فى مجلة(الكواكب)المصرية-26/3/1991-(لأول مرة يتحدث (عبد الحليم محمد سيد)السفرجى الخاص بعبد الحليم حافظ الذى عاش الى جواره 23عاما بعد أن ظل يلتزم الصمت طوال 14عاما منذ وفاته00و فى الفترة الماضية رفض الحاج عبد الحليم محمد سيد العديد من المغريات و العروض التليفزيونية للكشف عن حياة و أسرار الفنان الراحل الى أن جاء الوقت و شعر بالاستفزاز تجاه ماتكتبه بعض الأقلام فقرر أن يتحدث عن ليلة وفاة عبد الحليم حافظ فى لندن و عن بعض جوانب رحلة الألم و المرض و الفشل و النجاح و ترجع أهمية هذه الشهادة عن عبد الحليم الى أنها تأتى من الرجل الذى كان يرافقه طوال حياته و بواقع 16ساعة يوميا على الأقل00000سألته فى البداية عن أسرار هذا الصمت و الامتناع عن الكلام؟-قال:لأن مايقال ربما ينفع و ربما يضر و لهذا التزمت بالسكوت0000000و ماالجديد الذى يدفعك للكلام؟-الجديد أننى أريد أن أقول الحقيقة لأن كل من هب و دب يتحدث عن عبد الحليم الى درجة أن البعض مازال يدعى أنه كان يتصنع المرض حتى بعد أن مات و كأن الموت أيضا يحتاج الى التصنع000000و لماذا تعتبر أن كلامك فى هذا الجانب مهم الى هذه الدرجة؟-لأننى الوحيد الذى كان يرى عبد الحليم بعد أن ينصرف الناس و عشت الى جواره 23عاما و هو يعض أطراف السرير من شدة الألم و ينام على سرير بدون وسائد بحيث يكون ارتفاع الرأس عن موضع القدمين 30سم على الأقل لأن أى انحناء يعرضه للنزيف و كنت أحشو سريره بالخشب ليتحقق هذا الميل و كان لا يستطيع النوم على بطنه و اذا انقلب أثناء النوم ينزف 00هل هؤلاء يعرفون هذه الحقائق0000000أنت تدافع عن عبد الحليم الى هذه الدرجة لماذا؟-لأن عبد الحليم كان انسانا و كان يحب أن يساعد الفقراء و يرسلنى اليهم بالمرتبات أول كل شهر و يرفض أن يرافقنى السائق حتى لا يعرف أحد أماكنهم00000000و أنت ماذا استفدت من وجودك الى جواره؟-ماديا لاشىء و معظم فترة عملى معه كانت فى وقت العزوبية و كنت أنفق كل مامعى ربما لأننى تأثرت بعبد الحليم الذى كان لايضع أى اعتبار للمادة كسبت كثيرا الى درجة أننى كنت أحصل أحيانا على 500 جنيه بقشيش فى ليلة واحدة و لم أفكر فى المستقبل و لهذا فأنا اليوم تعبان00000معنى هذا أنك لم تحقق أى شىء مادى من خدمته؟-لا00هذه الشقة التى اسكنها اشتراها عبد الحليم و الأستاذ شوقى رضوان ابن خالته أسهم و تحرك لدى المسئولين حتى أحصل عليها أما الفلوس فقد دفعها عبد الحليم و اشترى لى أيضا تليفزيونا00000000و حضر زواجك؟-طبعا و هو الذى دفع التكاليف0000000و رأى أولادك؟-رأى محمد و ابنتى زينب و كان يجىء هنا و يلاعبهما0000000أين تبخرت ثروة عبد الحليم بعد أن مات؟-الذى قال ان عبد الحليم كان غنيا شخص كذاب أقسم برب الكعبة عندما مات عبد الحليم حافظ كان هناك أفراد دفعوا تكاليف العلاج و أنا أعرفهم جيدا و مازالوا أحياء الى الآن و هذه الأموال وصلتنى فى المستشفى و أعطيتها للأستاذ مجدى العمروسى و هو الذى سدد التكاليف و الا كانت الجثة قد احتجزت هناك و يمكن أن تسألوه لكى يشهد على هذا0000000أنت الوحيد من أهل المنزل الذى حضر وفاة عبد الحليم فى لندن كيف كانت هذه الليلة بالتحديد؟