نجوى فؤاد: أبكي وحيدة وكأنني مصابة بالشيزوفرينيا
Monday, 23 November 2009
موقع يا بيروت
"ريتا هيوارث الشرق" هربت من أهلها لتحقيق حلم الفن
أحمد رمزي طلقني بعد 17 يوماً من جلسة "اندماج"
فشلت في اختبار "أنا والعذاب وهواك" أمام عبدالوهاب
هنري كيسنجر خطبني ولسوء حظي كنت متزوجة
أول أجر 50 قرشاً ورقصت مع عبدالحليم ب¯ 5 جنيهات
أحمد فؤاد حسن عوّضني حنان الأب وعلمني الفن
ارتبطت 5 مرات ولم أستطع التسامح في الخيانة
عشن حياة لم يعرفها أويختبرها غيرهن, رقصن فوق الذهب وفرشت الارض امامهن وتحت اقدامهن بالاموال, ورغم ما تمتعن به من شهرة وثراء, لم تخل حياة اي منهن من مأساة, اما في بداية العمر او قبل الاعتزال.
الراقصات الشرقيات قصص لا تنتهي, فيها الكثير من العبر, وما بين الشهرة والابهار والذل والانكسار.. نستعرض سيرة اشهر الراقصات العربيات ممن تمردن على الاعراف والتقاليد, واحترفن مهنة قديمة قدم التاريخ, بدأت كطقس ديني يرمز الى الخصوبة والنماء في المعابد قبل الميلاد, وفي القرون الوسطى سرت هجرة "الغجر" و"النّور" حيث احترفت كثير منهن الرقص للترفيه عن التجار والجنود والدهماء, واطلق عليهن في مصر "الغوازي" وبتطور فن الرقص عرف العرب "العوالم" ممن تميزن عن الغجر والغوازي بمعرفتهن بالموسيقى والألحان واصول الغناء, وقد اقتصر عملهن في البدايات على الاعراس والحفلات في مجالس النساء وعندما شاع الاختلاط ازدهر الرقص وزاد انتشاره بانتشار الملاهي الليلية في القرن الماضي, فضلاً عن ان الافلام المصرية افرزت عشرات الراقصات الشرقيات ممن لهن صولات وجولات.
اذا كانت تحية كاريوكا أضفت طابع الاحترام المفقود للرقص الشرقي, فان الراقصة الكبيرة نجوى فؤاد تمكنت من نقله الى العالمية, عندما كانت أول من قدمت تابلوهاتها الراقصة في قاعة ألبرت هول, أكبر مسارح لندن, الى جانب قيامها بأداء استعراضاتها المتميزة على مسارح عالمية أخرى مثل الأوليمبيك بفرنسا وغيره في كثير من دول العالم, ويؤكد التاريخ أن نجوى كان بامكانها أن تكون احدى أهم نجمات السينما المصرية لولا عشقها للرقص الشرقي الذي جذبها اليه بعصا سحرية ولم تستطع مقاومته.. ومع نجمة الرقص نجوى فؤاد كان هذا الحوار الذي كشفت لنا فيه الكثير من أسرارها..
◄تركت منزل والدك لكي تحققي حلم طفولتك بأن تكوني راقصة شرقية.. حدثينا عن تلك الفترة?
■ انتمي في الأصل الى عائلة محافظة, من ابناء الطبقة الوسطى.. بالتالي كانت فكرة العمل في المجال الفني فضلا عن ممارسة الرقص الشرقي نفسها, مستبعدة تماما, وفي الوقت نفسه كان عشقي للرقص غير قابل للمقاومة, ومن هنا لم يكن أمامي سوى خيار ترك منزل عائلتي, وأنا لم أتجاوز الثالثة عشرة من عمري.
◄كيف بدأت مسيرتك الفنية بعيدا عن رعاية عائلتك وأنت في هذه السن الصغيرة?
