[b]مطربات من بلاد النهرين......
المطربة سليمة مراد ( الباشا )
سليمة مراد مطربة من العراق لا توجد معلومات عن سنة مولدها لكن أكثر المصادر تشير إلى انها ولدت في محلة الطاطران ببغداد عام 1905. تعد سليمة مراد إحدى قمم الغناء العراقي منذ أواسط العقد الثاني من القرن المنصرم ، حيث احتلت مكانة مرموقة في عالم الغناء العراقي .
سليمة مراد كغيرها من مطربات بغداد نشأت في بيئة بغدادية وتعرفت عل الجوق الموسيقى وعلى الجالغي البغدادي ، وعلى مشاهير المطربين والعازفين آنذاك .
كانت سليمة مراد متدينة بالديانة اليهودية الا انها لم تغادر العراق أيام حملة تهجير اليهود إلى إسرائيل ، عندما عمدت الحكومة الملكية العراقية إلى إسقاط الجنسية العراقية عن كل اليهود لإجبارهم على الرحيل إلى إسرائيل ، وبقيت في العراق حيث استمرت في ممارسة الغناء حتى السنوات الأخيرة من عمرها . وقد حذت حذوها الفنانة سلطانة يوسف حيث كانت الأخيرة يهودية الاصل أيضا .
تحولت في آخر أيامها إلى إدارة الملهى الذي فتحته بالإشتراك مع زوجها المطرب ناظم الغزالي الذي غنى العديد من أغانيها القديمة، لأنها وكما هو معروف قد سبقته في الغناء وعند وفاة ناظم الغزالي بصورة مفاجئة أُتهمت سليمة مراد بأنها هي التي قتلت زوجها المطرب ناظم الغزالي الذي كان يصغرها بسنين عديدة ، لكن الدلائل اثبتت عكس ذلك وكانت وفاته بداية انتكاسة لها .
كانت سليمة مراد تكبر المرحوم ناظم الغزالي بسنوات وكانت تشكل بالنسبة له الصديقة والمعلمة والزوجة ، وقصة زواج سليمة مراد من ناظم الغزالي كان قد مهد لها بتاريخ 8 كانون الثاني سنة 1952 في إحدى البيوت البغدادية، عندما شاركا سوية في أحياء حفلة غنائية فخفق قلبيهما . وبعد سنة من ذلك إلقاء تم زواجهما سنة 1953 وقد علقت المرحومة سليمة مراد على قصة زواجهما " طوال مدة الزواج كنا نتعاون معا بوصفنا فنانين على حفظ بعض المقامات والبستات، وغالبا ما كنا نبقى حتى ساعة متأخرة من الليل نؤدي هذه الأغاني معا ونحفظها سوية. وعن وفاته قالت معقبة " وفي يوم وفاته كنت قد عدت من بيروت في حوالي الثانية عشر وعشرة دقائق ظهرا. توجهت نحو البيت فشاهدت جموعا محتشدة من الناس في الباب. وعندما اقتربت منهم كي استعلمهم لم يخبروني فيما كانت عيونهم تنبئ بوقوع كارثة. دخلت مجنونة اركض إلا إن – روزة – فاجأتني قبل أن أسالها بحقيقة المأساة ، بعدها تهالكت عند مدخل البيت ولم أفق من غيبوبتي إلا بعد أن اكتظ البيت بالزحام".
