[b]
من مجلة صباح الخير
وعن كتاب جسر التنهدات للكاتب الساخر جيل البندارى
ذات يوم كنا نجلس فى بيت المذيع جلال معوض وزوجته النجمة ليلى فوزى وكانت معنا المذيعة سامية صادق وكان الحديث يدور بينى وبين سامية عن اغنية جديدة اخرى هى بامر الحب التى يغنيها حليم فى فيلم يوم من عمرى ولم تصادف النجاح الذى كان يتوقعه لهاحليم وقد غاظ هذا حليم وكان يتمنى لها الانتشار بسرعة الطبق الطائر وقد كانت هذه الاغنية سببا فى الخلاف الذى نشا بين حليم والموجى لدرجة ان حليم سحب كلمات الاغنية من الموجى واعطاها لمنير مراد بعد ان اوشك الموجى على الانتهاء من تلحينها
ان حليم والطويل والموجى ابناء مدرسة واحدة واستطاع كل منهم ان يثبت وجوده فى فنه ولكن المؤكد ان علاقة الصداقة التى بين حليم والطويل اقوى واكبر من علاقته بالموجى ومن المؤكد ان كلما كبرت العلاقة بين حليم والطويل فترت العلاقة بينه وبين الموجى ويذكرنى موقفه بين الموجى والطويل بزوج الاثنين فحليم يرتاح الى الطويل فى مجالسخ الخاصة كما يرتاح الى اصطحابه فى رحلاته الى الخارج والموجى كان يغار من الطويل كغيرة الزوجة الاولى من الزوجة الثانيية فالموجى يعتقد انه شريك حليم فى مجده فلماذا يفرق حليم فى المعاملة بينهما وعندما علم الموجى ان حليم سجل اغنية بامر الحب ولم يعبا برغباته التى كان قد ابداها وهى ان يلحن اغنيتين فى الفيلم بمبلغ 600 جنيه وكانت هذه اول مرة يشترط الموجى فيها ان يلحن اغنيتين فى فيلم من افلام حليم فلقد اعتاد حليم ان يوزع الاربعة الحان على الطويل والموجى ومنير وبليغ فلماذا يشترط الموجى هذا الشرط ورفض حليم ان يعطيه اغنيتين ورفض الموجى ان يوقع مع منتج الفيلم صبحى فرحات وهكذا تازم الموقف بين حليم والموجى واجمعت الصحف والمجلات على ان الخلاف بينهما بسبب الفلوس فالموجى يطالب حليم بمبلغ 300 جنيه عن اللحن
ولكن الحقيقة التى عرفتها ان الخلاف بينهما لم يكن بسبب الفلوس فقد كان فرحات على استعداد لان يدفع للموجى 300 جنيه عن كل لحن ولكن حليم رفض مبدا تمييز الموجى عن الطويل فى الاجر فاذا كان الطويل يتقاضى مبلغ 250 جنيه عن اللحن فلماذاا يتميز عليه الموجى بخمسين جنيه والموجى كان يهدف الى الحصول على فرصتين فرصة تلحين اغنيتين والحصول على مبلغ 600 جنيه فلما اعتذر حليم ركب الموجى راسه ورفض ان يقدم له لحن بامر الحب فاضطر حليم ان يسحب منه كلمات الاغنية ويعطيها لمنير ولحن منير الاغنية وتوقع لها حليم نجاحا كبيرا واذيعت على الناس وغناها فى دمشق والقاهرة وفى كل مكان ولمنها لم يكتب لها النجاح الذى كان ينتظره لها وكان الموجى من ناحية اخرى يذيع اللحن الذى وضعه لنفس الاغنية فى كل مكان وتحولت الحرب الباردة الى حرب ساخنة ومن العجيب ان الموجى الذى كان يسرح لحنه فى كل مكان اعترف لى بان منير اقتبس مقدمة الاغنية فى لحنه ورغم هذا فلم يعجب الناس بلحن الموجى او لحن منير وكتبت انا بضعة مقالت عن هذه الاغنية وكنت استطلع اراء الفنانين فى هذا اللحن الجديد وكان بعضهم يفضل لحن منير والبعض الاخر يفضل لحن الموجى ولكن الاراء اجمعت على ضعف اللحنين وقد قالت لى سامية صادق ان لحن منير لم يعجبها وقلت لها اننى كتبت مقالا واشرت فيه الى رايك هذا فضحكت سامية وقالت ان نشر هذا الراى سيغيظ حليم وهنا دق جرس شقة جلال معوض وظهر حليم وقال حليم مش انتوا اللى تحكموا على عمل من اعمالى فهذا يهد م الاغنية التى لم يستوعبها الجمهور بعد فليس من حقكم ان تنقدوا الاغنية وصاحب الحق فى ابداء الراى فى هذه الاغنية هو الجمهور فقالت سامية ونحن ايضا من الجمهور وسكت حليم وطلب الى ان اتصل برئيس تحرير اخبار اليوم لكى يحذف عبارات النقد الموجه للاغنية ولكن لم اتحرك من مكانى فنهض هو واتصل فقلت له انت تستطيع ان نحذف عبارات النقد وان تحذف المقال كله ولكنك لاتستطيع ان تمنعنى من ان ان انشر هذا الراى فى كتاب اصدره فى نفس الاسبوع فوضع حليم سماعة التليفون وقال انتى زعلتى ياحلوة وقال هل تظن اننى اهبل ان امنع نشر راى لك انت مؤمن به انا اعتقد ان الكلام الكثير حول هذه الاغنية سيسى اليها والاغنية لاتزال حديثة وقد يؤثر كلامكم على الناس فتقتلونها وهى فى المهد
الجدير بالذكر ان هذه الاغنية الرائعة جدا بامر الحب والتى لم تلقى نجاح حين ظهورها اصبحت الان افضل واحسن اغنية رومانسية وكل عشاق العندليب يحبونها ويعشقونها كثيرا فهى رائعة جدا فى كلماتها والذى الفها مرسى جميل عزيز ورائعة ايضا فى لحنها الذى لحنه منير مراد وفى الاداء ايضا اداها حليم على اروع مايكون وباحساس عالى جدا