■ كانت البداية صعبة للغاية, حيث التحقت بالعمل بمكتب فني يملكه شخص يدعى "عرابي" كسكرتيرة, ولكني طلبت منه أن يجد لي فرصة مناسبة لكي يقدمني من خلالها الى الوسط الفني الذي أعشقه وتركت منزل والدي من أجله. بالفعل استغل "عرابي" علاقته بالموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وقدمني له كموهبة في مجال الغناء وعندما طلب أن يسمعنى غنيت له "أنا والعذاب وهواك" وما إن مرت لحظات حتى قال مسرعا: "بس يا حلوة.. أبحثي عن عمل آخر غير الغناء", فأصابني اليأس, ولكن سرعان ما تبدل الحال بعد أن رآني "عرابي" ذات مرة أرقص على أغنية "عزيزة" اذ فوجيء بأدائي وأعجب جدا بطريقة رقصي, ونصحني بأن أُغير وجهتي الى الرقص, وساعدني كي أن أبدأ مشواري كراقصة. أذكر أيامها أنني لم أتمكن من الظهور والرقص علانية, الا بعد عمل مستخرج من شهادة الميلاد (غير قانوني) يثبت أنني أكبر من سني الحقيقية بخمس سنوات, وكان محظور على من يقل عمرها عن ثمانية عشر عاما ممارسة الرقص الشرقي علنا.
كانت بدايتي الحقيقية في ملهى "صحارى سيتي" الشهير ولم يتعد أجري أيامها الخمسين قرشا في اليوم الواحد, وما هي الا شهور قليلة حيث تزوجت من الموسيقار الراحل أحمد فؤاد حسن الذي كان رجلا بمعنى الكلمة حيث وجدت فيه الى جانب الزوج الحنون, الأب العطوف والاحساس بالأمان, وحماني كثيرا من الانزلاق الى الطرق (البطالة) التي يمكن أن تنزلق اليها بسهولة أي امرأة تعيش في الوسط الفني, اذا لم تجد الانسان الذي يأخذ بيدها الى بر الأمان.
كما ساعدني لوضع أقدامي على أول سلم النجاح كفنانة, عندما قدمني للجمهور عبر حفلات أضواء المدينة وغيرها, كما عرفني بكثير من الشخصيات العامة الشهيرة في ذلك الوقت أمثال أنيس منصور وكمال الملاخ ويوسف السباعي ومصطفى أمين وغيرهم.. وبالتالى لم أواجه "المرمطة" التي واجهتها الكثير من الراقصات حيث اضطرت كثيرات منهن في بداية عملهن للرقص في ملاهي الدرجة الثالثة والكباريهات الرخيصة.
◄اذا كان الموسيقار الراحل أحمد فؤاد حسن يمثل لك كل هذا كما تقولين.. فلماذا انتهت علاقة زواجكما سريعا?
■ الحقيقة التي لا أستطيع انكارها أنني عشت مع أحمد خمس سنوات من أجمل أيام حياتي, حيث كان الأب والزوج والحبيب والصديق والزميل الذي أدخلني عالم الفن من أوسع أبوابه وعرفني على أهم الشخصيات الفنية والاجتماعية, وعلمني الفنون الموسيقية وأدخلني المجتمعات الراقية, ولكننا قررنا الانفصال لاصراره على انجاب أولاد, لكني كنت أرفض فكرة الأمومة خوفا من أن يؤثر الحمل والولادة على جسدي ورشاقتي كراقصة فكان الانفصال المادي وليس الروحي بيننا.
◄من الراقصات اللاتي كن منافسات لك عندما بدأت احترافك للرقص?
■ مبدئيا أرفض مبدأ المنافسة أو التنافس بين الراقصات, غير أنني أرى أن لكل راقصة "محترفة" شخصيتها الخاصة التي تقدم من خلالها فن الرقص بلون معين ونكهة مختلفة بعيدا عن الأخريات, وطوال مشواري كراقصة كان دائما هناك زميلات وليس منافسات, مثل سهير زكي ومنى السعيد وفيفي عبده وسحر حمدي وعزة شريف.
◄هل صحيح أنك تزوجت الفنان أحمد رمزي لمدة سبعة عشر يوما فقط?
