عبده موسى المطرب الاردني الوحيد الذي غنى في مسرح «البرت هول» بلندن ومات فقيرا بعد ان قدم مائة اغنية
http://www.mahjoob.com/ar/forums/showthread.php?t=224897
لعله المطرب الوحيد الذي تناوله الشعر. فكانت قصيدة الشاعر الكبير حيدر محمود الشهيرة "مرثية الحقيقة" التي كتبها يوم رحيل المطرب والفنان عبده موسى عام 1977 ، وهنا نذكر بعضا منها لان القصيدة تحمل الوفاء للفنان الذي اجمع الاردنيون على روعته ودفء ما قدمته صديقته المخلصة "الربابة".
يقول حيدر محمود: ("لعلها الوحيدة التي بكت عليه ـ هذه الربابة العتيقة ـ لعلها الوحيدة ، الصديقة ـ كانت رغيفه وسيفه ـ وخيمة انتظاره الطويل ومات في سبيلها ـ فهو شهيد اثنين ـ حبه وجوعه النبيل").
قبل (31) عاما رحل الفنان عبده موسى عن عمر لم يتجاوز الخمسين عاما حيث ولد في اربد عام 1927 وتوفي عام ,1977 وكانت اغانيه تبث في الناس المشاعر الوطنية والعاطفية.
وقد اكتشفه لاول مرة رئيس الوزراء الراحل هزاع المجالي وعينه بالاذاعة الاردنية عام 1958 حين كانت الاذاعة في رام الله وكان ذلك مفاجأة للجميع كما يذكر الدكتور محمد غوانمة في كتابه "عبده موسى رائدا ومبدعا".
وقبل سنة حضرت الفنانة هيام يونس الى الاردن ورافقتها "الدستور" الى بيت ابناء الفنان عبده موسى وهناك سجلنا شريط الذكريات التي تناولت تجربة الفنان موسى والفنانة هيام يونس رفيقته في بعض الاغنيات. مثل اغنية "جدلي يا ام الجدايل" و"سافر يا حبيبي وارجع" وغيرها.
وهنا نسترجع تلك الذكريات: الابناء قالوا للفنانة "هيام يونس": حين نراك نتذكر المرحوم والدنا ، فأنت من رائحته. وكان ذلك يجعلها تبكي احيانا ، وتغمرها السعادة حينا آخر.
وتقول الفنانة هيام يونس: "تعرفت الى الفنان عبده موسى لأول مرة عام 1966 ، وغنيتُ معه "سافر يا حبيبي وارجع" و "مرين وما معهن حدا" وأغنية "جدلي يا ام الجدايل" و "يا طير ياللي طاير" ، وعرفنا الناس معا.
وزادت هيام يونس: كان بسيطا في حياته زاهدا في مكتسبات الفن من هدايا وأموال من التي كان يحصل عليها من الملوك والرؤساء والامراء العرب. ولم يستثمر حب هؤلاء الزعماء له من الناحية المادية ، فقد انشغل بما رآه اكثر اهمية.. فنه وعطاؤه.
وتناولت حكايات وسهرات وذكريات جمعتهما في لبنان مثل اللقاء الذي جمعهما بالفنانين عبد الحليم حافظ ووديع الصافي.
وتذهب المطربة هيام يونس في تجليات روحها مستذكرة عبده موسى ، وتقول: "حين ازور الاردن ، أشعر ان شيئا ما ينقصني".
ومما قاله الحاضرون ان عبده موسى كان يلقى الاحترام من كل الذين استمعوا اليه في البلاد العربية ، بينما نسيته وزارة الثقافة ونقابة الفنانين ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون التي لم تعد تبث له اية اغنية ، رغم وجود العديد من الاعمال المصورة بالالوان.
وهم يخشون ان تختفي هذه الاغنيات بسبب تسجيلها على اشرطة قديمة. وفي المقابل اقترحت الفنانة هيام يونس ان يتحول بيته الى "متحف" يضم "ربابته" وأغنياته ومتعلقاته.
ويقول اولاده انه توفي بعد ان صلى الفجر في المسجد. كما يروون عن تدينه والتزامه مع زوجته التي لم يعرف سواها وكانت رفيقته. كما يتحدثون عن طباعه الحسنة وحرصه على ابنائه واسرته وفنه ، وكذلك حبه لبلده فلم يكن يغيب اكثر من ثلاثة ايام عن الاردن. وكان يقول: "احب رائحة مطار ماركا" وهو المطار الوحيد الذي كان يستخدمه المسافرون في تلك الايام. ويؤكد ابناؤه انه عاش فقيرا ومات فقيرا.
ومن المواقف المهمة والبارزة في مسيرة الفنان عبده موسى لقاؤه بالرئيس الراحل حافظ الاسد الذي اعجبته اغنية "يا عنيّد يا يابا" التي غناها الفنان دريد لحام في مسلسل "صح النوم" ، وطلب استضافته في سوريا وغنى ضمن ما غنى "حيهم جنود الوطن حيهم جنود حسين ربع الكفاف الحمر والعقل ميّالة" ، وذلك اواخر السبعينات.
كذلك يروي ابناؤه اهتمام ملك السعودية جلالة الملك عبد العزيز ، واصطحابه معه الى القدس بداية الستينيات وتقديم عرض للعمل والاقامة في السعودية في ذلك الوقت واعتذاره لانه لا يستطيع مفارقة وطنه.
وكانت آخر زيارات عبده موسى الى البحرين ، وترك (6) ابناء و(3) بنات درسوا الطب والفن والمحاماة وغيرها من الدراسات الجامعية.
ومن الذكريات التي روتها الفنانة هيام يونس ، قصة العندليب عبد الحليم حافظ الذي بكى وهو يستمع للفنان عبده موسى في جلسة جمعته مع الفنان وديع الصافي والفنانة الراحلة نزهة يونس والفنانة نجوى فؤاد.
اما آخر اغنية قدمها الفنان عبده موسى فكانت اغنية "يا دشر". وكان المطرب الراحل يستمد افكار اغانيه من جلوسه في المضافات والاعراس وتجواله في البوادي والارياف. وتحدث احد ابنائه عن الظلم الذي تعرض له والدهم من بعض المسؤولين في الاذاعة في ذلك الوقت.
يذكر ان الفنان عبده موسى التحق بالعمل في الاذاعة عام 1958 وكانت الاذاعة الاردنية وقتها في رام الله وذلك في زمن حكومة المرحوم هزاع المجالي. وكان يشارك في اهم البرامج الاذاعية وكان عنوانه "مضافة ابو محمود". وفي عام 1967 التحق بفرقة الفنون الشعبية وكانت اولى حفلاته في لندن في قاعة "البرت هول" الشهيرة واجتمع فيها بالفنان عبد الحليم حافظ والذي اعجب به ووصفه بصاحب الموهبة الفريدة ، وبخاصة في العزف على "الربابة".
وحصل عبده موسى على العديد من الجوائز والميداليات من الاردن والبلاد العربية.
______________________________________________
رابطة العندليب....عش الاسطورة
المنتدى الرسمي لعبد الحليم حافظ
2007/2015
"إلى العندليب.. إلى صوت العرب.. يسعدنا أن نلتف حول صوتك المليء بالشجن.. والعامر بالألحان... في حفل غنائي تقيمه المملكة المغربية".