-مواقف نبيلة فى تاريخ المسلمين(4)-(قرأ خالد بن الوليد الرسالة على مهل000قرأ نبأ عزله من قيادة الجيش وتولية أبى عبيدة مكانه قرأ تاريخ الخطاب فأدرك أنه مكتوب منذ أكثر من شهر وأنه وصل الى أبى عبيدة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع000ونظر الى أبى عبيدة وسأله:مادعاك رحمك الله الى مافعلت؟000قال أبو عبيدة:كرهت أن أوهن أمرك وأنت بازاء عدو000وأطرق خالد برأسه لحظات وراح أبو عبيدة يتطلع اليه بعطف وحيرة000ثم رفع خالد رأسه ولم يزد على قوله:رحم الله أبا بكر الصديق000ثم استأذن خالد وانصرف الى خيمته000أغلق بابها عليه وخلا بنفسه000يقول كتاب فتوح الشام للواقدى:وفى هذه الليلة بكى خالد أسفا على وفاة أبى بكر000ولسنا نعرف اليوم كبشر هل كان خالد يبكى حزنا على أبى بكر وحده أو حزنا على نفسه أيضا كل مانعرفه أن خيمة القائد السابق أخفت سر دموع الرجل المحارب000وفى اليوم التالى ذاع نبأ عزل خالد من قيادة الجيش وتأمل الجنود وجه قائدهم السابق000تخيلوا أنهم سيقرأون فى ملامحه الأسف أو الحزن أو المرارة وربما تخيلوا أنه سيحتج أو يثيرهم ضد عمر ولكن وجه خالد بن الوليد كان يحمل التعبير نفسه الذى كان يحمله دائما000قال خالد لأصحابه:ان كان أبو بكر قد قبض وقد استخلف فالسمع والطاعة لعمر وما به أمر)