[b]
من كتاب العاشق الذى رحل عبد الحليم حافظ للكاتب والشاعر على توفيق ناجى
يقول الشاعر على ناجى
فى ربيع عام 76 اطل علينا العندليب لاخرمرة فى حفل عيد الربيع السنوى الذى كان حفلا فريدا من نوعه فى شكله واسلوبه ومضمونه كان حدثا تتحدث عنه الصحافة وتتحدث عنه الجماهير بكل شوق وانتظار للمفاجاة التى سيقدمها لهم العندليب كعادته دائما وكان حفلا ساهرا حتى طلع الصباح واشرقت الشمس على صوت حليم وهو يشدو بروائعه الفنية الحديث منها والقديم الذى يعطيه نبضا جديدا ولونا جديدا واداءا جديدا كعادته دائما فى كل ربيع يمر علينا
فكرت فيمايمكن ان اكتبه اليه وهل ستكون مجرد تهنئة عابرة بحفل الربيع ونجاحه وخاصة انه كان حفلا غير عادي حيث قدم فيه عدة اغانى غاية فى الروعةوالابداع بالاضافة الى قصيدة قارئة الفنجان التىبل فيها جهدا كبيرا فكانت اطول واصعب قصيدة غناها حليم ولكننى تذكرت ان هناك فرصة اكبر ربما يمكن ان اقول له شيئا فيها قد لايسبقنى اليه او يزاحمنى فيه احد بل ربما تكون مفاجاة لم تخطر على باله
كانت هذه المناسبة هى ذكرى عيد ميلاده الموافق يوم 21 يونيو من كل عام وبرغم اننى كنت اعرف انه يحاول دائما ان يتناسى ذلك اليوم بالذات فهو الانسان الوحيد الذى يحاول ان ينسى يوم مولده لانه يشعر بالذنب وكان يشعر دائما بان حياته وعمره كان ثمنا لموت احب الناس اليه وهى امه التى لم يرها ولم يذق طعم الحنان والعطف من يديها ولكننى حاولت ان اهديه لحظة سعادة تخفف من حزنه والمه
لحظة ينظر فيها الى حاضره وغده بعين التفاؤل والمرح من اجل ان تصبح للحياة قيمة ومعنى فكتبت رسالتى الاولى اليه وارسلت ابياتا من الشعروكانت تلك هى المرة الاولى التى كتبت فيها ابياتا بهذا الشكل فقد كتبت من قبل بعض القصائد العاطفية ولكننى لم اكتب من قبل لاحد قصيدة منظومة ولكنه كان دائما مصدرا للالهام وخرجت اوللل قصيدة بعنوان ياعندليبا اسمرا غنى مع تمنياتى الصادقة بالشفاء العاجل والسعادة