حصلت سليمة مراد على لقب (باشا) من رئيس وزراء العهد الملكي نوري السعيد الذي كان معجباً بها ، كما حصلت على مديح كوكب الشرق أم كلثوم التي زارت العراق وغنت في ملهى الهلال عام 1935 . وقد غنت سليمة عدة اغاني من الحان صالح الكويتي وداود الكويتي وسليم زبلي وغيرهم ومن أشهر اغانيها (ايها الساقي اليك المشتكى) و(قلبك صخر جلمود) و(يا نبعة الريحان) و(الهجر) وغيرها. وتوفيت سليمة مراد في أحد مستشفيات بغداد في الساعة الرابعة عصرا في يوم الثلاثاء المصادف الأول من كانون الثاني عام 1974 بعد أن تجاوزت السبعين من عمرها وهي تكتم في نفسها حسرتها في صدمتها بوفاة زوجها، يصف الشاعر المرحوم عبد الكريم العلاف سليمة مراد بقوله " اشتهرت بلقب سليمة باشا وظلت محافظة عليه لا تعرف إلا به إلى أن أصدرت الحكومة العراقية قانونا بإلغاء الرتب العثمانية. فصارت تدعى سليمة مراد وسليمة مغنية قديرة آخذت من الفن حظا وافرا وصيتا بعيدا فكانت فيه البلبلة الصداحة المؤنسة"
.
المطربة زكية جورج
أول مغنية عراقية في الثلاثينات
اسمها الحقيقي فاطمة ، ولدت في مدينة حلب ، جاءت الى بغداد عام 1920 مع شقيقتها علية ، لتعملا كراقصتين في المقاهي ( الملاهي ) المنتشرة في بغداد انذاك ، وقد عملت زكية في ملهى صالح بطاط سنة 1926 ولكنها سرعان ما جذبت الأنظار إلى صوتها الدافئ ساعدها في ذلك اتجاه الشعراء والملحنون اليه والاهتمام بموهبتها .
ومن هؤلاء اكرم أحمد وكمال نصرت الذي ذاب بها حبا وخلدها في ديوانه الشعري الذي طبع بعد موته ، وفيها الكثير من القصائد التي تغنى بحب زكية ، ومنها :
مم سليمى من منيرة
انت بالفن كبيرة
انت بالسن صغيرة
انت بالفن كبيرة
وفي قصيدة سلطان الحب يقول :
انا اهواك سمية
والهوى شر بليه
هو حلو هو مر
وبه تحلو الاذيه
تعد زكية جورج أول مطربة غنت في الاذاعة العراقية بعد تأسيسها وتميزت بأغانيها البغدادية الشجية ومن أغانيها الشهيرة :
هذا مو انصاف منك ، كلبك صخر جلمود ، خدري الجاي ..
في عام 1955 توقفت عن الغناء وتركت العراق وعادت الى حلب وظلت تعمل في حياكة الملابس حتى وفاتها عام 1966 اما كمال نصرت فانه تحول بغزله الى الفنانة عفيفة اسكندر ، وعلى الرغم من ان زكية قد غادرت العراق فقد كانت ولا تزال تعتبر من مطربات العراق الاوائل .
المطربة عفيفة اسكندر
ولدت في الموصل عام 1927 من أب عراقي مسيحي وأم يونانية. وعاشت في بغداد. غنت في عمر خمس سنوات وكانت أول حفلة احيتها بعمر 8 سنوات في اربيل. لقبت بـ (منلوجست) من المجمع العربي الموسيقى كونها تجيد ألوان الغناء والمقامات العراقية.
وهي من عائلة مثقفة فنياً والدتها كانت تعزف على اربع آلات موسيقية وتدعى (ماريكا دمتري) وكانت تعمل مطربة في ملهى هلال عندما كان يطلق عليه اسم (ماجستيك) وانشيء بعد احتلال بغداد في منطقة الميدان بباب المعظم ، كما هو حال بقية الملاهي التي ظلت تعمل إلى عام 1940، وكانت والدتها المشجع الأول وكانت تنصحها دوماً بأن الغرور هو مقبرة الفنان . تزوجت وهي في سن ال(12) من رجل عراقي أرمني يدعى "اسكندر اصطيفان" وهو عازف وفنان قدير وكان عمره يتجاوز ال(50) عاما عندما تزوجا ، ومنه أخذت لقب "اسكندر" .
