مع احتفالية عام جديد .. عبد الحليم يغني فدائي

وتتضافر افراح الكروان بذرات رمال سيناء الحبيبة , سيناء التي ارتمت في احضانه بعد طوال غياب فطال العناق .. بالاحضان يا بلادنا يا حلوة بالاحضان .. وتطول الامجاد في يوم العبور .. لتتغير سياسات البلاد عبر العالم باسره .. وتري عيون البشر صفحة جديدة من التاريخ الحالم .. صفحة من بين سموات صافية اخدت الاقدام والشجاعة من نبض المصريين فتحررت وكتبت لنفسها الحياة باحبار هي دماء الشهداء .. كتبت .. صباح الخير يا سينا
ويهلل الكروان .. فداكي يا بلادي ..بلادي يا بلادي يا عيون قمر الربيع .. أندهي يا بلادي يجاوبك الجميع
لا اجد لك وصفا يا عبد الحليم حينما تغني .. كروان انت ام عندليب .. هل اراك مني الحلم البديع .. ام اراك مثلي من لحم ودم .. اراك في نغمة عبد الرحمن الابنودي ملكا ساحرا تشدو بالبهاء والانبهار .. واجدك من دم في التضحية والرغبة بحب شغوف في تحمل مسؤولية البلد .. وحب الفداء يا حمال لك الفداء لتذق البلاد السعادة من جديد بعد الاستنزاف الدامي

ولكن حليم .. بين امجاد النصر يري طيات الالم .. فالنصر موجود وقد يبدو ان الدنيا قد وعدته بالالم ..فهو دائما علي موعد مع العذاب
موعود معايا بالعذاب موعود يا قلبي ...
.... موعود وديما بالجراح موعود يا قلبي
لقد مات الحلم سابقا في عيونه .... ورحل عبد الحليم علي امل وتمني ان تعمر هذه البلاد بظهور حلم جديد .. بعد العبور والسلام مع الاندال , جاء يصرخ بعد الرحيل فدائي من جديد .. وطول عمره فدائي ... يتذكر وفاة عبد الناصر فتدار اشرطة موعود والاسطوانات المتألمة التي شرختها جراح حليم وقوة صدمات صرخات احساسه بالمذياع .. موعود ولكن اتمني حلما اخر
اتمني ناصر يا حبيب الملايين .. امانة يا دنيا .. بعد هذا الفساد الطاغي الذي كسته الرأسمالية لبلاد هي مني ومن دمي والحاني ..و أمانه يا دنيا أمانه تاخدينا للفرحة أمانه و تخلى الحزن بعيد عنا .. و تقولى للحب استنى استنانى ... و أمانة يا دنيا أمانة .
حب البلد .. والخوف عليها .. لا هجرها والغربة عنها ..
وما ابلي بالغربة بيها .. فكم من بعد موت ناصر ذاق حليم مرارة الالم .. الم الرحيل .. رحيل الامال .. ووفاة الاحلام
...لنرجع الي المذلة والهوان من جديد .. وكلما عدنا باصواتنا رعدتنا اسواط الاستبداد .. من بين حبي لبلدي وعذابي في حبها
.. تاني تاني تاني .. راجعين للحب تاني ..للنار والعذاب من تاني .. من تاني
اجل يا حليم .. راجعين أنا وأنت تاني .. للنار والعذاب من تانــي
وتاني تاني تاني .. راجعين للحيرة تاني .. هايمين بنجري ورا الأمانـي
فهل من بعد رحيل الحلم ان يعود لنا بطلا جديدا بعد غياب عهود طويلة
ولكن في ظل تلك اللحظة .. لحظة رحيل الحلم .. في يوم من شهر سبتمر في سنة سبعين .. يطول جرح عبد الحليم عن الايام .. وداع يا قومية يا عربية
وداع يا امجاد العروبة ..يا وحدة جمعتنا
ده عمر جرحي انا اطول من الايام
وشجن حليم قد بات صوت مصر تنعي العالم وتنعي نفسها
فاين الحلم بعد رحيل ناصر !


___________________________
واختتم هنا معكم تلك المحطات من اخراجي المتواضع
ارجو ان ينال الموضوع علي اعجاب حضراتكم .. مع ارق تحياتي .. أحمد دويدار