■ فعلا هذا ما حدث وذلك بعد انقضاء شهور العدة عقب طلاقي من أحمد فؤاد إذ التقيت به أثناء قيامه بتصوير احد أفلامه, وفي جلسة "اندماج" جمعت بيننا عرض علي الزواج, فما كان مني الا أن وافقت على الفور. كانت المفاجأة كبيرة اذ كان نجما لامعا وقتها بينما كنت فتاة صغيرة ولم أكن قد أصبحت بعد تلك الأنثى التي ترضي رجولته, كما أنه كان قد أفهمني أنه طلق زوجته الايطالية. بعد زواجنا بأيام جاءني عرض للسفر الى أميركا لاحياء احدى الحفلات هناك وعندما عدت فوجئت بورقة طلاقي في انتظاري وأنه عاد مجددا الى زوجته واكتشفت أنه لم يكن طلقها بعد ولكن فقط كان على خلاف معها فحاولت احتواء صدمتى الكبيرة منه, ولكنني لم أندم على فقداني له كزوج لأنني أرفض أن أتزوج برجل متزوج وله أولاد, وبقينا أصدقاء فيما بعد رغم كل شيء لأنه كان انسان "جنتلمان" بمعنى الكلمة.
◄ماذا عن زيجاتك الأخرى.. وكم كان عددها بالتحديد?
■ أنا تزوجت خمس مرات وربطتني بمعظم من تزوجتهم من الفنانين علاقة أخوة استمرت قبل وبعد انتهاء زيجاتنا.
◄بصراحة.. لماذا تعددت مرات طلاقك?
■ الحقيقة أن السبب لم يكن دائما راجعا الى أخطاء أزواجي, بل كان السبب أحيانا يرجع الى انشغالي الدائم بعملي, ولكن لا أنكر أنني عانيت من مرارة الخيانة وهذا شيء لا أستطيع التسامح معه على الاطلاق, أخيرا وفي بعض الأحيان لم نتفق كأزواج فقررنا الانفصال في هدوء والبقاء مجرد أصدقاء وزملاء في المهنة.
◄هل صحيح أيضا أنك تزوجت المطرب الراحل عماد عبد الحليم?
■ أبدا لم يحدث على الاطلاق, ولكن الحقيقة أنني عشت معه قصة حب جميلة استمرت لفترة طويلة, واحتفظت بكل تفاصيلها احتراما لذكرى عماد خصوصا بعد رحيله المفاجئ الذي أتى كصدمة كبيرة في حياتي, واستغرقت وقتا طويلا حتى تجاوزتها أخيرا.
◄ لماذا لم تكتمل قصة الحب الملتهبة تلك بالزواج?
■ لأسباب كثيرة أهمها بالطبع فارق السن الكبير بيننا, فهو كان أصغر مني سنا, كما أنني كنت أعيش مرحلة نضجي كنجمة بينما كان في بداية حياته الفنية, بالتالي كانت هناك الكثير من الموانع بيننا.
◄هل تدخل الفنان الراحل عبد الحليم حافظ لكي يمنع زواجك من عماد?
■ اطلاقا.. فكل هذه اجتهادات صحافية, لا توجد أدنى علاقة لحليم بعدم زواجي من عماد, وبرغم صداقتنا أنا والراحل عبد الحليم حافظ فانه لم يكن ليسمح لنفسه بالتدخل في حياتي الخاصة.
◄كيف انتقلت من الرقص الى التمثيل, لتقفي أمام عمالقة الشاشة ورواد السينما الكبار?