ظهرت لاول مرة على المسرح في ملهى صغير بمدينة اربيل في اواسط الثلاثينيات وكانوا يسمونها (جابر كلي) أي "المسدس سريع الطلقات"... واتت هذه التسمية من صفة الغناء الذي ادته حيث غناء سريعا نتيجة لصغر سنها وعدم نضوج صوتها آنذاك.. واول اغنية غنتها في أربيل كانت بعنوان(زنوبة) وهي بعمر 8 سنوات.
بدأت مشوارها الفني عام 1935 في الغناء في ملاهي ونوادي بغداد وغنت في ارقى ملاهي العاصمة بغداد حينها مثل ملهى (الجواهري) و(الهلال) و(كباريه عبد الله) و(براديز)... واستطاعت عفيفة بنباهة تحسد عليها ان تتعلم وتتأقلم مع اجواء الفن.. وبسرعة تحولت إلى نجمة من نجوم الفن ، كانت حينها شابة مغناج وذكية جدا. والتف حولها شخصيات مهمة وذات مكانة اجتماعية.. وغنت لهم المونولوج لمدة (5-6) دقائق باللغة التركية والفرنسية والألمانية والإنكليزية، وعملت مع الفنانة (منيرة الهوزوز) والفنانة (فخرية مشتت)..
غنت يوم 2-5-1956 ومباشرة بعد مراسيم افتتاح التلفزيون العراقي من قبل الملك فيصل الثاني .
المطربة زهور حسين
في نهاية الثلاثينات شهدت ساحة الغناء والطرب في العراق تطورا ملحوظا في هذا المجال وذلك من خلال بروز مطربين ومطربات قدموا عطاء غنائي زاخر ومن تلك الاصوات... صوت جميل يحمل الحنان والعاطفة (تتخلله بحه محببة للقلوب) هكذا قال عنها عباس جميل انها المطربة الراحلة (زهور حسين) .
بدأت هاوية وظلت تشدو في المناسبات والحفلات الخاصة والتهاليل والمدائح النبوية والدينية التي تقام في مدينة الكاظمية. فمن هذا الباب دخلت عالم الغناء.
فمنذ ذلك الوقت ذاع صيتها بين مطربي وعشاق الغناء بأدائها الجيد وصوتها الذي أخذ يناجي المحبين بمفردات وألحان أغانيها الجميلة.. وبفطرتها الفنية المفعمة التي جاءت عن طريق سماعها للأغاني القديمة التي كان يرددها كبار المطربين آنذاك.
انطلق صوت زهور حسين فجأة يغرد على مسرح ملهى الفارابي حيث أحييت حفلا غنائيا وبسرعة لا فتة إذ حقق مكانة مرموقة فقد قدمت وصلات غنائية ادائية مذهلة نالت الاجاب واستحوذت على قلوب ومسامع الحاضرين ومنذ الفرصة الأولى أتيحت لها في تلك الملهى بدأت زهور الانطلاق وظهرت أكثر من مرة في تلك السهرات وسارت في خط تصاعده وعندما بدأت ملكاتها الفنية تنمو وتتطور استطاعت أن تفرض صوتها على الملحنين في تلك الفترة. مما حدا بهم إلى أن يقدموا ألحانهم لها. أمثال رضا علي وخضر الياس وسعيد العجلاوي ثم راحت تشدوا بالحانهم حتى دخلت الإذاعة عام 1942م وغنت أجمل ما عرفت به هو مقام (الدشت) التي كانت تؤديه بالشعر العربي الفصيح. وأخذت شهرتها تتسع على نطاق اوسع من خلال المذياع.. ومن خلال تواجدها في دار الاذاعة تعرفت على الملحن القدير عباس جميل فانسجما اثنان معا. حتى أصبحت له علاقة روحية صميمية معها مما جعله يلحن أكثر أعماله لها والتي تقدر بـ(60) أغنية منها: (أخاف أحجي وعليّ الناس يكلون) فكانت هذه أول اغنية قدمها لها عام 1948م و(آني إللي اريد احجي) و(يم اعيون حراكه) و(هله وكل الهله) و(جيت يهل الهوى) و(غريبة من بعد عينج يايمه) و(سوده شلهاني) و(لوله الغرام حاكم) والعديد من الأغاني لا يتسع المجال لذكرها. وتجدر الاشارة أن آخر لحن قدمه لها هو من كلمات (الشاعر الغنائي الراحل عبد الكريم العلاف).
