(حين حوصرت الدعوة الاسلامية فى مكة00أوحى الله تبارك وتعالى لرسوله بالهجرة00وهكذا تحرك النبى صلى الله عليه وسلم وخرج من مكة قاصدا المدينة00كان له فى المدينة أنصار000ولقد لعب موقف الأنصار من المهاجرين دوره فى بناء الاسلام ولولا نبل الأنصار وصدقهم مع الرسول لما تحقق النصر للاسلام000كانت الهجرة تضحية من تضحيات المهاجرين وبذلهم فى الاسلام00ان المهاجر يترك بيته00وعمله00ورزقه وأقاربه وأصدقاءه ويخرج من هذا كله الى عالم جديد مجهول تماما00عالم لاعلاقة له به00ولاصلة تربطه به00ولامجال فيه لرزق أو كسب أو منفعة000وقد أدرك الرسول هذه الحقيقة وأدرك صعوبة موقف المهاجرين ومن ثم فقد دعا الى الأخوة بين المهاجرين والأنصار وأبدى الأنصار من معانى النبل مايصعب وصفه000يروى البخارى عن نبل الأنصار القصة التالية:لما قدموا الى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع00قال سعد الأنصارى لعبد الرحمن المهاجر:أنا أكثر الأنصار مالا وقد قسمت مالى نصفين نصف لك ونصف لى00 نريد أن نتوقف هنا قليلا لنسأل:أى أخ حقيقى من صلب أب واحد ورحم أم واحدة يفع مافعله سعد الأنصارى تجاه عبد الرحمن المهاجر؟كان موقف الأنصار قمة فى السمو00ولكن ماذا عن موقف المهاجرين أيضا)