فى جريدة(أخبار النجوم)يوم 18 يونيو 2009 كتب الصحفى موفق بيومى(كانت عناوين المقال/الحاجة مرجانة 00قارئة فنجان الأحزان/رحلة عمرها 21 عامابدأت بالشك و انتهت بنبوءة الرحيل/مرجانة تشكو بواب السعوديين للعندليب/---ليس بالعقل وحده عاش حليم و لكنه عاش أيضا بالقلب و الحلم باقتحام عالم الغيب و البحث عن بارقة أمل تبدد غيوم حياته القاتمة حتى لو كانت من خلال 00قارئة الفنجان000ها نحن فى نهايات صيف عام 1956 00حليم الذى اقتحم لتوه عالم الشهرة يتجول فى أرجاء شقته الواسعة التى انتقل اليها حديثا و المطلة على نيل العجوزة فى البناية المشهورة -حتى الان-باسم عمارة السعوديين يدندن بلحن جديد و هو يحدق فى النيل 00يضيق من تأملاته على صوت جرس الباب 00لحظات و يجد أمامه أحد أصدقائه المقربين و بصحبته السيدة السودانية الضخمة التى حدثه عنها من قبل و وعده أن يحضرها معه لزيارته اليوم 00ينظر عبد الحليم الى وجهها الطيب الذى يذكره بطيبة أمه التى لم يرها و يتأمل سمرتها الداكنة مثلما تتأمل هى وجهه الريفى و قالت له (ازيك ياسى حليم و الله صوتك حلو خالص)00(ازيك انتى ياحاجة نورتى00واقفة ليه ماتقعدى)و قعدت الحاجة مرجانة لتبدأمنذ هذه اللحظة رحلة تعارف لا يعرف-سوى القليلين-عنها و عن تفاصيلها شيئا000واحد و عشرون عاما كاملا هى عمر العلاقة التى ربطت بين عبد الحليم و مرجانة قارئة الفنجان السودانية واحد و عشرون عاما بدأت بذلك اللقاء الذى ساده فتور أقرب للبرود من جانب حليم و لكن الفتور تحول الى الشك و انقلب الشك بالتجربة الى يقين و سمع حليم كلامها فى البداية و فسر الكلام بأنه يخلو من التفاصيل و التدقيق النجاح الذى وصفته بأنه اتى يمكن لأى شخص أن يتنبأ به مثل أول حفل له فى عيد الثورة الأول الذى (كسّر الدنيا)و ماتلاها من أغنيات متتالية و حفلات متعاقبة بمجرد خروج الضيفة من باب شقته بعد زيارة لم تستغرق أقل من نصف ساعة نسى حليم مرجانة مثلما نسى كل ماقالته و لم يتذكرها سوى و هو على فراش المرض بسبب نزيف أصابه و هو يصور فيلم(لحن الوفاء)فى هذه اللحظات فقط تذكرها حليم و ربط بين ماقالته و بين ماهو فيه بمجرد خروجه من المستشفى سارع بالاتصال بصديقه طالبا حضورها ليسمع منها من جديد و لكنه فى هذه المرة كان مستعدا للاستماع بحياد كامل (ياأستاذ 00البوابين تحت ضايقونى خالص و أنا طالعة لك علشان شكلى مش (الأفرنكة)شوفلك صرفة معاهم)كان هذا هو أول ماقالته مرجانة لحليم عندما فتح لها باب الشقة فى زيارتها الأولى بعد مرضه و ضحك حليم و هو يخرج الكارت الشخصى الخاص به و الذى كان مشهورا فى بدايات حياته الفنية بتصميمه المتميز و كتب بخطه الأنيق (الخالة مرجانة من طرفنا)ثم وقع بامضائه الشهير الأكثر أناقة أصبحت زيارات مرجانة كثيرة و طويلة كان أكثر مايشغله -طبقا لما قالته مرجانة فيما بعد-هو امكانية زواجه بمن أحب -كانت مرجانة صريحة معه فيما قالته من خلال ما كانت تراه فى فنجانه و فى النهاية تقول له يابنى ماتشغلش بالك كل شىء نصيب -كذب المنجمون و لو صدقوا(أكدت مرجانة أن حليم شرع فى الزواج مرتين الأولى من فتاة مصرية بعيدة عن الوسط الفنى و الثاني من فتاة عربية فى لقائهما الأخير قبل وفاته بشهور قليلة ألقت مرجانة بفنجان حليم بمجرد أن نظرت فيه ارتعشت و هاجت انعكست تصرفاتها على العندليب الذى أخذ يرتجف و هو يسألها عن سبب انفعالها أخفت دموعها و هى تقول(أعصابى تعبانة)تظاهر حليم بتصديقها و لكنه أيقن أن الأمور ليست على مايرام 00هرع الى القراّن حصنه الحصين و هو يستغفر ربه لتصديقه كلام العرافين 00أنهى القراءة و غسل أحزانه و هو يدعو الله الا يكون لقاؤه هذا بمرجانة هو اللقاء الأخير و لكن دعوته 00لم تستجب)