-فى هذا اليوم انتشرت شائعة بأن عبد الحليم حافظ مات كيف و من أطلقها لاأحد يعرف و فى المساءاتصل بنا العديد من الأصدقاء فى قلق و نصحوا عبد الحليم بقراءة بعض الآيات القرآنية 00كان عبد الحليم يستمع الى هذه المكالمات و هو لايستطيع أن يمسك السماعة لأن احدى يديه معلق عليها حقنة جلوكوز و الأخرى لايستطيع أن يرفعها من كثرة الحقن و كنت أجلس الى جواره و أضع السماعة على أذنه و بعد أن انتهت المكالمات اعتدل على السرير قليلا و أخذ يبكى فى حرقه و كانت أول مرة أراه يبكى بهذه الطريقة فقلت :مالك ياأستاذ قال:ياعبده أنا تعبت و رفع عينيه الى السماء و قال:يارب اما أن تشفينى أو تأخذنى عندك00فى الليل نام للمرة الأولى منذ شهر من الساعة العاشرة بتوقيت لندن الى العاشرة من صباح اليوم التالى نوما عميقا كل هذا و أنا مستيقظ الى جواره لتغيير حقنة الجلوكوز عندما تنتهى 00وفى الصباح اسيقظ و كانت أول مرة أراه على هذه الدرجة من الاشراق و طلب أن يستحم و يغير جلبابه و أن أصفف له شعره و بعد قليل جاءت مدام نهلة القدسى و عندما شاهدته قالت فى فرح:أنا اليوم سعيدة و سأمسك بالسرير بدلا من الخشب فضحك و طلب أن تلتقط له صورة معها و صورتنى و أنا معه أيضا و بعد فترة انصرفت مدام نهلة و كان هذا موعد الحقنة السنوية و كانت الساعة الرابعة تقريبا بتوقيت لندن00و كان الدكتور ياسين عبد الغفار الى جواره حتى آخر لحظة 00و قبل موعد الحقنة بقليل التفت ناحيتى و قال:يبدو أن هذه آخر مرة أراك فيها ياعبده كان بعض الأطباء قد حذروا من خطورة هذه الحقنة على حياته بعد أن تدهور الكبد نتيجة الارهاق و الاهمال 00و أخذ الحقنة و عاد الى غرفته و هو يتألم و أخذ يقول
آه00آه)و يتوجع و جلست الى جواره و اعتقدت أنها بعض الآلام و تزول و التفت اليه لأخفف عنه لكننى رأيته يميل على أحد جوانب السرير و نزيف حاد جدا يندفع من فمه و خرجت أجرى على الأطباء الذين جاءوا جميعا أكثر من ثمانية أطباء يحقنونه بالدماء فى رقبته و قدميه و يديه و فى كل مكان يسمح بدخول الدم الى جسده و الغرفة تحولت الى مذبح و الى حركة صراع يائس بين الأطباء و الموت الى أن تراجع الدكتور المعالج ووقف على باب الغرفة ثوانى وبكى و رفع يده و عند ذلك توقف الأطباء و تركوا الجسد المسجى على السرير 00وقتها كانت الحاجة علية تقيم فى لندن لدى صديقة عربية و بعد موته غيرت ملابسه و جاءت الحاجة علية و للأمانة كانت أكثر تماسكا و ايمانا و دخلت علية و قبلت رأسه و يديه و قال:أنت ياعبد الحليم ان شاءالله من أهل الجنة00قالتها ثلاث مرات و انحدرت دموع الرحمة من عينيها فقلت :و أشياءبد الحليم هذه؟قالت:عبد الحليم خلاص راح و لم يكن مع عبد الحليم شىء يذكر بالفعل و ان كنت أتذكر ذلك الخاتم البسيط الذى يشبه دبلة الخطبة؟و كان منقوشا بالنقط السوداء و من الذهب و كان يتفاءل به و نزعت هذا الخاتم و أعطيته لشحاتة ابن خالته و رجعنا الى مصر و ظللت لاأقترب ناحية البيت لولا الحاجة علية التى أصرت أن ترانى و ذهبت الى هناك مرات معدودة لأن أعصابى لاتتحمل أن أرى البيت و المكان و أن أتذكر كل شىء)