[b]
من كتاب صديقى الموعود بالعذاب
قصة الفتاة الشابة مها التى اختار لها مفيد فوزى هذا الاسم لانها زوجة صعيدية تعيش فى الظل مابين مغاغة وملوى
والحكاية تبدا بسهرة فى بين احد اعيان الصعيد الذى يعيش مابين القاهرة وسوهاج وكان حليم مدعوا لهذه السهرة لاليغنى ولكن للاتفاق معه على مشروع تجارى يتعلق بالعمارة التى كان يبنيها فى شارع جامعة الدول العربية ولم يكملها وذهب حليم كعادته متاخرا ودخل الفيللا فى احد اطراف مصر الجديدة فاذا به يسمع صوتا يشدو باغنية اسمهان ليالى الانس وظل حليم واقفا وراء الباب حتى انتهت صاحبة الصوت من الشدو فدخل وهو يصفق بحرارة ووقف الحاضرون يرحبون بحليم ولكن حليم كان يرحب اكثر بالصوت الذى يسمعه وتعرف على مها شابة جميلة جذابة ويصفها بان حضورها مؤكد وتملك شخصية قوية وصوتا اقوى
ونسى حليم المشروع التجارى وفتح حوارا مع مها وشعر برخامة صوتها وفهم انها تغنى منذ العاشرة وان اسمهان تسيطر عليها وانها احيت حفلات كثيرة قبل الزواج وكانت كل حفلة يصاحبها خلاف حاد مع اسرتها الصعيدية المحافظة التى تعتبر المغنى عيب ولكنها كانت تنتصر وعرف حليم انها تحلم بالغناء وقال لها اعتمدى على الله وعلى قالت مها ارجوك ابعد عن المشاكل انت راجل عيان ومش اد مشاكل الصعايدة فقال حليم والعيان ده لازم يبقى سلبى والصعايدة مالهم ناس جدعان واستاذنت مها وصارح حليم الحاضرين برايه فى انها صاحبة صوت نادر وكله احساس ولاتقلد احد وقال انا مستعداقدمها للست ام كلثوم واقدمها للاستاذ عبد الوهاب وقال رجل الاعيان الكبير احنا بنشكرك يااستاذ حليم لكن انت عارف تقاليد الصعيد وكلها يومين والبنت تتخطب لابن عمتها قاضى شاب وتكلم احد المستشارين ولعله والد العريس ارجوك بلاش كلام فى الموضوع ده مع البنت لانها كبنت صغيرة ممكن تتشعلق فى الاحلام دى وخصوصا لما يكون الراى فى صوتها لفنان كبير زيك وقال حليم اذا كان زوجها قاضيا مثقفا فاعتقد ان الكلام معه ليس ضارا قال والده ابنى تربيتى ولااعتقد ان زوجة قاضى تغنى النهاردة فى الاذاعة بكرة فى حفلة وبعده فى شارع الهرم وغضب حليم وقال الفن قيمة عظيمة واذا كنا نحاول ان نسى استخدام موهبة اعطاها الله للانسان فكاننا نخدعه ثم ان اكبر فنان فى بلدى الست ام كلثوم ويكرمها رئيس الجمهورية بنفسه وقام حليم عقب هذه الشهادة وانصرف وحاول حليم اقناع اهل مها باعطاء الفرصة لها ولكنهم رفضوا وابلغوه انها سافرت الصعيد تمهيدا لحفل كتب الكتاب وبلغ الموقف ذروته عندما اتصل حليم بالقاضى الشاب وعرض عليه الغناء فى الحفل فقال القاضى الشاب يااستاذ حليم انت مهرك غالى فقال حليم انا مش جاى اطلب اجر عن غنائى دانا جاى اشارك انا كنت وعدت العروسة اغنى لها رسالة من تحت الماء فقال القاضى مش عارف اشكرك ازاى لكن والدة العروسة قالت انها مكتفية برقاصة وافتكر انهم اتفقوا على الست هالة الصافى
وصمت حليم واثر ان يغلق ابواب الموضوع تماما وكتب فى كراسته الخاصة كان من الممكن ان تكون --- مطربة كبيرة ولكن ظروف الانسان كثيرا ماتلعب دورا فى حياته فى صعوده اوهبوطه
ان وراء الابواب فى بلدى مواهب كثيرة فى الغناء والكتابة والرسم ولكن النظرة للفن لاتزال قاصرة اننى اذكر عبارة توفيق الحكيم ان باب الفن واسع ولكن عقول بعض الناس هى الضيقة هل صحيح اننا افضل كتاب ورسامين ومغنيين الحقيقة لا هناك من هم افضل منا ولك
وقال حليم لمفيد انه لم يرى مها وزوجها الا مرة واحدة فى مطار باريس انه يدخل البوابة لتنقله الى طائرة مصر وهما فى الطريق الى بوابة تنقلهم الى طائرة امريكا ومن خلف المعابر الزجاجية تبادلوا التحية بالتلويح بالايدى ولايعرف شيئا عنها بعد ذلك