قصص وحكايات مثيرة وراء أغنيات حليم
03-04-2009
جريدة المنارة -
بالرغم من رحيله إلا أنه مازال يسيطر على مشاعرنا ويحتل أحاسيسنا ويفرض صوته على عواطفنا ، فأغنياته تعبر عن كل حب عشناه وكل جرح داويناه هو عبد الحليم حافظ الذي رحل بجسده ولكن مازالت أغنياته تحيي بينا لذلك بحثا وراء بعضا من هذه الأغنيات لنجد حكايات وحكايات لذلك يرصد هذا الملف عن قرب بعضا من هذه الحكايات من الذين عاصروه
يؤكد عبد الرحمن الأبنودي أن لديه العديد والعديد من الحكايات والذكريات مع عبد الحليم حافظ ، مؤكدا أنه كتب 15 أغنية وطنية لعبد. ويبدأ بحكاية أغنية "عدي النهار" التي كتبها للعندليب بعد نكسة 67 قائلا: كانت ليلة لا تنسي ومازلت أتذكرها وارددها دائما فعقب أحداث نكسة 1967 كانت الحسرة تشق الصدور وكنت يومها في شقة عبد الحليم مع كمال الطويل ومجدي العمروسي وبليغ حمدي نستمع بألم وحسرة لكلام عبد الناصر الذي أصابنا بالصدمة عندما أعلن يومها التنحي. عبد الحليم فاخذ يردد بصوت عالي هنعمل ايه يا أخوانا ثم اقترح أن نذهب لعبد الناصر لنقنعه أن يرجع عن قرار تنحيه، وبالفعل نزلنا إلي الشارع متجهين إلي منزل عبد الناصر واذا بنا نفاجأ بأن سيارتنا قد غاصت في بحر من البشر المتدفق من كل مكان تهتف لعبد الناصر ألا يتنحى. وعند لقاء عبدالحليم في اليوم الثاني، أخرجت له من جيبي "عدي النهار" فصمت بعمق ثم اتصل ببليغ حمدي وطلب منه أن يأتيه على الفور وهكذا ولدت "عدي النهار" التي وزعها الراحل عبدالحليم نويرة"، واعتبرها الأغنية الوحيدة التي اعترفت بالنكسة أو الهزيمة في بلادنا. وغني أيضا عبد الحليم أغنية "أحلف بسمائها وبترابها" الذي لحنها كمال الطويل، وأقسم عبد الحليم أن يغني هذه الأغنية في كل حفلاته وفي أي مكان في العالم.
أما حكاية أغنية "صباح الخير يا سينا" فلها ذكري خاصة عند الابنودي حيث تعتبر أخر لقاء جمعهما ، ويحكي الابنودي قائلا: حين حدثت حرب أكتوبر كنت وقتها أقيم بين انجلتر وتونس وكنت وقتها أجمع السيرة الهلالية وقد فوجئت عام 1974 بتليفون ولم يكن أحد يعرف تليفوني في لندن وفوجئت باتصال من عبد الحليم يسألني كيف نغني للهزيمة ولا نغني للنصر؟. وعدت بالفعل وكتبت له أغنية "صباح الخير يا سينا".
حكاية أغنية "صافيني مرة"التي تعتبر أول لحن يقدمه الموجي لعبد الحليم وهو مازال في بداية الطريق لذلك عندما عرضت عليه أعجب بها بشدة وطلب منه أن يعرضها علي مطربين كبار لكي يحصل علي الشهرة والنجاح ، وبالفعل ذهب والدي بالأغنية إلي المطرب عبد الغني السيد الذي رفضها بعد أن استمع اليها والشيء نفسه فعله المطرب محمد عبد المطلب وهو ما جعل الموجي يصر علي ان عبد الحليم حافظ يقدم الأغنية.
ولكن شاء القدر أن تكون هذه الأغنية هي نفسها سبب شهرة الثنائي محمد الموجي وعبد الحليم حافظ وذلك عندما غناها في حفل العيد الأول لثورة يوليو في حديقة الاندلس وقام الفنان الكبير يوسف وهبي بتقديم عبد الحليم حافظ علي المسرح، وكان والدي يجلس وراء عبد الحليم مع الفرقة ونجحت الأغنية واستقبلها الجمهور بشكل جيد.
بينما يقول الشاعر الكبير محمد حمزة والذي اشتهر بلقب شاعر العندليب، قدمت مجموعة كبيرة من الأغاني لعبد الحليم ما بين العاطفية والوطنية والتي وصل عددها إلي 73 أغنية خلال الفترة من 1964 إلي 1977.
حكاية أخري حدثت مع أغنية "موعود" فقد كنا في طريقنا للمسرح ليغنيها وفي الطريق قال لي أنا خايف أغني "القمر طلع والخوف رجع " فالناس تعتقد أن الخوف رجع ع القمر فياريت تغيرها لي وبالفعل قمت بإعادة كتابتها "القمر طلع والخوف بعد".
وهناك أيضا حكاية طريفة لأغنية "توبة" التي غناها عبد الحليم في فيلم "أيام وليالي" وكتبها حسين السيد ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب محمد، وكان الفيلم يتضمن ثلاثة أغنيات أخري وهم "ايه ذنبي ايه" و"أنا لك علي طول" "وعشانك يا قمر" والأغنيات الثلاثة كتب كلماتها مأمون الشناوي والألحان لمحمد عبد الوهاب وبعد تسجيل الأغنيات الأربعة جلس عبد الحليم ومجدي العمروسي وعبد الوهاب يستمعون إلي أغنيات الفيلم وسأل عبد الوهاب الجميع أي أغنية ستنجح من الأغنيات الأربعة؟ أجاب العمروسي: أغنية عشانك يا قمر، فرد عبد الوهاب قائلا: انا أقول أن أغنية "أنا لك علي طول" هي التي ستنجح لأنها أغنية ناعمة جدا.
بينما قال عبد الحليم: أنا واثق أن أغنية "توبة" هي التي ستنجح لأنها أغنية خفيفة وبالفعل حققت الأغنية نجاحا كبيرا.