت الأغنية نجاحا كبيرا حرم عبد المطلب منه .
كان منير عاشقا للفن وللجو الفني فقد كان يردد دائما “أنا بني آدم معجون بالفن، أحب أرقص وأمثل وأغني وأعمل مزيكا، أما النجاح ده من عند ربنا”
اختفى منير عن المجال الفني لفترة طويلة مثله مثل اخته ليلى ولعل يهوديته ومشاعر الغضب الذي شعر به الشعب المصري من اليهود بشكل عام وخاصة بعد نكسة 1967 كان السبب الرئيسي في انزواء هذا الكبير .
أشهر منير مراد إسلامه وتزوج من الفنانة المعتزلة حاليا سهير البابلي.
توفي منير صغيرا في 17 – 10 – 1981 عن عمر يناهز التاسعة والخمسين . حيث عاش حياة لاتكاد تخلو من الحركة والمغامرة .


م ن ق و ل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رضا المحمدي
7alim84
رضا المحمدي


المشاركات : 9122
العمر : 39
النقاط : 10098
تاريخ التسجيل : 03/08/2007

من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا   من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1السبت 23 يناير 2010 - 13:30

لك كل الشكر يا مصطفى على هدا الجرد الأكثر من مهم
حول أهم الموسيقين الدين ابدعو في مجال الغناء العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7alim84.yoo7.com
اشرف كشوقة
ركيزة المنتدى
ركيزة المنتدى
اشرف كشوقة


.
المشاركات : 1153
النقاط : 1134
تاريخ التسجيل : 07/11/2008

من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا   من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا Icon_minitime1الإثنين 25 يناير 2010 - 10:58

فعلا شكرا على المقال المهم هنا الكثير من الاسماء الواردة لم اكن اعرف انهم توفوا !!!!! شكرا يا مصطفى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من أهم الموسيقيين العرب - هام جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ياراية العرب
» حفل عيد ميلاد صوت العرب 17-7-1960
» ألف ألف ألف مبروووووك لمصر.... وكل العرب
» عبد الحليم000و حب الحكام العرب للعندليب
» حفل عيد ميلاد صوت العرب الثامن بالاسكندرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الرسمي لعبد الحليم حافظ..رابطة العندليب الأسمر - عش الأسطورة :: عش الطرب العربي الأصيل :: كتب ومقالات عن عمالقة الطرب-
انتقل الى: