سيدنا شعيب

كان شعيب – عليه السلام – قوى الحجة ، ناصع البيان ، مع رفق فى الجدل ، ولين فى الحديث ، وهو كما تصوره الايات الكريمة نبى صاحب رسالة سماوية ، يدعو فيها قومه الى عبادة الله والى التوحيد الخالص ،
" يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ "
، ورسالته كذلك رسالة اجتماعية ، فقد امر قومه باحترام حقوق الناس فى المعاملة ، وتبادل المنافع ، والامتناع عن الغش والسرقه والخيانة ، " ولاَ تَنقُصُوا المِكْيَالَ وَ المِيزَانَ " وهو الى ذلك مجادل بالحق ، يحذق فنون الاحتجاج والاستدلال ، سخر منه قومه واستهزءو به فقالوا : " أصلواتك تامرك ان نترك ما يعبد اباؤنا او ان نفعل فى اموالنا ما نشاء انك لأنت الحليم الرشيد " .
وكانهم يقولون : ( إن الحليم لا يسفه عقيدة الآباء ، والرشيد لا يوصى بضياع الأموال ) . فيرد عليهم : { تقرون انى حليم وانى رشيد ، فواجبى ألا أترككم على ضلالكم لأنى على بينة من ربى ، ولا آمركم بشىْ إلا وقد رضيته لنفسى ، ولا أريد لكم إلا الإصلاح ، أبذل فيه جهدى وكل استطاعتى } .
ثم هدده بالرجم ، لولا خوفهم من عشيرته ورهطه الاقربين ، " ولولا رهطك لرجمناك " فلا يرى رايهم فى الاعتصام بشىء غير قدرة الله ، ولا يرى لعشيرته عزة تقاس بعزة الله " يا قوم ارهطى اعز عليكم من الله " .
وشعيب فى هذه الايات ، خطيب بليغ ، يتحرى وجوه التاثير فى السامعين ، باستمالة قلوبهم ، واقناع عقولهم ، والنقد الادبى فى العصر الحديث ، يرسم للخطب البليغة الناجعة منهجا ، يتفاضل على اسسه الخطباء ، فالخطيب الناجح يعمد الى اهم الافكار ، فيؤثرها بالعناية وزيادة الايضاح ، ويعالجها باكثر من اسلوب ، تقريرا لها فى اذهان السامعين ، وهذا شعيب يرى اهمية المبادلة الصحيحة فى حياة المجتمع ، وضرورة العدالة ورعاية الحقوق فى ارزاق الناس ، فيكرر ذلك ثلاث مرات فى الايات مختلفة الاساليب .
لجا اولا الى اسلوب النهى فقال : " ولا تنقصوا المكيال والميزان " ثم ساق الفكرة فى اسلوب الامر فقال " ويا قوم اوفوا المكيال والميزان بالقسط "، ثم فى نهى عام يشمل كل انواع المبادلات فقال : ( ولا تبخسوا الناس اشياءهم ) .
والخطيب الناجح يتودد الى قلوب السامعين ، بضروب الاستمالة والتاثير ، وفنون الترغيب والترهيب .
وشعيب يغرى قومه بما يدخره الله للصالحين الطائعين من عباده ، فيقول : " بقيت الله خير لكم ان كنتم مؤمنين ". ثم يخوفهم عذاب يوم محيط ، وان يصيبهم مثل ما اصاب قوم نوح من الغرق بالطوفان ، او قوم هود من الريح الصرصر العاتية ، او قوم صالح من الصيحة التى صبحتهم فى ديارهم جاثمين .
والخطيب الحصيف يفهم ان من بين سامعيه طبقه لا يسلس قيادها الا بالحجة العقلية ، والبرهان الواضح المبين .
وقد خاطب شعيب عقول قومهم ، فالزمهم الحجة وقطع عليهم سبيل الاعتذار ، قال لهم : " انى اراكم بخير " ومن كان ناعما بمثل ما تنعمون به من وفرة الخير ، وسعة الرزق ، لا يليق به ان يغتصب حقوق الناس بتطفيف الكيل والميزان .

لكى جزيل الشكر اختى عصمت الدين على هذا الموضوع الرائع جدا وجزاكى الله خيرا

عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم
وبارك فيك
بانتظار جديدك

شكرا على الروائع وجزاك الله خير

موضوع رائع ومفيد جدا
بارك الله فيك
وبانتظار المذيد

رضى الله عنه

اللهم محشرنا معهم

تسلمى اختى الكريمه

بوركتى

دمتى فى حفظ الله ورعايته

شكرا كثيرا لكي على الموضوع الرائع وجهودك وجزاك الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتك يوضح هذا المقال الرائع المفيد ما يجب ان يتسم به الخطيب الواعي لكي يخاطب الناس فيجب ان يتسم الخطيب بالوعي والادراك والفهو العميق للامور وان يمون لديه سبل الاقناع في سهولة ويسر وبدون غلظة مع ن يتوافر اليه الدلائل والبراهين العقلية لكي يقنع اكثر الفئات وضرب هذا المقال المثل بهذه المواصفات بنبي الله سيدنا شعيب عليه السلام فلقد اعطى الله لانبيائه الخجة والبرهان ومنهم سيدما شعيب لكي يبلغوا رسالة الله وهي عبادة الله وحده لا شريك له الخالق العلي القدير وهي التي بعث بها كل الانبياء منذسيدنا ادم ابو البشر وحتى اخر الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه وبركاته وبين المقال خطاب سيدنا شعيب عليه السلاكم بين الترغيب للمؤمنين بان ينالوا رضا الله ويعطيهم الجنة ونعيمها والترهيب من اعذنا الله الكفر الذي يدخل النار وبعث الانبياء ليؤكدوا هذا وكما وصف القران الكريم بايجاز مذهل سيدنا محمد في الترغيب ووالترهيب بانه مبشرا ونذيرا ولقد اعطى الله سبحانه وتعالى مجامع الكلم فامتلك اروع الخطاب كخطبة الوداع اللهم احشرنا مع انبيائك وصلوات الله وسلامه علىحبيبنا وشفيعنا اشرف الخلق سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الى يوم الدين

» اللهم صلى على سيدنا محمد لسامى يوسف

صفحة 1 من اصل 1