من مجلة الكواكب
فى حديث مع كمال حسنى اجراه قبل رحيله
كان فى غاية السعادة وهو يسجل هذا الحوار وكان ينتظر مناسبة ذكرى حليم ليحكى الحقيقة كاملة وكانه يبرى نفسه امام الله والناس والتاريخ فقد قال انه مستمع جيد للموسيقى والغناء وقد احب صوت حليم الذى يعطيه الاحساس الجارف ويؤدى بطريقة لم يالفها من قبل فتاثر به وكان يذهب الى العوامة التى يغنى فيها مع الموجى فى مرحلة البدايات واستمع الى صافينى مرة وظالم وغيرها فشعر ان حليم يغنى بكل كيانه ولما اشتهر كمطرب باغنيته على قد الشوق حفظها كمال عن ظهر قلب الى ان لحن عبد الوهاب توبة فاعجب كمال بها اشد الاعجاب وكان يغنى فى المناسبات العائلية كمال حسنى وحفلات المدارس وفى احدى حفلات مدرسة الخديوية غنى كمال اغنية توبة وكان صلاح عرام وفرقته يشاركان فى الحفل عرض على كمال ان يغنيها فى ركن الهواة واذيعت الاغنية وفرح جدا انه صوته طلع من خلال الراديو وذهب لمقابلة حسنى الحديدى وموسى صبرى الذى قال ان مارى كوينى تريد ان تراك وانا اريدك فى مكتبى وذهب اليه والتقط له اكثر من 200 صورة واجرى معه حوارا واختار له عنوانا الصوت الذى هز مصر خمس دقائق فقال كيف اهز مصر فى وجود حليم وعبد الوهاب فاعطى ذلكانطباعا سيئا عنه وهذا قد خلق له اعداء قبل ان يخطو اى خطوة فى الغناء والتف حوله اناس يحاولون استغلاله لمصلحتهم فقط فقد اكتشف ان هناك علاقة جفاء بين حليم وموسى صبرى الذى استخدمه كورقة ضغط على حليم مما خلق مشاكل لكمال لاحصر لها واصحاب المصالح جعلواكمال حسنى فى وضع منافس له وليس كمثل وقدوة له ووصل الامر الى ان رفض بعض الملحنين وضع الحان لكمال حسنى مثل محمود الشريف وكمال الطويل
وقد قابل حليم فى احدى المرات اما نقابة الموسيقين بعد ان انهى بروفة لحن له مع الموجى ففاجابحليم يقبل عليهم ويحضنه واما اللقاء الثانى عندما جمعت بينهما امال فهمى او سامية صادق لايذكر بالتحديد فى برنامج اذاعى وفيه غنى كمال توبة وغنى حليم غالى عليه ولما اذيع حق صدى طيبا عند الناس
وايضا يذكر عندما بدا يسجل اغنياته على اسطوانات ممن انتاج محمد فوزى طلب كمال من فوزى ان يسجلها مع الفرقة الماسية ولكن لابد من اسئذان حليم اولا فقال له حليم من الذى قال لك انك ماتقدرش تسجل مع الماسية واكد له انه بمجرد اغلاق السماعة سوف ياتيه مكالمة تطلب منه تحديد موعد للتسجيل مع الماسية وايام ماكان اشجاعى مسئولا عن الموسيقى والغناء فى الاذاعة كانت الالحان تسند لكمال بانتظام مع اكبر الملحنين ولكن بعد وفاته وتولى امين عبد الحميد بدا يشعر كمال بالاضطهاد ففوجى باسناد اغنيات له من الحان ملحنين لايتماشون مع لونه الغنائى ومستواهم اقل بكثير من ستوى الملحنين الذى كان يتعامل معهم ويقول انه طول عمره لم يذكر اى كلمة تسى الى حليم فقد جمعه فى احدى المرات بالصدفة مع شقيق حليم اسماعيل شبانة وكانوا يحيوا بعض الحفلات للجنود لى الجبهة فى اطار جولة بدات بغزة وانتهت بالاسماعيلية وخلال تلك الفترة اقترب كمال من اسماعيل وفوجى بقول اسماعيل له ابصم بالعشرة على حبك لحليم وذهب مع اسماعيل بيت حليم فى مرة من المرات لانه كان يعانى من ازمة صحية ودخل الغرفة فوجد فيها اشخاصا كانوا يحرضوه ضد حليم ويحذروه ما يدبره له يجلسون تحت قدميه وقال حليم لكمال ماتتصورش زيارتك دى لى اثرت فيه قد ايه ودى احسن زيارة لى والحقيقة ان احساس كمال لم يشك للحظة واحدة فى مشاعر حليم تجاهه وقد التقى مرةبالشاعر الغنائى محمد حمزة الذى قال له ان حليم اقسم له وهو على فراش المرض انه برى من اى حاجة اتعملت فى كمال حسنى وهذا يؤكد ان اصدقاء حليم اشعلوا نار الخلاف بينهما ولكن هناك ايضا من اصدقاء حليم وقفوا بجانب كمال وهما منير مراد والموجى
ويقول ان حليم قد اعجب باغنية لوسلمتك قلبى الذى غناها كمال مع شادية فى فيلمه ربيع الحب من الحان منير مراد فطلب حليم من منير ان يلحن له دويتو حلو زى لو سلمتك قلبى ليغنيها فى فيلمه معبودة الجماهير ويقول انه الى اليو م مازال يعشق حليم لايطرب الاله
ويقول ايضا ان حليم هو الذى اختاره ليحيى حفل خيرى والذى تعود حليم على احياؤه كل عام ولكن بسبب مرضه اعتذر ورشح كمال حسنى وقد التقيا معا حليم وكمال فى حفل غنائى يحضره مسئول عربى وفوجى كمال بان حليم هو الذى يقدمه فى الحفل
ويقول ان حليم يشعره انه يغنى بكل كيانه ويعبر عما يغنيه بوجهه وبالنسبة لاغنية نعم ياحبيبى التى كان من المفروض ن يغنيها كمال ولكن من تلحين محمود الشريف يقول كمال ان الموجى حكى له ان كلام الاغنية كان عندحليم وكمال الطويل منذ البداية
ويقول كمال حسنى ان احساس حليم بالكلمات وحسن اختياره للالحان وترجمة كل هذا بشكل يصل الى الناس قلوبهم فهو صاحب مدرسة الاحساس هذا كله سر بقاء حليم برغم رحيله وييقول كماقلت لماتخاطب اذنى غير لماتخاطبنى بكيانك ولما تخاطبنى بكيانكمش ممكن تطلع من قلبى وحليم مش ممكن يطلع من قلبى ابدا