[b]
من مجلة اكتوبر
يقول الاعلامى الكبير وجدى الحكيم
فى اذاعة صوت العرب كنا نبحث عن سهرة ننافس بها البرنامج العام الذى كان ينفرد باذاعة حفل فريد الاطرش فى عيد الربيع وكنا مجموعة من شباب الاذاعيين من بينهم امين بسيونى وكانوا يطلقون علينا العيال الاشقياء
وكان حليم مريضا فى تلك الوقت وملازما للفراش ففكرنا ان نسجل سهرة اذاعية من سرير مرضه ودعونا اليها عددا من كبار الصحفيين والادباء والمعروف انهم يترددون على حليم وكان من بينهم الصحفى الكبير مصطفى امين واحمد بهاء الدين ومصطفى محمود والشاعر كامل الشناوى وشخصيات فنية اخرى من بينها الشاعر الغنائى عبد الوهاب محمد وكان الناس فى تلك الفترة متعلقين بحليم فهو مطربهم المفضل وسجلنا سهرة من سرير المرض ونوهنا عنها فى مجموعة اعلانات من خلال الاذاعة ولفت نظر فريد الاطرش الذى اعتبر اننا نتامر ضده حتى انه قال فى الحفلة بين اغنية واخرى انه سعيد بوجود الشاعر الكبير كامل الشناوى فى صالة الحفلة وكان كامل الشناوى فى سهرة حليم ايضا وكان ماقاله يعنى اننا غير صادقين فيما نقدمه او انها سهرة ليست على الهواء كما كنا نعلق فى التنويهات الاعلانية وللحق كان حليم متعاونا معنا تعاونا كاملا
امتدت علاقتى بحليم ولوتنقطع يوما حتى انى عاصرت رحلة مرضه من بدايتها والمعروف ان حليم كان يحتاج الى زراعة كبد حتى يشفى وكانت زراعة الكبد فى تلك الفترة لاتزال فى مراحلها الاولى ولم تكن قد تاكدت مثلما هو حادث الان وقد عرضوا عليه الاطباء ان يقوموا بزراعة كبد له ولم تكن الحكاية تخيف حليم ولكنه كان يخاف من شى اخر فقد سال الاطباء عن الاثار الجانبية لعملية زراعة الكبد فقالوا له النسيان ذلك ان زراعة الكبد يمكن ان يتعرض صاحبها لحالة فقدان ذاكرة اوالنسيان فى بعض الاوقات وكان رد حليم يعنى اذا كنت بغنى فى حفلة ممكن انسى كلمات الاغنية ورفض حليم الفكرة تماما رفضها من اجل الغناء وفضل ان يعيش كما هو بمرضه من اجل جمهوره الذى يحبه والذى عاش حياته محروما من كل شى من اجله ايضا