وين ابن الحلال الشاف محبوبي
يردلي لهفتي وحظي ومطلوبي
لكن زهور لم تؤديها بسبب رحيلها المفاجئ.. لقد تألقت زهور حسين.. وأبدعت.. بصوتها المطعم بالحيوية.. والممتلئ عذوبة وشجنا.. والذي يمتد على مساحة واسعة في القرار والجواب من خلال اختيارها ألحان مشحونة بالطرب وممزوجا بالتراث الريفي والبغدادي الاصيل.
لكن يد المنون أختطفت (زهور) وهي في اوج مجدها وقمة عطائها الفني في عام 1964 بحادث انقلاب سيارة في طريق ـ الحلة ـ الديوانية ـ عند ذهابها لزيارة زوجها المسجون في سجن السماوة ورحلت رحلتها بسرعة لكنها ما زالت حاضرة في نفوس وذاكرة محبيها .
اما الاطوار التي غنتها زهور حسين هي : ( الدشت ، العنيسي ، المحبوب ، المستطيل ) .
المطربة لميعة توفيق
لميعة توفيق مطربة عراقية ولدت في بغداد عام 1937 . واحدة من مطربات بغداد الشهيرات والتي كانت تغني باللهجة البغدادية. نشأت في وسط فني يحب الغناء الريفي . أكملت دراستها الثانوية في مدرسة الكرخ ثم دخلت مدرسة الموسيقى عام 1950 وتخرجت من معهد الفنون الجميلة في عام 1959،وعندما عرفت بحلاوة صوتها تقدمت إلى الاذاعة عام 1953 وغنت عدد كبير من الاغاني ، وعندما بدأ بث تلفزيون بغداد عام 1956 قدمت العديد من الحفلات التي جعلت صوتها ولونها الغنائي معروفاً ، سافرت إلى العديد من الاقطار العربية والاوربية ذلك الوقت لتحيي حفلاتها .
ماتت لميعة توفيق عام 1992 بسبب مرض عضال ودفنت في مقبرة الكرخ في بغداد . وتركت أرثاً كبيراً من أغانيها المسجلة في إذاعة بغداد .
غنت لميعة أطواراً من "الأبوذية" و"السويحلي" و"الهجع" و"النايل" وهو فن عراقي يتصف بالحنين والعواطف الجياشة حيث أبدعت فيه هذه الفنانة الكبيرة..
ومن أغانيها الشهيرة : شفته وبالعجل حبيته والله ، نيشان الخطوبة ، هذا الحلو كاتلني ياعمة ، يلماشية بليل الهلج ، يمه إهنا يمه ، جينا انشوفكم ، العايل ما إله حوبة ، يايمه انطيني الدربين .
المطربة احلام وهبي
أحلام وهبي من المطربات العراقيات اللواتي تغنن بالاغنية البغدادية في زمن ازدهارها . اسمها الحقيقي "سهام" ولدت في البصرة عام 1938 وعاشت في بغداد، وهي ابنة الفنانة الكبيرة منيرة الهوزوز .
وعندما بدأت أحلام تعي الفن كانت والدتها منيرة الهوزوز قد أعتزلت الغناء بينما واصلت أحلام الغناء وأضحت من مشاهير المطربات في العراق.
______________________________________________
رابطة العندليب....عش الاسطورة
المنتدى الرسمي لعبد الحليم حافظ
2007/2015
حلــــــــــــــــــــــيم.... لن ننساك... ودايماً معاك