هذا الموضوع من مجلة اخبار النجوم 2004
يشهد العندليب على ايامنا الحلوة لذلك يعزف له الجمهور لحن الوفاء ومازال رغم الرحيل فتى احلام بنات اليوم والامس وغدا
واذا كان حليم قد ولد فى شارع الضباب ولم يجد فى طفولته احضان الحبايب التى ترعى هذا الطفل اليتيم فان المجد الذى حققه فى حياته القصيرة يشهد بانه جبار فى فنه وارادته وذكاؤه
وليست صدفة غريبة ان تمتزج دراما حياته باحداث افلامه وتعبر كلمات اغانيه عن افراحه والامه
شارع الضباب ولد حليم ليواجه قدره فقد رحلت الام وطفلها لم يكن يبلغ من العمر سوى اسبوعا ثم رحل الاب ولم يكمل ابنه ثلاثة اعوام لتبد رحلة العذاب المبكرة وبين الملاجى وبيوت الاقارب عاش حليم سنواته الاولى حتى التحق بكتاب القرية وبلغ خوفه من عريف الكتاب وشيخ الكتاب حيث كانا يتبادلان ضرب الاطفال
هذه هى بداية حليم القاسية والتى جاءت لتتطابق مع واحدة من اجمل اغنياته
ياشارع الضباب مشيتك انا مرة بالعذاب ومرة بالهنا
تحت القناديل نشكى والضى العليل يبكى
اى دمعة حزن لا
كان حليم جبارا فى تصميمه على النجاح يرفض الاعتراف بمرضه وحزنه ويصمم على المضى فى الطريق الذى رسمه لنفسه يتجاهل البداية المليودرامية لحياته ويتحدى ويؤمن ان هناك المئات من الاطفال الموهوبين فى قرى ونجوع مصر وقد كان حليم مهددا فى كل وقت بالنزيف وكان محروما من الاطعمة ومن الحب ورغم ذلك قرر ان يبتعد عن الحزن بكل مايملك من قوة وتحمل فى صبر معركته مع الالم والمرض ويركض هاربا من الحزن الى القمة والمجد وكان يقول للمقربين انا لن اسمح للمرض ان يهزمنى
نبتدى منين الحكاية
وذاق حليم فى البدايان طعم النجاح كما ذاق طعم الفشل ولم يكن يتخلى عن اغنية فشلت فى الوصول الى الجمهور حتى تتحول الى اغنية ناجحة واحب المناخ الفنى بكل مايحويه من ثراء وكان يرفض ان يغنى البلاى باك دون ان ينفعل ويبحث عن اسباب النجاح وادرك اهمية الصحافة فسعى اليها واقام علاقات قوية
صدفة
لعب الحظ مع حليم حيث كان يعزف الاوبوا مع فرقة الاذاعة والتى كانت تسجل لحنا لمطرب شهيرعبد الغنى السيد فقد كان يطلب كمال الطويل اعادة التسجيل اكثر من مرة فغضب عبد الغنى السيد وغادر الاستديو ولكن حليم اعلن انه سيقوم باداء اللحن ووافق حافظ عبد الوهاب على التسجيل بصوت حليم
ياقلبى خبى كان حليم يحب واحدة كانت صديقة لبعض قريباته والتقيا كثيرا فى الاسكندرية وفجاة ارسلت له خطابا تخبره ان تقدم لها شاب لاترى فيع عيبا فكانت عاقلة وقبلت العريس وحينما كان يغنى فى حفل بالاسكندرية فوجى حليم بها واحس انه يغنى لها ياقلبى خبى لايبان على ويشوف حبيبى دموع عنيه وذهبت تسلم عليه هى واولادها وغادرت المكان
موعود بالعذاب
منذ عام 72 لم يتذوق حليم من ماء النيل فقد كان محروما منه بامر الاطباء وعرف كيف يميز زجاجات الادوية دون ان تراها عيونه ولم يحاول ان يستثمر مرضه لكن المخرج ابراهيم عمارة قال له وهو يتفق معه على لحن الوفاء ان معروف عنك قصة حياتك وهى وسيلة جيدة للنجاح وكان يقول حليم ان من يقول اننى تعمدت استغلال مرضى لم يقترب منى ليعرف كيف اغنى واقفا على خشبة المسرح فى حين تنتظرنى سيارة الاسعاف لقد بدات حياتى بالاحساس باليتم وانتهت بالاحساس بعذاب الجسد
شارع الحب
لم يكن عبد المنعم صبرى الفنان الشاب القادم من قلب الفقر فى الحارة المصرية والذى يحلم بالغناء فى الاوبرا سوى تكرار لقصة حليم وكفاحه من اجل الوصول الى النجاح وكما كان عبد المنعم وفيا لمن وقفوا معه كان حليم اكثر وفاءا وقد كان يشعر بفضل قريته الحلوات وثم اساتذته بدءا من حافظ عبد الوهاب الذى اعتمده مطربا واعطاه اسمه حتى عبد الوهاب الذى وقف معه فى مشواره حتى الرحيل وقد بنى حليم مسجدا فى قريته وملجا للايتام وكان دائم المساعدة للكثير من اؤلئك الذين مدوا يد المساعدة له فى طفولته واذا كان حليم قد وجد فى شارع الحب جادليو او حسين رياض ليتبناه فنيا وانسانيا فان حليم قد وجد هذا النموذج فى اكثر من شخص مروا فى حياته وساهموا فى نجاحه
م