اعترف بمكانته كل الكبار
محمد قنديل ..سماح
الفن أونلاين - خالد الصالح
لم يحصل مطرب على العديد من شهادات الثناء من المطربين الأخرين مثلما حصل المطرب محمد قنديل على شهادات واعترافات من كبار الموسيقيين والمطربين على كون صوته أفضل وأقوى صوت مصرى وعربى فقد اتفق الجميع على أنه المطرب الوحيد الذى لم يختلف على قوة صوته وحنجرته اثنان.
فى عام 1965 وفى حديث إذاعي شهير أجرى معها سألوا سيدة الغناء العربى أم كلثوم عن صاحب أفضل صوت فى الوطن العربى فقالت على الفور ودون تردد: إنه محمد قنديل!
وفى جلسة خاصة جمعت الموسيقار محمد عبد الوهاب والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فى منزل الصحفى الشهير محمد بديع سربية بلبنان قال سربية لمحمد عبد الوهاب بخبث شديد: هل سمعت ما قالته أم كلثوم فأجابه عبد الوهاب: أم كلثوم لم تقل سوى الحقيقة فنحن جميعا من موسيقيين ومطربين نعرف هذا جيدا وبيننا وبين أنفسنا نعترف أن قنديل صاحب اقوي صوت مصرى بل وعربى أيضا وواصل عبد الوهاب كلامه: وقد اكتشفت أنا فيه قوة الحنجرة منذ أن كان صغيرا حينما كنت أتردد على منزل والده بحكم طبيعة عمله كموسيقى بالمعهد ومن شدة حماسى له ساعدت فى تدريبه وقلت لوالده وللكثيرين أن مستقبل كبير ينتظره .
ستون مقام
تدخل عبد الحليم فى الحديث ليقول: إن محمد قنديل هو المطرب الوحيد الذى لا يخدع الأذن لأن قدراته الغنائية تصل إلى 1000% "ألف فى المائة" موضحا: إذا قدر لنا جميعا الحياة لأعوام طويلة قادمة قل مثلا أربعين عاما من ألان وتم الاستعانة بنا فى حفل جماعى ستجدون أصواتنا جميعا انتهت لان قدراتنا لا تتعدى العشرين مقاما فى حين أن قنديل يمكنه البقاء والغناء لأكثر من 60 عاما قادمة.
وفى حديث خاص علق الموسيقار فريد الأطرش على كل هذا الكلام قائلا: إن هذا القرن لم يشهد مولد مطرب واحد بقوة صوت محمد قنديل لأنه ببساطة صاحب اقوي حنجرة صوتية ولا أظن أن الزمان سيجود علينا بمطرب أخر شبيه له ومن ثم يجب علينا جميعا التكاتف للحفاظ عليه لأنه جوهرة يجب صيانتها.
رؤساء الجمهورية
ومما يؤكد أن هذا الفنان كان يحظى بمكانه خاصة ومميزة فى حقبتى الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات من القرن الماضى فهو يعد المطرب الوحيد الذى تشبع بصوته كل رؤساء الجمهورية ابتداء بجمال عبد الناصر الذى هدد رئيس الإذاعة بالإقالة إن لم يذع أغنيته "وحدة مايغلها غلاب" قبيل زيارته لسوريا والتى كان الشعب السورى يرقص على نغماتها.
وأيضا أنور السادات الذى طالب أثناء وبعد حرب 1973 بإسناد أكبر عدد من الأغانى الوطنية لمحمد قنديل لكونه من المطربين القلائل الذين يصدقهم الجمهور وتشتعل الثورة فى قلوبهم لمجرد الاستماع لصوته.
وأما محمد حسنى مبارك فقد لفت نظره غياب قنديل عن الساحة الغنائية لفترة طويلة فسأل صفوت الشريف وزير الإعلام فى هذا الوقت عن سبب غيابه فصارحه الشريف بأنه يعانى من أمراض عديدة فى القلب وأنه يخشى السفر لأمريكا بسبب خطورة العمليات التى يجب أن يجريها فانزعج مبارك واتصل به وقال له بالنص: يا استاذ قنديل آنت ثروة كبيرة وإحنا كلنا عايزينك.
شجعه مبارك على ضرورة السفر لأمريكا وبالفعل سافر قنديل وأجرى العملية الجراحية وتغيير ثلاثة صمامات بالقلب وبعد عودته فوجئ بمبارك يتصل به ليبلغه بأنه كان يتابع حالته بصفة مستمرة .
والسؤال الذى يفرض نفسه هو لماذا لم يحصل هذا الفنان على حقه من الشهرة سواء فى حياته أو بعد رحيله عن عالمنا منذ خمسة أعوام من الآن مثل بقية أبناء جيله أو الأجيال التى سبقته أو التى جاءت بعده على الرغم من كل هذه الإشادات وشهادات التكريم التى حصل عليها؟ فها هى ذكراه الخامسة تمر هذه الأيام دون أن يحصل على نصف ما يجب أن يحصل عليه!!
