[b]
من مجلة اخبار النجوم
حليم واحمد زكى وجهان لعملة واحدة تشابها فى كل شىء حتى لونهما الاسمر ورحلة الكفاح والصعود من القاع الى القمة ومع ذلك لم يصل حد التشابه بينهما الى درجة التطابق العندليب كان وزيرا للثورة ومطربها واقترب من الحكام وكانت وطنياته خضرة ومية وشمس عفية ووقف بصوته فى الصفوف الاولى على جبهة القتال وعبر باعماله الفنية عن حالة اليتم العربى وكيف عثرت على الاب فى زعيم الثورة فقد وقف باغنياته الوطنية يساندها ولم يتخلف يوما عن الصفوف الاولى للجنود كان معهم مقاتلا بفنه وحبا فى وطنه لذلك اصبح حليم مطرب الثورة وكانت اغنياته للوطن بلااجر واستطاع ان يقترب من الزعماء لدرجة ان البعض اطلق عليه مطرب الحكومة لعلاقاته الطيبة مع الرؤساء والملوك بداية من عبد الناصر وحتى الرئيس مبارك الذى انقذ اغنياته الوطنية من الاعدام فحليم بدون مبالغة يحمل تاريخ امة نقش بايدينا نحن الشعب على حنجرته النيلية الانسانية فشاء حظه ان يعيش فترة شبابه فى الفترة الناصرية وان يلحق نصر اكتوبر فى عصر السادات ولقد سبق حليم بغناؤه السد العالى اى وسيلة اخرى فى تعريف وتقديم المشروع للناس وخاض معهم حرب 56 ثم 67 واقسم بعد الهزيمة ان يبدا غناؤه باحلف بسماها الى ان تتحرر الارض بزوالعدوان وكان بارا بقسمه وكان يحرص دائما ان تكون الاغنية الوطنية بطلا لحفلاته التى يقيمها خارج مصر وكثيرا ماتثير هذه الاغانى ضجة بين مؤيدين ومعارضين وقد تعرض فى حياته الى كثير من الخطر بسبب غناؤه لهذه الاغنيات على عكس احمد زكى الذى وقف منذ العوامة 70 والبرىء وابناء الصمت ضد الحكومةيدافع عن الغلابة ويساند الضعفاء فى وجه اصحاب النفوذ مهما كلفه ذلك من تضحيات حتى عندما قدم سير الزعماء لم يتبنى فكر واحد فقدم عبد الناصر وقدم السادات وكان يستعدلان يقدم غيرهما من الزعماء ليثبت انه مصرى حقيقى لاينتمى الالطموحات واحلام الناس حتى وهو فى زى الرؤساء فهو فى ابناء الصمت العسكرى الطيب الذى يدافع عن الوطن ويترك من اجله اكل العيش والاحباب وفى شفيقة ومتولى الشاب النحيل الذى يساق رغماعنه فى السخرة لحفرقناة السويس ليكشف التضحية الكبرى التى ضحى بها الشعب فى مشروع القناة وفى اسكندرية ليه قدم الشاب المناضل الذى يحلم ببلده مصر بصورة مختلفة الذى دفع وحده ثمن فساد المجتمع غير مبال بسجن يوضع فيه وفى العوامة 70 فهو المخرج التسجيلى الذى يكتشف وهو بصدد تنفيذ مشروع لفيلم جديد جريمة داخل المصنع الذى ينوى التصوير فيه فيقرر التصدى لهذا العالم الخفى وفى درب الهوى يتصدى الاستاذ الجامعى الشاب لامراض المجتمع والسلطة من اجل ماامن به من عدالة ومساواة بين الناس متحديا بذلك اقرب الناس اليه وفى البداية الشاب الثورى المهموم بحقوق الانسان الذى يدافع عن القيم والذى يواجه سلطة نبيه بك الرجل الذى يرمز الى الفساد فى المجتمع وفى الحب فوق هضبة الهرم وضع امراض المجتمع المادى وعالم الشعارات فى مواجهة مع الواقع المرير وفى البرىء قد المجند الذى جاء من قريته لايعرف شيئا الا مالقن به حول الوطن والوطنية يحارب من تراهم السلطة اعداء ويقاتل هؤلاء الشياكين الذى وصفهم بذلك الضابط شركس وهو مؤمن بكل مايقال له حتى يصطدم بالحقيقة مع القبض على صديقه وبلدياته الذى يعرف جيدا انه على حق فيقرر فى النهاية التخلص من الظلم بطريقة اعترضت عليها الرقابة لكنها الطريقة التى راها مناسبة وخرجت منه بعفوية وهى قتل الضابط واعوانه وفى زوجة رجل مهم الضابط الذى ينفذ القانون بوجهة نظره هو وحده كاشفا فئة كانت تتوغل فى المجتمع تسيطر على كل شىء وفى امكانها ان تحول حياة الناس الى جحيم بقوة السلطة فى الهروب هو ضحية تحالف السلطة الفاسدة وراس المال الغاشم والذى انتهى بنهاية ماساوية اكدت ان هذا التحالف من الممكن ان يكون له اثار سلبية اما المحامى مصطفى خلف الذى اعتاد استغلال ضحاياه فى قضايا التعويضات قرر بعد ان اصبح هو نفسه احد الضحايا ان يكون ضد الحكومة فاراد محامى التعويضات الذى وصف فى قلب المحكمة بانه قذر ان يواجه المتهم الرئييسى فى قضية تصادم القطار واتوبيس المدارس فوجه تهمة الى الحكومةوفىارض الخوف قدم الضابط المنقبادى الذى نزل الى ارض الخوف ليكشف اسرار اكثيرة فى العالم السفلى للجريمةالعالم الذى تتوحد فيه السلطة والمال والفساد وحتى النهاية كان زكى بطلا محاربا فى محراب الفن مناصرا لقضايا العدل والاخلاق فقدم فى عام 2002 معالى الوزير وقدم فيه نموذجا جديدا لوزراء الالفية الجديدة الذين يتورطون فى قضايا تخدم مصالحهم البنكية وهو الدور الذى حصل من خلاله على جائزة مهرجان القاهرة السينمائى ليتوج اعماله قبل رحيله