تمثال محمد عبد الوهاب في باب الشعرية, القاهرة
أُلحق محمد عبد الوهاب بكتّاب جامع سيدى الشعرانى بناءاً على رغبة والده الذى أراده أن يلتحق
بالأزهر ليخلفه بعد ذلك في وظيفته وحفظ عدة أجزاء من
القرآن قبل أن يهمل تعليمه ويتعلق
بالغناء والطرب حيث شغف بالإستماع إلى شيوخ الغناء في ذلك العصر مثل الشيخ
سلامة حجازى وعبد الحي حلمي وصالح عبد الحي، وكان يذهب إلى الموالد والأفراح التي يغنى فيها هؤلاء الشيوخ للإستماع لغنائهم وحفظ أغانيهم، ولم ترض الأسرة عن هذه الأفعال فكانت تعاقبه على ذلك، بعدها قابل محمد عبد الوهاب الأستاذ
فوزي الجزايرلى صاحب فرقة مسرحية
بالحسين الذى وافق على عمله كمطرب يغنى بين فصول المسرحيات التي تقدمها فرقته مقابل خمسة قروش كل ليلة، وغنى محمد عبد الوهاب أغانى الشيخ سلامة حجازي متخفياً تحت اسم "محمد البغدادي" حتى لاتعثر عليه أسرته إلا أن أسرته نجحت في العثور عليه وازدادت إصراراً على عودته لدراسته فما كان منه إلا أن هرب مع
سيرك إلى
دمنهور حتى يستطيع الغناء، وطُرد من السيرك بعد ذلك ببضعة أيام لرفضه القيام بأى عمل سوى الغناء فعاد إلى أسرته بعد توسط الأصدقاء التي وافقت أخيراً على غناءه مع أحد الفرق وهي فرقة الأستاذ عبد الرحمن رشدي (المحامي) على مسرح برنتانيا مقابل 3 جنيهات في الشهر، وكان يغنى نفس الأغانى للشيخ سلامة حجازى، وحدث أن حضر
أحمد شوقي أحد عروض الفرقة وبمجرد سماعه لعبدالوهاب قام متوجهاً إلى حكمدار
القاهرة الإنجليزى آنذاك ليطالبه بمنع محمد عبد الوهاب من
الغناء، ونظراً لعدم وجود قانون يمنع الغناء أًخذ تعهد على الفرقة بعدم عمل عبد الوهاب معهم.
التحق عبد الوهاب بعد ذلك
بنادى الموسيقى الشرقي (
معهد الموسيقى العربي حالياً) حيث تعلم العزف على
العود على يد
محمد القصبجي وتعلم فن
الموشحات وعمل في نفس الوقت كمدرس للأناشيد بمدرسة الخازندار، ثم ترك كل ذلك للعمل بفرقة
على الكسار كمُنشد في الكورال وبعدها فرقة الريحاني عام
1921، قام معها بجولة في بلاد
الشام وسرعان ماتركها ليكمل دراسة
الموسيقي ويشارك في الحفلات الغنائية، وأثناء ذلك قابل
سيد درويش الذى أُعجب بصوته وعرض عليه العمل مقابل 15 جنيه في الشهر في فرقته الغنائية، وعمل في روايتي البروكة وشهرزاد، وبالرغم من فشل فرقة سيد درويش إلا أن عبد الوهاب لم يفارق سيد درويش بل ظل ملازماً له يستمع لغنائه ويردد ألحانه حتى وفاة سيد درويش.