[b]
من مجلة الكواكب وبمناسبة ذكرى ميلاد موسيقار الاجيال اليوم الذى اعشق كل شى فيه فنه وصوته واغانيه والحانه لنفسه وغيره من المطربين والمطربات وذكاؤه الخارق وشخصيته وحواراته وخفة ظله وافلامه وحتى وسوسته التى اشتهر بها والذى قال عنه العندليب عند تقديمه للرائعته فاتت جنبنا هذا الرجل الذى حمل عب الموسيقى العربية على اكتافه طول عمره ومش لاقى كلام اوصفه به استاذى الاستاذ محمد عبد الوهاب يرحمه الله هذا العملاق الذى لن يتكرر وادخلف فسيح جناته
يقول مرسيقار الاجيال
حليم كان ظاهرة غنائية تجعل العامللين بامور الموسيقى يقفون امامها طويلا متاملين وظاهرة يجبالاتمر على اجيالنا الحاضرة والقادمة مرور الكرام فحليم لم ينجح من فراغ بل جاء نجاحه نتيجة عوامل اولها ان حليم عندما اقتحم الحياة الغنائية اقتحمها بشى جديد على الاذن المصرية الع ربية هذا الشى هو طريقة اداؤه الممزوجة باحاسيس مرهفة وعندما خطا خطواته الاولى وثبت اقدامه راح ييبحث عن كل جديد ليدعم نجاحه وفعلا كان يركز على الجديد فى الكلمة واللحن وفى تطوير الاداء والوقوف على المسرح ولم يكن الجديد يبعده عن اصالة موسيقانا فكان يمزج بين القديم والحديد باسلوبه الذى تفرد به وكانت له اراؤه مع المؤلفين والملحنين وكانت هناك مناقشات دائمة بينه وبينهم والجميع يتوخى مصلحة العمل قبل ان يطرح على الجماهير
وكان حليم ايضا يتميز بميزتين هما الاحساس والذكاء فقد كان احساس حليم يقوده الى الاختيار الاحسن لاعماله وكان هذا الاحساس يعطيه دفعات قوية لتاكيد نجاحه وتفوقه على جيله وكان يستخدم ذكاؤه فى كل معاملاته الفنية فلايقدم على عمل الا وذكاؤه يحدد له مساره وكم من المواقف التى تعرض لها حليم فكان لذكائه الدور الكبير الذى يجنبه الحرج وكان ذكاء حليم مضرب الامثال فى كل خطواته سواء فى عمله او علاقاته الشخصية
وعندما كان يقف حليم ليغنى على المسرح استطاع ان يجعل بينه وبين الجمهور الفة واستطاع بشخصيته ان يزيل القيود والتقاليد المعروفة بين المطرب والمستمعين بحيث يخيل للجمهور ان هذا العدد الضخم من المستمعين انتقل الى غرفة نوم حليم وكانت البساطة والتلقائية وعدم التكلف رائده واوجد الالفة بينه وبين الجمهور وهذه الالفة لاتتحقق الا بخفة دم صاحبها وبشخصيته الرقيقة فهو يصفق مع الناس ويصفر ويذهب الى الطبلة ليعزف عليها
والذى اعلمه ان حليم حاصل على شهادته من معهد الموسيقى وهذا دليل على انه مثقف موسيقيا وانه كان يعزف على الة الابوا وحليم دون ان يدرى صوته تمرس على سلامة المقامات بحكم العزف المستمر منه على هذه الالة كل هذا يدلنا ان الموهبة فقط لاتوصل الى الكمال ولا ايضا الثقافة ولكن الفن خليط من موهبة وثقافة فالموهبة هى الاحساس والصدق والثقافة هى المعايشة والاطار العصرى التى يقد الفنان من خلالها فنه وحليم كان فيه هذا المعنى فهو موهوب اولا وحساس ثانيا ومثقف ثقافة بالقدر الكافى لنجاح مطرب
ورايت حليم لما كانت الاذاعة تقدم برنامجا باسم ركن الهواة وكانت هناك لجنة مكونة من ام كلثوم والقصبجى وحافظ عبد الوهاب وانا واذكر انه فى احدى جلسات اللجنة لم يحضر الا انا وحافظ وعرض علينا شريط مسجل عليه اغنية ياحلو ياسمر من تلحين الموجى فقلت لحافظ عايز اشوف الولد ده فذهب الى وهناته ومن يوم مارايته استمرت العلاقة بيننا الى ان وافاه الاجل المحتوم
وقد كان اول لحن لحنته له هو توبة واخر لحن نبتدى منين الحكاية ومن غيرليه الذى كان قد حفظه ولم يغنه على الناس واول اغنية من الحانى سمعتها منه على ايه بتلومنى
11-4-1978