فى مجلة(الكواكب)31 مارس 1998 -تتحدث آمال فهمى عن صديق العمر(00000000عبد الحليم كان يصحبنا دائما لحضور مونتاج أفلامه السينمائية وقبل أن اشاركه فى فيلم(حكاية حب)قدمته بصوتى فقط فى احدى أغنيات فيلمه(دليلة)الذى قام ببطولته أمام الفنانة القديرة شادية 00000وفى فيلم (حكاية حب)أذكر أنه طلب منى وجود بعض المستمعين وراءه أثناء الغناء فمر مجموعة من الشباب فى الشارع فنادتهم وطلبت منهم مشاركتنا فى المشهد السينمائى وعندما وجدوا عبد الحليم وعبد السلام النابلسى سعدوا جدا ووافقوا على التصوير وكان من بينهم(سمير صبرى)و(حسين كمال)-طبعا قبل اتجاهما الى مجال الفن 000000000000كان هناك لقاء آخر على قدر كبير من الأهمية بين القطبين المتنافرين آنذاك فريد الأطرش و عبد الحليم وبالطبع جميعنا نعرف حجم المنافسة التى كانت بينهما والتى وصلت لدرجة أن تتحول ليلة شم النسيم كل عام الى مأساة أو مباراة بين فريقين ولعبت الصحافة دور واضح فى اشعال الصراع وفكرت فى اعادة المياه الى مجاريها عن طريق استضافتهما معا فى البرنامج وفى البداية توقعت أن يأتى الرفض من جانب حليم فعرضت عليه الفكرة أولا وفوجئت بموافقة فورية من جانبه والحقيقة أنى توجست قليلا من هذه الموافقة السريعة فسألته
تحب المقابلة تكون فين)فأجاب(فى المكان اللى يقول عليه فريد)فازدادت دهشتى ورغم تخوفى طلبت فريد الأطرش وعرضت عليه نفس الفكرة فوافق وسألته عن المكان فقال
تعالوا عندى فى البيت)فقلت له
أنا عايزة أسجل فى الشارع)فقال
سجلوا فى البلكونة)فوافقت وذهبت الى منزل فريد الأطرش لأجده فى انتظارنا هو و محاميه وبعد فترة وجيزة حضر عبد الحليم ومعه محاميه هو أيضا فتصورت أن اللقاء سيتحول الى حرب بين الاثنين تنتهى فى قاعة المحكمة ولكنهما طمأنانى الى أن المحاميين حضرا فقط من أجل الاستماع الى البرنامج فنظرت نحوهما نظرة حسم مؤداها أننى لاأريد أى مشاكل من أى نوع وعليهما الا يتدخلا فى تسجيل الحلقة نهائيا وبدأ الحوار بين النجمين وكان الحوار مليئا بالنفاق الواضح فمثلا يقول حليم لفريد ياريت تلحن لى أغنية فيرد عليه فريد بقوله أنا نفسى تاخد أى أغنية من عندى وتغنيها واستمر الحال على هذا وأنا أقف بينهما مثل(المطيباتى)فقد كنت مستعدة لأى شىء لكى يتم هذا التسجيل وفى نهاية اللقاء طلب فريد الاستماع الى أغنية حليم (أول مرة تحب ياقلبى)وفى المقابل طلب حليم الاستماع الى أغنية(الربيع)لفريد ومرت الموقعة بسلام وكأنها معركة تحت سطح الماء 000000000فى يوم من الأيام اقتنيت قطا سياميا صغيرا ووضعته فى السيارة وذهبت أنا وعلوان لقضاء السهرة مع الأصدقاء ولاحظ عبد الحليم أننى متوترة ومتلهفة على العودة بسرعة فعلم أننى تركت القط الصغير فى السيارة فقام حليم وأحضره الى الفندق و قال للجرسون خبز ولبن للأستاذ ليمو(اسم القط)وبدأيطعمه بنفسه وكان حليم يحبه حبا شديدا ويسأل عنه كلما زارنى فى منزلى وبعدها أصبحت أنادى حليم باسم(ليمو)000000000000000000000000000وعبد الحليم لم يصد فى حياته معجبا أو معجبة فأثناء احدى زياراته للمغرب صعد الى المسرح ليغنى وكان مقررا أن يقدم خمس أغنيات ليفاجأ بمواطن مغربى يصعد الى الكواليس ويجبره على أداء ثمانى أغنيات بدلا من خمس تحت تهديد المسدس الذى كان يحمله فى يده وبرغم هول الموقف لم يتخذ حليم أى موقف ضد هذا المواطن بل وافق وقدم ثلاث أغنيات زيادة على البرنامج المقرر وأرهق نفسه الى درجة اصابته بنزيف حاد بعد انتهاء الحفل 000000مات ليمو وغابت البسمة عن الشفاه الحزينة وستظل غائبة وعندما علمت بالخبر المشئوم أخذت وبدأت أدور حول منزله واسأل بين الحين والآخر (هو عبد الحليم وصل)وكأننى كنت فى انتظاره فوقتها لم أستطع أن اسأل عن جثمانه فقد اعتبرته مازال على قيد الحياة وحتى الآن وبعد 21 سنة على رحيله لايمكن أن اشاهد أفلامه بل أكتفى بسماع أغانيه الجميلة التى عاشت فى وجدان كل فرد على أرض مصر بل عاشت فى وجدان الأمة العربية بأسرها وسوف تبقى وتعيش لأجيال و أجيال قادمة)