■ لم أقطع علاقتي بالرقص من أجل التمثيل, ولكنني مارست المهنتين معا في الوقت نفسه, حيث كان نجاحي السريع كراقصة لافتا لأنظار المنتجين السينمائيين الذين انهالت عروضهم علي. كانت البداية عام 1959 عندما تم اختياري لأداء رقصة مصاحبة لأغنية عبد الحليم حافظ الشهيرة "قولوا له" وكان أجري عن تلك الرقصة هو خمسة جنيهات.. وعلى فكرة لم يكن حليم وقتها يعلم أنني زوجة لأحمد فؤاد حسن, وبعد انتهاء التصوير حضرت جلسة فنية ضمت حليم وعددا من النجوم ودار الحديث عن فيلم جديد كان اسمه "ملاك وشيطان" وكانت البطولة فيه للنجم الراحل رشدي اباظة وكانوا يبحثون له عن وجه جديد ليصاحبه في الفيلم, فرشحني عبد الحليم قائلا للمنتج أنه يعرف ممثلة ناشئة تصلح لهذا الدور, وبالفعل تعاقدت على الدور في مكتب الانتاج بحضور رشدي أباظة, وقد استمرت علاقتي طويلا مع حليم في ما بعد, حيث كان مشهورا بأنه يتفاءل بوجودي بالقرب منه في أعماله الفنية وكنت ضيفة دائمة على حفلاته الغنائية.
◄خبرينا بمزيد من التفاصيل عن علاقتك بالعندليب الاسمر الذي رافقك عبر محطات فنية متعددة في مسيرتك الفنية?
■ كان حليم بالنسبة لي نموذجا يحتذى كفنان بمعنى الكلمة, ومدرسة فنية حقيقية. اذ تعلمت منه الكثير ولم يبخل علي بأي من خبراته الكبيرة, وكنت ضيفة دائمة في جميع حفلاته الغنائية اذ اعتبرني تميمة الحظ له.
◄ولكن لماذا لم تستمر مسيرتك الفنية كممثلة بنفس قوة مسيرتك كراقصة?
■ بعد دوري في فيلم "ملاك وشيطان" توالت أدواري في السينما, ولكن في النهاية وعندما شعرت أن التمثيل سيأخذني من عالم الرقص الذي أنتمي اليه بالدرجة الأولى, بدأت أنسحب شيئا فشيئا وذلك رغم كل المغريات التي كانت تجذبني للاستمرار كممثلة على حساب كوني راقصة, ولا أُخفيك سرا أن اهتمامي برسالتي الفنية كراقصة شرقية كلفني الكثير سواء ماديا أو مهنيا, حيث ضحيت بكثير من العروض السينمائية التي تعارضت مع تركيزي الشديد على الرقص عبر مسيرتي الفنية.
◄دعيني أيضا أعود بك سنوات الى الوراء وأسألك عن حقيقة ما تردد عن خلافات بينك وبين الراقصتين سامية جمال وتحية كاريوكا?
■ من قال هذا?.. فالفنانة الراحلة سامية جمال كانت كالنسمة الرقيقة.. وأذكر لها الكثير من المواقف الجميلة منها أننا كنا مشتركتين في احياء احدى حفلات "أضواء المدينة" واذا بها تقترب مني وتهمس في أذني قائلة "ممكن أعرف ما لون البدلة التي سوف ترتدينها لكي أختار لونا مختلفا عنها?".. وبالطبع هذا التصرف يعكس الى أي مدى كانت سامية جمال فنانة محترمة ويكشف أيضا عن متانة علاقتنا.
أما تحية كاريوكا فبرغم اختلافاتنا الشخصية, فهي أيضا كانت صديقة ليس لي فقط ولكن للكثيرين, وقد اشتهرت بالجدعنة الى أبعد مدى كما كانت أول راقصة تضفي صفة الاحترام على مهنة الرقص الشرقي في مصر, ولكنني أذكر أن خلافا حادا نشب بيننا عندما كنت أمثل احد أدواري أمام الفنان محرم فؤاد, وتدخل البعض وزعموا أنني تزوجت محرم الذي كان زوجها آنذاك, فصممت على أن تقوم بضربي, وبمجرد أن علمت بثورتها ضدي ذهبت اليها, وأوضحت لها أن زوجي هو "أحمد فؤاد وليس محرم فؤاد, وقد تفهمت الأمر بسرعة وزال سوء التفاهم على الفور.
◄ من أفضل الراقصات القدامى اللاتي كن على الساحة أثناء مرحلة البدايات بالنسبة لك?
