وكما كان للسينما المصرية عندليب فان للسينما الامريكية هى الاخرى عندليب
غير ان العندليبين كان يفصل بينهما بحر ومحيط وقارة واسعة مكتشفها كريستوفر كولومبس وفوق هذا كان يفصل بين مجيئهما الى دنيانا فارق كبير من عمر الزمان
فعندما غنت السينما لاول مرة بصوت ال جولسون فى الفيلم الامريكى مغنى الجاز لم يكن حليم العندليب الاسمر قد ولد فى حين ان العندليب الاشقر بنج كروسبى كان له فى ذلك الزمان من العمر 24 عاما
وعندما ظهر كروسبى فى اول افلامه الطويلة 1930 كان العندليب الاسمر ليس لع من العمر سوى عام وعندما كان كروسبى فى اوج مجده يحصد المال وتباع اسطواناته بملايين الدولارات كان العندليب الاسمر فى البداية يشق طريقه الى الشهرة ورغم اختلاف الاعمار كان بين الاثنين شى مشترك هو وداع الحياة فى وقت يكاد يكون واحدا
فكلاهما جاء ه الموت فى نفس العام وكروسبى غادر الحياة فى سن السابعة والسبعين فى حين حليم غادرها فى سن السبعة والاربعين قبل ان يكمل عامه الثمانية والاربعين بثلاثة شهور
والحق توجد اشياء اخرى مشتركة بين قطبى الغناء فكلاهما غنى ومثل للسينما سنوات طوال كروسبى لما يقرب من الاربعين عاما وحليم لما يقرب من خمسة عشر عاما
وكلاهما كان سابقا على عصر الموسيقى الصاخبة ومع اختفاء صوته بدات مرحلة ذبول الاغنية العاطفية
وكلاهما بقى صوته بعد اختفائه مسموعا حتى من شباب هذه الايام والاهم من ذلك سينمائيا كلاهما كان له حضور على الشاشة التى وقعت فى غرام العندليبين فقد استمر العندليب الاشقر نجما محبوبا يقبل الناس على مشاهدة افلامه وكذلك كان الحال مع العندليب الاسمر فحتى فيلبمه الاخير ابى فوق الشجرة ظل نجما محبوبا ودليل ذلك استمرار عرض الفيلم اكثر من عام وهذا غير مسبوق كما انفرد كلاهما باداء ادوار جادة امام ممثلات لهن منزلة كبيرة فى عالم الاداء فكروسبى مثل وصمد امام انجريد برجمان وجريس كيلى
والعندليب الاسمر مثل وصمد هو الاخر امام جميع ممثلات السينما المصرية اللاتى كن فى مصاف النجوم امثال فاتن حمامة وسعاد حسنى ونادية لطفى وكذلك شادية وماجدة
حقا ما اكثر اوجه الشبه بين قطبى الغناء على الشاشة فى مصر وامريكا
واغلب الظن لو كان العندليب الاسمر امريكيا فلربما فاز باوسكار مثلما فاز بها العندليب الاشقر عن ادائه لدور رجل دين متحرر فى فيلم سائر الى طريقى ولما ظل انجح افلامه ابى فوق الشجرة ممنوعا عرضه على الشاشة الصغيرة حتى هذه الساعة