هدم الاسرائيليون الحائط الذى كان يستند اليه الطفل محمد الدرة المختبىء فى حضن أبيه قبل أن تقتله الرصاصة الت استجمع فيها أحد الجنود الاسرائيليون شجاعته ورجولته وقوته ورشقها فى قلب الطفل الصغير 00اختفى البرميل الذى كان الأب والابن يحاولان الاحتماء به ولعلهم أخذوه ونسفوه ومحوا كل أثر له كما نسفوا وأزالوا الحائط بحيث لم يعد الزائر يستطيع أن يجد أثرا للمكان يدل عليه 00لاالحائط ولاالبرميل ولااثار الدماء التى نزفها الطفل الشهيد وخافوا من بقاء المكان فيتحول الى رمز ومزار00000فى فيلم(زاباتا)الذى يحكى قصة حياة (امليانو زاباتا-1879-1919)-الفلاح المكسيكى الأمى الفقير الذى قاد جيشا من الفلاحين البسطاء لتحرير شعبه من الحكم الديكتادورى استطاع أحد الخونة العملاء الذين كسب صداقة زاباتا أن يوقع به ويقوده الى الكمين الذى نصبه له أعداؤه لقتله 00دخل زاباتا المكان ممتطيا جواده فى ثبات فى الوقت الذى كان الجواد يستشعر الخطر الذى يقترب من راكبه وماكاد زاباتا يتوسط المكان الذى دفعه اليه العميل الخائن حتى انسحب العميل هاربا بسرعة فى الوقت الذى خرجت فوهات البنادق من مخابئها 00وفى لحظات انهالت مئات الرصاصات على زاباتا فمزقته 00سقط الجسد الذى فارق صاحبه الحياة فى الوقت الذى تمكن الجواد الذى كان يركبه من الهروب الى خارج المكان 00وجرى العميل الخائن الذى قاد زاباتا الى نهايته يلفت نظر قاتلى زاباتا ويصرخ فيهم:حصان زاباتا00ألحقوه00أدركوه00الحصان سيتحول الى رمز00يجب أن تقضوا عليه00وينتهى فيلم زاباتا بجواده واقفا فوق ربوة عالية وقد تحول الى رمز لكفاح بطل 00لقد مات زاباتا 00قتله أعداؤه ولكن حكايته ظلت تتناقلها الألسن وتنسج حولها الأساطير التى تحفر بصماتها فى نفوس الأطفال والكبار00هل أخفى الاسرائيليون الرمز؟هل نجحوا فعلا فى ازالة كل آثار موقعة محمد الدرة؟ان مقتل محمد الدرة ليس القضية 00ولكنه الرمز00سوف ينسى العرب والفلسطينيون حكايات الكثيرين الذين قتلهم الاسرائيليون ولكن ستبقى صورة محمد الدرة القابع فى حضن أبيه المحتمى ببرميل يستند الى جواره هو الرمز لمئات الحكايات 00لقد خاف الاسرائيليون من المكان فأزالوه 00حاولوا أن يمسحوا من الجغرافيا كل أثر لمحمد الدرة وجريمتهم 00وربما نجحوا مع الجغرافيا ولكن هل سينجحون مع التاريخ؟