■ كثيرات وعلى رأسهن بديعة مصابني بالطبع.. وقد كانت بديعة فعلا, اسما وفنا.
◄رقصت أمام كبار الزعماء العرب والأجانب والكثير منهم أعجبوا بك بل ووقعوا في غرامك.. فهل صحيح أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنرى كيسنجر طلبك للزواج منه?
■ نعم, هنرى كيسنجر أُعجب بي رغم أنه قد شاهد الكثير من الراقصات والاستعراضات في عديد من دول العالم, وقد تقدم لخطبتي ولكني وقتها كنت متزوجة من مدير احد الفنادق الكبرى في مصر.. وذلك لسوء حظي بالطبع.
◄ما أحلى ذكرياتك الخاصة بك كراقصة?
■ ذكرياتي الحلوة أكثر من أن تعد أو أن أتذكرها كلها الآن, لكنني لا يمكن أن أنسى يوم أن نُشر عني أول خبر من الحجم الكبير في الصفحة الأولى بجريدة "الأخبار" للتنويه عن قيامي باحياء حفل افتتاح فندق "هيلتون" الشهير بقلب القاهرة, وقد رآني يومها الكاتب الكبير مصطفى أمين وفوجئت في اليوم الثاني بخبر كبير في صحيفة الأخبار يصفني بأنني "ريتا هيوارث الشرق", وأيضا لا أنسى ليلة أدائي لفقرة راقصة في قاعة "ألبرت هول" في لندن وذلك كأول راقصة مصرية أو عربية يتم استضافتها في هذه القاعة الشهيرة, كذلك عندما رقصت في الحفل الذي حصل فيه موسيقار الأجيال محمدعبد الوهاب على الاسطوانة البلاتينية في لندن بقاعة "ألبرت هول" أيضا.
◄وذكرياتك المؤلمة.. ماذا عنها أيضا?
■ ليست كثيرة وأهمها بالطبع غدر أزواجي بي.
◄ قابلت في حياتك الكثير من المواقف والشخصيات السياسية والفنية المهمة.. فهل فكرت في كتابة مذكراتك?
■ ترد بحسم.. لم ولن أفكر في ذلك أبدا, وعلى العكس فأنا أرى أن حياتي بسيطة ولا تحمل أحداثا استثنائية, ولم تشهد أخطاء كبيرة تحتاج لأن أُبرئ نفسي منها, كما أنه لا توجد أسرار خاصة تحتمل كتابتها في مذكرات خاصة.
◄يقولون أنك من الراقصات صاحبات الملايين.. فهل هذا صحيح?
■ من قال هذا? الحقيقة أنني بالفعل كسبت الكثير من عملي ولكنني أيضا أنفقت الكثير على مشروعاتي الفنية في مصر والخارج, وعموما أنا أعتبر ثروتي الحقيقية التي أكرمني الله بها هي حب الناس.
◄الى أي مدى خطفك الرقص الشرقي من حياتك الخاصة?
■ أعترف أنني دفعت ثمنا غاليا جدا من راحتى النفسية واستقراري كامرأة مقابل ما حققته من نجاح كراقصة, وأعترف أنني أحيانا أبدو وكأنني مصابة بانفصام الشخصية "الشيزوفرينيا" عندما أجد نفسي أبكي وحيدة بعيدة عن الناس لأنني رغم كل ما حققته من نجومية مازلت أشعر أنني لم أحقق ذاتي كانسانة.
◄قرار الاعتزال.. هل كان قاسيا عليك?
■ الفنان الذكي من يستطيع اتخاذ قرار الانسحاب بشكل يحتفظ معه باحترام جمهوره, وبالطبع أنا لم أكن مستعدة للتضحية بماض جميل مع الفن مقابل الاستسلام لشهوة الاستمرار تحت الأضواء كراقصة, وكل ذلك كان في مخيلتي عندما قررت اعتزال ساحة الرقص, وليس اعتزال الفن كله بالطبع.. وقد شعرت بمدى توفيقي في توقيت اتخاذ القرار عندما وجدت أن الناس تقابلني قائلين "وحشتينا.. وحشتنا استعراضاتك".