الميلاد والنشأة
اسمه بالكامل قنديل محمد حسن ولد يوم الاثنين 11 مارس 1929 في حي شبرا بالقاهرة من أسرة تعشق الموسيقي وتهوي الغناء فجدته المطربة سيدة السويسية وكان والده محمد حسن عازف ماهر علي آلة القانون ومدرسا بمعهد الموسيقى وابن عمته المطرب عبد اللطيف عمر وزوج عمته الملحن محمد عمر.
ظهرت موهبة قنديل في الغناء واشترك في صباه بالغناء في أغنية القطن مع أم كلثوم في فيلم عايدة عام 1942 والتحق بمعهد الاتحاد القومي للموسيقي بعابدين الذي أنشأه إبراهيم شفيق واعتمده وصفي بك رضا في الإذاعة وشارك بالغناء في ركن الإذاعة ولحن له أستاذه الموسيقار علي فراج أغنية "يا ميت لطافة يا تمر حنة" وحققت نجاحا كبيرا وقتئذ ولحن له محمود الشريف "تلات سلامات" ثم قدم له الموسيقار كمال الطويل الأغاني التي توجت شهرته وأصبح يرددها الجميع مثل "يا رايحين الغورية هاتوا لحبيبي هدية" و"يا غاليين عليه يا أهل إسكندرية" وكلاهما للشاعر محمد علي أحمد.
غني قنديل أيضا في البرامج الغنائية الإذاعية مثل "سوق بلدنا" لصلاح جاهين و أحمد صدقي, "تلاتة في المغارة" لإبراهيم رجب وأحمد صدقي, و"الصديق" كلمات عبد الفتاح مصطفي ولحن محمد فوزي و"الرجل السعيد" لإبراهيم رجب وأحمد عبد القادر.
أجمل الأغانى
ومالا يعرفه الكثيرون عن محمد قنديل أنه كان بطلا رياضيا يمارس رياضة المصارعة وحمل الأثقال ويهوي تربية الطيور مثل الكناريا والببغاوات كما اقتني كثيرا من آلات العود ولحن لنفسه الكثير من الأغاني أشهرها "أبو سمرة السكرة" ولحن له رياض السنباطي "اتحداك"، "دعاؤنا قسم" ولحن له محمد فوزي "عشان سواد العين"، ياللي جمالك عجب"، "يا غزالة".
ومن الأغاني الدينية لحن له عبد العظيم عبد الحق "ألفين صلاة ع النبي"، ورضا حمدي لحن له "عاشق جمالك يا نبي" و"بعودة يا رمضان" ومن أغانيه الوطنية "ع الدوار"، "يا ويل عدو الدار"، "وحدة ما يغلبها غلاب" وكان قنديل عزوفا عن لقاء أجهزة الإعلام ولا يحب الظهور حتي استطاعت الإذاعية الذكية ماجدة سليمان أن تسجل معه أندر حديث أصبح كنزا تعتز به الإذاعة لندرته.
وصل قنديل للقمر بأغنية "سماح" لمحمد حلاوة وأحمد صدقي الذي لحن له أيضا "إن شاء الله ما أعدمك"، و"رمش الغزال يانا" ولحن له عبد العظيم محمد "ماشي كلامك" و"خلينا ع البال" وأحمد عبد القادر لحن له "جميل وأسمر".
وفي السينما غني في كثير من الأفلام مثل "العيش والملح" و"مليون جنيه" و"ارحم دموعي" وظهر بصورته في فيلم "زنوبة" و"ابن ذوات" وغني ديالوج مع شادية في "البطل" ورقصت ناهد صبري علي غنائه في "فلاحة بلدنا" في "القاهرة في الليل" وشارك في بطولة أفلام عاطف سالم "شاطيء الأسرار"، و"صراع في النيل" وقام بالبطولة أمام حورية حسن في فيلم "صحتك" إخراج عباس كامل 1955.
الأصدقاء
وكان أخر عمل قام بتقديمه هو تتر مسلسل "الأصدقاء" كلمات سيد حجاب وألحان ياسر عبد الرحمن فى عام 2003 والتى نال بها إعجاب الجميع بما فى ذلك الشباب الذين راحوا يرددون كلماتها الجميلة المعبرة "أدى إيدى .. مد أيدك .. جرحى جرحك .. عيدى عيدك .. ود صافى نبع وافى .. شىء كأنه نيل موافى .. بين وريدى وبين وريدك .. يا صديقى مد أيدك" وكانت هذه هى الأغنية الأخيرة التى اطل علينا بصوته الجميل بها حتى لبي نداء ربه يوم الثلاثاء 8 يونيو 2004.
______________________________________________
رابطة العندليب....عش الاسطورة
المنتدى الرسمي لعبد الحليم حافظ
2007/2015
"إلى العندليب.. إلى صوت العرب.. يسعدنا أن نلتف حول صوتك المليء بالشجن.. والعامر بالألحان... في حفل غنائي تقيمه المملكة المغربية".