يقول الفنان فيكتور سحاب:
1- إن صوت أسمهان من حيث مساحته الصوتية يضم من التصنيفات الأوروبية للصوت النسائي فئتي السوبرانو والمتسوسوبرانو، وهو يمتد على أكثر من ديوانين، إذا احتسبنا صوت الرأس الذي تجيده بإبداع. ولذا فهو صوت كبير.
2- إن أسمهان كانت تستخدم صوت الرأس الأوبرالي المرتفع في منتهى الحنان والدفء الإنساني والدقة والذوق السليم، والتعبير الفني وبلا أي نبرة صراخ.
3- إن خامة صوت أسمهان أي نبرته هي لا شك من أجمل الأصوات المعروفة شرقا وغربا، وفيه من الأنوثة والدفء الإنساني ما يجعله متفوقا بالمعايير العالمية.
4- غنت أسمهان غناء سمته أنه عصري، لكنه مؤسس على أصول الغناء التقليدي الأصيل. هذه الملامح هي نفسها ملامح عبد الوهاب الذي تعلمت عليه.
5- إن التعبير الإنساني يبقى أعظم ما في غناء أسمهان، وهو تعبير يكاد لا يستثني حالة من حالات المشاعر والأحاسيس الإنسانية. ففي أغنية "ليالي الأنس" تنتقل أسمهان بسرعة من مزاج إلى مزاج آخر وفقا للحن والمعاني.
وفي أغنية "ياحبيبي تعال الحقني"، أربعة مقاطع على لحن يتكرر، والعبارات "من بعدك" و"أتألم"، و"في يدّك" و"يلين قلبك" تقولها أسمهان بأحاسيس مختلفة تؤدي تعبيرا مختلفا في كل مرة، وفقا للمعانى المطلوب، على الرغم من أن اللحن نفسه في العبارات الأربع، وعلى الرغم من أن العبارات المذكورة قصيرة للغاية، ولا مجال فسيحا فيها للتعبير الإنساني الزخم، إذ إنها تتشكل من علامتين موسيقيتين لقط. وفي أغنية "عليك صلاة الله وسلامه" تضفي أسمهان بصوتها مسحة خشوع، بخاصة عند نهاية كل مقطع: "دي قبلتك يا نبي قدامة".
وارتفعت في التعبير المسرحي إلى مستوى محمد عبد الوهاب، في المغناة المسرحية الخالدة "قيس وليلى"، في المحاورة وتصوير الحالات المسرحية الدرامية والنفسية المختلفة، كمثل حالة الحب، حين تناديه "قيس"، فيرد عليها: "ليلى بجانبي كل شيء إذن حضر"، وما تشحن به هذا النداء من حرارة عاطفية مشبوبة، وكمثل حالة التوتر والقلق والإنفعال النفسي لدى مرأى النار: "ويح قيس ما أرى"، ثم "ويح قيس تحرقت راحتاه
تلك هي أميرة الجبل