◄ومن الراقصة التي ترين أنها تصلح لتكون خليفتك أو امتدادا لهذا اللون من الرقص الذي تميزت به?
■ ببساطة لا توجد خليفة لي لأنه لا يوجد حاليا أي جيل جديد حقيقي من الراقصات في مصر, رغم أن فن الرقص الشرقي بدأ في غزو العالم اخيراً بصورة غير مسبوقة.
◄أفهم من ذلك أنك لا ترين أن هناك من يستحق لقب "راقصة شرقية" من بين الراقصات الموجودات حاليا على الساحة الفنية في مصر?
■ وأين هؤلاء الراقصات واقعيا? أعتقد أن الواقع يقول أنه ليس هناك الآن جيل جديد من الراقصات ممن بامكانهن أن يملأن مكان نجمات الرقص الشرقي السابقات.
◄اذن أنت لا تعترفين براقصات مثل دينا كراقصة?
■ من قال ذلك, راقصة ممتازة ولها أسلوبها الخاص جدا بها, خصوصا بعد أن نضجت فنيا خلال العامين الأخيرين.
◄ماذا عن الراقصة لوسي?
■ هي أيضا تعتبر راقصة جيدة ولكن من الغريب أنني أشعر أحيانا أنها تصلح كممثلة أكثر منها راقصة, وأرجو ألا تغضب من رأيي هذا, فهي وجهة نظري مع كامل احترامي لها كفنانة مجتهدة.
◄برنامج "هزي يا نواعم" على قناة LBC اللبنانية حقق نجاحا ساحقا خلال الفترة الماضية.. فما أسباب هذا النجاح في رأيك?
■ البرنامج لقي صدي كبيرا لدي, لأنه اهتم بالرقص الشرقي بشكل لافت للنظر من خلال المسابقة الكبيرة التي تم تنظيمها عن طريق القائمين على البرنامج, وأنا بالطبع لا يسعني سوى الانحياز لأي برنامج يضع الرقص الشرقي في مكانته اللائقة به, باعتباره الأصل الذي نبع منه الكثير من فنون الرقص في كثير من البلاد الأخرى.
◄ما النصيحة التي توجهينها الى الراقصة اللبنانية التي فازت بالجائزة الأولى للمسابقة?
■ أعتقد أنها لديها كاريزما خاصة وكل ما ينقصها المزيد من الاتقان والدراسة لمختلف مدارس الرقص الشرقي حتى تكون راقصة شرقية فعلا.
◄ما تعليقك على الانتقادات التي وُجهت بقسوة للبرنامج?
■ بصراحة.. لم يصل الى مسامعي ما يرق الى توصيف انتقاد حاد أو قاس سواء للمسابقة أو للبرنامج.
◄ما الانطباع الذي تركه لديك حفل تكريمك الذي أقيم في كوريا الجنوبية اخيراً?
■ انطباع أكثر من رائع, حيث كان الحفل كبيرا جدا وحضره نحو ستين ألف مشاهد.
◄ما أهم جائزة حصلت عليها في مشوارك الفني?
■ في رأيي أن كل جائزة حصلت عليها أهم جائزة بالنسبة لي, وان كانت الجوائز عموما هي بمثابة دافع متجدد لكي أحقق مزيدا من النجاح كل يوم.
◄ ما أجمل تعليق تسمعينه الآن من معجبيك?
■ مازلت أتلقى كثيرا من كلمات الاعجاب والتقدير التي لا تخطئها أذناي بالطبع, ولكن أهم التعليقات التي أجدها الآن قريبة الى قلبي هي أن أسمع من يقول لي: "يارب نلتقي في بيت الله الحرام".
القاهرة - عبير فؤاد
الرئيسية 
كيف تعرفت على الرابطة؟ 
من طرف 
موضوع: نجوى فؤاد: أبكي وحيدة وكأنني مصابة بالشيزوفرينيا - مهم جدا 
